سواليف:
2025-01-07@01:38:22 GMT

الهامل – الداشر!!

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

#الهامل – #الداشر!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

اعتاد الفلّاحون، وأهالي القرى استخدام لفظ “الهامل الداشر”، فهم يقرنون بين اللفظين، وفي أمثالنا:
زيتون بُرما داشر، تعيّشوا يا همل!
وفي أقوال الجدّات ونصائحهن:
العنزة الداشرة ما يلحقها غير التيس الهامل! فما السرّ في هذا الربط بين الهامل، والداشر؟
(01)
من هو الهامل؟
الهامل هو كل من تناط به مسؤولية من دون أن ينفذها!! ولذلك، فالهمالة وهي المصدر، لا ترتبط بوظيفة أو دَور، فهناك “همل” في كل الوظائف: التعليم، الصحة، السياسة، الإعلام وغير ذلك!، وفي كل مستويات المسؤولية.

فكل إخلال بالمسؤولية هو همالة!
وعلينا أن نميز بين الهامل والداشر على الرغم من تلازمهما في كثير من القيم والسلوكات. فالهامل هو من تحلل من التزاماته تجاه قيمه، وتجاه ذاته، فتراه لا يلتزم بمعايير المسوولية. والداشر أيضًا هو من قطع جميع روابطه، وانطلق نهشًا لكل مَن حوله، فهو أشبه بسلوك الضالّ؛ لا علاقة له بأسرته وعشيرته، انسحب من كل روابطه، وحصل على لقب “داشر”.
فالإعلامي الهامل، أو المعلم الهامل، أو السياسي الهامل، هو من مارس العمل بالنفاق والتكسب والانتهازية.
أما الداشر من هؤلاء، فهو الذي تفلّت، وأخذ ينهش يمينًا وشمالًا؛ مستخدمًا كل أساليب العدوان المادي والأخلاقي. والداشر قد يكون محميّا بالقانون، يمارس أفعالًا لا رقابة قانونية عليها، ولكنها تخضع لرقابة أخلاقية، ولذلك أسوأ ما يقال عن إعلامي، أو سياسي، أو غيرهما بأنه داشر.
فالسلوك المنحرف “همالة”، والسلوك العدواني المنفلت “دشارة”!!
فما بالك إذا اجتمع السلوكان في شخص واحد، وقيل: هامل – داشر؟!
فمن هو هذا؟

(02)
الهامل – الداشر
خير مثال على هذا النمط هو من يمارس أدوات الاتصال الرقمية، إذا كان ضعيفًا. وهو هامل لا يمتلك الجرأة. ولذلك يتفلت ويتحلل عبر وسائل التواصل ووسائطها، وينطلق قناصًا في كل اتجاه! لا أتحدث عن مستخدمي هذه الوسائط، بل أتحدث عن الهامل الداشر الذي وفّرت له هذه الوسائط فرصًا أوسع!
• الهامل الداشر هو من يدخل الحوار من دون دعوة، فيؤيد ويعارض، ويهاجم وينافق في أي اتجاه.
• ⁠الهامل الداشر يمتلك معرفة محدودة جدّا، لكنه يتظاهر بأن أبواب المعرفة مفتوحة له! فهو مُدّعٍ غير صادق.
• الهامل الداشر هو من يحمل ضدّه في داخله، ويقول ما يشاء؛ فقد يتبنى رأيًا كان قد عارضه مرارًا إذا وجد شخصًا مهمّا قال به، فيقول: هذا رأيي مُذ كنت طفلا!
• الهامل الداشر ساديّ، يتلذذ بقنص الآخرين وآلامهم، فيبدو شديد الأخلاق إذا وجد مجالًا للهجوم على فكرة تقدمية. ويغدو شديد الإيمان إذا طرح أحدهم نقاشًا عقليّا، فينطلق باتهامات التكفير، والانحلال الأخلاقي!!
• والهامل الداشر “ماسوشي” أيضًا قد يتلذذ إذا واجه نقدًا لاذعًا؛ لأنه يعتقد أن هذا النقد يشهره ويعطيه أهمية.
وفي سيكولوجية الهامل الداشر الحديث، أنه ضعيف يبحث عن شهرة، وعدواني يبحث عن مكانة، بخلاف الهامل الداشر القديم الذي كان أميّا!
وبالنتيجة؛ هل ترى كمّا كبيرًا من الهمل الداشرين، في مختلف المستويات؟•.
شفت حضرتك أمثال هؤلاء ؟

