أسرار من داخل غرفة عمليات القوات المسلحة فى حرب الـ 10 من رمضان
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
لا تزال ملحمة العبور التى سطرتها القوات المسلحة المصرية فى شهر رمضان، لاسترداد أرض سيناء بالقوة، تعيد للأذهان عظمة وقدرة المصريين على التخطيط والتنفيذ، وكيف سحقت المؤسسة العسكرية المصرية فى ذلك الوقت أسطورة الجيش الذى لا يقهر، ودمرت كافة التحصينات المنيعة بأفكار لم تخطر على بال جيش نظامى فى ذلك الوقت، وأصبحت حرب الـ 10 من رمضان مادة علمية تدرس فى معظم الكليات العسكرية فى كثير من الدول، ليتعلم العالم كيف يمكن تحقيق المستحيل بإرادة وقدرة وإيمان عميق وانتماء متأصل فى جذور المصريين.
ولعل معظم أسرار معارك حرب الـ 10 من رمضان وما تلاها من أيام المعارك كانت فى أرض الميدان نفسه، إلا أن غرفة عمليات القوات المسلحة فى ذلك الوقت، كانت تتدفق فيها المعلومات من كافة مناطق المواجهة وهو ما يتذكره اللواء الدكتور أركان حرب " سمير فرج " مستشار الأكاديمية العسكرية المصرية فيقول، " لازلت أذكر، جيدًا، جميع الأحداث التي مررنا بها من الهزيمة إلى الاستنزاف، ثم النصر يوم السادس من أكتوبر 73، كنت أصغر ضباط غرفة عمليات القوات المسلحة، سنًا، وأحدثهم رتبة، حيث كنت رائدًا، لم يمر أكثر من أسبوعين على تخرجي في كلية الأركان حرب ولما كان ترتيبي الأول، بتقدير امتياز، على دفعة قوامها 153 ضابطًا، من أكفأ الضباط، فقد تم توزيعي على هيئة عمليات القوات المسلحة لحرب أكتوبر، التي بدأنا التحرك منها لفتح مركز العمليات، الذي أديرت منه الحرب المجيدة ".
وقال اللواء أركان حرب " سمير فرج "، " فى نحو الساعة الثانية عشر ظهرًا، وصل الرئيس الراحل أنور السادات، مرتديًا زيه العسكري، يخلفه عدد من الجنود، يحملون صواني رصت عليها الشطائر والعصائر ولأن اليوم تزامن مع العاشر من رمضان، فلقد أمسك السيد الرئيس بالميكروفون، قائلًا، "إحنا في رمضان، وقد أفاد المفتي أننا في جهاد لتحرير الأرض المغتصبة، وعليه فقد أجاز الإفطار في نهار رمضان" ووجه بإبلاغ كل قواتنا، وأولادنا، على جبهة القتال في سيناء، بتلك الفتوى، بينما الجنود يمرون لتوزيع الشطائر، التي وضعناها، جميعًا، في الأدراج، ويشهد الله، أننا لم نتناول إلا الماء، عندما حان موعد آذان المغرب، وهو ما فعله الجميع على جبهة القتال ".
وأكمل مستشار الأكاديمية العسكرية المصرية، " كان أسعد الأخبار التي تلقيناها، أولها نجاح قواتنا الجوية في الضربة الأولى بعدد 220 طائرة، ضد الدفاعات الإسرائيلية في سيناء، بعدها في نحو الثالثة ظهرًا، التقطت عناصر الاستطلاع اللاسلكي المصرية إشارة مفتوحة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية، لجميع الطيارين الإسرائيليين، غير مشفرة لضمان سرعة قراءتها، يأمر قواته بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كم، وهو مدى حائط الصواريخ المصري المضاد للطائرات، وهو ما يعني أن أي طائرة إسرائيلية تقترب لهذه المسافة، سيتم تدميرها وقتها أيقنت أننا سننتصر، وسوف نعبر القناة، وندمر خط بارليف، لأن القوات الجوية الإسرائيلية لن تتدخل في مرحلة العبور، رغم ادعاءات أنها "اليد الطولى" لإسرائيل ".
وتابع اللواء أركان حرب " سمير فرج "، قائلًا " أما ثاني الأخبار الثاني، رغم كونه حزين، إلا أنه دل على عظمة الجندي المصري؛ فقبل بدء عبور موجات القوارب، وعددها 12 موجة، كانت عناصر الصاعقة البحرية، قد غطست في قناة السويس؛ لسد فتحات "النابالم"، حيث كان العدو الإسرائيلي قد وضع في كل نقطة من نقاط خط بارليف، نحو 4 إلى 6 أنابيب نابالم، يتم ضخها في مياه القناة فور عبور قواتنا، فتتحول المياه إلى نار تحرق كل القوات التي تعبرها لذلك اندفعت قوات الصاعقة البحرية، حاملة عبوات لسد هذه الأنابيب، ففوجئت إحدى المجموعات، أن أحد نقاط خط بارليف به 6 مواسير بدلًا من 5، وهو ما لم يكن في الحسبان، إذ أن المجموعات المُكلفة بسد الفتحات، كانت تحمل إمكانات لسد خمسة، فقط ".
