الخلافات بين بايدن ونتنياهو تخرج عن نطاق السيطرة.. وضغوط الديمقراطيين تدفع الرئيس الأمريكي نحو التخلي عن دعم إسرائيل
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
◄ الرئيس الأمريكي متخوّف من خسارة أصوات الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة بسبب دعمه الكامل لإسرائيل
◄ زعيم مجلس الشيوخ الأمريكي: نتنياهو هو العقبة الوحيدة أمام تحقيق السلام
◄ الجمهوريون يحاولون "قلب الطاولة".. ونتنياهو قد يوجه "صفعة" لبايدن أمام الكونجرس
◄ بايدن وصف اجتياح رفح بريا بـ"الخط الأحمر".
. ونتنياهو يُصر على الاقتحام
الرؤية- الوكالات
على الرغم من الدعم الأمريكي الكبير للاحتلال الإسرائيلي في الحرب الغاشمة على قطاع غزة، إلا أنَّ فشل إسرائيل في تحقيق أي إنجازات عسكرية على مدى أكثر من 5 أشهر، وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، وارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين من النساء والأطفال والمدنيين، أدى إلى تغير السياسة الأمريكية تجاه دولة الاحتلال.
وفي التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين بدءا من الرئيس جو بايدن ومرورا بالتصريحات الرسمية الأخرى، ظهرت حالة من "الانزعاج" بسبب الممارسات الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الكارثية في غزة، وهو ما جعل عددا من المسؤولين الإسرائيليين يصفون الموقف الأمريكي بأنه "أصبح داعمًا لغزة أكثر من إسرائيل".
وتصطدم رغبة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو في استمرار الحرب دون توقف، مع مصلحة إدارة بايدن في هدن مؤقتة تسمح لها بتحسين صورتها بين يدي الانتخابات الرئاسية نهاية العام الحالي، إذ تتعرض إدارة بايدن لانتقادات واسعة في صفوف الحزب الديمقراطي، ولدى قطاعات مختلفة من المجتمع الأمريكي بسبب موقفها الداعم لحرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة.
ولقد أدى امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، وتمرير قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، إلى تدهور العلاقات بشكل كبير بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونتج عن ذلك، أن ألغى نتنياهو فجأة زيارة لوفد من مسؤولين كبار إلى واشنطن هذا الأسبوع لبحث الهجوم الذي هددت إسرائيل بشنه على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وأدى التهديد بشن مثل هذا الهجوم إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا تحدى نتنياهو بايدن ومضى قدمًا في شن الهجوم.
وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض أميركي سابق في الشرق الأوسط وعمل مع إدارات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي "هذا يظهر أن الثقة بين إدارة بايدن ونتنياهو ربما تنهار. إذا لم تتم إدارة الأزمة بعناية، فسوف تستمر في التفاقم".
خبراء: الثقة بين إدراة بايدن ونتنياهو قاربت على الانهيار
ويبدو أن قرار بايدن بالامتناع عن التصويت في الأمم المتحدة يعكس الإحباط الأمريكي المتزايد تجاه الزعيم الإسرائيلي، وجاءت هذه الخطوة بعد أشهر من الالتزام بالسياسة الأمريكية طويلة الأمد المتمثلة في حماية إسرائيل في المنظمة العالمية.
بايدن يتعرض لضغوط من الحلفاء الدوليين ومن الأعضاء الديمقراطيين
ويواجه الرئيس، الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر، ضغوطاً ليس فقط من حلفاء واشنطن ولكن أيضًا من عدد متزايد من زملائه الديمقراطيين لكبح جماح الجيش الإسرائيلي في غزة.
ويواجه نتنياهو تحديات داخلية خاصة به، وخاصة مطالبة أعضاء ائتلافه اليميني المتطرف باتخاذ موقف متشدد ضد الفلسطينيين، كما يجب عليه أيضًا إقناع عائلات الرهائن بأنه يفعل كل شيء من أجل إطلاق سراحهم بينما يواجه احتجاجات متكررة تُطالب باستقالته.
وبينما أعلن مكتب نتنياهو إلغاء الزيارة، قال رئيس الوزراء إن عدم استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد القرار هو "تراجع واضح" عن موقفها السابق وسيضر بجهود الحرب الإسرائيلية.
كما هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً إن "بايدن يفضل نهج رشيدة طليب، النائبة الديمقراطية من أصل فلسطيني، ويحيى السنوار، رئيس حركة حماس في غزة، على نهج نتنياهو وبن غفير".
وأضاف بن غفير: "كنت أتوقع ألا يتبع رئيس الولايات المتحدة خطهم، بل أن يتبع خطنا"، وقال: "إن الرئيس الأميركي مخطئ للغاية".
وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة بايدن في حيرة من قرار إسرائيل واعتبرته رد فعل مبالغا فيه، وأصروا على أنه لم يحدث أي تغيير في السياسة.
وتجنبت واشنطن في أغلب الأحيان استخدام كلمة "وقف إطلاق النار" في وقت سابق من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر في قطاع غزة، واستخدمت حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة لحماية إسرائيل.
ولكن مع اقتراب المجاعة في غزة ووسط ضغوط عالمية متزايدة من أجل هدنة في الحرب التي أسفرت وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد نحو 32 ألف فلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار يدعو لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان الذي ينتهي بعد أسبوعين.
