متحف الفضاء: النشاط الشمسي الحالي غير مقلق والدورة الطبيعية للشمس متكررة كل 11 عاما
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
أكد متحف الفلك والفضاء في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي أن نشاط الشمس لا يعتبر مقلقا وأن دورتها الحالية متكررة وهي تعد الـ25 منذ بدء التسجيلات عام 1755 ومن المفترض أن تكون معتدلة وتبلغ ذروتها مع نحو 115 بقعة شمسية شهرية في عام 2025.
وقال المتحف في بيان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إن دورة النشاط الشمسي تحدث كل 11 عاما ولا يوجد شيء مختلف خلال هذه الدورة عن الدورات الشمسية السابقة نافيا صحة ما يتردد من شائعات حول عواصف شمسية مدمرة للأرض.
وأضاف أن آخر نشاط شمسي تم رصده في الكويت عام 2012 وأن هذا النشاط الشمسي متكرر ومر على الأرض بسنوات عدة وسيكون النشاط المقبل في 2034/2035.
وأوضح أن المسافة الواقعة بين الأرض والشمس في تزايد مستمر خلال هذه الفترة بسبب توجه الأرض إلى أبعد نقطة لها في مدارها من الشمس والذي ستبلغه في الخامس من يوليو المقبل لتكون المسافة بينهما 150ر096ر152 مليون كيلومتر في ظاهرة فلكية تسمى (الأوج).
وذكر أن مدار الأرض حول الشمس إهليجي ـ بيضاوي إذ تتفاوت المسافة بين الأرض والشمس أثناء الدوران وأن متوسط المسافة بين الأرض والشمس تبلغ 000ر600ر149 مليون كيلومتر مضيفا أنه أثناء دوران الأرض حول الشمس تقترب الأرض من الشمس فيطلق على أقرب مسافة للأرض من الشمس (الحضيض) وتكون في شهر يناير من كل عام وفي أبعد مسافة بينهما يطلق عليها (الأوج) وتكون في شهر يوليو من كل عام.
وأشار المتحف إلى أن النشاط الشمسي يتمثل في زيادة عدد كل من البقع الشمسية وألسنة اللهب الناتجة عن الانفجارات على سطح الشمس والتي يشترط في رصدها استخدام تلسكوبات شمسية خاصة لتجنب الأضرار التي قد تصيب العين أثناء النظر إلى الشمس بواسطة المناظير المقربة.
وأوضح أنه عند ذروة النشاط الشمسي تحدث انفجارات ضخمة يتولد عنها خروج جسيمات مشحونة عالية الطاقة يطلق عليها الرياح الشمسية (solar wind) من الشمس والتي تحتاج من 18 إلى 36 ساعة للوصول إلى الأرض (إذا تصادف خروج هذه الانبعاثات باتجاه الأرض).
وبين أن الجسيمات المشحونة تتأثر بالغلاف المغناطيسي للأرض فتتجمع بالنهاية عند المناطق القطبية من الغلاف الجوي الأرضي بالإضافة الي دورة هيل (Hale cycle) وهي دورة نشاط مغناطيسي تساهم في تغير الأقطاب مدتها 22 عاما تشمل دورتين شمسيتين كل 11 عاما.
وقال إن الدراسات تشير إلى أنه لا يوجد خطر يذكر لمثل هذه النشاطات على الكائنات الحية والإنسان بفضل الحماية التي يوفرها الغلافان المغناطيسي والجوي للأرض أما الخطر الأكبر فيكون على رواد الفضاء الموجودين في مدار حول الأرض.
وبين المتحف أن علماء الفلك والدراسات الشمسية يعتقدون أن هناك صلة بين عدد البقع الشمسية ومناخ الأرض ولاتزال الدراسات تبحث في تحديد الآلية التي تحكم هذه العلاقة إذ بنيت هذه الدراسات على نتيجة أرصاد شمسية كانت قد أعدت في الفترة ما بين 1645 و1715.
وأفاد بأنه يمكن التعرف علي جميع تلك المعلومات وما يتعلق في النشاط الشمسي في متحف الفضاء إذ يمتك المتحف عدد من التلسكوبات الحديثة بالإضافة إلى التلسكوبات الشمسية المتخصصة في رصد الشمس.
المصدر كونا الوسومالنشاط الشمسي متحف الفضاءالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: النشاط الشمسي متحف الفضاء النشاط الشمسی من الشمس
إقرأ أيضاً:
تفشٍ مقلق للحصبة في عدن ولحج وأبين.. خطر داهم يهدد حياة الأطفال وسط انهيار منظومة التحصين
يشهد اليمن موجة تفشٍ مقلقة لمرض الحصبة، في واحدة من أسوأ الأزمات الصحية التي تضرب البلاد في السنوات الأخيرة، وسط ضعف حاد في البنية التحتية الصحية، وتراجع واسع لحملات التحصين، ما ينذر بكارثة إنسانية تهدد أرواح الآلاف، وخاصة من الأطفال.
