تدشين العام العاشر من الصمود بمواجهة مباشرة مع الأمريكان والبريطانيين
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
وأعلنت القوات المسلحة الثلاثاء عن تنفيذ 6 عمليات عسكرية خلالَ 72 ساعةً بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والطائراتِ الـمسيَّرةِ، حيث استهدفت القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ أربعَ عملياتٍ مشتركةٍ على أربعِ سُفُنٍ، منها سفينةُ ( MAERSK SARATOGA ) الأمريكيةُ في خليجِ عدن، وسفينةُ ( APL DETROIT) الأمريكيةُ في البحرِ الأحمرِ وسفينةُ ( HUANG PU ) البريطانيةُ في البحرِ الأحمرِ وسفينةُ ( PRETTY LADY ) والتي كانتْ متجهةً إلى موانئِ فلسطينَ المحتلة.
كما نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ مدمرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر.
ونفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفتْ من خلالِها عدداً من الأهدافِ الإسرائيليةِ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلة، وقدْ حققتِ العملياتُ العسكريةُ أهدافَها بنجاحٍ بعونِ اللهِ تعالى.
وكان لافتاً خلال هذه العمليات ما ورد في أعلى البيان بأنها تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وتدشيناً للعام العاشر من الصمود في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، حيث خلا البيان من اسم السعودي والإماراتي، وهما أدوات للعدوان، لتؤكد اليمن أنها تتجه في عامها العاشر للمواجهة المباشرة مع ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وهو ما ألمح إليه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة اليوم الوطني للصمود ومرور 9 سنوات من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
وتأتي هذه العمليات لتؤكد انتقال اليمن بالفعل إلى مرحلة جديدة من المواجهة، لتكون وجهاً لوجه مع ثلاثي الشر أمريكا، وبريطانيا، وإسرائيل، بعد أن كانت خلال السنوات الماضية مع الأدوات السعودي والإماراتي وأدواتهما من المرتزقة اليمنيين بمختلف تشكيلاتهم وتوجهاتهم.
عملية نوعية تحمل رسائل كثيرة
ويرى الكثير من المتابعين للشأن اليمني أن هذه العمليات تحمل الكثير من الرسائل والدلالات، وأن ما بعدها ليس كما قبلها.
ويصف الخبير العسكري العميد محمد هاشم الخالد ما حدث بأنها "عملية نوعية وذات دلالات ورسائل مهمة جداً للعدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، وأنها تأتي في إطار الرد الذي تبنته اليمن على جرائم الإبادة الجماعية في غزة"، موضحاً أن العملية جاءت كذلك بعد تطوير نوعية السلاح الذي تستهدف به البوارج الأمريكية والبريطانية، وذلك من حيث أنواع الصواريخ الباليستية البحرية ومدياتها.
ويشير إلى أن اللافت والمهم في هذه العملية هو التنسيق بين الطيران المسير والقوة الصاروخية وعملية الرصد والعملية الاستخباراتية التي نتج عنها هذه المعلومات، حول التحركات لهذه السفن وأماكن تواجدها في النقاط البحرية على مسرح العمليات.
ويضيف: "وكذلك إبطال مفعول السفن ذات الرادارات والتقنيات العسكرية التي تراقب المسار للصواريخ اليمنية في البحر وسعيها في عدم وصولها إلى "أم الرشراش"، مؤكداً أن إبطال هذه القدرات العسكرية الأمريكية في بوارج العدو يعني النجاح والسماح لهذه الصواريخ بالوصول بأمان إلى أم الرشراش في فلسطين المحتلة.
ويكرر التأكيد على أن هذه عملية نوعية، وهذا هو وعد السيد القائد بأن فعلنا يسبق قولنا بهذه العمليات، ولقواتنا المسلحة الباسلة في تسجيل هذه الانتصارات، وهذه العمليات النوعية التي لم تكن في حسبان قوى الاستكبار، من حيث نوعية السلاح، والتوقيت، واستهداف هذا الكم الهائل من البوارج في نفس الوقت، لافتاً إلى أن ذلك في الأبجديات العسكرية تعتبر هذه عملية صعبة ومعقدة بشكل كبير.
