طبيبة بريطانية تروي مشاهد مأساوية بعد خروجها من غزة
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
#سواليف
مع استمرار المآسي الإنسانية المفجعة في قطاع #غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ قرابة 6 أشهر، واستهداف إسرائيل الصحفيين ووسائل الإعلام، فإن شهادات العائدين من القطاع تكتسي أهمية خاصة.
فرغم تفاقم #الأزمة_الإنسانية وما يعيشه #الفلسطينيون المحاصرون في القطاع من قتل وتنكيل وتشريد وتجويع، فإن أصواتهم وتفاصيل معاناتهم لا يصل منها إلى العالم سوى النزر اليسير الذي ترصده عدسات التصوير التي لا يزال أصحابها يضعون أرواحهم على أكفهم لإيصال جزء مما يجري.
وكذلك ينقل إلينا جزءا من المعاناة شهود العيان الذين يزورون غزة، ويعودون منها ليرووا الفظائع، التي يرتكبها #الاحتلال في غياب أي رقيب، ومآسي الفلسطينيين الذين يحاصرهم #الاحتلال الإسرائيلي ويمطرهم بأطنان #القنابل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مقالات ذات صلة “قضينا عليه في مصر”.. من هو “هامان” الذي استحضره نتنياهو؟ 2024/03/27ومن بين الشهود على تلك المأساة غير المسبوقة في المنطقة، الطبيبة البريطانية #بيرسن_جاسكل، اختصاصية التخدير، التي زارت غزة خلال الحرب الحالية، وعملت هناك لأكثر من أسبوعين قبل أن تعود إلى بلدها.
دخلت جاسكل قطاع غزة رفقة فريق من #الأطباء تابع لمنظمة #أطباء_بلا_حدود، وانضمت للكوادر الطبية العاملة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وعملت هناك ما بين 4 و21 فبراير/شباط الماضي.
وشاركت الطبيبة البريطانية في علاج مرضى ومصابين في #رفح رغم شح الإمكانيات واكتظاظ المدينة بالسكان والنازحين، حيث يقدر عدد الموجودين فيها بنحو 1.5 مليون نسمة، كثير منهم #نازحون.
تروي جاسكل مشاهداتها في رفح لوكالة الأناضول، وتوضح أنها قررت التوجه إلى القطاع للمساهمة في تضميد جراح الناس ولو بالقدر اليسير، بعد ما شاهدته من قتل وإعاقة وإصابات في صفوف المدنيين.
إعلان
وتقول إنها أصيبت بالانهيار وشعرت بحزن عميق عند دخولها القطاع، خاصة مع تواصل أصوات القصف الذي لم يكن ينقطع على مدار الساعة، ومع القصف كان صراخ الأطفال المرعوبين والمصابين لا ينقطع.
وحول الأجواء السائدة في رفح بعد دخولها، توضح الطبيبة البريطانية أن كل مدني أو عامل بقطاع الصحة ممن قابلتهم كانت لديه قصص مرعبة عما عايشه، وعن قريب أو صديق فقده، وحكايات مؤلمة كثيرة تكشف عن جوانب من الوضع المأساوي الذي يعيش الناس تحت وطأته.
لكن أكثر ما صدمها خلال مقامها في رفح هو مشاعر الخوف والهلع لدى الأطفال، وعندما غادرت غزة رافقها الشعور بالقلق على حياة المدنيين الذين التقتهم ووقفت على معاناتهم اليومية عن قرب، ولا تعرف الآن مصيرهم، وهو موقف تؤكد أنه ليس سهلا على أي إنسان مواجهته خاصة على الأطباء.
وتقول جاسكل “عند مغادرتي قطاع غزة، شعرت كأنني أتخلى عنهم، وأحسست بالذنب حينها، فقد كنت أملك خيار مغادرة المنطقة، أما هم فلا يملكون ذلك الخيار، لذا لم يستطيعوا المغادرة حتى الآن”.
غزة لم تعد تصلح للحياة
تتحدث الطبيبة البريطانية عن الأوضاع الصحية في القطاع، وتؤكد أن المدنيين -خاصة الأطفال- يعانون إصابات معقدة مما يتطلب معالجتهم من قبل أطباء اختصاصيين، وتؤكد أن أصحاب الإصابات المعقدة والخطيرة لا يحظون بالقدر الكافي من العلاج في ظل شحّ الإمكانيات الطبية وضعف الخدمات الصحية.
إعلان
أما عن الأوضاع الإنسانية والخدمية بشكل عام، فتذكر أن جميع مرافق الحياة اليومية منهارة تماما في القطاع الذي وصفته بأنه “لم يعد صالحا لأن يعيش الناس فيه”.
وتقول “غزة تحولت حقا إلى جحيم على وجه الأرض، ولم تعد قابلة للعيش في ظل الحرمان من أبسط المتطلبات الأساسية للحياة، مثل الماء والكهرباء والتعليم والصحة، بالتوازي مع حالة من الفوضى بسبب احتمال حدوث أي شيء في القطاع”.
وتوضح جاسكل أنها وزملاءها الأطباء، الذين دخلوا غزة لفترة محدودة، بذلوا ما في وسعهم لتضميد جراح الناس من الناحية الطبية، لكن رغم ذلك فإن جهودهم كانت دون المطلوب نظرا لحجم الأضرار وفداحة الإصابات.
