الدكتور عوض سليمية: ترامب 2024: الفيل في معرض الخزف
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
الدكتور عوض سليمية مع بدء العد التنازلي لموعد انتخابات التجديد النصفي للرئاسة الامريكية (5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024)، وحلول موعد اجراء الانتخابات الداخلية للقواعد الشعبية للحزب الجمهوري لفرز مرشحه لمواجهة المرشح الديموقراطي لمقعد الرئاسة الامريكية – متوقع ان يكون الرئيس بايدن لاستكمال فترة رئاسية ثانية، في حال فوزه على منافسه المرشح الديموقراطي الاقوى روبرت كندي.
ومع الانطلاق المبكر للحملات الانتخابية للمرشحين، في الولايات الخمسين بما فيها مؤتمرات ومهرجانات صاخبة، وحملات جمع التبرعات. يزداد الضغط على عنق الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، مع حقيبة ممتلئة بالعقبات القانونية، الى جانب، منافسة داخلية ضاغطة على فرصه بالفوز مع إعلان ثلاثة عشر من قادة الحزب الجمهوري رغبتهم في خوض المنافسة على مقعد الرئاسة 2024 كمرشحين عن الحزب الجمهوري، وفي المقدمة منهم، رون ديسانتيز حاكم ولاية فلوريدا، ونائبه السابق مايك بينز. مع استبعاد قوة المنافس الرئاسي الذي سيتم الاعلان عن اسمه من قبل الديموقراطيين في مؤتمرهم الذي سيعقد العام القادم، تمنح المؤشرات واستطلاعات الرأي ارقام قوية تؤكد دعم القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري للمرشح ترامب على حساب منافسيه الجمهوريين ديسانتيز، وبينز. الامر الذي يعطى ترامب جرعات جديدة للاستمرار في حملته الانتخابية بثبات وزخم كبيرين. إلا ان اعلان القاضية ايلين كانون قبل عدة ايام، أن موعد بدء إجراءات محاكمة ترامب سيكون في 24 مايو ايار 2024، مع حزمة من الاتهامات، اخطرها اخفاء، تبديد وتخزين وثائق رسمية سرية في منزله في فلوريدا بشكل غير قانوني، كانت بمثابة ضربة مطرقة قوية على رأسه، فالموعد ياتي بالتزامن مع انطلاق الحملات الانتخابية التمهيدية، وهو الذي ما زال يدفع ببراءته في عشرات التهم الاخرى المنسوبة اليه، ويجادل بان هذه الاعلانات المتتالية التي تنهمر عليه من المحاكم، تصب جميعها في ممرات الحرب السياسية التي يشنها عليه اعداءه من الديموقراطيين، وتهدف الى تدمير حملته الانتخابية الناجحة. وعلى الرغم من المستقبل المجهول الذي ينتظره في قاعات المحاكم، الا ان ترامب مستمر في مساراته كما الفيل الجريح يضرب في كل الاتجاهات، ويصنع لنفسه بيئة مواتية وقوانين تحاكي شعوره بجنون العظمة، كما صديقه نتنياهو. من ناحية، لا يتوقف لسانه وان كان محقاً احياناً فيما يقول، عن مهاجمة الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن، ويحمله المسؤولية المباشرة عن تردي الاوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة بما فيها: ارتفاع معدلات التضخم، رفع قيمة الفائدة، ارتفاع اسعار السلع والمحروقات، نقص الامدادات في سلاسل التوريد…، تبديد مخزونات السلاح الاحتياطي للجيش الامريكي بسبب سياسات الامداد المتواصلة الى كييف، والدفع نحو اشعال حرب عالمية ثالثة مع روسيا الاتحادية. والعمل على استبعاد أمريكا من قيادة العالم منفردةً