في ذكرى رحيل الإمبراطور أحمد زكي.. عاش الدراما حياة ومماتا
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
تحل اليوم الأربعاء، الموافق 27 مارس ذكري رحيل الفنان الكبير "الإمبراطور" أحمد زكي، بعد رحلة فنية حافلة بالأعمال الهامة والشخصيات الفنية التى تمثل كل منها درساً فنياً لطلاب معاهد الدراسة الفنية، وبعد رحلة مع المرض يرحل الإمبراطور بالجسد ويخلد الفن ذكراه، وتوفي عن عمر يناهز 59 عامًا.
النشأةولد الطفل أحمد زكي فى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتدرج فى مراحل العمر والتعليم هناك، وكان الراحل أحمد زكي يسرد أن حياة الأقاليم والزراعة تعطي الروح طبيعة تأملية مختلفة، وتزيد من نظرات التقمص لشخصيات فريدة لطبائع العرف والعادات والتقاليد التي ربما لا تسمح المدينة برؤيتها، وتدرج فى مراحل التعليم ولكنه عشق الفن ظل يتدرج داخل نفسية الطفل الصغير ويكبر كما يكبر العمر.
بعد التدرج فى مراحل التعليم، وجد الفتي الأسمر الوسيلة لتحقيق الحلم لدخول عالم الفن، هو الدراسة الفنية، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وفى كل ورقة يدرسها فى كتب المعهد كانت بمثابة باب من أبواب الأمل تفتح تاليها، وحلم جديد من أحلام يقظة الشاب الطموح، وإلتحق بعدد من العروض من المسرحية.
شارك الفنان أحمد زكي فى العرض المسرحي "هاللو شلبي" مع الفنان القدير عبدالمنعم مدبولي، وأثناء العرض كان الفنان أحمد زكي يقدم مشهد صغير لفتي يعمل "جارسون" ويطلب من مدبولي أنه يريد أن يصبح ممثل، ففي كل مره يرد الأخير بالرفض ويضحك الجمهور وينتهي المشهد، إلى أن جاء يوم وفاجئ القدير عبدالمنعم مدبولى الشاب صاحب الدور الصغير بالموافقة على الفرصة وطالبه بتقديم مشاهد تثبت أنه يستحق، وهو خروج عن النص المسرحي، وظل أحمد زكي يسأل بنفس الجمل "أمثل بجد يا أستاذ"، حتى أجابة مدبولي بالقبول، لينتهز الشاب الفرصة ويبدع فى فنون التقمص ويقدم الشخصيات الفنية لأدوار هامة مثل المليجي وغيرهم، ويلقى تحية الجمهور، وينال شهادة ميلاده الفنية الأولى.
دليل التقمص لدي الإمبراطورأثناء استضافة الراحل هيثم أحمد زكي فى لقاء تلفزيوني، وبسؤاله عن والده وقدرة التقمص لديه، علق الفنان هيثم أحمد زكي أنه سأل والده كيف تستطيع تقمص الشخصيات بتلك الدرجة، وكيف تستطيع أن تقوم بتقديم شخصيات زعماء مثل ناصر والسادات بهذه الطريقة.
أجاب الإمبراطور على نجله: "شوف يا هيثم فى كام واحد يقدر يقلد السادات ويجيب طبقات صوته كمان، الإجابة كتير طبعًا، لكن كام واحد يقدر يوظف الصوت والأداء الجسدي والسادات صاحي من النوم والسادات متعصب والسادات بيفكر، هو ده الفرق بين التقليد والتقمص".
أبرز الأعمال الفنية
قدم الإمبراطور أحمد زكي العديد من الأعمال الفنية الهامة والتي حققت نجاجًا كبيرًا مع الجمهور وأبرز تلك الأعمال فيلم "البيه البواب، شادر السمك، الإمبراطور، الباشا، زوجة رجل مهم، معالى الوزير، أيام السادات، ناصر 56، أرض الخوف، البيضة والحجر"، وبرع الراحل أحمد زكي فى تقديم الشخصيات الفنية المركبة والصعبة مثل فيلم المدمن، وفيلم زوجة رجل مهم والذي قدم من خلاله تفاصيل جنون العظمة وهوس السلطة لرجل الأمن الذي خرج من الخدمة بسبب تجاوزاته.
مشخصاتي الفن والرؤساءقدم الفنان أحمد زكي تحدي فني لا يجرؤ عليه سواه، فقد قدم شخصيات رئاسية فى أعمال سينمائية، وإستطاع أن يقنع الجميع بناصر والسادات رغم التباعد الجسدي والشكلي والطبائع وظروف المرحلة الخاصة بحكم كل منهم، وتلقي الفنان أحمد زكي الإتصال الأول بعد عرض فيلم أيام السادات من السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، وهي تبكي وعلقت بكلمات بسيطة ومؤثرة "أنا شوفت أنور قدامي على الشاشة يا أحمد"، ليقدم الفنان أحمد زكي تحدي فني إستثنائي.