ويوضح أن التنسيق بين هذه الوحدات، وبين راجمات الصواريخ أو الهجمات الصاروخية، وبين العمليات الاستطلاعية والاستخباراتية، دلالة تثير العزة في النفوس بنجاح القوات اليمنية المسلحة في هذا التوقيت، وفي هذا الزمن، بالرغم من حجم الطلعات الجوية، وحالة مراقبة الأجواء من قبل الطيران التجسسي على طول السواحل اليمنية والمحافظات اليمنية، ولكن نجحت القوات المسلحة في اختراق هذا التجسس وهذه الطائرات التي تحوم في الجو، واستطاعت بالتوقيت المناسب أن تنفذ هذه العمليات بالقدرات الصاروخية اليمنية والطيران المسير، وتمنع مرور حركة السفن بالكيان الاسرائيلي في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي.
ويشير إلى أن هذه العملية هي تدشين للعام العاشر من الصمود في مواجهة العدوان، وكذلك يمكن اعتبارها عملية تقدمية في العمليات العسكرية، واستباق لعمليات أمريكية بريطانية تخطط لمهاجمة القوات البحرية اليمنية أو القوات المسلحة أو أماكن انطلاق الصواريخ البالستية التي أثبتت فعاليتها خلال الأشهر الماضية.
عمليات لها ما بعدها
وعلى صعيد متصل يرى الناشط السياسي عبد الوهاب الحدي أن ما يميز هذه العمليات العسكرية المشتركة أنها تأتي في الوقت الذي يدشن فيه اليمن عامه العاشر من الصمود في وجه العدوان، ليثبت ما تحدث عنه السيد القائد -يحفظه الله- من القوة والصمود والتماسك الذي وصل إليه الشعب اليمني وقواته المسلحة وبأنه قادر على الدفاع عن كل شبر في الأراضي اليمنية الحبيبة وقادر على استعادة حقوقه وكل أراضيه.
ويؤكد الناشط الحدي أن العمليات العسكرية هي توجيه رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني مفادها أن اليمن اليوم ليس كما الأمس وأن القوات المسلحة اليمنية قادرة على قطع اليد التي قد تمتد عليه بأي عدوان، وأنه قادر على حماية سيادته، وعازم على المضي في نصرة وإسناد الشعب والمقاومة الفلسطينية رغم كل ما تعرضت له اليمن من محاولات دبلوماسية وعسكرية أمريكية بريطانية لثنيه عن هذا الواجب القومي والإسلامي والإنساني.
ويقول إنه من خلال إعلان البيان العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في تنفيذ 6 عمليات مشتركة ضد ثلاثي الشر هو تأكيد بأن القوات المسلحة تمتلك القدرة على مباغته العدو والتصعيد أكثر وأكثر وأنها لن تكتفي بمنع السفن فقط، بل هي قادرة على توجيه ضربات موجعة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل العدو الصهيوني حتى إنهاء العدوان الوحشي والقذر على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة العزة والكرامة ، معتبراً أن سياسة التجويع والحصار على اخواننا في قطاع غزة سيتبعها سياسة الحصار المطبق للعدو الصهيوني عن طريق منع السفن المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل موسع، وكذا بالاستهداف المباشر بالضربات الصاروخية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة هذه العملیات فی البحر
إقرأ أيضاً:
ترامب يعترف .. «العمليات اليمنية فعّالة وقوية»
شهدت ساعات الليل الفائت في صنعاء عدواناً أمريكياً انتقامياً لعودة الإسناد اليمني لغزة، هكذا اعترف ترامب في بيانه الذي ألقاه بنفسه حول هذا العدوان الهمجي الذي استهدف مبنى سكنيًا في مديرية شعوب شمال العاصمة صنعاء.
لم يحمل العدوان الجديد على صنعاء جديداً أكثر من تثبيت الرواية اليمنية، عن أهداف العمليات العسكرية البحرية اليمنية وفعاليتها، وهذه المرة على لسان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وليس بعناوين تقارير مراكز الأبحاث المختصة، ولا مانشيتات الصحف الصادرة من واشنطن ونيويورك، ولم يترك المهمة حتى لمسؤول عسكري أو بيان البنتاغون كما كان بايدن، بل اختار أن يدلي هو بأول بيان عن هذا العدوان، ويتصدى كناطق عسكري، مخالفاً بذلك سلفه بايدن أيضاً.
