دير الزور- شهد شرق سوريا، أواخر الأسبوع الماضي، هجمات متفرقة لتنظيم الدولة الإسلامية على تجمعات لقوات النظام ومواقع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بريف دير الزور الشرقي، وشكلت هذه الهجمات تهديدا جديدا من حيث تكثيف العمليات العسكرية والاستهدافات في المحافظة مؤخرا.

تمثل هجمات تنظيم الدولة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية تهديدا وعبئا آخر، وسط فوضى يشهدها ريف دير الزور الشرقي بسبب اغتيال شخصيات عشائرية من أطراف مجهولة، إضافة إلى اشتباكات شبه يومية بين ما تسمى قوات العشائر و"قسد" بالمنطقة.

وتقوم إستراتيجية التنظيم على تكثيف هجماته من خلال خلايا مكونة من مجموعات متفرقة، تضم كل خلية عددا محددا وترصد أهدافها من دون تحديد مسبق من قيادات التنظيم، على عكس ما تعمل به في البادية الشامية، حيث تعتمد على مركزية القرار من قبل هذه القيادات والقوى العسكرية الموجهة الضاربة.

تكتيك عسكري

ولا يزال تنظيم الدولة يستخدم التكتيك العسكري ذاته في هجماته المتفرقة عبر الاستهداف وإخلاء المكان بسرعة كبيرة، وفق تصريح الصحفي معاذ الطلب للجزيرة نت.

وشن التنظيم عدة هجمات في غرانيج والبصيرة والدحلة والصور في مناطق سيطرة "قسد" شرقي دير الزور عن طريق خلايا تنفذ هجماتها ليلا تقابلها هجمات أخرى في بادية المسرب ومدينة الميادين في مناطق سيطرة قوات النظام، حسب المصدر نفسه.

وقد أعلن تنظيم الدولة -عبر معرفاته- شن 9 هجمات متفرقة في محافظة دير الزور مستهدفا عناصر من قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن قياديا من عناصرها قُتل إضافة إلى عنصرين آخرين وعدد من الجرحى في صفوف منتسبيها بالتزامن مع تلك الهجمات.

ويعاني الأهالي في ريف دير الزور الوضع الأمني السيئ جراء انتشار الاغتيالات والتفجيرات والاشتباكات المستمرة بين قوات العشائر وسوريا الديمقراطية، والاعتقالات التعسفية من قبل قسد، إضافة إلى حظر التجول ليلا وخدمات سيئة لا تلبي حاجة الأهالي في تلك المناطق، حسب وصف حاتم المحمد أحد سكان ريف دير الزور.

وضع أمني مترد

ويضيف المحمد في حديثه للجزيرة نت أن الأهالي يواجهون مصاعب في الخروج ليلا، حتى في الحالات الطارئة بسبب المخاوف من الاستهداف وتردي الوضع الأمني.

يقول علي الشيخ للجزيرة نت إن الوضع الأمني سيبقى مترديا طالما أن تلك الهجمات مستمرة وتؤثر بشكل سلبي على الأهالي الباحثين عن الاستقرار. ويضيف أن منطقة ريف دير الزور الشرقي تشهد انفلاتا أمنيا على عكس المناطق الشمالية المجاورة لمحافظة الحسكة، ويعزو ذلك إلى ضعف تدخلات قوات سوريا الديمقراطية، بما فيها التصدي للصراعات العشائرية.

كل ذلك -يقول جاسم العاصي للجزيرة نت- يفاقم الوضع الأمني والاقتصادي في مناطق سيطرة قوات قسد بمحافظة دير الزور، إلى جانب سوء الخدمات وتفشي الفساد بين موظفي الإدارة الذاتية.

ولفت العاصي إلى منع استخدام الدراجات النارية التي أصبحت وسيلة شائعة للتنقل، ويقابل هذه الظروف ارتفاع المواد الغذائية -بما في ذلك الخبز- بسبب رفع الأسعار من قبل الإدارة الذاتية.

ويقول عبد الرحمن للجزيرة نت إن الشباب يتجنبون المرور بجانب حواجز قوات سوريا الديمقراطية، خشية الإمساك بهم واقتيادهم إلى التجنيد الاجباري، مما يجبرهم على استخدام طرق بعيدة أو مقطوعة، الأمر الذي قد يعرضهم للمخاطر.

