الذهب إلى أين يتجه .. نشتري أم نبيع ؟
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
#سواليف
قال الخبير الاقتصادي، عوني الداوود، إن ما يشهده المعدن الأصفر من ارتفاعات متواصلة عالمياً تنعكس سريعاً على السعر المحلي، حيث بتنا نشهد تسعيرتين للذهب وربما أكثر خلال اليوم الواحد لنشرة الذهب محلياً وبقفزات غير مسبوقة.
وأكد الداوود في مقال له نشره في يومية الدستور، أن الطلب على الذهب يشهد تراجعا كبيرا خصوصا مع تأجيل أو إلغاء كثير من حفلات الزواج وتراجع الطلب حتى في عديد من المناسبات مثل “عيد الأم” و”عيد الفطر” وغيرها، بسبب المزاج العام والتأثر بما يتعرض له الأهل في غزة من حرب إجرامية.
وأشار إلى أن سعر الذهب سجل منذ بداية العام 2024 وحتى الآن مكاسب تفوق 5 ٪، وارتفاعاً بنسبة 19٪ في الأشهر الـ12 الماضية، وعلى مدار الـ20 عاماً الماضية زادت قيمة الذهب بنسبة 394 ٪، بحسب تقارير عالمية.
ويتوقع المحللون أن تظل أسعار الذهب فوق مستوى الـ2000 دولار خلال العام الحالي 2024 مع استمرار الاندفاع العالمي نحو الذهب، بحسب الداوود.
لماذا ترتفع أسعار الذهب؟
أوضح الداوود أن ارتفاع أسعار الذهب تعود لعدة أسباب ومنها:
1 – الصين: رغم أن الصين تعتبر أكبر دولة منتجة للذهب في العالم (375 طناً/ عام 2022)، إلا أنها تسببت بارتفاعات أسعار الذهب عالمياً نتيجة الطلب الكبير من المستثمرين الصينيين الذين يسعون للتحوط ضد عدم الاستقرار الاقتصادي المحتمل، خاصة في ضوء أزمة العقارات التجارية في الصين كما أن نصف شحنات الذهب في يناير/ كانون الثاني الماضي كانت متجهة إلى هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين.
2 – التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي سينمو بنسبة 2.1 ٪ هذا العام، متجاوزا الاقتصادات المتقدمة الأخرى مثل ألمانيا واليابان والمملكة المتحدة، الا أن الدافع الحقيقي وراء صعود الذهب هو التوقعات الأقل تفاؤلاً للعديد من الأسواق غير الأميركية.
3 – الحروب الإقليمية والاضطرابات الجيوسياسية وفي مقدمتها العدوان على غزة، وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية، (بحسب آخر تقرير للبنك الدولي أشار فيه إلى أن توقعات وافتراضات الصراع في الشرق الأوسط من شأنها أن تؤدي إلى زيادة حالة عدم اليقين العالمي، وسيزيد الزخم لأسعار الذهب إذا تصاعد الصراع).
4 – الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، واحتمال تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين إذا عاد دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
5 – زيادة الطلب ومشتريات الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية على مستوى العالم (39 طناً في يناير/ كانون الثاني وفقاً لمجلس الذهب العالمي).
6 – التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الامريكي، والتي” قد تؤثر على عوائد السندات الحكومية الأميركية، مما يجعل أصول الملاذ الآمن الأخرى مثل الذهب أكثر جاذبية”.
7 – سعي بعض المستثمرين إلى الحصول على الحماية من مخاطر التضخم الأعلى من المتوقع.
8 – قيام مستثمرين آخرين بتعديل محافظهم الاستثمارية في أعقاب ارتفاع سوق الأسهم.
الى أين تتجه الأسعار:
قال الداوود إن أهم مسبّبات ارتفاع أسعار الذهب المذكورة أعلاه، توضح أن الأسعار متجهة نحو الصعود، رغم عدم القدرة على تأكيد ذلك دائماً بالنسبة للذهب، لذلك من ينظر إلى الذهب على أنه “ملاذ آمن” فعليه أن يواصل الشراء ولا ينتظر انخفاضاً للأسعار.