وتلفت إلى أنها دخلت كثيرا من مناطق الحروب والنزاعات في اليمن والعراق وجنوب السودان ونيجيريا، لكنها ترى أن المهمة الأصعب بالنسبة لها كانت في قطاع غزة.
وتبرر الطبيبة رأيها هذا بالقول إن حالات الإصابة والصدمات التي كانوا يواجهونها في صفوف المدنيين داخل القطاع كانت كبيرة جدا من حيث العدد، فضلا عن درجة خطورتها البالغة.
إعلان
وختمت الطبيبة البريطانية حديثها بالقول “ما يحدث في غزة كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، ولا يوجد أي مبرر لكل هذا الألم والمعاناة” وطالبت المجتمع الدولي بوضع حد للحرب على غزة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة الأزمة الإنسانية الفلسطينيون الاحتلال الاحتلال القنابل الأطباء أطباء بلا حدود رفح نازحون فی القطاع
إقرأ أيضاً:
قصف عنيف على الشجاعية وأزمة عطش تعصف بقطاع غزة
استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون، الأربعاء، في قصف إسرائيلي استهدف جنوب ووسط قطاع غزة، في حين حذرت بلدية غزة من أزمة عطش تعصف بالمواطنين.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 20 فلسطينيا وإصابة نحو 50 آخرين في قصف إسرائيلي على منزل في شارع بغداد بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل للجزيرة إن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على الشجاعية قد يصل إلى 30 شهيدا، وأضاف أن الإصابات جراء القصف تتركز على الحروق وبتر الأطراف.
كما أفاد مصدر طبي باستشهاد فلسطينيين اثنين، بينهما طفل، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية لعائلة الحاج في مخيم النصيرات وسط القطاع، وأشار إلى أن فلسطينيا توفي متأثرا بجراح أصيب بها جراء قصف إسرائيلي سابق.
وأضاف أن فلسطينيين آخرين، بينهما سيدة، استشهدا في قصف إسرائيلي استهدف خيمتين تؤويان نازحين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي يواصل سياسة نسف المباني السكنية شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي المناطق الشرقية لمدينة غزة، وأضافت المصادر أن آليات الاحتلال تطلق النار بشكل مكثف على المناطق الشرقية.
إعلان توسيع العمليات البريةمن جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو شن هجمات على أكثر من 45 هدفا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر أن الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته البرية في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن الفرقة 36 تعمل في رفح ومنطقة تل السلطان، وهي مناطق لم يعمل فيها الجيش سابقا.
أزمة عطش
وفي سياق آخر، قالت بلدية غزة إن المدينة تعاني أزمة عطش بعد توقف خط مياه "ميكروت" لليوم السادس على التوالي، نتيجة الأضرار التي لحقت بالخط شرق حي الشجاعية، بسبب اعتداءات الاحتلال.
وأكدت البلدية أن طواقمها بانتظار السماح لها بالوصول إلى موقع الضرر لاستكمال أعمال الصيانة.
وتجدر الإشارة إلى أن مياه شركة ميكروت تُشكّل نحو 70% من كميات المياه التي تُوزع على المواطنين والنازحين في مدينة غزة.
وطالبت بلدية غزة الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل والسماح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر، لاستكمال أعمال الصيانة وضمان استئناف ضخ المياه في أسرع وقت ممكن.
وأضافت البلدية أن الاحتلال دمر 64 بئر مياه من أصل 86 خلال الحرب، وأنها تحاول تشغيل 22 بئرا متبقية باستخدام الطاقة الشمسية والمولدات الاحتياطية.
وذكرت وزارة الصحة بغزة أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب في قطاع غزة يضاعف التحديات الصحية.
وأضافت الوزارة أن 60 ألف طفل في القطاع تهددهم مضاعفات صحية خطيرة بسبب معاناتهم من سوء التغذية، مؤكدة أن إغلاق معابر القطاع أمام الغذاء والدواء يفاقم سوء التغذية.
تكدس شاحنات المساعدات في مصر
من جانب آخر، حصلت الجزيرة على صور تظهر تكدس مئات من شاحنات المساعدات الإنسانية جنوب مدينة العريش المصرية بعد منعها من الوصول إلى مدينة غزة.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه إسرائيل منع وصول أي مساعدات من الدخول للقطاع للأسبوع الخامس على التوالي، رغم كل المناشدات التي أطلقتها منظمات إنسانية دولية، وحذرت فيها من أن حياة مئات آلاف الأطفال الغزين مهددة بسبب الجوع وسوء التغذية.
إعلانوتسبب إغلاق المعابر في توقف الخدمات الصحية والعمليات الجراحية، خاصة مع ارتفاع أعداد المصابين جرّاء تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية. ويعيش القطاع الصحي أوضاعا متردية مما يرجح ارتفاع عدد الوفيات بين المرضى والمصابين الذين يفتقدون العلاج الضروري.
بدورها، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى وقف فوري للنار في قطاع غزة.
وقالت في منشور على منصة إكس إن أكثر من خمسة أسابيع مرت منذ أن أوقف الحصار الإسرائيلي دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى غزة، وإن الأطفال في شمال القطاع باتوا لا يبحثون عن ألعابهم أو أقلامهم، بل عن الماء.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1449 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع الثلاثاء.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.