مقالات ذات صلة غزة عالقة بين انتحارين 2024/03/26

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ذوقان عبيدات

إقرأ أيضاً:

ما المردود الذي تتحصل عليه إسرائيل بعد تكثيف قصف غزة؟

قلل الخبير العسكري العميد إلياس حنا من الأهمية العسكرية للقصف الجوي المكثف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مرجحا أن التصعيد الحالي مرتبط بعملية التفاوض الجارية في العاصمة القطرية.

وأوضح حنا -في تحليله للمشهد العسكري بغزة- أن الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى نقطة الذروة في عملية القصف، مشيرا إلى أن الواقع يقول إن هناك مردودا إسرائيليا سلبيا على الصعيدين العسكري والإستراتيجي.

وأعلن جيش الاحتلال -اليوم الأحد- أنه ضرب خلال يومين أكثر من 100 هدف في مختلف أنحاء قطاع غزة، مدعيا استهداف عدة مواقع استخدمها مقاتلون فلسطينيون لإطلاق مقذوفات باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.

وأكد الخبير العسكري أن المقاومة الفلسطينية نجحت في عملية التأقلم مع الواقع الميداني بعد عمليات القتل والتدمير والتهجير القسري، إذ تستخدم لكل هدف وسيلة قتالية معينة وفقا للظروف الميدانية وطريقة القتال.

ووفق حنا، فإن إسرائيل بات لديها نمط قتالي معين بضرب مكان جغرافي ما ثم الانسحاب منه والعودة إليه مجددا، في حين تتسم المقاومة الفلسطينية بصمود ميداني وعمليات استنزاف مستمرة.

وأعرب حنا عن قناعته بأن التصعيد الإسرائيلي مرتبط بالظرف والتوقيت الحاليين، في إشارة منه إلى عملية التفاوض الجارية في الدوحة بشأن إبرام صفقة تبادل للأسرى بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط مؤشرات توحي بوجود جدية إسرائيلية.

إعلان

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع سيتوجه غدا الاثنين إلى قطر للمشاركة في مفاوضات صفقة التبادل.

وخلص الخبير العسكري إلى أن العمليات العسكرية تمكن الطاقم السياسي على طاولة المفاوضات من فرض شروطه، أو تحسين الشروط المعروضة على الأقل.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إيقاع 10 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح في اشتباك غرب بيت لاهيا شمالي القطاع، وذلك بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • بشأن اليمن.. ما الذي تريده “إسرائيل” من “ترامب” فور وصوله الى السلطة..!
  • ما الذي يتعلمه الأطفال من زيارة المتاحف؟
  • التغييرات قادمة لا محالة.. ما الذي ينتظر العراق بعد 20 كانون الثاني الجاري؟
  • تفاصيل جديدة بشأن الفيروس الصيني الذي يثير الهلع في العالم
  • من الذي يحكمنا الآن !!
  • ما الذي يحدُثُ في المنطقة العربية؟
  • ما المردود الذي تتحصل عليه إسرائيل بعد تكثيف قصف غزة؟
  • ما الذي يحدث مع Meta Quest؟.. مشكلة برمجية تؤثر على سماعات VR الشهيرة
  • الصهاينة.. من الجيش الذي “لا يُقهَر” إلى الجيش الذي لا يجد مخرجًا
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