عقب اصطدام سفينة حاويات بجسر بالتيمور.. عواقب كارثية تهدد ولاية أمريكية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
في غضون ثوان انهار "جسر بالتيمور" الذي يبلغ طوله 1.6 ميل، لكن من المتوقع أن تمتد العواقب الكارثية لأسابيع مقبلة.
وزير الداخلية الأمريكي: لا يوجد دليل على أن انهيار جسر بالتيمور متعمد سفينة شحن تصطدم بالجسر الرئيسي في بالتيمورما يصل إلى 2.5 مليون طن من الفحم، ومئات السيارات التي تصنعها شركة فورد موتور وشركة جنرال موتورز، بالإضافة لمنتجات الخشب والجبس كلها مهددة بالتعطل بعد أن اصطدمت سفينة الحاويات "دالي" وأسقطت جسر "فرانسيس سكوت كي" في بالتيمور في الولايات المتحدة، خلال الساعات الأولى من فجر الثلاثاء.
خلال 2023 تعامل ميناء بالتيمور مع نحو 52 طنا أو ماقيمته 80 مليار دولار من البضائع الأجنبية الأمر الذي جعله تاسع أكثر الموانئ ازدحاما بهذه البضائع في الولايات المتحدة خلال العام الماضي.
الأهم من ذلك أن الميناء يعد المركز الأهم لنقل السيارات والشاحنات في الولايات المتحدة إذ نقل أكثر من 847 ألف مركبة في العام الماضي وتمتلك معظم شركات السيارات العالمية مرافق لها داخل أو حول الميناء.
وتعتمد نحو 15 ألف وظيفة بشكل مباشر على الميناء فيما ترتبط نحو 140 ألف وظيفة بشكل أو بآخر بأنشطة الميناء الذي يتعامل أسبوعيا مع مابين 30 إلى 40 ناقلة حاويات.
أرقام قياسية جديدة لميناء بالتيمور في عام 2023 تشمل مايلي :
52.3 مليون طن من البضائع الأجنبية (رقم قياسي سابق 44.2 مليون طن في عام 2019)80.8 مليار دولار كقيمة للبضائع الأجنبية (رقم قياسي سابق 74.3 مليار دولار في عام 2022)1.3 مليون طن من المعدات الزراعية ومعدات البناء التي يتم نقلها (رقم قياسي سابق 1.0 مليون طن في عام 2012)1.1 مليون حاوية تكافئ عشرين قدما (TEU) (رقم قياسي سابق 1.0 مليون في عام 2019)11.7 مليون طن من البضائع العامة (رقم قياسي سابق 11.3 مليون طن في عام 2022)
بالإضافة إلى هذه الأرقام القياسية، فقد تعامل ميناء بالتيمور مع 847,158 سيارة وشاحنة خفيفة في عام 2023، وهي السنة الثالثة عشرة على التوالي التي يتصدر فيها الموانئ الأميركية الأخرى في هذه الفئة من السلع.
سلاسل التوريدتلقي تداعيات انهيار الجسر الضوء مجدداً على الطبيعة الهشة لسلاسل التوريد العالمية التي عانت بالفعل من الجفاف في بنما وهجمات الصواريخ على شحنات البحر الأحمر من قبل الحوثيين المتمركزين في اليمن. تواجه الموانئ في نيوجيرسي وفيرجينيا خطر الاكتظاظ بالبضائع التي تُضطر إلى الابتعاد عن بالتيمور، أحد أكثر الموانئ ازدحامًا على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ويثير تحويل حركة النقل إلى موانئ أخرى مخاوف تكرار أزمة سلاسل التوريد التي حدثت خلال فترة وباء كورونا إذ أن الزيادة المفاجئة بنسبة 10بالمئة أو 20 بالمئة في حركة الموانئ الأخرى سيتسبب في تراكم وازدحام في تلك الموانئ الأمر الذي سينتهي في اضطرابات واسعة في سلاسل التوريد قد تستمر لأشهر.
من جانبه، يرى جون لولر، المدير المالي لشركة فورد، لـ بلومبرغ: "إنه ميناء كبير به الكثير من التدفق، لذا سيكون له تأثير بكل تأكيد.. سنعمل على الحلول البديلة. سيتعين علينا تحويل إنتاجنا إلى موانئ أخرى على طول الساحل الشرقي أو في أي مكان آخر في البلاد.
قالت S&P Global Market Intelligence إن بالتيمور تعاملت مع حوالي 3 بالمئة فقط من جميع واردات الساحل الشرقي وساحل الخليج في العام حتى 31 يناير الماضي. لكنه أمر بالغ الأهمية للسيارات والشاحنات الخفيفة، حيث لدى شركات صناعة السيارات الأوروبية مثل مرسيدس وفولكسفاغن وبي أم دبليو "BMW" مرافق تشغيل داخل الميناء وما حوله. كما أن ميناء بالتيمور ثاني أكبر محطة لصادرات الفحم الأميركية، ومن المحتمل أن يؤثر إغلاقها على الشحنات إلى الهند ومن المحتمل أن تتوقف صادرات الفحم لأسابيع.
وفقًا لشركتي IHS Markit وWood Mackenzie's Genscape، هناك حوالي اثنتي عشرة سفينة كبيرة عالقة داخل ميناء بالتيمور بالإضافة إلى عدد مشابه من قوارب القطر. تشمل القائمة سفن الشحن وسفن نقل السيارات وناقلة تحمل اسم بالانكا ريو.
