عودة الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقسد شرق سوريا تعمق معاناة الأهالي
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
دير الزور- شهد شرق سوريا، أواخر الأسبوع الماضي، هجمات متفرقة لتنظيم الدولة الإسلامية على تجمعات لقوات النظام ومواقع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بريف دير الزور الشرقي، وشكلت هذه الهجمات تهديدا جديدا من حيث تكثيف العمليات العسكرية والاستهدافات في المحافظة مؤخرا.
تمثل هجمات تنظيم الدولة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية تهديدا وعبئا آخر، وسط فوضى يشهدها ريف دير الزور الشرقي بسبب اغتيال شخصيات عشائرية من أطراف مجهولة، إضافة إلى اشتباكات شبه يومية بين ما تسمى قوات العشائر و"قسد" بالمنطقة.
وتقوم إستراتيجية التنظيم على تكثيف هجماته من خلال خلايا مكونة من مجموعات متفرقة، تضم كل خلية عددا محددا وترصد أهدافها من دون تحديد مسبق من قيادات التنظيم، على عكس ما تعمل به في البادية الشامية، حيث تعتمد على مركزية القرار من قبل هذه القيادات والقوى العسكرية الموجهة الضاربة.
تكتيك عسكريولا يزال تنظيم الدولة يستخدم التكتيك العسكري ذاته في هجماته المتفرقة عبر الاستهداف وإخلاء المكان بسرعة كبيرة، وفق تصريح الصحفي معاذ الطلب للجزيرة نت.
وشن التنظيم عدة هجمات في غرانيج والبصيرة والدحلة والصور في مناطق سيطرة "قسد" شرقي دير الزور عن طريق خلايا تنفذ هجماتها ليلا تقابلها هجمات أخرى في بادية المسرب ومدينة الميادين في مناطق سيطرة قوات النظام، حسب المصدر نفسه.
وقد أعلن تنظيم الدولة -عبر معرفاته- شن 9 هجمات متفرقة في محافظة دير الزور مستهدفا عناصر من قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن قياديا من عناصرها قُتل إضافة إلى عنصرين آخرين وعدد من الجرحى في صفوف منتسبيها بالتزامن مع تلك الهجمات.
ويعاني الأهالي في ريف دير الزور الوضع الأمني السيئ جراء انتشار الاغتيالات والتفجيرات والاشتباكات المستمرة بين قوات العشائر وسوريا الديمقراطية، والاعتقالات التعسفية من قبل قسد، إضافة إلى حظر التجول ليلا وخدمات سيئة لا تلبي حاجة الأهالي في تلك المناطق، حسب وصف حاتم المحمد أحد سكان ريف دير الزور.
وضع أمني متردويضيف المحمد في حديثه للجزيرة نت أن الأهالي يواجهون مصاعب في الخروج ليلا، حتى في الحالات الطارئة بسبب المخاوف من الاستهداف وتردي الوضع الأمني.
يقول علي الشيخ للجزيرة نت إن الوضع الأمني سيبقى مترديا طالما أن تلك الهجمات مستمرة وتؤثر بشكل سلبي على الأهالي الباحثين عن الاستقرار. ويضيف أن منطقة ريف دير الزور الشرقي تشهد انفلاتا أمنيا على عكس المناطق الشمالية المجاورة لمحافظة الحسكة، ويعزو ذلك إلى ضعف تدخلات قوات سوريا الديمقراطية، بما فيها التصدي للصراعات العشائرية.
كل ذلك -يقول جاسم العاصي للجزيرة نت- يفاقم الوضع الأمني والاقتصادي في مناطق سيطرة قوات قسد بمحافظة دير الزور، إلى جانب سوء الخدمات وتفشي الفساد بين موظفي الإدارة الذاتية.
ولفت العاصي إلى منع استخدام الدراجات النارية التي أصبحت وسيلة شائعة للتنقل، ويقابل هذه الظروف ارتفاع المواد الغذائية -بما في ذلك الخبز- بسبب رفع الأسعار من قبل الإدارة الذاتية.