وعلى ذكر بايدن، فقد كذب ترامب حينما ادعى أنه لم يفعل شيئًا، وأنه اكتفى بالفرجة، رغم أن بايدن أرسل أربع حاملات طائرات، استُخدمت فيها القاذفات الاستراتيجية الشبحية، وصواريخ توماهوك وغيرها، وشنت أكثر من ألف غارة، بمعدل تقريبي ثلاث غارات يوميًا، منذ بدء العدوان وتحالف الشر الأمريكي البريطاني حتى وقف النار في غزة، ولم يوفر بايدن شيئاً لفعله، لكن الكذب الترامبي في هذه النقطة تحديدًا، هو محاولة للتصويب على الإدارة الأمريكية السابقة، تصويبًا ثأريًا شأنه في ذلك شأن كل القضايا التي يخالف فيها ترامب سلفه بايدن، وأيضاً وهو الأهم، القول إن هناك شيئاً مختلفًا، كجزء من الحرب النفسية والتهويل الذي استخدم فيه ترامب لفظ الجحيم، وانتهاء الوقت، والحسم، وغيرها من المفردات التي قد تفيد في مكان آخر غير اليمن، وعلى ترامب أن يعرف هذا جيداً.
الكذبة الأخرى، هو ما تضمنه بيان ترامب، من استهداف قواعد ورادارات يمنية، بينما كان الضحايا مدنيين شهداء وجرحى، بقصف استهدف حيًا سكنيًا في مديرية شعوب شمال العاصمة، وهذا يشير إلى مدى التهويل والتخبط الذي تتبعه الإدارة الأمريكية.
نقول، إن كلام ترامب الذي حمل في طياته الكثير من التشنج، والانفعال، والتهويل والشطحات الزائدة عن الحاجة، قد حفل أيضاً باعترافات مهمة، لا سيما لجهة الاعتراف بأن عاماً كاملاً مر لم تتمكن أي سفينة أمريكية من الإبحار في البحر الأحمر من باب المندب حتى قناة السويس، وهذا اعتراف بنجاعة العمليات اليمنية، وعجز السفن الأمريكية الحربية عن فتح الطريق أمام سفنها التجارية وكسر قرار الحظر اليمني طوال عام كامل، تحالفت فيه أقوى الأساطيل البحرية في العالم، على رأسها أمريكا وبريطانيا، وإلى جانبها التحالف الأوروبي المسمى أسبيدس.
وفي إطار نجاعة العمليات اليمنية، اعترف ترامب أيضًا، بأنها كانت فعّالة لدرجة التأثير في قطاعات واسعة في التجارة التي وصفها بالدولية، لا يعنينا الوصف الآن، بقدر ما يعنينا الاعتراف بتوقف قطاعات واسعة من تلك التجارة التي بالتأكيد هي أمريكية، هذا، وإن كانت تقارير أمريكية ومراكز متخصصة قد نشرت عدة تقارير تؤكد هذه الحقائق، فإن صدورها اليوم عن الرئيس الأمريكي يمثل تأكيداً مهماً في هذا السياق، حتى لو كان ترامب يحاول أن يقدم هذا النجاح، ليبرر به عدوانه.
وعوداً على بدء، فإن هذا العدوان الأمريكي، ليس بمنفصل عن سياق العدوان الذي بدأه بايدن، بغرض حماية الملاحة الإسرائيلية في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، ولا علاقة له بالتجارة الدولية، ولا الملاحة الدولية كما يحاول ترامب تصويرها.
ما يجب أن يعلمه ترامب، هو أن أي عدوان مهما كان، حتى لو سماه المعتوه الساكن في البيت الأبيض جحيمًا، فإنه لن يوقف العمليات اليمنية، بقدر ما يؤججها ويدفع إلى توسيعها لاستهداف المصالح الأمريكية، بدءًا من البحار وتشديد الحصار وحظر مرور السفن في المياه مسرح عمليات الإسناد والتي امتدت حتى وصلت البحر المتوسط شمالًا، والمحيط الهندي جنوبًا.
يجب أن يعلم ترامب أيضاً، أن اليمن خاض تجربة مفيدة جداً بالتصدي للعدوان السعودي المدعوم من أمريكا، وتعاقبت على ذلك ثلاث إدارات أمريكية واحدة منها إدارة ترامب في ولايته الأولى، وقد حقق اليمن في تلك الولاية انتصارات هائلة على تحالف العدوان ومرتزقته، ويتذكر ترامب كيف تم استقباله في الرياض بصاروخ بالستي، هذا ليعلم أن اليمن، لن تكون إلا مقبرة للغزاة، وعليه أن يأخذ تجربة البحرية الأمريكية طول 15 شهراً الماضية من إسناد غزة في الحسبان، ولا يمكن إلا أن يكون قد تلقى تقارير عن تلك المرحلة المهمة.
التجربة اليمنية هذه المرة ستكون مختلفة تماماً، لكن النصر هو الذي ينتظر اليمن وشعبها الأبي والمؤمن والشجاع، بقيادة السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله.