مجدداً.. إيلون ماسك يتصدّر قائمة أغنى رجال العالم
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
متابعة بتجــرد: حتى وهو يتصدر قائمة أغنى أغنياء العالم، لا يفارق الجدل مسيرة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، رئيس شركتي «تسلا» و«سبيس إكس»، ومالك منصة «إكس – تويتر سابقاً»، فرجل الأعمال الأميركي الذي فرح خصومه بتراجعه في ترتيب أغنى أغنياء العالم قبل عامين، لصالح برنارد أرنو، رئيس مجموعة شركات LVMH «لويس فويتون مويت هينيسي»، استرد مركزه المعتاد، كأغنى أغنياء العالم، في أحدث تصنيف أصدرته مجلة «هورون» النسخة الصينية من مجلة «فوربس» الأميركية، والتي أشارت فيه إلى أن ماسك حقق مع بداية العام الجديد، قفزات في ثروته بلغت 47%، جعلت ثروته تصل إلى 231 مليار دولار أميركي.
ويتفوق ماسك، بحسب تقرير المجلة الصينية المختصة بنمو الأعمال، على 3279 مليارديراً يعيشون حول العالم، تبلغ مجموع ثرواتهم 15 تريليون دولار.
وجاء مؤسس ورئيس شركة «أمازون»، جيف بيزوس، في المرتبة الثانية لقائمة أغنى أغنياء العالم، بثروة تبلغ 185 مليار دولار أميركي، أما رئيس مجموعة شركات LVMH برنارد أرنو، فتراجع إلى المركز الثالث، بثروة بلغت 175 مليار دولار أميركي، واحتل مؤسس «فيسبوك» ومالك شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، المركز الرابع بثروة تبلغ 158 مليار دولار أميركي، وحل خامساً مؤسـس شركة «أوراكـل» لاري إليسون، بثروة بلغت 144 مليار دولار أميركي.
وتفسر المجلة الصينية، القفزة الكبيرة في ثروة ماسك، إلى نجاحاته الأخيرة في مجال التكنولوجيا الرقمية، بعد أن نجحت شركته الناشئة «نيورالينك»، في زراعة شريحة رقمية في دماغ شخص مصاب بالشلل، بهدف مساعدة المرضى الذين لا يستطيعون تحريك أطرافهم، في التعامل مع حياتهم، حيث نجحت التجربة، وظهر الشخص في فيديو أطلقته الشركة وهو يقوم بتحريك «ماوس كمبيوتر» ويلعب الشطرنج، حيث أصبح قادراً على تحريك «الماوس» بمجرد التفكير بالقيام بهذه الخطوة.
وكان ماسك قد تعرض للعديد من الهزات الاقتصادية خلال العامين الماضيين، حيث خسر الكثير من ثروته، ومنها بسبب القيود التي فرضها على منصة «إكس»، بعد أن اشتراها وألغى اسمها القديم الذي يعرفه الناس ويثقون به «تويتر».
وهذا ما جعل الفرنسي برنارد أرنو يتصدر قائمة أغنى أغنياء العالم، في نهاية العام 2022، ويتفوق على ماسك الذي تراجع إلى المركز الثاني، بحسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.
ويدين الفرنسيون، ومحبو الموضة والأزياء إلى برنارد أرنو، في تحويل علاماتهم التجارية المفضلة إلى شركات عملاقة اقتصادية، وأسماء مألوفة حول العالم، بفضل الدعم الحكومي الذي وفرته فرنسا لأفكاره.
main 2024-03-27 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: ملیار دولار أمیرکی برنارد أرنو
إقرأ أيضاً:
ماسك وترامب… الصدام الذي لا يمكن تجنبه!
في نشوة الاحتفال بتنصيب صديقه وحليفه ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أفلتت من إيلون ماسك التحية النازية، التي يمكن أن تذهب بأي شخص إلى المحكمة في بعض الدول الأوروبية، ولكن لربما كانت هذه التحية ردة فعل طبيعية لحالة الفرح والزهو، أو أي مشاعر يمكن تصنيفها تحت مكافأة التفوق الداخلي، وهي مشاعر كانت شائعة لدى النازيين، في هذه الحالة، يجب أن نتسامح بعض الشيء مع هذه التحية بالأذرع الممدودة بصلابة وإصرار، وأن نتعامل معها مثل إشارة النصر التي أخذتها الحركات الثورية في العالم، مع أن مروجها الأساسي ونستون تشرشل كان أحد الوجوه التي يناضل ضدها كثير من حركات التحرر في العالم.
تطوعت واحدة من الجمعيات التي ترصد معاداة السامية، لتمنح صكا مجانيا بالبراءة لماسك، لاحتواء الانتقادات بعد التحية التي أداها، ولكن العالم عليه أن يعرف أن الرجل يعيش نشوة النصر التي عطلت تفكيره للحظات، ويضع ملامح خطته التي ستمضي بالتوازي مع الخطة التي طرحها الرئيس في كلمة تنصيبه، ولكن يبدو أن الخطتين ستصلان في لحظة ما إلى صدام مؤكد، متى وكيف، وإلى أي حد سيكون الصدام ضاريا، تبقى مسائل هامشية، ولا تغير حقيقة وجود نزعة عالمية جديدة يمثل ماسك وجهها الصارخ، الأكثر ذكاءً وسذاجةً في الوقت نفسه.