ويقول عبد الرحمن للجزيرة نت إن الشباب يتجنبون المرور بجانب حواجز قوات سوريا الديمقراطية، خشية الإمساك بهم واقتيادهم إلى التجنيد الاجباري، مما يجبرهم على استخدام طرق بعيدة أو مقطوعة، الأمر الذي قد يعرضهم للمخاطر.
سوق مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي (الجزيرة) احتفالومنذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مناطق شرق سوريا مدعومة بقوات التحالف الدولي، يعمل هذا التحالف على إرسال قوافل تضم معدات عسكرية ولوجستية، وصلت آخرها منذ يومين إلى حقل العمر النفطي وكونيكو في ريف دير الزور الشرقي.
كما يعمل التحالف على تقديم الدعم من خلال الطيران المروحي لقوات سوريا الديمقراطية في عمليات المداهمة التي تقوم بها هذا الأسبوع.
في الأثناء، احتفلت قوات سوريا الديمقراطية، السبت الماضي، في حقل العمر بإقامة فعاليات لما سمتها الذكرى السنوية لطرد تنظيم الدولة من بلدة الباغوز بحضور ممثلين عن التحالف وعدد من وجهاء المناطق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات قوات سوریا الدیمقراطیة فی مناطق سیطرة تنظیم الدولة الوضع الأمنی سیطرة قوات للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
غارات ودمار في لبنان.. تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله
شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مناطق مدنية ومواقع تابعة لحزب الله، ما أدى إلى انهيار مبانٍ واشتعال النيران فيها.
اشتباكات عنيفة وتوغل إسرائيليأفادت مصادر بأن القوات الإسرائيلية، المتمركزة في بلدتي الجبين وشمع بالقطاع الغربي جنوب لبنان، تسعى للتقدم نحو بلدة البياضة القريبة من مدينة صور.
وتقدمت وحدات إسرائيلية لأول مرة نحو بلدة طلوسة جنوب لبنان، وسط مواجهات عنيفة مع عناصر حزب الله في مناطق عدة.
وفي المحور الغربي، حاولت القوات الإسرائيلية التوغل في العمق اللبناني، مقتربة من بلدة شمع على بعد 4 كيلومترات من الحدود، ما أشعل اشتباكات ضارية.
توسع القصف الإسرائيليشن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، طالت مباني سكنية ومنشآت مدنية. الغارة الأخيرة استهدفت مبنى في منطقة الغبيري، ما أدى إلى انهياره واشتعال النيران داخله، وتزامنت الغارات مع إصدار إنذارات إخلاء للسكان، بدعوى قربهم من مواقع تابعة لحزب الله.
رد حزب الله وتصعيد الصواريخفي المقابل، أعلن حزب الله استهداف مواقع استراتيجية إسرائيلية، من بينها منطقة حيفا وقاعدة شراغا شمال عكا، بصلية صواريخ ثقيلة، كما أكدت مصادر إسرائيلية إصابة مبانٍ شمال إسرائيل، وسط استمرار دوي صفارات الإنذار في المنطقة.
ارتفاع الخسائر البشرية والنزوحأسفرت الغارات الإسرائيلية المتكررة على لبنان عن مقتل أكثر من 40 شخصًا، الخميس، بينهم 12 في غارة استهدفت مركزًا للدفاع المدني في بعلبك.
ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، بلغ إجمالي عدد القتلى منذ بدء الاشتباكات أكثر من 3360 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة 14,417 آخرين.
موجة نزوح واسعةتشهد المناطق الجنوبية والشرقية من لبنان موجة نزوح واسعة، حيث غادر أكثر من مليون و200 ألف شخص منازلهم بسبب تكرار الغارات، وتستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم، وسط استهداف المنشآت الصحية والإسعافية.
قوات الاحتلال تستهدف مبنى إذاعة الرسالة في الضاحية الجنوبية بلبنانأدانت العلاقات الإعلامية في حزب الله، الاستهداف الصهيوني المتعمّد لمبنى إذاعة الرسالة في الضاحية الجنوبية وأعربت عن تضامنها الكامل مع المؤسسة وإدارتها والعاملين فيها.