سوق مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي (الجزيرة) احتفال

ومنذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مناطق شرق سوريا مدعومة بقوات التحالف الدولي، يعمل هذا التحالف على إرسال قوافل تضم معدات عسكرية ولوجستية، وصلت آخرها منذ يومين إلى حقل العمر النفطي وكونيكو في ريف دير الزور الشرقي.

كما يعمل التحالف على تقديم الدعم من خلال الطيران المروحي لقوات سوريا الديمقراطية في عمليات المداهمة التي تقوم بها هذا الأسبوع.

في الأثناء، احتفلت قوات سوريا الديمقراطية، السبت الماضي، في حقل العمر بإقامة فعاليات لما سمتها الذكرى السنوية لطرد تنظيم الدولة من بلدة الباغوز بحضور ممثلين عن التحالف وعدد من وجهاء المناطق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات قوات سوریا الدیمقراطیة فی مناطق سیطرة تنظیم الدولة الوضع الأمنی سیطرة قوات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

القاهرة الإخبارية: اقتصاد سوريا المحاصر يعاني من تضخم مستعر وفقر مدقع |فيديو

عرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا بعنوان «اقتصاد سوريا المحاصر يعاني من تضخم مستعر وفقر مدقع».

وتناول التقرير تأثير العوامل العالمية المؤثرة مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد السوري، وقال في البداية: «تشهد سوريا أزمات متتالية منذ أكثر من عقد من الزمان، مما ألحق خسائر جسيمة باقتصاد بلاد الشام، الذي يعاني تضخما مستعرا وفقرا مدقعا».

وأضاف أن هناك صراعات داخلية وخارجية، إلى جانب استمرار النقص في التمويل ومحدودية المساعدات الإنسانية، وتضرر القطاعات الاقتصادية، قد استنزفت قدرات الأسر السورية على تأمين احتياجاتها الأساسية.

وأضاف التقرير أنه على وقع الأوضاع المتفاقمة، يعيش أكثر من ربع السوريين في فقر شديد، متابع: «ووفقًا لأحدث تقرير للبنك الدولي، فإن أكثر من 50% من الفئات الأشد فقرًا تتركز في ثلاث محافظات هي: حلب، وحماة، ودير الزور».

وأوضح التقرير أن معدلات التضخم في سوريا تأججت بالتزامن مع انهيار قيمة الليرة السورية والعجز المستمر في رصيد العملات الأجنبية، مضيفا أن القطاعات الاقتصادية الأساسية تضررت بشدة، وانخفض إنتاج النفط، وانهار الإنتاج الصناعي والزراعي، نتيجة الأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية، ونزوح أعداد كبيرة من المزارعين، وتضرر شبكات الري.

وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد السوري عانى من وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية، إضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وجائحة كورونا، والزلزال الذي ضرب البلاد في عام 2023.

اقرأ أيضاًطائرات الاحتلال الإسرائيلى تشن غارات عنيفة على مدينة طرطوس ودير الزور السورية

الصحة السورية: ارتفاع ضحايا غرق مركب قبالة ساحل طرطوس إلى 77 قتيلا

منذ الحرب على غزة.. .إسرائيل تستهدف الأراضي السورية 33 مرة

مقالات مشابهة

  • هدوء حذر يسود مناطق سيطرة قسد وسط توترات مع تركيا وهدنة برعاية امريكية
  • «قوات سوريا الديمقراطية»: قصف تركي عنيف على مدينة عين العرب
  • واشنطن تعلن تمديد هدنة شمال سوريا وقسد تعرض مبادرة على تركيا
  • الخارجية الأمريكية: محادثات مع قوات سوريا الديمقراطية وتركيا لإيقاف القتال بمنبج السورية
  • القاهرة الإخبارية: اقتصاد سوريا المحاصر يعاني من تضخم مستعر وفقر مدقع |فيديو
  • فيديو | الإمارات توزع خزانات مياه للتخفيف من معاناة الأهالي في شمال غزة
  • الإمارات توزع خزانات مياه للتخفيف من معاناة الأهالي في شمال غزة
  • "المحامين اليمنيين" تحذر من انهيار القضاء بسبب الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثي
  • مسؤولون أمريكيون يتحدثون عن مصير قوات بلادهم في سوريا.. هل ستبقى؟
  • في ظل التداعيات المأساوية لـ«شعارات» الديمقراطية وحقوق الإنسان.. «الأسبوع» تجيب عن أسئلة حرجة في سوريا