والدفع بها نحو مصاف دول العالم الثالث وفقا لتصنيفاته. من ناحية اخرى، يواصل تنظيم نشاطات انتخابية مكثفة تهدف الى، تعبئة القواعد الشعبية للحزب الجمهوري، وجمع التبرعات، مستخدماً خطاباً شعبوياً تطرب له اذان الجمهوريين من فئة الشباب، رافعاً شعاره الدائم Make America Great Again” or MAGA (لنجعل امريكا عظيمة مرة اخرى). ولا يترفع في خطاباته امام انصاره عن مهاجمة زملاءه المرشحين من الحزب الجمهوري، ووضعهم في مصاف اعداءه من الديموقراطيين، وهذا يشمل صديقه المقرب سابقا ديسانتيز، ونائبه مايك بينز ايضاً. تشير الكشوفات المُعلنة لتلقي المساعدات للحملة الانتخابية لمرشحي الحزب الجمهوري الثلاثة عشر على موقع BALLOT PEDIA، ان حساب الرئيس السابق دونالد ترامب كان له النصيب الاكبر من التدفقات المالية، وبفارق 2:3 مقارنة مع المنافس الاخطر من داخل الحزب الجمهوري رون ديسانتيز والذي تلقى ما قيمته 20,111,729 دولار، انفق منها 7,872,301 دولار على انشطته الانتخابية. مقابل 32,164,175 دولار تم جمعها لصالح حملة ترامب، انفق منها 12,668,686 دولار، وبقي في محفظته قرابة 20 مليون دولار، وهي تقترب من المجموع الكلي الذي حصل عليه منافسه ديسانتيز قبل الانفاق. في حين تلقى المرشح الثالث رجل الاعمال ومغني الراب السابق الشاب فيفيك راماسوامي (37 عاماً) ما قيمته 19,152,444 دولار، انفق منها 10,121,805 دولار. وما يزال نائبه السابق ومنافسه الحالي مايك بينز يتذيل اسمه قائمة التبرعات. ومع ذلك، يرى المحللون انه وعلى الرغم من استقرار الرقم المالي الاكبر من المتبرعين في رصيد ترامب، الا ان ذلك لا يعني بالضرورة ان ترامب يتمتع بدعم اكبر من القواعد الشعبية للحزب الجمهوري، وينسبون ذلك، الى ان الرقم المالي الاصغر قد يكون تم جمعه من اعداد اكبر بكثير من المتبرعين (بطاقات انتخابية اكثر) لكن اقل قيمة. بعبارة اخرى، (تبرع نقدي اقل لكن، من متبرعين كثيرون يشكلون خزان تصويت لمنافسه ديسانتيز)، مقارنة مع اولئك المانحين الكبار (Mega Donors) لرعاية حملة ترامب. في حقل مزدحم من المنافسين ذوي الاسماء اللامعة، والحريصين على اسقاطه بالضربة القاضية من الجولة الاولى. يندفع ترامب من غير اهتمام الى مسارات تصادمية على حصان سباق داكن، ويرسل بريداً لخصومه السياسيين ولقضاة المحاكم، عنوانها، انه ما زال يملك خيوط اللعبة ويتحكم بها، من خلال القدرة على حشد اكبر قاعدة جماهيرية للحزب الجمهوري، والتي منحته 52.5 نقطة، متقدماً على منافسه ديسانتيز الذي حصل على 18.4 نقطة فقط، وفق اخر استطلاع رأي نشره موقع Real Clear Politics، مع تاخر ملحوظ لباقي احصنة الرهان. وان هذا الرهان على قاعدته الجماهيرية العريضة ستمنحه ورقة التفويض، مع اقتراب الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري والتي ستنطلق دورتها يوم 15 يناير/ كانون الثاني 2024، من ولاية ايوا. مروراً في اربع عشرة ولاية، يوم 5 مارس/اذار بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس، والتي ستكون نتائجها شبه حاسمة في تأكيد اسم المرشح الفائز، والذي سيعلن عن اسمه في المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري