تتوالى مكتسبات كبار المواطنين في دولة الإمارات ويتعاظم دورهم في الحياة العامة، بما يؤكد البعد الإنساني والحضاري للمجتمع الإماراتي، الذي تربى على احترام جيل الآباء والأجداد وتقدير تضحياتهم ومساهماتهم في مسيرة بناء الوطن.

وكشف التقرير العالمي للسعادة 2024، الذي يصنف سنويا الدول والأجيال الأسعد في العالم، أن كبار المواطنين هم الفئة الأكثر سعادة في دولة الإمارات التي جاءت بالمرتبة 22 عالميا وفقا للتقرير.

وتبرز خمسة عوامل أساسية تكفل تمكين كبار المواطنين في دولة الإمارات من المشاركة الفاعلة في المجتمع ، والإسهام في وضع وتصميم السياسات ذات العلاقة بهم، وتوفير الرعاية والاستقرار النفسي والاجتماعي لهم، وتقديم جميع أشكال المساعدة اللازمة.

 تقدير رسمي ومجتمعي

يعيش "كبار المواطنين" في كنف رعاية حكومية نموذجية وتقدير مجتمعي أساسها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والقيم الأصيلة التي تتوارثها الأجيال.ويحرص أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على لقاء كبار المواطنين بصورة دورية لتفقد أحوالهم والاطمئنان على توفر كل ما من شأنه تعزيز راحتهم، واستقرارهم، وغيرها من مقومات الرفاهية وجودة الحياة.وعلى الصعيد المجتمعي كان ولا يزال، احترام الآباء والأجداد وكبار السن بصفة عامة، سمة أساسية من سمات المجتمع الإماراتي بشرائحه وذلك عرفانا وتقديرا لجهودهم وتضحياتهم في سبيل نهضة ورفعة وطنهم، ودورهم المحوري في تنشئة ورعاية أسرهم لتكون نواة المجتمع الصالح والمتماسك.

 قانون اتحادي

اعتمدت حكومة الإمارات القانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2019 بشأن حقوق كبار المواطنين، الذي نص على أن مصطلح كبار المواطنين ينطبق على كل من يحمل جنسية دولة الإمارات وبلغ الستين عاماً.

ويهدف القانون إلى ضمان تمتع كبار المواطنين بالحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور، والمعلومات والخدمات المتعلقة بحقوقهم وتوفير الرعاية والاستقرار النفسي والاجتماعي والصحي لهم.ويضمن القانون لكبار المواطنين الحق في الاستقلالية والخصوصية بما يشمل حقهم في اتخاذ القرارات الخاصة بممتلكاتهم وأموالهم ومكان إقامتهم وغيرها، والحق في الحماية من التعرض للعنف والإساءة والإهمال، والحق في البيئة المؤهلة والسكن والتعليم والعمل، والحق في الحصول على الخدمات الاجتماعية عبر مؤسسات كبار المواطنين والأندية والمراكز المجتمعية ووحدات الرعاية المتنقلة، والحق في الرعاية الصحية عبر توفير الرعاية الصحية والوقائية وتوفير التأمين الصحي والتمريض المنزلي والأجهزة المساندة، الحق في الحفاظ على سرية معلوماتهم وبياناتهم وعدم الإفصاح عنها إلا وفقا للقانون.كما يضمن القانون لكبار المواطنين الحق في المعاملة التفضيلية، ويشمل ذلك جعل مصلحة كبار المواطنين ذات أولوية مها كانت مصالح الأطراف الأخرى في كل ما يتعلق بطلبات السكن، وإنجاز المعاملات الحكومية، الحصول على المساعدات، والخدمات الصحية وغيرها.

أخبار ذات صلة «طيور الخير» تنفذ الإسقاط الـ15 للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال غزة الإمارات تدعو إلى تعزيز ثقافة التسامح لمعالجة الصراعات

وتضمن القانون عقوبات تشمل الحبس أو الغرامة أو كليهما على كل من أنشأ أو شغّل أو أدار مؤسسة لكبار المواطنين بالمخالفة لأحكام هذا القانون، أو أي مزود خدمة أهمل واجباته وارتكب ضد كبار المواطنين عنفاً أو إساءة، كذلك يُعاقب كل من علم بوقوع أي من الجرائم المشار إليها في القانون ولم يبلغ فوراً الوزارة أو الجهة المختصة أو أقرب مركز شرطة.

 سياسة وطنية

وأطلقت الإمارات السياسة الوطنية لكبار المواطنين التي اعتمدت تسمية كبار المواطنين بدلا من تسمية كبار السن باعتبارهم كبار في الخبرة وفي إخلاصهم وعطائهم الذي لا ينضب للوطن.وتضمنت السياسة أربعة أهداف استراتيجية ، وسبعة محاور رئيسية هي الرعاية الصحية والتواصل المجتمعي والحياة النشطة واستثمار الطاقات والمشاركة المدنية والبنية التحتية والنقل والاستقرار المالي والأمن والسلامة وجودة الحياة المستقبلية، إلى جانب ما يزيد عن 26 مبادرة ومشروعاً مبتكراً.ووفقا لمخرجات السياسة الوطنية لكبار السن تواصل الإمارات العمل على ضمان انسجام كبار المواطنين في المنظومة المجتمعية وتنظيم دورهم في نقل الخبرات والمعارف في أجواء وظروف تتناسب مع احتياجاتهم الصحية وتراعي رغباتهم ومتطلباتهم.