حليم.. الحلم الفني الذى رأى النور ولم يراه صاحبه
كان الفنان أحمد زكي منذ أن كان طالباً بالمعهد وهو يحلم بتقديم شخصية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وظل يحلم بهذا الحلم طوال حياته الفنية، حتي تحقق الحلم وجسد الفنان الراحل والعبقري أحمد زكي شخصية الفنان عبدالحليم حافظ من خلال فيلم حليم، ولكن كان فى فترة مرض زكي وكان يقاوم المرض بالتصوير والعمل، ولم يمهله القدر لرؤية حلمه على شاشات السينما حيث توفي وهو فى التحضيرات النهائية، ويخرج الفيلم للنور دون أن يري الحلم صاحبه وهو حقيقة، لتلازم الدراما حياة الإمبراطور أحمد زكي حياةً ومماتً، ولا يبخل علينا أن تنتهي حياته بعيداً عن الدراما وينتهي المشهد بنهاية درامية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإمبراطور أحمد زكي أحمد زكي حليم أيام السادات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الفنان أحمد زکی أحمد زکی فى
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل الشيخ العناني: علامة فارقة في تاريخ الأزهر والشريعة الإسلامية
في مثل هذا اليوم، الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1956م، الموافق للتاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1376هـ، توفي الشيخ العلامة محمد عبد الفتاح العناني مصطفى، الفقيه والأصولي المعروف.
نشأته وتعليمه المبكروُلد الشيخ العناني في الخامس من المحرم سنة 1296هـ، الموافق للحادي والثلاثين من ديسمبر عام 1878م، في قرية طحلة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالجامع الأزهر الشريف في عام 1892م، وكان من سكان حارة البشابشة التي كانت واحدة من الحارات الملحقة بالأزهر الشريف.
في الأزهر، درس علمي النحو والفقه المالكي على يد الشيخ شعيب حسين المالكي، وقد شهد له شيخُه وغيرُه بالاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، كما كان الحال مع باقي الطلبة المجاورين للأزهر.
مسيرته المهنية والتدريسيةفي عام 1907م، تم تعيين الشيخ العناني مدرسًا بمعهد الإسكندرية، وفي عام 1922م، اختير في لجنة لوضع كتب لوزارة الأوقاف لنشر الدعوة الإسلامية، قامت اللجنة بطبع كتاب "الفقه على المذاهب الأربعة"، الذي أصبح من الكتب الشهيرة والمتداولة، وعندما أُنشئت الجامعة الأزهرية في عام 1930م، تم اختيار الشيخ العناني للتدريس بكلية الشريعة.
عضويته في هيئة كبار العلماء ومناصبهفي عام 1937م، تم تعيين الشيخ محمد عبد الفتاح العناني عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأمر الملكي رقم (18) الصادر عن الملك فاروق الأول. كما تم انتخابه شيخًا للمالكية في الجامع الأزهر في عام 1940م، وفي نفس العام عُين عضوًا في المجلس الأعلى للأزهر الشريف. في العام التالي، تم تعيينه شيخًا لكلية أصول الدين، ثم أصبح رئيسًا عامًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية للمعاهد الدينية. كما شغل منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وكان أيضًا عضوًا في لجنة العلوم الدينية بدار الكتب المصرية.
تلامذته وأثره العلميمن أبرز تلامذة الشيخ العناني: الشيخ أحمد فهمي أبو سنة، الذي ذكر الشيخ العناني ضمن اللجنة المؤلفة لإجازة أول رسالة دكتوراه أزهرية في عام 1941م، كما تتلمذ على يديه أيضًا العلامة الأصولي الشيخ طه عبد الله الدسوقي العربي المالكي.
مؤلفاته العلميةمن مؤلفات الشيخ العناني، هناك مخطوط في أصول الفقه بعنوان "رسالة في القياس الأصولي"، بالإضافة إلى مشاركته في تأليف كتاب "الفقه على المذاهب الأربعة"، وكان ضمن اللجنة المكلفة من مشيخة الأزهر لوضع رسالة "الحج والعمرة على المذاهب الأربعة".
وفاته وإرثه العلميظل الشيخ عبد الفتاح العناني مستمرًا في عطائه العلمي والديني في الأزهر الشريف حتى توفي في التاسع عشر من جمادى الأولى عام 1376هـ، الموافق للحادي والعشرين من ديسمبر عام 1956م. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.