وأكمل اللواء " سمير فرج "، " قامت المجموعة بسد الفتحات الخمسة، أما السادسة، فقام أحد أفراد الصاعقة البحرية بسدها بجسمه، ورفض العودة مع باقي المجموعة ومع بدء عبور قواتنا لقناة السويس، تم إغلاق جميع الفتحات، بينما انفجرت تلك الفتحة، وحولت جسم هذا الشهيد العظيم إلى أشلاء، ولكنه نجح في منع النابالم من إشعال سطح مياه القناة، ونجحت قواتنا في العبور، ودمرت خط بارليف. هكذا كانت روح جنود مصر الأوفياء، الذين سيذكرهم التاريخ، دائمًا، فلولاهم، لما كنا نحتفل الآن بهذا النصر العظيم ".
واسترسل مستشار الأكاديمية العسكرية المصرية قائلًا، " استمرت موجات عبور قناة السويس، بالقوارب، على مدار 12 موجة، كان خلالها رجال المشاة يقاتلون، دون دبابات، لصد كل الهجمات الاسرائيلية المدرعة، التي حاولت مقاومة قواتنا، وقهقرتهم للضفة الغربية، إلا أن أبطالنا المقاتلون، دون دبابات، والمعتمدين على سلاح "ر ب ج"، وصواريخ الفهد، فقط، تمكنوا بإصرارهم واستبسالهم وشجاعتهم، أن يدمروا جميع المدرعات الإسرائيلية، التي تصدت لهم، ونجحت قواتنا في التشبث بالأرض العزيزة في سيناء.
وأضاف اللواء " سمير فرج "، " ومع غروب شمس يوم السادس من أكتوبر، اندفعت العربات تحمل خراطيم الكباري، وتنزل مياه القناة، وتنجح، رغم ظلام الليل، في إنشاء خمس كباري على طول القناة وعلى ضوء القمر، وفقًا لحسابات خطة الهجوم، بدأت الدبابات والمدفعية تعبر إلى الضفة الشرقية للقناة، على الكباري المقامة، وفشلت كافة محاولات الطائرات الإسرائيلية في الاقتراب من قواتنا التي أنشأت الكباري، أو التي عبرت القناة، بفضل حائط الصواريخ المصري، الذي منع القوات الجوية الإسرائيلية من الاقتراب من قناة السويس، وصار، من يومها، أحد أهم أشكال الدفاع، في النظم العسكرية العالمية ".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غرفة عمليات سمير فرج نهار رمضان العاشر من رمضان القوات المسلحة المؤسسة العسكرية المصرية الكليات العسكرية المؤسسة العسكرية مضاد للطائرات هيئة عمليات القوات المسلحة العسكرية المصرية عملیات القوات المسلحة العسکریة المصریة قناة السویس خط بارلیف من رمضان سمیر فرج جمیع ا وهو ما
إقرأ أيضاً:
الآن أدرك الجنجويد بأس القوات المسلحة وقُدرتها المستمدة من شعبها بعد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
٢٦ رمضان ١٤٤٦ هجرية
26 مـارس 2025 م
*الهرووووب المُذل*
✍️???? لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
المشهد المصوّر من على جسر جبل أولياء اليوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر رمضان مشهد محتشد بالمعاني، ذاخر بالعبر، إحتل موقعه في ذاكرة التاريخ البشري الأكثر إثارة، تضاهي هزائم الجيوش، والهجرات القسرية.
هذه الألوف من الجنجويد تتزاحم مناكبهم على صراط الممر الضيّق في خزان جبل أولياء هربًا مما يكرهون، ورغبًا في النجاة، وطلبًا للسلامة ( *لا سلّمهم الله* ) كأسراب النمل، أو قطعان رزايا المعز الموبوء بداء ( *أبونيني* ) عليهم سرابيل من قطران الذُل وعلى أعناقهم واذقانهم أغلال الخزي والهزيمة، وجوههم مقمحة تنوء ظهورهم بالأوزار، وأثقال ما إكتسبوا، يشيعون في هذا الموكب الجنائزي نعش آل دقلو، وأطماع الإمارات وشهوات القحاطة الشاذة، يحملونها إلى المزابل حيثُ تستحق.
