روشتة للتعامل مع لحظات الغضب (شاهد)
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
حددت الدكتورة أسماء مراد أخصائية اجتماع المرأة والإرشاد الأسري، روشتة حياتية للتعامل اليومي، مشيرة إلى أن التسامح في الأزمات التي يمر بها الإسان، يساعد على الحد من المشاكل.
طرق تخلصك من الغضب وتحافظ على صحتك أضرار خطيرة من إظهار الغضب الشخص المتسامح له ثواب عظيم من الله عز وجل
وأضافت خلال لقائها مع الإعلامية فاتن عبدالمعبود، عبر برنامج صباح البلد،المذاع على قناة صدى البلد، أن الشخص المتسامح له ثواب عظيم من الله عز وجل، إلى جانب القدرة على التعايش بين الأفراد عن طريق تقبل الاختلاف والحفاظ على حقوق الآخرين، بعيدا عن الصراعات وانتشار الحقد والكراهية العنصرية.
وتابعت الدكتورة أسماء مراد أخصائية اجتماع المرأة والإرشاد الأسري، أنه وفقا للتعاملات اليومية، سواء كان مع الأصدقاء أو في العمل، فهناك العديد من الأمور قد تحدث، مما يستوجب البحث عن الهدوء أو سكينة النفس والتسامح، وهو ما يجعل الإنسان يعيش في هدوء تام دون أي مشكلات أو أمور أخرى تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية.
جدير بالذكر أن باحثون توصلوا إلى أن الانخراط في الأنشطة المصممة للتخلص من الغضب، مثل الركض أو ضرب كيس اللكم، ربما لن تكون فعالة في الحد منه. ويرجح الباحثون من جامعة أوهايو ستيت أنه من الأفضل تجربة الأنشطة التي تقلل من الاستثارة الجسدية.
لتعامل أفضل مع الغضب
بحسب ما نشره موقع "New Atlas" نقلًا عن دورية "Clinical Psychology Review"، فإن الغضب هو شعور غير سار يرغب الكثيرون في التخلص منه. وبشكل واقعي أصبح البعض أكثر غضبًا هذه الأيام لمجموعة كبيرة من الأسباب، حيث كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب، أن الأميركيين كانوا أكثر غضبًا في عام 2018 مما كانوا عليه في السنوات السابقة، ولم تكن جائحة كوفيد-19 موجودة آنذاك.
بشكل عام، هناك طريقتان للتعامل مع الغضب هما الانخراط في أنشطة تزيد من الإثارة الجسدية، وهي المعروفة باسم التنفيس عن الغضب، أو الانخراط في أنشطة تقلل من الإثارة. قام فريق الباحثين بتحليل نتائج 154 دراسة مع 10189 مشاركًا لتحديد الطريقة الأكثر فعالية لتقليل الغضب.
دحض الأسطورة
أعرب براد بوشمان، أستاذ الاتصالات في جامعة أوهايو والباحث المشارك في الدراسة، عن اعتقاده بأنه "من المهم حقًا دحض الأسطورة القائلة بأنه إذا كنت غاضبًا، فيجب عليك التنفيس عن غضبك، وإزاحة الغضب عن صدرك"، موضحًا أنه "ربما يبدو التنفيس فكرة جيدة، ولكن لا يوجد أي دليل علمي يدعم نظرية التنفيس".
رأي علم النفسفي نظرية التحليل النفسي، إن "التنفيس" هو إطلاق المشاعر المكبوتة مثل الغضب أو الإحباط أو الحزن من خلال التعبيرات اللفظية والجسدية. إنها تأتي من الكلمة اليونانية التي تعني "التطهير"، وهي موجودة منذ زمن أرسطو، على الرغم من تفضيلها من قبل سيغموند فرويد كتقنية علاجية تستخدم للتخلص من التأثيرات المشلولة المرتبطة بالذكريات السلبية والمؤلمة.
استرشد الباحثون في اختيار الدراسة وتحليلها بنظرية شاختر-سينغر ذات العاملين، والتي تنص على أن العواطف، بما يشمل الغضب، تتكون من عاملين رئيسيين، هما الإثارة الفسيولوجية والعلامة المعرفية، مما يعني أن تجربة العاطفة تتضمن أولاً استجابة فسيولوجية لمحفز ما، والذي يحدده العقل بعد ذلك أو يسميه.
