استمرار عمليات الاحتلال في الشفاء.. واقتحام مجمع ناصر الطبي
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، منذ فجر الأربعاء، في سلسلة غارات وقصف مدفعي إسرائيلي، بينما اقتحمت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي غربي خانيونس واعتقلت كوادر طبية ونازحين من داخل المستشفى وفي محيطه.
وأعلنت مصادر صحية في القطاع، استشهاد ثلاثة مواطنين على الأقل وإصابة آخرين إثر قصف استهدف منزلين في خربة العدس وحي الشعوت بمدينة رفح جنوبي القطاع.
وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال اقتحمت مجمع ناصر الطبي غربي خانيونس واعتقلت عددا من الكوادر الطبية والنازحين، مشيرة الى أن تلك القوات أطلقت النار على شبان نازحين بعد أن أمرتهم بإخلاء المجمع الطبي.
وقصفت زوارق الاحتلال الإسرائيلي شاطئ بحر مخيم النصيرات، بينما قصفت مدفعيته المناطق الغربية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ويشهد محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، اشتباكات وقصف مدفعي إسرائيلي، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء الجرحى.
كما أحرق جيش الاحتلال الإسرائيلي عددا من المنازل في محيط مجمع الشفاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال مجمع ناصر غزة الشفاء احتلال غزة الشفاء طوفان الاقصي مجمع ناصر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
على وقع استمرار الإبادة.. ما نتمناه في العام الجديد
تنقضي الأيام والشهور والأعوام، والشعب الفلسطيني على مدار 77 عامًا لا يزال يكافح ويناضل من أجل نيل حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ليعيش كباقي شعوب الأرض في أمن وسلام واستقرار.
عام جديد ينقضي، والشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت نير احتلال وحشي لا يتوانى عن ارتكاب أفظع الجرائم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، الذي يقف مشلولًا دون أي حراك سوى بعض الاستنكار والتنديد والكثير من التقارير والقرارات التي بقيت حبيسة الأدراج، يعلوها الغبار، شاهدة على عجز وخيانة صناع القرار في العالم لكل القيم والمبادئ الإنسانية.
لعل ما يميز هذا العام دمويته، لهول الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في إطار إبادة جماعية مستمرة بحق سكان قطاع غزة. فمنذ اليوم الأول من العام المنصرم، بعد أحداث السابع من أكتوبر، اعتبر قادة الاحتلال السكان مجرد “حيوانات بشرية”، فأعملوا فيهم قتلًا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، حتى وصلنا بفعل صمتنا مع نهاية هذا العام إلى نتائج كارثية ألحقت بنا العار كبشر.
عام جديد ينقضي، والشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت نير احتلال وحشي لا يتوانى عن ارتكاب أفظع الجرائم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، الذي يقف مشلولًا دون أي حراك سوى بعض الاستنكار والتنديد والكثير من التقارير والقرارات التي بقيت حبيسة الأدراج، يعلوها الغبار، شاهدة على عجز وخيانة صناع القرار في العالم لكل القيم والمبادئ الإنسانية.تجاهل الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة وماكينته الإعلامية لهذه الإبادة المستمرة لا ينال من الحقيقة ولا يطمسها. فالأرقام لا تكذب، وما نشاهده من جرائم بالبث الحي والمباشر دليل ساطع على أن هؤلاء شركاء في الجريمة. فلولا الدعم الذي تتلقاه حكومة الاحتلال على كل المستويات لما استمرت هذه الوحشية يومًا واحدًا.
لقد حاربوا كل الجهود الداعية لوقف إطلاق النار، وحتى منعوا المساعي الخجولة للتخفيف من وطأة التداعيات الكارثية للإبادة. مارسوا كل أنواع التهديد ضد أي جهة تحاول وصف ما يجري على أنه إبادة، وشنوا حملة شعواء على منفذ العدالة الوحيد، المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرات قبض بحق نتنياهو وجالانت، وطرحوا مشروع قانون في الكونغرس لفرض عقوبات على موظفي المحكمة.
لقد دعموا عمل المحكمة الجنائية الدولية في العديد من دول العالم وقدموا لها الدعم للتحقيق في الجرائم المرتكبة في إفريقيا وأوكرانيا، لكن عندما اقتربت المحكمة منهم أو من حليفتهم إسرائيل جن جنونهم. ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، صرح مؤخرًا في مؤتمر صحفي أن بلاده تدعم عمل المحكمة في ملاحقة بشار الأسد، فضجت القاعة وتعالت الضحكات.
حتى النفس الأخير، ومع اقتراب موعد مغادرة بايدن وإدارته البيت الأبيض، لم تتغير المواقف وبقيت ثابتة في دعمها لحكومة الاحتلال والدفاع عنها باستخدام كل أساليب التهديد والابتزاز. حاربت تقريرًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش يتهم الاحتلال بارتكاب جريمة الإبادة، وضغطت على منظمة مراقبة المجاعة التي حذرت في تقرير من تصاعد معدلات الجوع في قطاع غزة من أجل سحب التقرير، وبالفعل قامت بسحبه.
لقد وفروا الغطاء لهذه الجريمة الكبرى وأتاحوا كل الظروف لاستمرار ارتكابها، مع تواطؤ لا تخطئه عين من قبل دول عربية مطبعة، بقيادة دولة الإمارات، التي وفق تقارير موثوقة شجعت دولة الاحتلال على “إنهاء المهمة”، وسهلت نقل البضائع إليها عبر أراضيها، ابتداءً من السعودية مرورًا بالأردن بعد الهجمات التي شنتها حكومة اليمن على السفن في البحر الأحمر.