تتبعهم اللعنات، وتلاحقهم دعوات المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب، فقد غدروا بالناس في ذات اليوم السادس والعشرين من رمضان العام ٢٠٢٣م، وبعيد عامين دارت عليهم الأيام فشربوا المُر، وتجرّعوا السم، وسيموا سوء العواقب والعذاب، فأُخرجوا صاغرين، مشيًا على الأقدام، عُراة من أزياء الدعم السريع الفاخرة، وعلامات الزيف والخلا، خرجوا عالة حُفاة دون مركبات الدعم السريع بعشرات الآلاف التي تلقفتها آلة القوات المسلحة، فتبددت بين مغنمٍ وحطام، خرجوا مذعورين كالفئران وتخلّوا عن رفع أصابعهم ( *يا نصُر، يا شهادة* )
والآن تأكّد لهم أنه لا نصر لهم ولا شهادة، ببيّنات أعمالهم، فحال الأسرى الذين تم تحريرهم اليوم يشرح مقدار بطش ووحشية هؤلاء الجنجويد، وإنعدام الحسّ الإنساني فيهم،
أمّا حاويات حرق الأسرى فذلك شأنٌ لم يسبقهم به أحد، إلا دعاية اليهود في جرائم الهولوكوست في عهد النازيّة،
وقد ظهر أحد قادتهم من قبل ( *عميد خلا* ) يشرح طريقة التعذيب والحرق داخل الحاويات، بإيقاد النار من تحتها وتغطية الرؤوس في أكياس مليئة بالشطّة، ووضح أنّ هذا النوع من التعذيب له نتائج إيجابية،
هي نفس مقتلة أصحاب الأخدود وظُلم النمرود ( *حميدتي البعاتي* ) ضاقت عليهم رحاب الخرطوم، ولفظتهم العمارات والبيوت التي إحتلوها بغير حق، وجلبوا عوائلهم من كل مكان للإستيطان في ديار ( *الجلابة ودولة ٥٦* ) وهم يتفكهون على هذا الفيء السهل الذي حازوه برفقة آل دقلو.
الآن وفي هذه اللحظات بالتحديد والكون يلبس جلابيب الظلام، هم هائمون بلا هداية ولا قيادة، امامهم رمال كردفان القاحلة في هذا الفصل، وإنسان كردفان الذي بالغوا في أذيته ونهبوا مُدنه، وتشهد أم روابة والرهد، والخوي، والأُبيض على جرائمهم، ولذلك لن يرحّب بهم أحد، لن يضيّفهم أحد، لن يتعاطف معهم أحد، فهم لا يستحقون الضيافة، ولا القرى ( *الطعام* ).
سيتعذّبون بالجوع والمرض، والعطش والإحساس بالقهر والمهانة والخسران، سيلعنون آل دقلو الذين أوردوهم موارد الهلاك، وتخلّوا عنهم، ولفظوهم، ولا أحد يُجيب عن سؤالهم: أين ( *حميدتي وأخوانه وعوائلهم* ؟ ).
الآن أدرك الجنجويد بأس القوات المسلحة وقُدرتها المستمدة من شعبها بعد الله سبحانه وتعالى،
وقد رأوا مصارعهم رأي العين، وشهدوا الشعب السوداني كيف فرح وإحتفل بالإنتصار عليهم ( *عدا القحاطة طبعًا* ) وكيف أعلن القائد العام من داخل القصر الرئاسي بالخرطوم أنّ الخرطوم العاصمة المثلثة خالية من الجنجويد، بعدما هبط بطائرته في مطار الخرطوم الدولي،
لتنتهي القصة وتخلص الحكاية، وينقشع الظلام ويزول الأذى، ويذهب الخوف والهم والغم،
وتعود العوافي للمدينة الجميلة، وترفرف رايات النصر وأعلام الحق فوق السواري.
إنه نصرٌ عزيز وفتحٌ كبير كان مهره أنفس عزيزة، وأرواح غالية وطاهرة، قيادات، وضبّاط، وصف، وجنود، ومجاهدين، ومشتركة، وأمن، وإحتياطي مركزي، وعمل خاص، وقوات إسناد ظاهرة ومستترة، كلّها مهرت هذا النصر بالدماء، بلا منّ ولا أذى، ليسلم الوطن، والدين، والعرض، والنفس ة، والمال.
الحمد لله الذي شفى صدور أهل السودان وهم يرون الجنجويد أذلاء، مهزومين، مقهورين، مجندلين، أسرى، مشرّدين، هاربين، تاركين المسروقات وراءهم.
الحرب ضد الجنجويد ما تزال مستمرة، كما وعد القادة، وكما يريد الشعب، تجب ملاحقتهم إلى أي جحر دخلوه، ولن تعصمهم الحواضن الفاسدة في دارفور وجنوب وغرب كردفان، ولن تُغني عنهم شيئًا بحول الله.
يجب أن يدفعوا الثمن غاليًا، لا تراود أحدًا كائنًا من كان، أن يفكر من جديد، بتحدّي القوات المسلحة السودانية.
أمّا الدول الداعمة فإن الحساب ولد.
وقسمًا سيرُد السودان الصاع صاعين .
والرهيفة التنقد.
*عيد بلا جنجويد*
*الله اكبر والنصر لنا*
*والخزي والعار للجنجويد والقحاطة*