العلاج السلوكي المعرفي
ركزت بعض التحليلات السابقة على استخدام العلاج السلوكي المعرفي CBT لتغيير المعنى العقلي للشخص. ولكن في الدراسة الحالية، اعتبر الباحثون أن التركيز بدلاً من ذلك على الإثارة من شأنه أن يسد فجوة في فهم كيفية حل الغضب بشكل فعال. واستفاد الباحثون جزئيًا من ارتفاع شعبية "غرف الغضب"، حيث يقوم الأشخاص بتحطيم أشياء مثل الزجاج والأطباق والإلكترونيات للتعامل مع مشاعر الغضب.
زيف نظرية التنفيس
وقالت صوفي كيارفيك، باحثة أخرى مشاركة في الدراسة، إنها أرادت أن تكشف "زيف نظرية التعبير عن الغضب كوسيلة للتعامل معه"، شارحة أنها هدفت إلى إظهار "أن الحد من الإثارة، وفي الواقع الجانب الفسيولوجي لها، أمر مهم حقًا."
زيادة أو تقليل الإثارة
لذلك، ركز تحليل الباحثين على الأنشطة التي تزيد الإثارة مثل ضرب كيس الملاكمة والركض وركوب الدراجات والسباحة والأنشطة التي تقلل الإثارة مثل التنفس العميق واليقظة الذهنية والتأمل واليوغا. واكتشفوا أن أنشطة تقليل الإثارة كانت فعالة في تقليل الغضب في إعدادات المختبر وفي الميدان، باستخدام المنصات الرقمية أو التعليم الشخصي، في إعدادات جماعية وفردية عبر مجموعات متعددة مثل طلاب الجامعات وغير الطلاب والأشخاص مع وبدون تاريخ إجرامي والأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وبدونها.
استرخاء العضلات
وقالت كيارفيك: "كان من المثير للاهتمام حقاً أن نرى أن استرخاء العضلات التدريجي والاسترخاء بشكل عام قد يكون فعالاً مثل أساليب اليقظة الذهنية والتأمل واليوغا، وهي وسيلة للتهدئة والتركيز على التنفس، والتي لها تأثير مماثل في الحد من الغضب. من الواضح أنه في مجتمع اليوم يتعامل [البعض] مع الكثير من التوتر، ويحتاجون إلى طرق للتعامل مع ذلك أيضًا. إن إظهار أن نفس الاستراتيجيات التي تعمل على علاج التوتر تعمل أيضًا على علاج الغضب هو أمر مفيد".
مجموعة معقدة من النتائج
وكانت الأنشطة التي تزيد من الإثارة غير فعالة بشكل عام في الحد من الغضب، مما أدى إلى مجموعة معقدة من النتائج. وكان الركض، على وجه الخصوص، هو الأكثر احتمالا لزيادة الغضب، في حين أن دروس التربية البدنية ولعب رياضات الكرة كان لها تأثير في تقليل الإثارة. ورجح الباحثون أن السبب في ذلك هو أن الأخير قدم عنصرًا من اللعب قد يتصدى للمشاعر السلبية.
مفيدة للقلب فقط
قال بوشمان: "ربما تكون بعض الأنشطة البدنية، التي تزيد من الإثارة، مفيدة للقلب، لكنها بالتأكيد ليست أفضل طريقة لتقليل الغضب"، مضيفًا "أنها معركة حقًا لأن الأشخاص الغاضبين يريدون التنفيس، لكن نتائج الدراسة تُظهر أن أي شعور جيد يحصل عليه المرء من التنفيس يعزز في الواقع العدوان".
ويشير الباحثون إلى أن العديد من وسائل تقليل الإثارة للحد من الغضب تكون مجانية أو غير مكلفة ويسهل الوصول إليها، حيث أوضحت الباحثة كيارفيك قائلة: "لا يحتاج [الشخص] بالضرورة إلى حجز موعد مع معالج سلوكي معرفي للتعامل مع الغضب. يمكنه تنزيل تطبيق مجاني على الهاتف، أو يمكنه العثور على مقطع فيديو على منصة يوتيوب إذا كان بحاجة إلى إرشادات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بوابة الوفد الوفد الغضب رمضان الأنشطة التی للتعامل مع من الإثارة من الغضب الحد من
إقرأ أيضاً:
سيظل الإرهاب يهددنا ما لم نعالج جذور الغضب العدمي
زعم كير ستارمر الأسبوع الماضي أن «بريطانيا تواجه تهديدا جديدا»، وذلك بعد إقرار أكسل روداكوبانا بذنبه في قتل ثلاث فتيات صغيرات في فصل رقص لتيلور سويفت في ساوثبورت فالإرهاب ليس فقط عمل «مجموعات شديدة التنظيم تنطلق من نية سياسية واضحة» ولكنه أيضا «أعمال عنف فائق ارتكبها منعزلون ومنبوذون وشبان في غرف نومهم، متاح لهم جميع أنواع المواد عبر الإنترنت، ويتلهفون إلى اكتساب الشهرة». رفض الادعاء العام، فأثار غضب الكثيرين، تصنيف عمليات القتل في ساوثبورت بالإرهاب؛ لأنه «ما من دليل على أن الغرض منها كان تعزيز قضية سياسية أو أيديولوجية معينة».
