لم تكن الأزمة في مصر أبدًا أزمة مواهب سواء اعتزل لاعب أو أصيب آخر أو رحل آخرون، إنما الأزمة الحقيقية كانت ولا زالت في "الفاترينات".
لا تتعجل سأشرح لك وجهة نظري، لكن اصبر قليلًا معي كما صبرت مع كل هؤلاء المدربين الذين لم يُحققوا نتائج رغم كل ما أنفق من أموال، وأنا لا أحتاج منك إلا بضع دقائق حتى لا تتعصب وتنفجر وتطول بك الأيام وأنت تُمني نفسك بما لن يحدث ما دمنا نبحث عن الحل في "الفاترينات"!

فيا أيها الخبير الكروي القابع أمام الشاشات هل صنعت الفاترينات نجمًا؟
أقولها نيابة عنك وعن كل هذا الجمهور في المقاهي والمدرجات، «لأ».

. فكل الذين أهدتهم الساحرة المستديرة حُبها وقلبها كانوا من خارج "البراويز الذهبية".. أتوا إليها دون "واسطة ولا شللية"، جاءوا من خارج الخط.. بل من خارج الاستاد، من شوارع وحارات وقرى مصر.. من الركض وراء الكرة "الشراب" في الطرقات.. من أمنيات وأحلام "الغلابة".. من شواطئ النيل ومن جريد النخيل من حكايات الليل من المواويل من نور القناديل.. وليس من الفاترينات.
مصر يا هذا لم تكسب المباريات لا لسوء الخطة ولا لتقصير اللاعبين ولا لقلة الانتماء، ولكن لأن مواهبها الحقيقية خارج المستطيل الأخضر.. بل خارج الاستاد.. خارج الإطار البصري عمدًا، فمن يديرون "اللعبة" وكل الألعاب.. بل الحياة يأتون ببضاعتهم من "المولات" و"المناطق الحُرة"، ومصر يا سيدي طول التاريخ تفر من القصور.. من الرخام والحرير والمرجان.. تقفز الأسوار.. لتمشي بدلال على كورنيش النيل.. تشرب من "القلة" وتُعطي ابتسامتها لبائعي "الترمس والسميط" تأخذ كل ما معه وتوزعه حول مشهد "أم العواجز" وفي السيدة نفيسة والحسين، ثم تجلس على الرصيف مع عمالها تشرب الشاي وتستمع إلى سيمفونية أحبابها: 
"قوم يا بني عشان تلحق شغلك.. اجري عشان القطر دخل المحطة.. روح هات طلب وحط عليه دمغة وما تنساش تصور البطاقة.. أيوا جاي.. اسكتو.. شيشي بيش.. واحد شاي على ميا بيضا.. قوم يا حاج الأتوبيس اللي رايح القلعة جيه.. عديني يا بني ينوبك ثواب.. خد ورد يا بيه ربنا يسعد قلبك.. يااااد يا بن ال.... أوعى تسيب إيدي.. بكام الطماطم يا خالة ببلاش يا ست الحُسن.. كده تبقى غالية أووي.. بكام الفرح يا عم.. زكا يا ولدي صدقانة من قلوب عمرانة بالرضا.. أي حاجة هنا بخمسة جنيه.. إكسر يمين يا بيه.. بس كده ارفع الإزاز.. الكوبانية غلي فيها الجاز.. غير غاز أوفر.. بيقولوا بيسلخ الماتور.. يا أسطى يا مين يعيش.. مدفع الإفطار ضرب.. الله أكبر بدأ الأذان.. كل سنة وإنتم طيبين.. عيد الغطاس يا عيد الغطاس يا معروف لكل الناس.. زحمة أووي عربية الفول.. عارف فرنة عمك إسحاق عيشها يتاكل حاف".

شامم ياد ريحة البيوت.. بحبها أووي والصبح قايم فيها يتمطع وهي بتمد إيديها تغسل وشها من الندى.. بحبها وهي متشعبطة ومتلخبطة وبتستلف العزم والقوة من بعضها.. بحبها وهي بتسرف كل اللي في جيبها على ورق اليانصيب وتخسر وتكتشف إن حظها في قلبها فتنفض هدومها وتجري.. تجري وتسبق وترغم الكل إنه يصقف لها".

مصر يا كابتن مش في استديوهات التحليل ولا في "أبناء العاملين".. مصر عٌمرها ما كانت في "البيزنس كلاس" طول عمرها بتركب مع الغلابة "القشاش" وبتوصل الأول.

فيا كابتن أيًا ما كان موقعك أو ملعبك لو عايز تكسب دور على مصر في "حتتها" بين ناسها.. دور على مواهبها.. دور عليها مكان ما بتحب تعيش.. وما تنساش إن "صلاح" اللي العالم كله بيغني ليه مكنش في الفاترينات.. 
هي كده.. عدلتها كده.. تغني وتفرح وتحلم وتنجح وتكسب وسط الحرافيش.. بينهم بتعيش.. 
تاخدها لقصور وبُهرج وزيف.. تحزن وتكتئب وتمرض وتخسر "ماتشاتك" مهما إن كنت "حريف".  

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر المنتخب الوطني لكرة الحسين

إقرأ أيضاً:

محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع

بالرغم من المصاعب التي يمر بها الاقتصاد العالمي عموماً، وتلك التي تجددت منذ مطلع العام الجاري، إلا أن اقتصاد الإمارات يسير بخطوات ثابتة، على صعيد النمو، الآتي من كل القطاعات المحورية وتلك الواعدة. 
المواجهات التجارية العالمية الراهنة، إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية المتأصلة وتلك المتجددة، والآثار التي تركتها فترد الكساد العالمي، بما في ذلك الموجة التضخمية التي طالت جميع الاقتصادات دون استثناء.. كلها عوامل كبحت النمو في غالبية البلدان، بما فيها تلك التي كانت تعد محركاً له، مثل الصين والهند، ناهيك عن مستويات النمو المتواضعة جداً في الاقتصادات المتقدمة، التي تعاني من ضغوط على موازناتها العامة، ومن تراكم الديون، ومن اتساع الفجوة بين الشرائح المجتمعية فيها.
في الإمارات الحالة واضحة للغاية. نمو قوي، نتيجة الأداء الاقتصادي عالي الجودة، الذي يحاكي كل المخططات، بما فيها بالطبع، رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، الذي يعد أساساً في تمكين الاستدامة في الاقتصاد المحلي، إلى جانب محوري مهم أيضاً يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقات الشراكة الشاملة، وتعدد أقطابها، ما ساهم في اقتراب الإمارات (مثلاً) من الوصول إلى الهدف الذي وضعته لقيمة التجارة الخارجية في زمن قياسي.
فالاستثمارات الأجنبية وصلت إلى مستويات عالية، وحراك استقطاب رؤوس الأموال ماضٍ بقوة. كل ذلك وغيره من العوامل، وفر الأرضية اللازمة لنمو من المتوقع أن يصل إلى 4٪ بنهاية العام الجاري، مرة أخرى رغم كل التحديات والاضطرابات العالمية الراهنة.
دور القطاع غير النفطي في الناتج المحلي، يتصاعد بقوة أيضاً، وهو أحد أهداف الاستراتيجية العامة للبلاد. فوفق وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، من المتوقع أن يسجل هذا القطاع نمواً في العام الحالي بنسبة 5٪، الأمر الذي يسهم بالضرورة في تعزيز الظروف التشغيلية، ويرفع من حالة اليقين في أنشطة الأعمال. هذا يعني، أن التنوع الاقتصادي المتبع في البلاد منذ سنوات، يضيف مزيداً من القوة للقطاع الخاص، الذي يمثل حجر الأساس في التنمية الشاملة، وفي استكمال مشهد الاستدامة الاقتصادية، وفي مزيد من التمكين للقطاعات الواعدة المختلفة، التي باتت جزءاً أصيلاً من الحراك التنموي الشامل.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: الرقمنة والذكاء الاصطناعي في الإمارات محمد كركوتي يكتب: تجارة الإمارات  ومستهدفات 2031

مقالات مشابهة

  • مُنتخب الوطني للشباب يحصد لقب بطولة الخليج للجولف
  • مجدي أبوزيد يكتب.. رمضان فرصة الجميع لإصلاح النفس والتغيير
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. فصل الشتاء و فصل الكهرباء
  • منير أديب يكتب: سوريا بلا حوار
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
  • «تعال نعيش اللحظة».. نانسي عجرم توجّه رسالة لـ محمد صلاح
  • بعد تصدر مسلسل سيد الناس التريند.. عمرو سعد يعلق: اللي جاي منتهي القوة
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • «تعال نعيش اللحظة».. نانسي عجرم توجّه رسالةلـ محمد صلاح |شاهد