مصر تنجح في زيادة إنتاجية فدان القمح اعتمادًا على تكنولوجيات الهندسة الزراعية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
ناقش التقرير الأسبوعي الصادر عن مشروع حلول للسياسات البديلة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مدى إمكانية تحقيق خطة الحكومة للاكتفاء الذاتي من القمح والعقبات التي تحول تنفيذ هذه الخطة.
ويعد تقلب سعر القمح عالميًّا بسبب الأزمات الدولية وتحديات سلاسل الإمداد، وبالتالي ارتفاع فاتورة الاستيراد، هو المحرك الأساسي وراء هدف الاكتفاء الذاتي.
وذكر التقرير أن الحكومة تسعى إلى زيادة الرقعة المزروعة قمحًا من خلال تشجيع الفلاحين بزيادة أسعار التوريد أو من خلال مشاريع الاستصلاح الزراعي.
ارتفاع متوسط إنتاج مصر السنوي من القمح
وأصدرت قرارًا بحد أقصى لنسبة استيراد القمح 5% من فاتورة الواردات. وبالفعل، ارتفع متوسط إنتاج مصر السنوي من القمح بـ 1.9% خلال الفترة من 2000 إلى 2020.
وبينما نجحت مصر في زيادة إنتاجية الفدان المزروع قمحًا اعتمادًا على تكنولوجيات الهندسة الزراعية، فإن هذه الإنتاجية تتسابق مع معدلات النمو السكاني وتوقعات وصول عدد السكان إلى 140 مليونًا بحلول 2050. ليس المعدل السكاني وحده هو المؤثر في عدم القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل معدل استهلاكنا من القمح.
وحسب تقرير حلول للسياسات البديلة تواجه الخطة الحكومية للاكتفاء الذاتي عدة عقبات، منها: ارتفاع تكلفة زراعة القمح محليًّا بسبب الشح المائي، وارتفاع درجات الحرارة وتأثيرات التغيرات المناخية. بالإضافة إلى أنه نتيجةً للتضخم ارتفعت تكاليف زراعة فدان القمح من 7.5 آلاف جنيه في 2021/2020 إلى 9.9 آلاف في العالم التالي، ووصلت تقديرات التكلفة إلى 17 ألف جنيه في 2023/2022. وفي ظل الفجوة القمحية المقدرة بـ6.5% خلال الـ20 سنة السابقة، من المرجح ألا تستطيع مصر الوصول إلى نسبة أعلى من 50% من الاكتفاء الذاتي من القمح.
ووافق مجلس الوزراء على رفع سعر توريد إردب القمح إلى 2000 جنيه لموسم 2025/2024، ما يوازي 41.32 دولارًا، لتشجيع الفلاحين على زراعة القمح. ورغم أن الموافقة جاءت بناء على طلب المزارعين في نوفمبر 2023، فإنها تأخرت وتزامنت مع قرار تعويم الجنيه الأخير ما يجعلها فارغة المضمون.
وتأتي هذه الخطوة في ظل خطط الحكومة للوصول إلى 70% اكتفاء ذاتي من القمح بحلول 2030، وهو هدف من الصعب تحقيقه مع تحديات الوضع الاقتصادي داخليًّا وعالميًّا، ومعدلات النمو السكاني وعدم اتساق زيادة الإنتاج المحلي معها وفق ذات التقرير.
هل الاكتفاء الذاتي هو الحل الأمثل؟وأوضح التقرير أنه بعد رفع سعر التوريد أصبح سعر طن القمح المحلي 13.3 ألف جنيه، بينما يتراوح سعر طن القمح المستورد من 12.2 إلى 12.5 ألف جنيه. وهذا نتيجة لسياسة الدولة الممتدة لسنوات في زيادة سعر التوريد؛ حيث وصل الفارق في السعر إلى 84 دولارًا زيادة لصالح القمح المحلي عام 2014.
وشدد التقرير على أهمية السعي وراء زيادة التوريد المحلي من القمح لضمان درجة من الأمن الغذائي في مصر، خصوصًا في ظل انخفاض نصيب الفرد من البروتين النباتي والذي يعد القمح مصدرًا رئيسًا له، واعتماد الفئات الفقيرة عليه بسبب وفرته والانخفاض النسبي في أسعاره نتيجة الدعم الحكومي له.
واختتم التقرير قائلا: رغم أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، إلا أنه يجب الموازنة بين تحقيق نسب اكتفاء معقولة، مع عدم إهمال السلع الأخرى التي تنتجها مصر. وتعتبر الخضروات من هذه المنتجات التي يساهم توفيرها بأسعار مناسبة في تشجيع المواطنين على تغيير أنماط تغذيتهم وبالتالي تقليل الاعتماد على القمح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة أسعار التوريد استيراد القمح الاكتفاء الذاتي من القمح الاکتفاء الذاتی من القمح
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: 17% زيادة في صادرات مصر الزراعية لعام 2024
أكد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن هناك فرصًا كبيرة للشركات المصرية والعمالة المصرية في العراق، خصوصًا في مجالات إعادة الإعمار والبنية التحتية، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تعمل على تنظيم الاستعانة بالعمالة المصرية في هذا المجال.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مدبولي، حيث أشار إلى التطرق لموضوع التعاون في مجال النفط مع العراق، موضحًا أن وزير البترول سيقوم بزيارة قريبة للعراق لمناقشة هذا الملف مع نظيره العراقي.
وفي السياق ذاته، تحدث مدبولي عن مؤشر القطاع الخاص غير النفطي، الذي حقق في الشهر الماضي 50.7، وهو أعلى معدل منذ 4 سنوات.
واعتبر مدبولي هذا المؤشر مهمًا جدًا، حيث يعطي صورة إيجابية عن رؤية القطاع الخاص المصري للاقتصاد الوطني.
كما كشف رئيس الوزراء عن نمو ملحوظ في الصادرات الزراعية المصرية لعام 2024، حيث بلغت 10.6 مليار دولار، محققة زيادة بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي.
وأكد مدبولي أن جميع قطاعات الصادرات المصرية تشهد نموًا كبيرًا، مما يعزز من الاقتصاد الوطني ويفتح آفاقًا واسعة للتعاون الدولي.