غير أن هذه ليست سمة جديدة في الهجمات الإرهابية. «إن ما تكشفه هذه الهجمات هو استمرار تدهور الإرهاب الإسلامي وازدياد ضبابية الخطوط بين العنف الأيديولوجي والغضب المرضي النفسي». وذلك ما كتبته منذ ما يقرب من ثماني سنوات بعد الهجوم الذي شنه خالد مسعود على مبنى البرلمان في مارس 2017. لقي خمسة أشخاص ـ مصرعهم، ومن بينهم مسعود نفسه الذي قاد سيارته باتجاه المشاة على جسر وستمنستر قبل أن يقتحم أرض مبنى البرلمان ويطعن ضابط شرطة.
لن ينكر كثيرون أن ذلك الهجوم كان إرهابيًا، ولكنه كان أيضا من عمل «منعزل» و«منبوذ». ولد مسعود في كينت باسم أدريان إلمز، ودأب على تغيير هويته، وينخرط في حياة الجريمة البسيطة، وتعرض للسجن مرتين لضربه وجوه رجال بالسكاكين. وبسبب شعوره بالغربة والاستياء والغضب الشديد، وقع تحت تأثير الإسلاموية في أثناء وجوده في السجن.
وبرغم أن تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن هجوم مسعود، لم يتوافر دليل يربطه بأي جماعة إرهابية. كتبت في ذلك الوقت أن قصته هي قصة «مجرم تافه يفتقر إلى الاتجاه، ولكنه يجد في السلفية إحساسا بالنظام والمعنى، ويستطيع أن يتفهم غضبه الداخلي، وهي قصة ليست بالاستثنائية في أوساط الجهاديين». وفي حالات عديدة أخرى، يكون الخط الفاصل بين الأيديولوجية والمرض العقلي أقل تمايزًا. فقبل ستة أشهر من هجوم مسعود، هاجم زكريا بولهان ساحة راسل في لندن، فطعن ستة أشخاص، لقي أحدهم مصرعه. واعتُبر بولهان في البداية إرهابيا، ثم تم تشخيص حالته لاحقا بالفصام البارانويدي وصدر الأمر باحتجازه إلى أجل غير مسمى في مستشفى برودمور شديد الحراسة.
وفي العام السابق، ترك ديمون سميث البالغ من العمر تسعة عشر عاما قنبلة منزلية الصنع في أحد قطارات الأنفاق في لندن. واكتشفت الشرطة في شقته مقالة بعنوان «اصنع قنبلة في مطبخ والدتك» من مجلة إنسباير «إلهام» التابعة لتنظيم القاعدة. ولم يتبين وجود ما يربط سميث بأي شبكة متطرفة، كما أن معرفته بالإسلام كانت ضئيلة. كان يعاني من متلازمة أسبرجر فضلا عن مشكلات سلوكية. وقال لطبيب نفسي: إن القنابل «شيء يصنعه عندما يشعر بالملل». ومرة أخرى أقول: إن الحدود بين غضب الإرهابيين وغضب العقول المضطربة غائمة. وقد ساعد تطور طابع الجهادية على طمس هذا الخط.
فالجهاديون الأصليون كانوا مجاهدين يقاتلون القوات السوفييتية في أفغانستان. ثم جاءت في وقت لاحق نخبة مغتربين من الشرق الأوسط إلى الغرب فغرسوا بذور الإرهاب، وأبرز ذلك نراه في الحادي عشر من سبتمبر. ظهرت الموجة الأولى من «الجهاديين المحليين» الأوروبيين في أعقاب حرب العراق عام 2003. وأدت الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011، وظهور تنظيم الدولة، إلى ظهور موجة جديدة من الجهاديين المحتملين تتألف، على حد تعبير الباحث في شؤون الإرهاب ريك كولسيت، من مجرمين يمثل لهم «الانضمام إلى تنظيم الدولة محض تحول إلى شكل آخر من أشكال السلوك المنحرف» وتتألف أيضا من «مراهقين منعزلين، غالبا ما يكونون على خلاف مع الأسرة والأصدقاء، ويبحثون عن الانتماء». فضلا عن «منعزلين» و«منبوذين» بحسب تعبير ستارمر. ثم إنه مع تفكك تنظيم الدولة، ظهر الإرهاب «منخفض التقنية» ـ حيث يمارس الجناة الإرهاب لا باستخدام القنابل وبنادق الكلاشنيكوف وإنما باستعمال أغراض من الحياة اليومية من قبيل السكاكين والسيارات.
