الخارجية الروسية لواشنطن: تتهمون داعش بتنفيذ هجوم موسكو .. وأنتم من خلقتموه
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
سرايا - أشارت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إلى أن الولايات المتحدة دفعت نفسها إلى طريق مسدود تماماً بتصريحاتها حول تورط تنظيم داعش (المحظور في روسيا) في الهجوم الإرهابي على مجمع "كروكوس سيتي هول" بضواحي موسكو.
وقالت زاخاروفا لإذاعة "سبوتنيك"، اليوم: "حقيقة أن الأميركيين في أول 24 ساعة (بعد الهجوم)، حتى قبل إخماد الحريق، بدأوا بالصراخ أن هذه ليست أوكرانيا، أعتقد أن هذا دليل، لا أستطيع تصنيف هذا بأي طريقة أخرى، فهو بحد ذاته دليل".
وأضافت: "النقطة الثانية هي صيحات الولايات المتحدة أن هذا هو بالتأكيد تنظيم داعش الإرهابي المحظور، بالطبع السرعة التي فعلوا بها كل هذا مذهلة"، مشيرة إلى أنه خلال بضع ساعات فقط تمت دعوة الصحافيين والإعلان عن النتيجة التي توصلت واشنطن إليها حول من المتورط في هذا الهجوم الإرهابي الدموي الرهيب.
وتابعت: "يبدو لي أنهم قادوا أنفسهم إلى طريق مسدود تماماً، لأنه بمجرد أن بدؤوا بالصراخ أن هذا "داعش"، تذكر جميع الأشخاص المتخصصين في العلاقات الدولية، وهم علماء وخبراء سياسيون، وطلبوا من الجميع أن يتذكروا، ما هو "داعش"؟ أنتم أنفسكم تقفون وراء "داعش"، أنتم - الولايات المتحدة وبريطانيا - خلقتموه بأنفسكم".
هذا ووقع الحادث الإرهابي مساء 22 مارس في مجمع العروض الترفيهية "كروكوس سيتي هول" في كراسنوغورسك بضواحي موسكو، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 139 شخصاً، وتم اعتقال 11 شخصاً متورطين في الهجوم، بينهم منفذو الهجوم الأربعة، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة متلفزة، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الجانب الأوكراني كان يعد ممراً لمنفذي الهجوم الإرهابي لعبور الحدود، ووعد بوتين بتحديد ومعاقبة كل من يقف وراء الهجوم.
وبموجب قرار المحكمة العليا لروسيا الاتحادية الصادر في 29 ديسمبر 2014، يعتبر تنظيم داعش منظمة إرهابية، ونشاطه محظور في روسيا.
إقرأ أيضاً : بن غفير: بايدن يفضل نهج السنوار على نهج نتنياهوإقرأ أيضاً : قتيل ومصاب "إسرائيلي" بقصف لبناني شمالي الأراضي الفلسطينيةإقرأ أيضاً : لماذا يعد انهيار جسر بالتيمور حدثا غير عادي في أميركا؟
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الجميع الرئيس بوتين روسيا اليوم بايدن جسر الجميع أوكرانيا بوتين الرئيس موسكو
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر: هدم الأسوار أحد استراتيجيات تنظيم داعش لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي
قال مرصد الأزهر أنه رغم حالة الضعف التي يمر بها تنظيم داعش الإرهابي في وقتنا الحالي بسبب الهزائم التي تعرض لها وفقدانه كثيرًا من قادته بفاصل زمني قصير والملاحقات الأمنية لأفراده، فإن عملية تهريب نزلاء ينتمون للتنظيم من سجن "كوتوكالي" الذي يبعد 40 كيلومترًا من العاصمة "نيامي" بالنيجر، في يوليو المنصرم وما تلاها من عمليات مشابهة، يدل على قدرة التنظيم على القيام بعمليات نوعية ضمن إستراتيجية "هدم الأسوار"، والتي تعني "اقتحام السجون وتهريب عناصر التنظيم المحتجزة فيها" وهي واحدة من الأمور المهمة التي يعوّل عليها التنظيم.
