روسيا وأوكرانيا تتبادلان الهجمات والناتو يدرس إسقاط صواريخ تقترب من حدوده
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
تبادلت كل من روسيا وأوكرانيا الهجمات الجوية بالطائرات المسيرة في استمرار للتصعيد بين طرفي الحرب المندلعة منذ أكثر من عامين، في وقت يدرس فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) إسقاط أي صواريخ روسية تقترب من حدوده.
وأفاد قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك، اليوم الأربعاء، بأن روسيا أطلقت 13 طائرة مسيرة من طراز "شاهد" على أوكرانيا خلال الليل، مشيرا إلى أن 10 منها تم إسقاطها في مناطق خاركيف وسومي وكييف.
وأضاف أن وحدات الصواريخ المضادة للطائرات ومجموعات الإطفاء المتنقلة ومعدات الحرب الإلكترونية قد شاركت في صد الهجوم الجوي.
وفي السياق ذاته، قال حاكم منطقة بيلغورود في جنوب روسيا، في ساعات مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، إن وحدات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من إسقاط 18 هدفا جويا فوق المنطقة المتاخمة لأوكرانيا.
وصرح فياتشيسلاف غلادكوف -عبر تطبيق تلغرام- بإصابة شخص خلال الهجمات، التي تسببت أيضا في أضرار بمنازل خاصة وسيارات.
ومنذ أشهر، تتعرض منطقة بيلغورود ومنطقتان مجاورتان -هما كورسك وفورونيج- لهجمات جوية متكررة من قبل أوكرانيا، حيث قتل نحو 25 شخصا في أكبر هجوم شهدته المنطقة في بداية العام.
الناتو يدرس إمكانية إسقاط صواريخ روسية
من جهة أخرى، صرح أندريه سينا نائب وزير الخارجية البولندي -أمس الثلاثاء- بأن حلف الناتو يدرس إمكانية إسقاط أي صواريخ روسية قد تقترب من حدود التكتل، وذلك بعد يومين من انتقاد بولندا انتهاك مجالها الجوي.
وأعلنت وارسو -الأحد الماضي- أن صاروخا روسيا من طراز كروز أُطلق ليلا على بلدات في الغرب الأوكراني اخترق المجال الجوي البولندي لمدة 39 ثانية، وبعمق نحو كيلومترين من الحدود.
وقال سينا -في تصريح لمحطة الإذاعة المحلية "آر إم إف 24"- إن هناك مفاهيم مختلفة يتم تحليلها داخل حلف الناتو ردا على مثل هذه الحوادث، بما في ذلك إسقاط الصواريخ عندما تكون قريبة جدا من حدود الحلف.
وأشار إلى أنه يجب أن يكون هذا الإجراء بموافقة أوكرانيا، مع مراعاة التداعيات الدولية.
كما أوضح وزير الدفاع البولندي أن بلاده نشطت كل أنظمتها الدفاعية، وكان بالإمكان إسقاط الصاروخ في حال تبيّن أنه متجه نحو هدف في الأراضي البولندية.
وعبّرت وزارة الخارجية البولندية، الاثنين الماضي، عن استيائها من عدم حضور السفير الروسي لدى وارسو بعد استدعائه بسبب الحادثة.
حوادث متكررة
وأعلنت بولندا في وقت لاحق أن وزير الخارجية رادوسلاف سيكورسكي ناقش الحادثة مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.
وأشار ستولتنبرغ خلال المحادثة إلى تعزيز يقظة الحلف ووضعيته في الجناح الشرقي، ومن بين ذلك بولندا.
وسبقت هذه الواقعة حادثة مماثلة في ديسمبر/كانون الأول 2023، حين اخترق صاروخ روسي المجال الجوي البولندي قبل أن يتجه إلى أوكرانيا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قتل شخصان عندما سقط صاروخ تابع لأنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية على قرية برزيفودوف البولندية بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وقبل أن يتبين أن الصاروخ من صنع أوكراني، أثارت مخاوف من انجرار حلف الناتو وبولندا، كعضو فيه، إلى تصعيد النزاع مع روسيا في حالة تفعيل تدابير الدفاع الجماعي المنصوص عليها في معاهدته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات حلف الناتو
إقرأ أيضاً:
روسيا وإيران.. تحالف فضائي جديد يعزز قدرة طهران على الهجمات الدقيقة
تشهد العلاقات الإيرانية الروسية تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث تعززت الروابط بين البلدين في مجالات متعددة تشمل التعاون العسكري، والتبادل التكنولوجي، والدعم الاستراتيجي.
كشفت شبكة "بلومبرغ" الأمريكية في تقرير حديث، أن روسيا تساعد إيران بشكل فعال في تطوير وتوسيع منظومتها من الأقمار الصناعية التجسسية، في إطار صفقة تبادلية يعتقد أن جزءا منها يشمل حصول موسكو على طائرات مسيّرة إيرانية متطورة.
وبحسب الباحثة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، جوليانا سوس، فإن "ما تقدمه روسيا هو عقود من الخبرة في مجال استكشاف الفضاء"، مضيفة أن "هذه الخبرة هي بالضبط ما تحتاجه إيران لتعزيز حضورها الفضائي". وتشير هذه التصريحات إلى عمق التعاون التقني بين الطرفين، خصوصاً في ظل العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
ووفقاً لمصادر استخباراتية تحدثت لوسائل إعلام أمريكية، فإن تطوير منظومة الأقمار الصناعية الإيرانية بدعم روسي سيمكن طهران من تنفيذ هجمات دقيقة ومتكررة، على نحو غير مسبوق، مثلما ظهر جزئياً في الهجمات الأخيرة على أهداف إسرائيلية.
كما لفت تقرير "بلومبرغ" إلى مشروع تطوير ميناء فضائي إيراني في منطقة تشابهار بجنوب البلاد، تحت غطاء منشأة مدنية، ووفقاً للمصادر، فإن هذه المنشأة قد تُستخدم لإطلاق عدد أكبر من أقمار التجسس إلى المدار الأرضي، وهو تطور نوعي لطالما سعت إليه طهران خلال السنوات الماضية، دون أن تحققه بشكل كامل.
وفي السياق ذاته، يعتبر الخبراء أن الدعم الروسي لطهران في هذا الملف يأتي ضمن استراتيجية أوسع لموسكو لإعادة تشكيل خارطة التحالفات العالمية، ومواجهة النفوذ الأميركي والأوروبي في المنطقة، لا سيما بعد الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية المكثفة.
وأشارت المقالة إلى تطوير ميناء الفضاء الإيراني في تشابهار في جنوب البلاد، تحت غطاء منشأة شبه مدنية، وزعمت أنه يمكن استخدامه لإطلاق العديد من أقمار التجسس إلى مدار حول الأرض، وهو أمر لم تتمكن إيران من القيام به إلا على نطاق محدود في السنوات الأخيرة.
وتنص الوثيقة أيضًا على أن تطوير الصواريخ التي تطلق إلى الفضاء يساعد برنامج الصواريخ الباليستية في طهران على إنتاج المعرفة والخبرة في بناء الصواريخ التي تستخدم الوقود الصلب ومراحل الإطلاق المتعددة، وهي الخبرة الحاسمة لإنتاج بعض الصواريخ الباليستية الأكثر تقدمًا في طهران.