وتتصدر العاصمة المؤقتة عدن ومحافظتا لحج وأبين قائمة المناطق المتأثرة، حيث سجلت المستشفيات والمراكز الصحية مئات الإصابات المؤكدة، إضافة إلى وفيات عديدة، في وقتٍ تعجز فيه السلطات المحلية والمنظمات الصحية عن احتواء المرض، وسط تحذيرات من أن استمرار الوضع بهذا الشكل قد يؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة.
عدن.. بؤرة التفشي الأولى
في عدن، بلغ عدد الإصابات بمرض الحصبة خلال الربع الأول من العام 2025 حوالي 950 حالة، معظمها تعود لسكان محليين، فيما جاءت 50 حالة من محافظات مجاورة، وسُجّلت 8 حالات وفاة حتى الآن.
وتتركز أعلى معدلات الإصابة في مديريات البريقة، ودار سعد، والشيخ عثمان، وهي مناطق ذات كثافة سكانية عالية، تحتضن عددًا كبيرًا من النازحين، ما ساعد على تسارع انتشار المرض.
لحج.. أرقام مقلقة ونداءات استغاثة
وفي محافظة لحج، لم يكن الوضع أقل خطورة. فقد أكد مكتب الصحة بالمحافظة، تسجيل 430 إصابة في عموم المديريات، معظمها لأطفال غير مطعّمين.
واحتلت مديرية تبن الصدارة بـ165 إصابة، تلتها الملاح بـ45، ثم ردفان والحوطة، وسُجلت حالتي وفاة إحداهما في تبن، والأخرى في الحد.
أبين.. جهود استباقية لكن الخطر قائم
أما في محافظة أبين، فرغم أن الأرقام لا تزال محدودة مقارنة بعدن ولحج، إلا أن القلق يتزايد، خصوصًا مع وجود حالات عزوف عن اللقاح بين الأهالي.
أسباب التفشي... وتبعاته الخطيرة
يعود تفشي مرض الحصبة في اليمن إلى جملة من الأسباب المعقدة والمتداخلة التي فاقمت الوضع الصحي الهش أصلًا. فقد أدى الانهيار الواسع في منظومة التحصين نتيجة الحرب المستمرة، إلى تراجع حاد في حملات التطعيم، خاصة في المناطق النائية والمناطق المتأثرة بالنزاع. كما ساهم العزوف المجتمعي عن تلقي اللقاحات، نتيجة انتشار الشائعات والمعتقدات الخاطئة، في تراجع معدلات التحصين، وهو ما زاد من قابلية الأطفال للإصابة بالمرض.
ويضاف إلى ذلك تداعيات النزوح الداخلي، حيث تتنقل أعداد كبيرة من غير المطعّمين من مناطق سيطرة الحوثيين إلى المحافظات الأخرى، ما يساهم في نقل العدوى وتوسيع رقعة انتشار المرض. كما أن سوء التغذية المنتشر بين الأطفال يزيد من ضعف المناعة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة. في الوقت نفسه، مثّل الرفض الرسمي من قبل مليشيا الحوثي لحملات التلقيح، وترويجها لمعلومات مضللة حول اللقاحات، خطرًا مباشرًا على سلامة الأطفال، إلى جانب ضعف الوعي المجتمعي في المناطق الريفية، وصعوبة الوصول إلى السكان هناك، وتأخر اكتشاف الحالات، وكلها عوامل فاقمت الأزمة وساهمت في عودة الحصبة إلى واجهة التهديدات الصحية القاتلة في البلاد.
تفشٍ وطني واسع.. أرقام صادمة
لم تقتصر الحصبة على عدن ولحج وأبين، ففي محافظة مأرب، تم تسجيل 663 حالة اشتباه، منها 70 مؤكدة، و10 حالات وفاة.
وفي تعز، تم الإبلاغ عن 460 إصابة، بينها 104 حالات مؤكدة و3 وفيات.
أما منظمة الصحة العالمية، فقد وصفت تفشي الحصبة في اليمن بأنه من بين الأسوأ، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 33 ألف حالة اشتباه و280 وفاة منذ بداية 2024.
دعوات عاجلة لحملات تحصين وطنية
أمام هذا الوضع الخطير، تتصاعد الدعوات لإطلاق حملات تحصين طارئة واسعة النطاق، تشمل كل المحافظات، وتستهدف جميع الفئات العمرية المعرضة للخطر.
ويؤكد خبراء الصحة أن وقف تفشي الحصبة لا يمكن أن يتحقق دون تعاون مجتمعي شامل، ودعم عاجل من الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية، فضلًا عن ضرورة تبني استراتيجية وطنية متكاملة للتطعيم، والتصدي للإشاعات التي تروّج ضد اللقاحات.