طائرات تتعرض لتشويش غامض في شمال شرق أوروبا
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
أثر تشويش على الإشارات الملاحية في أوروبا الشرقية على أكثر من 1600 طائرة، بما في ذلك الطائرات المدنية، في أقل من يومين، وفقا لتحليل مفتوح المصدر، حيث اجتاح التشويش المجال الجوي حول بحر البلطيق.
وذكر الخبر الذي أوردته مجلة نيوزويك أن التشويش الذي دام أقل من 48 ساعة أثر على 1614 طائرة، الكثير منها كانت طائرات مدنية تحلق حول منطقة البلطيق في شمال شرق أوروبا، وفقا لحساب استخباراتي مفتوح المصدر يتتبع بانتظام تداخل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).
وتظهر الخريطة الأولية التي نشرها الحساب تشويشا واسع النطاق عبر بولندا وجنوب السويد في وقت مبكر من يوم السبت، ويبدو أن خريطة لاحقة تظهر أن التداخل يقتصر على مساحات من شمال بولندا.
وقد أبلغت الطائرات المحلقة قرب منطقة البلطيق والعديد من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية عن حدوث تداخل في إشارات نظام جي بي إس الخاصة بها.
وذكرت المجلة الأميركية أن التشويش على إشارات جي بي إس والأنظمة العالمية للملاحة عبر الأقمار الصناعية (جي إن إس إس) أو انتحالها يمكن أن يؤدي إلى إرباك الطائرات المأهولة أو المسيرة، أو جعل أنظمة الملاحة الخاصة بها تظن أنها في موقع مختلف.
ويذكر أن زيادة طفيفة في التشويش في نظام "جي بي إس" في أوروبا الشرقية في الأشهر الأخيرة قد ألقي اللوم فيها على أجهزة التشويش في منطقة كالينينغراد الروسية، وهي المنطقة المحصورة بين بولندا وليتوانيا العضوين في الناتو، والتي تخدم كقاعدة لأحد الأساطيل البحرية الروسية الرئيسية.
ليس تشويشا تقليدياويعتقد أن روسيا لديها موارد كبيرة للحرب الإلكترونية في كالينينغراد. وقال مسؤول دفاعي ليتواني للمجلة في وقت سابق من هذا الشهر إن "القوات المسلحة الروسية تمتلك مجموعة واسعة من المعدات العسكرية المخصصة للتداخل في نظام الملاحة العالمي، بما في ذلك التشويش والانتحال، على مسافات ومدد وكثافات متفاوتة".
وقال الجنرال مارتن هيريم، الذي يرأس قوات الدفاع الإستونية، لموقع بلومبيرغ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، إن مهارة روسيا في استخدام الحرب الإلكترونية "قوية للغاية".
وصرح المقدم السويدي يواكيم باسيكيفي لوسائل الإعلام السويدية في الشهر نفسه أنه يعتبر تداخل نظام "جي بي إس" نتيجة "أنشطة النفوذ الروسي أو ما يسمى بالحرب الهجينة".
وقال طيارون لم يُكشف عن هويتهم لمجلة فوربس في وقت سابق من هذا العام إنهم بدؤوا إيقاف تشغيل الملاحة عبر نظام "جي بي إس" عند المرور قرب بحر البلطيق والدول المحيطة به لصالح أنظمة أخرى.
كما سُجلت حوادث مماثلة في الشرق الأوسط أيضا.
وقالت مجموعة "أو بي إس"، وهي مجموعة من الطيارين ومنظمي الحركة الجوية، إن "الطائرات تُستهدف بإشارات نظام جي بي إس المزيفة، مما يؤدي بسرعة إلى فقدان كامل للقدرة الملاحية" في المنطقة.
وقالت المجموعة "هذا ليس تشويشا تقليديا لنظام جي بي إس. وهذه التقارير الأخيرة هي انتحال لنظام جي بي إس، ومع ذلك، لم نشاهد أي شيء مماثل لها من قبل".
وكان مسؤول بوزارة الدفاع البولندية قد قال لمجلة نيوزويك في وقت سابق إن التشويش و"الخداع الروسي" حول بحر البلطيق كان يهدف إلى زرع "جو من التهديد والشعور بالعجز في المجتمع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات ترجمات فی وقت
إقرأ أيضاً:
ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
تصاعد الجدل هذا الأسبوع بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، ما أثار استياء القادة الأوروبيين.
وإثر ذلك، رد زيلينسكي عبر اتهام ترامب بالعيش في "فضاء من التضليل الإعلامي" الذي تخلقه روسيا، في تحول واضح عن نهج الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن في دعم أوكرانيا.