ويقول محللون إن التحدي الذي يواجه بايدن ونتنياهو الآن هو منع خلافاتهما من أن تصل إلى خارج نطاق السيطرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال بايدن في مقابلة مع شبكة (أم.أس.أن.بي.سي) إن اجتياح رفح بريا سيكون "خطا أحمر"، لكنه أضاف أن الدفاع عن إسرائيل "أمر بالغ الأهمية" وأنه لن يقوم بأي حال من الأحوال "بوقف جميع الأسلحة لدرجة تجعلهم لا يملكون القبة الحديدية (نظام الدفاع الصاروخي) لحمايتهم".
ورفض نتنياهو انتقادات بايدن وتوعد بالمضي قدماً في مهاجمة رفح، الجزء الأخير من قطاع غزة الذي لم تهاجمه القوات الإسرائيلية بريا، لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنه لا توجد مؤشرات على عملية عسكرية وشيكة.
وأعقب ذلك الأسبوع الماضي وصف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في البلاد، نتنياهو بأنه عقبة أمام السلام ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل ليحل محله.
ووصف بايدن تعليقات شومر بأنها "خطاب جيد".
لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون قال للصحفيين، الأربعاء، إنه يفكر في دعوة نتنياهو، الذي تحدث عبر الفيديو مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الأسبوع الماضي، لإلقاء كلمة أمام الكونجرس. وسيُنظر إلى ذلك على أنه بمثابة صفعة لبايدن، مما يمنح نتنياهو ساحة مهمة للتعبير عن المظالم ضد الإدارة الأميركية.
وقال السناتور الديمقراطي شيلدون وايتهاوس لرويترز إن نتنياهو يعمل على ما يبدو مع الجمهوريين "لتوظيف العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لصالح اليمين".
وتحد مساعي بايدن لإعادة انتخابه في 2024 من خياراته: فهو بحاجة إلى تحاشي منح الجمهوريين قضية للاستفادة منها مع الناخبين المؤيدين لإسرائيل، وفي نفس الوقت يسعى لوقف تراجع الدعم من الديمقراطيين التقدميين الذين يشعرون بالفزع من دعمه القوي لإسرائيل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبراء عسكريون: الخلافات الأمريكية الأوروبية تهدد بتفكيك حلف الناتو
الثورة / متابعات
دعت صحيفة “أوبزرفر” البريطانية أوروبا أن تتعلم كيف تدافع عن نفسها، وعن أوكرانيا، وحثت المشاركين في قمة لندن أمس على اتخاذ تدابير ملموسة لدعم أوكرانيا من أجل الحفاظ على السلام في القارة الأوروبية.
وأضافت الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته أمس، أنه في ظل التوتر القائم حاليا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يتعين على أوروبا أن تتعلم كيف تدافع عن نفسها، وعن أوكرانيا، ضد أي عدوان.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يعي الزعماء الأوروبيون، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال قمة لندن أن ملامح الأمن الأوروبي والعالمي قد تحولت.
وقالت الصحيفة إن الدرس الأول ينبغي أن يكون الاعتراف بما كان واضحا منذ تنصيب ترامب: لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة كشريك أمني أو استخباراتي أو تجاري. ولم يعد دعم واشنطن لحلف شمال الأطلسي “الناتو’ والأمن الدولي أمرا مسلما به.
كما شددت الصحيفة على ضرورة الأخذ في الاعتبار الواقع الذي يواجهه العالم، وليس الخيال الذي يرغب البعض في رؤيته، مؤكدة أن تنازل واشنطن عن القيادة والدعم لأوكرانيا يتطلب استجابة أوروبية سريعة وموحدة دون محاذير.
في سياق متصل أكد الأميرال المتقاعد في البحرية الأمريكية جيمس ستافريديس القائد السابق للقوات المشتركة لحلف “الناتو” في أوروبا، أن الحلف قد يتفكك بسبب الخلافات الأمريكية الأوروبية.
وأضاف ستافريديس في مقابلة مع قناة “سي إن إن” أن بروكسل تشعر بقلق بالغ إزاء نتائج لقاء زعيم نظام كييف فلاديمير زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جرى في البيت الأبيض يوم الجمعة.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية ستضطر الآن إلى “الظهور في المقدمة” وزيادة المساعدة لكييف، حيث أوضحت الولايات المتحدة أن مساعدة أوكرانيا ستكون “خطأ جيوسياسيا بأبعاد ملحمية”.
وردا على سؤال عما إذا كان ترامب قادرا على استبعاد الولايات المتحدة من حلف “الناتو”، قال ستافريديس: “ربما نشهد الأيام الأخيرة لحلف “الناتو”… وظهور منظمة معاهدة أوروبية”.
وأوضح ستافريديس أن مسألة ما إذا كان ينبغي دعم “الديمقراطية التي تتعرض للهجوم” أو روسيا قد “تؤدي إلى انقسام” في قلب حلف “الناتو” وتشكك في الثقة بالولايات المتحدة كشريك. وأكد أن الولايات المتحدة ستكون أقل أمانا إذا لم تكن جزءا من الحلف.
وفي وقت سابق، انتقد ترامب أوروبا بسبب مساهمتها المنخفضة في تعزيز دفاعات الحلف، وطالب جميع الدول الأعضاء بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الوقت نفسه، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغزيت أن الولايات المتحدة لا تخطط حاليا لتقليل وجودها العسكري في أوروبا.