ولا نشك أبدًا أن التعاون بين الدول المطيعة وحكومة الاحتلال لم يقتصر على نقل البضائع، بل امتد لأكثر وأخطر من ذلك ليشمل التعاون الاستخباري ونقل الذخائر التي يستعملها الاحتلال في حرب الإبادة. وما سيكشفه قابل الأيام عن هذا التعاون الرهيب يجب ألا يفاجئنا.
ولذر الرماد في العيون، ومن أجل التغطية على التماهي مع جرائم الاحتلال، أطلقوا مبادرات إنسانية لإيصال المساعدات بالتنسيق مع الاحتلال عبر البر، وفي بعض الأحيان عبر الجو، في عملية استعراضية تُلقى فيها المساعدات على المناطق المحاصرة، بينما يقوم جيش الاحتلال بعمليات القتل والتدمير.
مساعداتهم الإنسانية المغمسة بالدم لم تنجح في خداع البعيد قبل القريب. فبعد أن فشل القتل والتدمير في تركيع الناس، بدأت حكومة الاحتلال باستخدام سلاح التجويع إلى جانب القصف على نطاق واسع. فاختفى “الفارس الشهم”، واختفت معه الحملات الدعائية التي تواكب قوافل الإغاثة، ولم تقم دول التطبيع بأي ضغوط لإيصال هذه المساعدات.
وعلى وقع التجويع، بقي الممر البري الذي أقامته الإمارات لإيصال البضائع للاحتلال نشطًا ويعمل بكفاءة عالية حتى تشبع بطون القتلة. أبواب السفارات مفتوحة، الرحلات الجوية والأفواج السياحية والحفلات الدينية التلمودية في هذه الدول تقام بشكل روتيني، ويشارك فيها مسؤولون يتراقصون على أنغام الموسيقى مع الحاخامات الذين أفتوا بإبادة القطاع.
قدرنا نحن، أن لا نيأس أو نرضخ، وأن نستمر في كفاحنا ونضالنا لنؤدي واجباتنا المستحقة. وأي واجب أقدس من السعي بشكل دؤوب لوقف الإبادة الجماعية في القطاع المنكوب ونبلسم جراحات المعذبين فيه؟ فأمنيتنا الوحيدة في مستهل هذا العام الجديد أن تتظافر الجهود وتتعاظم لتخليص أهلنا في القطاع من هذا البلاء الذي حل بهم.وفي الوقت الذي كانت فيه مستشفى كمال عدوان تُحاصر بالدبابات وتُقصف من كل حدب وصوب، وتُقتحم وتُحرق، ويتم اقتياد المرضى والجرحى والطاقم الطبي إلى جهة مجهولة، كان بعض الحاخامات الذين جاؤوا خصيصًا من الكيان ليحتفلوا بعيد الحانوكا ويضيئوا شمعته في هذه الدول وسط احتفاء رسمي.
شعوب الأرض قاطبة خرجت في مظاهرات مليونية طوال أيام وشهور الإبادة، لم يكلوا أو يملوا في رفع أصوات المذبوحين في قطاع غزة. رفعوا الأعلام وهتفوا لفلسطين ونددوا بجرائم الاحتلال، واحتلوا مبان حكومية، ووصل الأمر إلى أن أحرق البعض أنفسهم احتجاجًا على بشاعة الجرائم التي تُرتكب، في حين مُنعت كل مظاهر الاحتجاج أو التضامن في أغلب دول التطبيع.
إنه سقوط ما بعده سقوط، والتاريخ سجل هذا الاصطفاف المعادي للأمة وقيمها وأخلاقها. وبقي يوم الحساب، لا نعرف على وجه الدقة مصير هذه الأنظمة، فبالأمس سقط نظام جثم على صدور السوريين لأكثر من نصف قرن. فهل تُقتلع بعض هذه الأنظمة بثورات تنفجر من الداخل، وبعضها الآخر يتنزل عليه غضب السماء فنرى آيات العلي القدير فيها؟
لسنا متحاملين على أحد، لا نطالبهم بما لا يستطيعون. لا نطالبهم بأن يتحلوا بصفات الصحابة أو الفاتحين الأوائل، ولا حتى بأخلاق أبي جهل. ما كنا نتمناه عليهم على الأقل أن يكونوا في هامش التاريخ الصحيح بأن يكونوا عادلين مع شعوبهم، وأن لا يدعموا المعتدي ويمكنوه من ذبح وتجويع أبناء جلدتهم.
لكن، سبق القول وجرت المقادير أن يختار هؤلاء طريق الذل والهوان أمام أعداء الأمة، وممارسة الطغيان والاستبداد على شعوبهم. لقد اختاروا هذا الطريق بإرادتهم الحرة، ظنًا منهم أنه يحفظ لهم سلطانهم، وفي الحقيقة هو سبيل هلاكهم.
أما قدرنا نحن، أن لا نيأس أو نرضخ، وأن نستمر في كفاحنا ونضالنا لنؤدي واجباتنا المستحقة. وأي واجب أقدس من السعي بشكل دؤوب لوقف الإبادة الجماعية في القطاع المنكوب ونبلسم جراحات المعذبين فيه؟ فأمنيتنا الوحيدة في مستهل هذا العام الجديد أن تتظافر الجهود وتتعاظم لتخليص أهلنا في القطاع من هذا البلاء الذي حل بهم.