ويرى سيتي غروب أن هذه الحادثة قد تشكل صداعا جديدا للفيدرالي الأميركي لأن النتيجة المباشرة لها ستكون تراجع إنتاجية الاقتصاد وارتفاع معدلات التضخم فينا تستبعد وكالة موديز من جهتها تأثر الاقتصاد بشكل كبير من انهيار جسر بالتيمور حتى وإن تسبب ذلك بتداعيات اقتصادية واسعة.
يذكر أن بناء جسر فرانسيس سكوت كي، الذي سمي على اسم الرجل الذي كتب نص Star-Spangled Banner، قد استغرق خمس سنوات واكتمل بناؤه في عام 1977. وبلغت التكلفة في ذلك الوقت حوالي 141 مليون دولار، بحسب بلومبرغ.
وقال يونا فريمارك، الباحث في معهد ستانفورد للتكنولوجيا: "نحن نعتمد على أنظمة البنية التحتية لدينا لتلبية احتياجاتنا اليومية، بالنسبة لكمية ضخمة من البضائع التي نحصل عليها في الولايات المتحدة من الخارج، وانقطاعها فجأة، إنها أزمة ضخمة".
وقال فريمارك إن إعادة البناء اليوم من المرجح أن تكلف "عدة مليارات من الدولارات".
وقال الرئيس جو بايدن إنه يريد أن تدفع الحكومة الفيدرالية الأموال، مشددا على "تحريك السماء والأرض لإعادة فتح الميناء وإعادة بناء الجسر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جسر بالتيمور العواقب الكارثية سفينة الحاويات الميناء اصطدام فی الولایات المتحدة میناء بالتیمور جسر بالتیمور ملیون طن من من البضائع فی عام
إقرأ أيضاً:
سيناتورة أمريكية تدعو لمعاقبة الإمارات بسبب مساندتها الدعم السريع في السودان
دعت السيناتور في الكونغرس الأمريكي، سارة جاكوب، إلى حظر الأسلحة عن الإمارات العربية المتحدة بسبب دعمها قوات الدعم السريع في السودان، وذلك على وقع تقارير تفيد بقيام هذه الأخيرة بتسميم طعام مئات السودانيين في ولاية الجزيرة.
وقالت جاكوب، الأربعاء، إن "التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع سممت الطعام في السودان، حيث يعاني الملايين من الناس من المجاعة، مخزية".
Reports that the RSF poisoned food in Sudan – where millions of people are experiencing famine – are shameful. The RSF and its external supporters – namely, the UAE – must be held accountable. That’s why the U.S. should cut off weapons to the UAE until they stop arming the RSF. — Congresswoman Sara Jacobs (@RepSaraJacobs) November 13, 2024
وأضافت في تدوينة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "لا بد من محاسبة قوات الدعم السريع وداعميها الخارجيين، وخاصة الإمارات العربية المتحدة".
وشددت السيناتور الأمريكية على ضرورة قيام "الولايات المتحدة بقطع الأسلحة عن الإمارات حتى تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع".
ويتهم السودان دولة الإمارات بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع التي تخوض صراعا ضد الجيش للعام الثاني على التوالي، الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار المجاعة.
وعبر تصريح لـ"عربي21" قبل أيام، اتهم السفير السوداني بتونس، أحمد عبد الواحد، دولة الإمارات بـ"دعم الدعم السريع التي تسببت في نزوح ولجوء ملايين المواطنين السودانيين"، مشيرا إلى أن "السودان لم يكن في أي يوم من الأيام عدوا لهذه الدولة".
وتحدثت تقارير صحفية عديدة عن دور الإمارات في دعم قوات الدعم السريع في الصراع المتواصل بالسودان، بما في ذلك تقرير سابق لصحيفة "الغارديان" البريطانية، قالت فيه إنها حصلت على معلومات حصرية تؤكد مشاركة الدولة الخليجية في الحرب بالسودان إلى جانب قوات "الدعم السريع".
ويأتي حديث السيناتور في الكونغرس الأمريكي على وقع استمرار قوات الدعم السريع في حصارها لمدينة الهلالية بولاية الجزيرة وسط السودان ما أدى إلى مقتل المئات منذ 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
والأسبوع الماضي، قال "نداء الوسط"، وهو كيان مدني سوداني يضم مجموعة ناشطين، إنه "بعد 19 يوما من حصار قوات الدعم السريع للمواطنين في مدينة الهلالية فقد بلغ عدد الشهداء 450 بينهم أطفال".
واتهمت العديد من الجهات، قوات الدعم السريع بتسميم الطعام الذي أدخلته إلى المدينة المحاصرة.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، قال إن "التقارير التي تفيد بأن جنود الدعم السريع قاموا بتسميم مئات السودانيين في مدينة الهلالية صدمت الضمير".
وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" ، أن "تسميم الطعام في بلد يعاني بالفعل من المجاعة هو عمل شنيع، وإذا تأكد ذلك فإنه يجب على قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ’حميدتي’ الإجابة على هذا السؤال".
ومنذ نيسان/ أبريل 2023، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ما خلف أكثر من 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، خلص الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير، إلى أن المتحاربين "ارتكبوا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، يمكن وصف الكثير منها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأوصت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان، بحظر الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام من أجل حماية المدنيين، مشيرة إلى أن "الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مسؤولان عن هجمات على مدنيين، ونفذا عمليات تعذيب واعتقال قسري".