يتحدث ماسك عن فوز ترامب بوصفه لحظة فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وهو الأمر الذي لم يزعمه ترامب نفسه، فحديثه كان عن عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترامب يرى نفسه زعيما أمريكيا خالصا، يجسد خبرة أمريكا في الحياة ويعبر بوضوح عن طموحها، ولديه حدس هائل في التعامل مع المكاسب والخسائر، في مقابل، رجل يرى أنه يحمل رسالة مقدسة وكأنه يؤسس لدين جديد، أو يتلقى تكليفا إلهيا بأن يصنع سفينة للناجين من العالم، تجاه أفق جديد يمكن أن يكون المريخ، وهو الكلمة التي جعلته ينتشي مثل الأطفال عندما سمعها في خطاب ترامب.
لم تخطر النازية في ذهن ماسك وهو يؤدي تحيتها الشهيرة، وغالبا أخذته نواياه الحسنة ولم تتمكن من تقييد الجانب المشاغب من شخصيته والعالق في مراهقة عنيدة ومتوطنة دفعته لأن يدخن الحشيش أثناء مقابلة كانت تبث على الهواء مباشرة، فهو رجل أخذته النشوة، بل يمتلك نوايا (باتمانية) طيبة، ويريد أن يطارد الشرور في العالم، ويعزز هذه الفكرة، حديثه عن المدن الآمنة التي تقدم نقيضا لمدينة غوثام، التي تدور على أرضها أحداث سلسلة الرجل الوطواط بما تحفل به من عنف وجريمة وكآبة، ولكن المدن الآمنة تحتاج إلى فئات من المستضعفين الذين يضغط عليهم الاستفزاز الطبقي، ويراكمون الغضب والعقد النفسية وهم ينظفون المراحيض أو يجمعون القمامة في الشوارع.
وبالتالي، يتولد الصراع الذي يجعل فكرة المدينة الآمنة متعذرة موضوعيا، ويصبح الحل، من وجهة نظر ماسك، هو التخلص من هذه النفايات البشرية ليحضر مكانها الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يجعل النخبة تعيش حياة خالية من الخطر والتهديد، وبذلك، يتورط ماسك في النازية، بالطريقة نفسها التي حولت هتلر من الرسام صاحب الموهبة فوق المتوسطة، والنباتي الذي يقدس الأسرة والطفولة، إلى مرتبة متقدمة بين سفاحي التاريخ.
فكرة الحضارة الجديدة التي تبحث عن فرصة أخرى في المريخ، تماثل فكرة السفينة التي ترسو بعد تطهر الأرض من الخطايا والرذائل، لتبدأ عالما مختلفا، ولكن ما يغفله ماسك، أن الشرط الإنساني القائم على الأنانية لا يمكن تحييده بالكامل، وهو ما يدفعه للتفكير في إعادة صياغته، من خلال استثماراته في الشرائح العصبية، ولذلك يبدأ في الحديث عن الحضارة الإنسانية، بين عالم هندسة الأعصاب وغزو الكواكب، ولكن عالم ترامب مختلف، فهو يمثل عالم العقارات، الصلبة والموجودة على الأرض، التي تضم مكاتب نخبة النخبة من مجتمع النصف في المئة، في الوقت نفسه الذي يسعى داخلها مئات من الحراس وعمال التنظيف الفقراء من المهاجرين!
ترامب رجل يميل إلى الشر الكلاسيكي، مثل أي بلطجي أو قرصان، أو تحريا للدقة، هو مافياوي الشخصية، يقدر الأسرة واستقرارها ومصالحها، أسرته وحده لأنه ليس مسؤولا عن الآخرين، وهو يدرك أن رفاهيته تتأتى من الإتاوات التي يحصل عليها من الآخرين، أما ماسك، فحالته معقدة، لأنه يؤمم الخير وفقا لرؤيته، وبصورة عملية، لا يفكر في الإصلاح بالمعنى الطبيعي، ولكن في الهدم وإعادة البناء، وبعقيدة الطفل المستغرق في وحدته وخيالاته، يمكنه أن يمارس القص واللصق على بنية مجتمع بأكمله، بمعنى التضحية الضرورية، التي كانت مدخلا لكل الشرور والفظائع التي ارتكبها الرجال الذين شعروا بأن العالم مليء بالرذائل والخطايا، وأن خطوة ما يجب أن تتخذ من أجل تطهيره.
يمكن لبرنامج المريخ وحده أن يشكل ثقبا استنزافيا للموارد الأمريكية بالطريقة التي شهدها الاتحاد السوفييتي مع استدراجه للإنفاق في حرب النجوم، التي لم تكن سوى فخ أمريكي قائم على استفزاز السوفييت، ومتطلبات الاستثمار التي سيطلبها ماسك من أجل تحقيق أحلامه ستولد الخلافات بين الرجلين، فالأجندة الكونية لماسك مختلفة كثيرا عن أجندة الشواطئ والمنتجعات وحفلات الشواء، التي يخطط ترامب لاستعادتها لأمريكيي الطبقة الوسطى، وفي هذه الحالة، ستتابع محطات الصدام وتتفاعل نحو نهاية أحد المشروعين.
القدس العربي