هل نشتري أم نبيع؟
قال الداوود: “لا شك أن الأسعار مناسبة جداً للبيع، لكنها مناسبة للشراء أيضاً خصوصاً وأن الأسعار -كما يبدو- إلى صعود خصوصاً للذين يبحثون عن الملاذ الآمن أو للذين يحرصون على تنويع سلة الاستثمار”.
وختم الداوود مقاله: “يبقى الذهب عبر التاريخ والعصور هو “الملاذ الآمن” للدول والأفراد، وما يجري عالمياً وإقليمياً من متغيرات سياسية واقتصادية تؤدي- بل وتستوجب- “التحوط” من خلال الإقبال على الذهب كأفراد، وكبنوك، و”البنك المركزي”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أسعار الذهب
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تسجل رابع المكاسب الأسبوعية وسط مخاوف بشأن الإمدادات
سجلت أسعار النفط مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، في أطول موجة صعود منذ يوليو، إذ فرضت العقوبات الأميركية مخاطر متزايدة على الإمدادات العالمية، مع تشدد السوق بالفعل بسبب الطقس البارد.
صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط 2% تقريباً خلال الأسبوع، حتى بعد انخفاضه إلى ما دون مستوى 78 دولاراً للبرميل . هزت أعنف القيود التي فرضتها إدارة بايدن على الإطلاق على النفط الروسي الأسواق، مع ارتفاع تكاليف الشحن بشكل صاروخي، وبحث المشترين القدامى للخام الروسي، بما في ذلك الصين والهند، عن الإمدادات في أماكن أخرى.
كما يعيد المشاركون في السوق ضبط توقعاتهم قبل ثلاثة أيام من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وانخفضت الأسعار يوم الخميس مع محاولة المتداولين تقييم موقف الإدارة القادمة من العقوبات. ويُشاع أن مستشاري ترمب يفكرون في تخفيف القيود لتمكين التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، في حين قال سكوت بيسنت، المرشح لمنصب وزير الخزانة، إنه سيدعم اتخاذ إجراءات تستهدف صناعة النفط الروسية.
عقوبات أميركية تستهدف النفط الروسي
قال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في "بي أو كيه فاينانشال سيكيوريتيز" (BOK Financial Securities): "أسعار الخام تحركت بشكل أساسي تأثرا بالعقوبات على 183 ناقلة نفط روسية"، و"كان ارتفاع الأسعار الأخير مثيراً للإعجاب، وسط قلة الإمدادات على المدى القريب، وبات المشترون أكثر جرأة بمجرد دعم الإدارتين الرئاسيتين للعقوبات المفروضة على روسيا".
كما هدد ترمب بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا، بما في ذلك النفط. وبينما تتراجع الحكومة الفيدرالية، فإن زعيم أكبر مقاطعة منتجة للنفط يقاوم الجهود الرامية إلى إدراج تقليص أو فرض ضرائب على شحنات النفط الخام كإجراءات مضادة محتملة.
وفي الوقت نفسه، تفحص المتداولون الإشارات الاقتصادية المتضاربة الصادرة عن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. وحققت البلاد مستهدف النمو الذي حددته الحكومة في العام الماضي بعد حملة تحفيز متأخرة وازدهار الصادرات. وفي الوقت نفسه، انخفضت أحجام تكرير النفط في الصين 1.6% العام الماضي مع تزايد وتيرة التحول إلى السيارات الكهربائية. وتهدد الرسوم الجمركية الأميركية الوشيكة أيضاً بتعطيل المحرك الرئيسي للنمو.
وارتفع سعر النفط الخام حوالي 9% هذا العام، حيث أدى الطقس البارد خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي إلى زيادة الطلب على التدفئة واستنفاد مخزونات الخام الأميركية إلى أدنى مستوياتها الموسمية.