ومع استمرار الجدل، عملت Euroverify على تفنيد الادعاءات التي أطلقها ترامب، حيث قامت بمراجعة الحقائق مسلطةً الضوء على مدى دقة تصريحاته وتأثيرها على السياسة الأمريكية تجاه الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
في مؤتمره الصحفي الأربعاء، ادعى ترامب أن هناك "أحكامًا عرفية في أوكرانيا"، مضيفًا أن نسبة تأييد زيلينسكي لا تتجاوز 4%، لكن هذا الرقم لا يستند إلى أي استطلاعات رأي موثوقة، إذ تظهر الدراسات أن نسبة تأييد زيلينسكي ظلت تتجاوز الـ 50% بشكل مستمر.
فقد تم انتخاب زيلينسكي بطريقة ديمقراطية في أيار/مايو 2019، وحصل على 73% من الأصوات في الجولة الثانية. ومع بداية الغزو الروسي الشامل في شباط/فبراير 2022، فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية، ما حال دون إجراء انتخابات وفقًا للدستور.
وأكد زيلينسكي مرارًا أن الانتخابات ستُعقد بعد الحرب، في الوقت الذي رفض فيه خصومه السياسيون إجراء انتخابات خلال الحرب. ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في شباط/فبراير 2022، بلغت نسبة ثقة الأوكرانيين بزيلينسكي 57%، مقارنةً بـ 52% في كانون الأول/ديسمبر. كما أظهر استطلاع آخر أن نسبة تأييده في أوكرانيا بلغت 63%.
وفيما يتعلق بانطباع الأوكرانيين عنه، وصفه 74% منهم بأنه وطني، و73% بأنه قائد ذكي ومطلع، و65% بأنه شخصية قوية تقود البلاد في زمن الحرب.
وأكدت الباحثة في العلوم السياسية أولغا أونوش، أن نشر معلومات مضللة حول شرعية زيلينسكي يعزز الدعاية الروسية ويقوض حق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره.
المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لا تتجاوز حجم الدعم الأوروبيفي منشور عبر "تروث سوشال"، ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 350 مليار دولار (334 مليار يورو) لأوكرانيا، وأن إنفاق واشنطن تجاوز الدعم الأوروبي بمقدار 200 مليار دولار (191.1 مليار يورو).
لكن البيانات تظهر أن الولايات المتحدة لم تتجاوز أوروبا في إجمالي المساعدات، كما أن الرقم الفعلي أقل من المبلغ الذي ذكره ترامب.
وتشير إحصائيات معهد كيل للاقتصاد العالمي إلى أن إجمالي الدعم الأوروبي، بما يشمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، بلغ 132.3 مليار يورو، مقارنة بـ 114.2 مليار يورو من الولايات المتحدة.
أما بالنسبة لأكبر المساهمين، فقد تصدرت إستونيا والدنمارك القائمة، حيث خصصت كل منهما أكثر من 2% من إجمالي الناتج المحلي قبل الحرب لدعم أوكرانيا.
كما اتهم ترامب زيلينسكي بالفساد، مدعيًا أن الرئيس الأوكراني "اعترف بأن نصف الأموال الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا مفقودة".
إلا أن زيلينسكي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أوضح أن أوكرانيا لم تتلق سوى 72.5 مليار يورو من إجمالي المساعدات الأمريكية، معظمها على شكل أسلحة، فيما يتم إنفاق الجزء الأكبر من الدعم داخل الولايات المتحدة، سواء في تصنيع الأسلحة أو دفع رواتب الجنود الأمريكيين.
تكلفة الحرب تُرهق موسكوادعى ترامب أن "روسيا لا تنوي تدمير كييف، ولو أرادت لفعلت ذلك. روسيا قادرة على محو المدن الأوكرانية تمامًا، لكنها الآن تهاجم بنسبة 20% فقط من قوتها العسكرية".
لكن معظم البيانات تشير إلى أن روسيا خصصت جزءًا كبيرًا من قدراتها العسكرية لغزو أوكرانيا. ووفقًا لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يوجد نحو 580,000 جندي روسي على الأرض، فيما يُعتقد أن موسكو أنفقت حوالي 200 مليار يورو على مجهودها الحربي.
كما فرضت العقوبات الغربية قيودًا على قدرة روسيا في تصنيع الأسلحة، وسط تقارير تشير إلى تراجع مخزونها العسكري. وتعتمد موسكو بشكل متزايد على الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، إلى جانب الدعم العسكري من كوريا الشمالية، لتعويض النقص في قواتها وعتادها العسكري.
ويرى بعض المحللين أن انخراط روسيا في الحرب أدى إلى تراجع نفوذها في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك سوريا، حيث فقد حليفها بشار الأسد السلطة في كانون الأول/ديسمبر بعد هجوم مفاجئ من فصائل المعارضة المسلحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: الجنرال فاليري زالوجني قد يتفوق على زيلينسكي لو أجريت انتخابات فمن هو؟ انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" القادة الأوروبيون يوافقون على ترشيح أوكرانيا ومولدافيا لعضوية التكتل وزيلينكسي يعتبر القرار تاريخيا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالكرملينروسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكية