دعاء الشفاء للمريض.. سنة نبوية وعمل عظيم
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
دعاء الشفاء للمريض من أعظم الأعمال للمسلم في مواجهة مرض أحد أقربائه، وهو عمل يعبر عن الرحمة والرعاية، حيث يدعو المؤمن بقوة الله وكرمه أن يشفي المريض ويعافيه من كل سوء، وتأتي أهمية دعاء الشفاء من قوة الدعاء في تحقيق التأثير النفسي والروحي الإيجابي على المريض، فهو يُعزز الأمل والثقة في الشفاء، ويخفف الضغط النفسي والقلق، كما أنّ دعاء الشفاء يجسد التضامن والتعاطف في المجتمع، ويعزز الروابط الاجتماعية والروحية بين أفراده.
وعن دعاء الشفاء للمريض فروى عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن أنس بن مالك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اشتكيْتَ فضعْ يدَكَ حيثُ تشتَكِي ثُمَّ قلْ بسمِ اللهِ أعوذُ بعزَّةِ اللهِ وقدْرَتِهِ مِنْ شرِّ ما أجدُ من وجِعِي هذا ثُمَّ ارفعْ يدَكَ ثُمَّ أعِدْ ذلِكَ وترًا»، فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على أُمَّتِه في كلِّ ما فيه صَلاحُهم في الدِّينِ والدُّنيا، ومِن ذلك الأمرُ بالأخذِ بأسبابِ الشِّفاءِ كالتَّداوي والعِلاجِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عُثمَانُ بنُ أبي العَاصِ الثَّقَفِيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه شَكَا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يُؤلِم جسَدَه منذُ أسلَمَ، فأَمَره صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يَضَعَ يدَه على ما يُؤلِمُه مِن جَسدِه، ويقولَ: «بِاسْمِ الله» ثلاثَ مرَّاتٍ، وأنْ يقولَ سَبْعَ مرَّاتٍ: «أَعُوذُ باللهِ وقُدرَتِه»، أي: أَلْتَجِئُ وأَعتَصِم وأتَحَصَّن باللهِ وقُدرتِه «مِن شرِّ ما أَجِدُ» وأشعُرُ به مِن الوَجَعِ في الوقتِ الحاضرِ مِن الألَمِ «وأُحاذِرُ» أي: وممَّا يُتوقَّعُ حُصولُه في المستقبَلِ مِن الحُزنِ والخوفِ، أو مِن أنْ يَستمِرَّ هذا المرضُ ويَنتشِرَ ألَمُه بالجسَدِ، وظاهرُ هذا الدُّعاءِ أنَّه لكلِّ ألمٍ مِن الآلامِ الَّتي بالأعضاءِ.
حكم قراءة الفاتحة كـ دعاء الشفاء للمريضوأما عن قراءة سورة الفاتحة كـ دعاء الشفاء للمريض وإجابة الدعاء: فقد دلت النصوص الشرعية على أنّ فيها من الخصوصية ما ليس في غيرها؛ يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87].
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» رواه الإمام البخاري في «صحيحه» من حديث أبي سعيد بن المُعَلَّى رضي الله عنه.
وعن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا بِعِوَضٍ» رواه الدارقطني في «السنن»، والحاكم في «المستدرك»، والبيهقي في «القراءة خلف الإمام»، وقال الحاكم: «رواة هذا الحديث أكثرهم أئمة، وكلهم ثقات على شرطهما». وهذا الحديث وإن كان يُستدَل به على وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة، إلّا أنه يدل بعموم لفظه على خصوصية الفاتحة عن غيرها من سور القرآن الكريم.
آيات الشفاء في القرآن الكريمآيات الشفاء في القرآن الكريم (6) آيات ذُكرت فيها كلمة (شفاء) وما اشتُقّ منها، وتُقرأ على المريض رجاء أن يشفيه الله تعالى وهي:-
1- (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) التوبة/14.
2- (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء/80.
3- (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) يونس/57.
4- (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) النحل/69.
5- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء/82.
6- (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) فصلت/44.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دعاء الشفاء للمريض الشفاء دعاء الشفاء دعاء الشفاء للمریض ى الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء؟.. مفتي الجمهورية يجيب
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الأصل في الأعمال الصالحة أن يؤديها الإنسان لنفسه، مشيرًا إلى أن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم بنفسه.
وقال مفتي الجمهورية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن بعض العلماء ضيّقوا مسألة وهب ثواب قراءة القرآن للآخرين، خاصة للأحياء، بحجة أن ذلك قد يؤدي إلى تكاسل الناس عن قراءته بأنفسهم، بينما أجاز علماء آخرون هذه المسألة، خاصة إذا كانت النية صالحة.
واستشهد المفتي، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قارئ القرآن مع السفرة الكرام البررة، وقارئ القرآن وهو عليه شاق، فله أجران"، مختتما: القرآن الكريم يُقرأ ابتغاء الثواب من الله، ويمكن للإنسان أن يقول: "اللهم إني أهب مثل ثواب ما قرأت إلى روح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو إلى روح فلان".
واختتم: وهب ثواب قراءة القرأن الكريم جائز عند وفاة الشخص، لكن من الأفضل أن يقرأ الإنسان القرآن لنفسه في حياته ليستفيد هو من أجره المباشر.