ينقسم الغجر إلى عدة مجتمعات منتشرة في أرجاء العالم، تتميز بثقافة خاصة وأسلوب حياة فريد. لا توجد دولة خاصة بهم وكانوا يسمون في هنغاريا في القديم "قبيلة الفرعون".
إقرأ المزيد الاسم عربي والأصل إسباني والعلم بريطاني!في القديم اعتقد أيضا أنهم من بقايا سكان "أطلانتس" الأسطورية المفقودة، ثم رسا البحث عن أصولهم بنهاية المطاف في الهند.
في البداية افترض المؤرخ والجغرافي الألماني هاينريش غريلمان في عام 1783 أن الهند هي الموطن الأصلي المحتمل للغجر، البدو الرحل.
هذا الاستنتاج أكده مطلع القرن الواحد والعشرين باحثون متخصصون من جامعة روتردام بعد دراسة جينوم الغجر. في الوقت الحالي يمكن بثقة ترجيح أن رحلتهم التاريخية بدأت من شمال غرب الهند.
الغجر ينقسمون إلى مجموعات عرقية عديدة متنوعة، تختلف ليس فقط في العادات والتقاليد، بل وفي اللهجات أيضا. لدى هذه المجتمعات المنتشرة في أرجاء العالم حوالي 80 لهجة، مشتقة من لغة أصلية تنتمي إلى مجموعة اللغات الهندية.
لهذا الشعب الفريد ثقافة شعبية غنية ومدهشة، وتفسر أسطورة قديمة على سبيل المثال انتشار مجتمعاتهم على مساحات واسعة من الأرض قائلة: إن الرب أحب الغجر كثيرا لمواهبهم وفرحهم وسرورهم بالحياة إلى درجة أنه قرر عدم حصرهم في بلد واحد، بل منحهم العالم بأكمله".
يعتقد أن الغجر هاجروا على الأرجح من الهند في مجموعات صغيرة وبطرق مختلفة وانتشروا أولا في الشرق الأوسط ثم انتقلوا في القرن الخامس عشر إلى أوروبا. الإشارات الرئيسة الأولى عنهم بدأت في الإمبراطورية البيزنطية، حيث عاشوا هناك وتحولوا إلى المسيحية. لاحقا وصلوا في القرن التاسع عشر إلى بلدان نصف الكرة الأرضية الغربي وأستراليا.
يرى باحثون أن الغجر خلافا للاعتقاد الشائع بأنهم رحل لا يستقرون في مكان، أن حركة انتقالهم النشطة بدأت بالفعل في أوروبا. في البداية تمت معاملتهم بطريقة حسنة، لكن الوضع تغير بمرور الوقت وبدأوا يتعرضون للقمع والاضطهاد، ولاحقتهم اتهامات بسبب ثقافتهم المختلفة وانعزالهم بأنهم جواسيس ومرتدون.
بدأت محنة الغجر التاريخية في أوروبا بحلول النصف الثاني من القرن السادس عشر، بالظهور قوانين إبادة ضدهم في مختلف البلدان الأوروبية. على سبيل المثال قضى مرسوم صدر في إنجلترا في عان 1554 بتنفيذ حكم الإعدام بحق جميع الغجر الذكور، كما حكم على جميع الذكور الغجر في السويد عام 1637 بالإعدام شنقا، كما منع الملك الفرنسي لويس الرابع عشر في عام 1880 الغجر من العيش في فرنسا تحت طائلة التهديد بالترحيل والقتل.
في ذلك الزمن تعاملت بلدان أوروبا الغربية مع الغجر بلا رحمة، وأجبروا على الهجرة الجماعية من هناك، وما كان لهم من سبيل للنجاة بحياتهم إلا شد الترحال والانتقال بحثا عن مكان آمن.
أوضاع الغجر بدأت في التغير في القرنين 18 و19، وألغيت في العديد من البلدان الأوروبية القوانين المضادة للغجر، ومع ذلك لم ينسجم الأوروبيون مع هؤلاء ووصفوا بكل الموبقات، واتهموا بأنهم أكلة للحوم البشر وأنهم يسرقون الأطفال.
المأساة الكبرى التالية حدثت في القرن العشرين وكانت الأشد. مع سريان قوانين هتلر العنصرية في ألمانيا في عام 1935، حرم الغجر من جميع الحقوق هناك، كما تم حظر عليهم الزواج من الألمان، ومنعوا من مزاولة مجموعة متنوعة من المهن، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تعرضوا للقتل والاضطهاد على نطاق واسع، وزج بهم في معسكرات النازية، وسقط ما يقرب من نصفهم ضحايا للإبادة.
في الوقت الحالي، يعيش معظم الغجر الأوروبيين حياة غير مستقرة، فيما تتركز أكبر مجتمعاتهم في دول أوروبا الشرقية، بما في ذلك بلغاريا وسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا، حيث يقدر عددهم بحوالي أربعة ملايين شخص.
لا تزال جماعات الغجر ترى في المدن الأوروبية المختلفة بأزيائهم التقليدية البراقة المميزة، وبموسيقاهم ورقصاتهم، ينشرون البهجة والفرح بين الناس، لكن لا يزال الكثيرون يتخوفون منهم ولا يأمنون جانبهم، ويعتقدون أنهم يمارسون السحر والتنويم المغناطيسي وما شابه.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أدولف هتلر أرشيف فی القرن
إقرأ أيضاً:
رحلة الملحن محمد رحيم في عالم الموسيقى.. بدأت مع عمرو دياب وعمره 16 عاما
ربما تسللت إلى أذنيك أغنية بالصدفة يومًا ما واستمتعت بألحانها، وأصبحت عالقة في ذاكرتك، تُدندنها بين الحين والآخر ولا تعرف من البطل المجهول ورائها، وحين تكتشفه تجد أنّه ملحن مميز تعاون مع كبار نجوم الفن والغناء، وأصبح له بصمة لا تُنسى في العديد من الأغنيات الشهيرة، وهو الملحن محمد رحيم الذي رحل عن عالمنا خلال الساعات القليلة الماضية إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة داخل منزله.
من هو الملحن محمد رحيم؟الملحن محمد رحيم الذي وافته المنية عن عمر 45 عامًا، كشف في لقاء سابق مع الإعلامية منى الشاذلي، عن بداياته الفنية في عمر الـ16 عامًا عندما كان يدرس في المرحلة التمهيدية لكلية التربية الموسيقية، والتي كانت مع الفنان عمرو دياب من خلال أغنية «وغلاوتك»، وعلى الرغم من صِغر سنه إلا أنّه كان يشعر أنّه قد تأخر كثيرًا ليضع قدمه على بوابة الشهرة والنجومية: «كنت حاسس إني اتأخرت جدًا على البداية، لأنّ بعمل الألحان دي وبعزف على الآلات من سن 6 سنين، ففي سن 17 سنة كان عندي كم كبير جدًا وحاجات شرقي وغربي وعلى الجيتار والعود والبيانو، فكنت شايف إني اتأخرت، وخلاص بقى كفاية عايزين نحترف».
مقابلة بالصدفة للملحن محمد رحيم مع الفنان حميد الشاعري في ندوة بكلية التربية الموسيقية، كانت سببًا في أن يذهب معه للأستوديو حيث أسمعه ألحانه بحضور الفنان عمرو دياب ليطلق أولى أغنياته وهي أغنية «غلاوتك»، يحكي محمد رحيم: «الكابو إداني معاد في نفس اليوم عنده في الأستوديو الساعة 12 بليل، وبالصدفة كان السيشن ده بتاع عمرو دياب وكانو شغالين في ألبوم عودوني، وقالي هتسمعني إيه بقى؟، ووقتها بدأت أسمعهم لحن أغنية وغلاوتك، وفجأة لقيت عمرو دياب داخل، ولقيت حميد بيطلب مني ألحن الأغنية تاني، فأول ما عمرو سمعها قاله الأغنية دي بتاعتي».
إصدار أول ألبوم في 2008كانت نشأة الملحن محمد رحيم في أسرة موسيقية سببًا في احترافه الألحان والغناء في عمر صغير، فهو ابن الشاعرة الراحلة إكرام العاصي، أما والده فكان مُستمعًا جيدًا للموسيقى وهو ما جعله يتطرق إلى عالم الغناء والموسيقى في سن السادسة، وعلى الرغم من معاناته في صعوبة حفظ الأناشيد التي كان يدرسها داخل المدرسة، إلا أنّه أجاد تقديم ألحان غنائية للنصوص الشعرية والمحفوظات ما ساعده في إتقان المحفوظات والأناشيد الشعرية والنثرية في المدرسة.
وتعاون الملحن محمد رحيم مع العديد من الفنانين أبرزهم نانسي عجرم، محمد منير، إليسا، وفي عام 2008 اتجه إلى الغناء حيث أصدر أول ألبوماته بعنوان «كام سنة»، ومن أبرز أغنياته «عارفة»، و«إرجع يلا»، وشارك بالغناء والتلحين في عدد من الأعمال الدرامية منها «حكاية حياة» و«سيرة حب».