بعد انهيار مفاوضات الأسرى بالدوحة.. صحيفة إسرائيلية تكشف موعد اجتياح رفح الفلسطينية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
قالت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الأربعاء، إن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، طالبوا قطر بضرورة الضغط على حركة حماس والفصائل الفلسطينية للموافقة على مقترح التسوية الأمريكي في أسرع وقت ممكن.
وبحسب التقرير، قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون ان إسرائيل ستبدأ قريبا تنفيذ عمليات على الأرض لتسهيل اجتياح رفح جنوب قطاع غزة، مشيرين إلى أن النشاط البري في رفح سيكون بعد عيد الفطر، والذي يصادف يوم 9 أبريل أو بداية شهر مايو على أقصى تقدير.
وأضافت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن العملية في المدينة الجنوبية ستستمر ما بين أربعة وثمانية أسابيع على الأكثر.
ووفقا للتقرير، أوضح مسؤولون أمنيون إسرائيليون للوسطاء أن إسرائيل لن تقدم تنازلات جديدة من أجل دفع المفاوضات لإبرام صفقة تبادل الأسرى.
واثناء الليل، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلية بكثافة شديدة مدينة رفح، ووفقاً للتقارير الفلسطينية، شن طيران الاحتلال أكثر من 80 غارة في أقل من 24 ساعة، مما تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.
في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الليلة الماضية بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في واشنطن وأوضح مرة أخرى أن واشنطن تعارض عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح.
ووفقا له: "نحن نعارض عملية برية واسعة النطاق في رفح من شأنها أن تعرض للخطر حياة أكثر من 1.4 مليون مواطن فلسطيني يجدون مأوى هناك.. هناك بدائل لعملية برية في رفح من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وحياة المدنيين الفلسطينيين".
وفي وقت سابق، كشفت تقارير لوسائل إعلام عبرية مختلفة، عن وصول المفاوضات في قطر بين حركة حماس وإسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى والهدنة في قطاع غزة الى طريق مسدود.
وذكرت القناة الـ12 العبرية أنه بعد محادثة مع الوسطاء وبعد مشاورات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمر رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع الطواقم بالعودة من الدوحة إلى إسرائيل.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على تفاصيل المحادثات ادعائه أن "جواب حماس سخيف ولا يترك مجالا للشك، أن السنوار لا يرغب في التقدم نحو صفقة حاليا".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي انه "في ظل الشروط التي نشأت، عندما يكون في نفق ومحاط بالأسرى كدرع بشري مع الغذاء والدواء، وعندما تكون الضغوطات الدبلوماسية موجهة الى إسرائيل بقوة أكبر- هو لا يزال يحلم بتوحيد الساحات في رمضان".
ووفقا للقناة فقد تمسكت حماس في إجابتها المفصلة برغبتها في تحديد هوية أسرى المؤبدات الذين سيفرج عنهم.
وبخصوص عودة النازحين إلى شمال غزة، فان إسرائيل حددت النازحين المستعدة لعودتهم في ظل فحوصات أمنية وتحديد فئاتهم، لكن حماس ردت بإجابة صارمة للغاية : إلغاء تام لحاجز الفحص بين جزئي القطاع وعودة جميع السكان إلى شمال غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطر حركة حماس اجتياح رفح قطاع غزة عيد الفطر إسرائيل صفقة تبادل الاسرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت فی رفح
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رمت بـ"كرة من نار" على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
وأوضح أن "موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة".
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلانوبينما أعرب عن اعتقاده بأن "موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين"، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن "مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات".
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد "رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن "التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة"، ولأن "مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين".
إعلانوكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.