الذي سيعقد خلال الفترة من 15-18 تموز يوليو في ويسكونسن / مدينة ميلووكي، لاعتماده كمرشح وحيد للحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة 2024. قد تتشابه ظروف انتخابات 2024 مع انتخابات 2016 التي افرزت ترامب رئيساً، على اعتبار ان الاخير لم يعد غريباً على المشهد السياسي الامريكي والعالمي، وان بصماته في السياسة الخارجية الامريكية في فترته الرئاسية الوحيدة ما زالت قائمة، وتجلب الكوارث على شعوب العالم، بمن فيهم الشعب العربي الفلسطيني من خلال صفقته المشؤومة صفقة القرن، واعتماد مسارات التطبيع العربي مع اسرائيل مع تجاهل كامل لحقوق الشعب الفلسطيني. لكن المؤكد، ان عودة ترامب الى المشهد السياسي او اختفاءه خلف القضبان بفعل قرارات المحكمة، لن يغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بغض النظر عن الخلفية السياسية لساكن البيت الابيض سواء كان ديموقراطياً او جمهورياً. وان كل ما يجري هو صراع الفيله في معرض الخزف، قد يحطم محتوياته او يسحقها، لكنه لن يخترق الجدار الممنوع. باحث في العلاقات الدولية مدير وحدة الابحاث والدراسات الدولية زميل ابحاث ما بعد الدكتوراة مدرسة العلاقات الدولية SOIS جامعة اوتارا ماليزيا University Utara Malaysia UUM
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
اقتصادي: نمو طفيف بالصادرات التركية إلى العراق خلال عام 2024
بغداد اليوم - بغداد
كشف الباحث الاقتصادي منار العبيدي، اليوم السبت (1شباط 2025)، عن نمو طفيف بالصادرات التركية الى العراق خلال عام 2024 والعام الجاري.
وقال العبيدي في تدوينة على منصته في موقع "الفيس بوك" وتابعتها "بغداد اليوم": "شهدت الصادرات التركية إلى العراق نموًا طفيفًا خلال عام 2024، حيث بلغت قيمتها 11.2 مليار دولار أمريكي، محققة زيادة سنوية بنسبة 2.33% مقارنة بعام 2023، حيث كانت الصادرات التركية إلى العراق قد بلغت 11 مليار دولار أمريكي".
واضاف، انه "رغم هذا النمو، شهدت صادرات الذهب التركي إلى العراق انخفاضًا حادًا بنسبة 36%، حيث تراجعت قيمتها من 1.5 مليار دولار في عام 2023 إلى مليار دولار فقط في عام 2024. وكان الذهب يمثل 14% من إجمالي الصادرات التركية إلى العراق، إلا أن هذه النسبة انخفضت إلى 9% فقط في عام 2024".
واشار العبيدي الى، انه "مع ذلك، تمكنت صادرات السلع الأخرى من تعويض هذا التراجع، حيث سجلت الأجهزة والمعدات الكهربائية، الأجهزة والمعدات الميكانيكية، الأثاث، الملابس، والسجاد نموًا ملحوظًا، مما ساهم في الحفاظ على إجمالي الصادرات التركية عند مستوى مرتفع".
وتابع، انه "في المقابل، لم تتجاوز صادرات العراق إلى تركيا 548 مليون دولار أمريكي خلال عام 2024، مقارنة بـ 693 مليون دولار في 2023، حيث كانت أغلب الصادرات العراقية تتكون من المشتقات النفطية والوقود المعدني".
واختتم تدوينته، بان "نتيجة لهذا التفاوت الكبير بين الصادرات والواردات، يعاني الميزان التجاري العراقي من عجز بقيمة 10.7 مليار دولار أمريكي مع تركيا، مما يجعلها واحدة من ثلاث دول رئيسية يعاني العراق معها من عجز تجاري كبير، إلى جانب الإمارات وإيران".