وهذا هو تاريخ أيديولوجية غايتها النهائية هي الهجوم القاتل عديم المعنى، والفاسد، ومنخفض التقنية، حيث لا يمثل العنف وسيلة بقدر ما هو غاية في ذاته، ومشهد يكاد يستحيل فيه تمييز الحدود بين «السياسي» و«الاختلال العقلي». وهذا هو الطريق الماضي إلى ساوثبورت. فقد يصدر حكم على روداكوبانا بأنه لم يكن مدفوعا بأيديولوجية، ولكن في ظل الإرهاب الإسلامي لا تمثل «الأيديولوجية» شكلا متطورا من أشكال الفكر السياسي بقدر ما تمثل رغبة عدمية في إلحاق الخراب والفوضى والضيق والألم.
في الوقت نفسه الذي تغير فيه طابع العنف الإسلامي، أصبح الغضب سمة أكثر تهديدا للحياة العامة.
وضعفت أسوار الحماية الاجتماعية والأخلاقية أمام هذا السلوك. وانحسر تأثير المؤسسات التي تساعد في غرس شعور الالتزام تجاه الآخرين في نفوس الناس، من الكنائس إلى النقابات العمالية. مثلما حدث أيضا للحركات الراديكالية التي كانت في يوم ما تمنح المظالم الاجتماعية شكلا سياسيا تقدميا. وعملت سياسات الهوية على تغذية المزيد من التشرذم في شعور الانتماء. فثمة الآن صدوع ينشأ فيها أفراد غاضبون يحتلون فضاء مجاوزا للحدود الأخلاقية الطبيعية، ويتشكل غضبهم الناشئ من خلال نظرة كارهة للبشر، وغالبا ما تكون معادية إلى حد كبير للنساء. ويجد البعض في الإسلاموية بلسما لأوجاعهم وتبريرا لأفعالهم. وآخرون قد ينفِّسون عن هذا الغضب من خلال القومية البيضاء أو التعصب العنصري أو من خلال فعل الإرهاب نفسه ببساطة. وقد تفاقم تآكل الروابط الاجتماعية بسبب شلل مؤسسات الدولة. فقد ظهرت لدى الشرطة وبرنامج بريفنت للوقاية من الإرهاب والسلطات المدرسية وخدمات الأطفال أدلة على غضب روداكوبانا العنيف الجامح، ولم تفعل شيئا حيال ذلك.
وهذا الفشل الكارثي يمثل ثيمة متكررة.
لقد كان سلمان عبيدي، تفجيري منطقة مانشستر، الذي استهدف في هجوم مروع فتيات صغيرات منبهرات بنجمة البوب أريانا جراندي، معروفا للسلطات، حيث اتصلت الأسرة والأصدقاء وزعماء المجتمع بالشرطة. ولكن الشرطة لم تتخذ أي إجراء. وعثمان خان، الذي قتل جاك ميريت وساسكيا جونز في مؤتمر بالقرب من جسر لندن في نوفمبر 2019، كان تحت مراقبة الشرطة وخدمات المراقبة وجهاز المخابرات البريطاني، فثبتت لديهم جميعا ـ على حد تعبير هيئة محلفين التحقيق ـ «عجزا إداريا غير مقبول، ونجاة من الحساب». وبعيدا عن مجال الإرهاب، فإن السمة المشتركة للقضايا من (بيبي بي) إلى (برج جرينفيل) إلى العصابات الناشئة هي الانهيار المدمر في قدرات الدولة.
في غداة محاكمة روداكوبانا، تم عرض كل شيء من بيع السكاكين عبر الإنترنت إلى الهجرة الجماعية باعتبار أنه يسهل، بل ويفسر، تصرفات القاتل المنبوذة. وإلى أن نصبح مستعدين لرفض العبارات السهلة والوصفات الاستعراضية، ومواجهة الأسباب الأعمق التي أدت إلى ظهور أشخاص مثل روداكوبانا من الشقوق، فسوف يستمر أمثال هؤلاء الناس في الظهور.