وجاء هذا في إطار سلسة مقالات وحدة رصد اللغة التركية والتي تنشرها بعنوان "ما يعول عليه داعش مستقبلاً".
وتابع المرصد أنه بنظرة تاريخية فإن اقتحام داعش للسجون وتحرير عناصره الإرهابية ليست إستراتيجية جديدة عليه، بل قديمة أطلق عليها في خطابه الإعلامي اسم "هدم الأسوار". وقد ورث داعش هذه الإستراتيجية عن سلفه تنظيم القاعدة في العراق، إذ كان "الزرقاوي" يولي اهتمامًا كبيرًا لتحرير السجناء. وقد استمر هذا الاهتمام متصاعدًا عبر مراحل تطور مختلفة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من خطط التنظيم. ولا تكاد تخلو كلمة من كلمات متحدثيه الإعلاميين من الإشارة إلى أهمية اقتحام السجون. ويعود أول تطبيق عملي لإستراتيجية "هدم الأسوار" إلى عام 2004 بمحاولة "أبو أنس الشامي" استهداف سجن أبو غريب. ورغم أن هذه المحاولة لم تكلل بالنجاح المرجو للتنظيم، إلا أنها شكلت نقطة تحول في توجهاته.
وبالنظر إلى دوافع هدم الأسوار عند داعش فتتلخص في استعادة النفوذ وتعزيز المكانة، وذلك من خلال التعويل على الاقتحامات السابقة استلهام التنظيم من قدرته على تحرير أعداد كبيرة من عناصره القابعة في السجون، حيث يسعى التنظيم إلى تعويض الخسائر البشرية التي لحقت به في المعارك عن طريق تحرير العناصر المسجونة وضمها مرة أخرى. بناء القوة القتالية وإعادة الهيكلة.
كما يسعى التنظيم إلى تعزيز الصورة القتالية كقوة قادرة على حماية عناصره وتحرير المعتقل منهم، كما يهدف التنظيم بعلميات الاقتحام إلى إحراج التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تتبع أساليب تفاوضية، وإظهار تفوقه عليها وتجنيد المزيد من الأنصارحيث يستخدم التنظيم قدرته على تحرير أتباعه من السجون والمعتقلات كأداة للترويج لأفكاره وجذب المزيد من الأنصار، لا سيما من عناصر التنظيمات الأخرى التي لا تسعى إلى تهريب عناصرها المسجونة.
ويستند داعش في إستراتيجية هدم الأسوار على جملة من الآليات، أهمها التنقيب عن نقاط الضعف وتكوين خلايا نائمة داخل السجون واستغلال التكنولوجيا الحديثة والتحريض وخطابات الكراهية حيث يستخدم داعش وسائل الإعلام غير التقليدي لنشر الدعاية وتوجيه رسائل تحريضية لعناصره داخل السجون، بهدف تشجيعهم على الهروب.
وتأسيسًا على ما سبق، تطرح هذه الإستراتيجية الداعشية كثيرًا من التحديات أمام الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب منها تعقيد المشهد الأمني، حيث تزيد عمليات اقتحام السجون من تعقيد المشهد الأمني، وتصعّب تتبع تحركات عناصر التنظيم وتوقيفهم. وزيادة خطر الهجمات الإرهابية حيث يزيد نجاح عمليات تهريب المسجونين من خطر تعرض الدول والمجتمعات لهجمات إرهابية جديدة وصعوبة إعادة تأهيل السجناء المحررين
وختامًا يؤكد المرصد أن اقتحام السجون بالنسبة لداعش ليس مجرد عملية إنقاذ أو تحرير لبعض عناصره، بل هو جزء من إستراتيجية تهدف لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي وتعزيز مكانة التنظيم على الخريطة الأمنية في العالم. وتتسم هذه الإستراتيجية بارتفاع درجة خطورتها، نظرًا لارتباطها بعناصر إرهابية مدربة، وتخطيط مسبق، ووجود دوافع انتقامية، ما قد يشكل تهديدًا مستقبليًّا للأمن والاستقرار.