رعاية صحية

ويتمتع كبار المواطنين في دولة الإمارات برعاية صحية قل مثيلها على مستوى العالم، حيث أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع العديد من المبادرات لدعم الرعاية الصحية للكبار في السن، منها إنشاء قاعدة بيانات لرصد العمر المتوقع لكبار السن في الدولة، وتوسيع برامج الرعاية الصحية.وتوفر مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية خدمة العيادات المتنقلة في المناطق البعيدة في إمارتي رأس الخيمة والفجيرة، وهي مجهزة بالمعدات اللازمة والطاقم الطبي لتقديم خدمات علاجية واستشارية وتشمل خدمات علاج الأسنان، وخدمات المختبر الطبي ، والعلاج الطبيعي، وعلاج السكري، وغيرها من الخدمات.كما توفر وزارة تنمية المجتمع خدمات رعاية صحية أولية، واجتماعية، ونفسية، وعلاج طبيعي للمواطنين من كبار السن من خلال دور إيواء المسنين، أو عبر برنامج الرعاية المنزلية لكبار السن.

خدمات تفضيلية

ويحصل كبار المواطنين في دولة الإمارات على معاملة تفضيلية في الجهات الرسمية بحيث تكون لهم الأولوية في تقديم الخدمات وإنجاز المعاملات، كما يتم تحديد مواقف خاصة بهم في الأماكن الأكثر ارتيادا، كما تتوفر التجهيزات الخاصة بكبار المواطنين في وسائل النقل والمواصلات العامة، وغيرها من الخدمات التفضيلية التي يتم إضافتها من قبل الوزارات والجهات المختصة.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات كبار المواطنين لکبار المواطنین الرعایة الصحیة کبار السن والحق فی

إقرأ أيضاً:

بورسعيد.. "الرعاية الصحية" تخطو نحو العالمية ببعثة تاريخية إلى مستشفى زيورخ الجامعي

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية عن استقبال مستشفى زيورخ الجامعي المرموق في سويسرا لأول بعثة من أطباء الهيئة. تأتي هذه المبادرة ضمن برنامج "Health Universal Bridges (HUB)" الطموح، الذي يهدف إلى إقامة توأمة مع كبرى المستشفيات الدولية في التخصصات الصحية المتقدمة، وتعزيز الشراكات العالمية للهيئة.

أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن برنامج HUB للابتعاث الخارجي يمثل استثمارًا استراتيجيًا في الكوادر الطبية المصرية، حيث يسعى إلى تأهيل قادة إكلينيكيين قادرين على إحداث نقلة نوعية في الممارسات الطبية وتحقيق التطور المستمر. وشدد على أن الهيئة تعمل على إعادة صياغة مفهوم التعليم والتأهيل الإكلينيكي من خلال هذه البرامج الدولية المتميزة.

وكشف رئيس الهيئة عن أن بعثة زيورخ تضع حجر الأساس نحو إنشاء أول مركز وطني متكامل للتأهيل العصبي والحركي للأطفال داخل مستشفى النصر التخصصي للأطفال التابعة للهيئة في محافظة بورسعيد.وأوضح أن هذا المركز سيُقام وفقًا لأحدث النماذج السويسرية المتطورة، مما يمثل إضافة نوعية للخدمات الصحية المقدمة للأطفال في مصر.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن برنامج HUB يمثل قفزة هامة في تعزيز التعاون المؤسسي الفعّال، ويسهم في دمج مستشفيات الهيئة ضمن شبكات الابتكار العالمية. وأكد على التركيز على توطين الخبرات والتجارب العالمية بهدف تأسيس مراكز تميز تنافسية قادرة على الحصول على الاعتماد الدولي، بما يضمن تقديم أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية.

وعبر رئيس الهيئة عن خالص تقديره للدعم الكبير الذي قدمته مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في الصحة والتعليم في سويسرا، موجهًا الشكر الخاص لمؤسسة أبوزيد السويسرية للصحة والتعليم برئاسة المهندس حسام أبوزيد، لدورها المحوري في دعم وإنجاح زيارة هذه البعثة، في إطار جهود المؤسسة لتعزيز العلاقات الصحية بين مصر وسويسرا.

وأوضحت الهيئة أن بعثة أطبائها تضمنت زيارة تفصيلية لمستشفى زيورخ الجامعي للأطفال (Kinderspital Zürich)، الذي يُعد أكبر مركز متخصص في طب الأطفال في سويسرا. كما شملت الزيارة مركز كاريوم (Careum) السويسري الرائد في مجال التعليم الصحي متعدد التخصصات والتعليم بالمحاكاة، بالإضافة إلى مركز تحليل الحركة والتأهيل العصبي بمنطقة Affoltern am Albis، الذي يعتبر مرجعًا أوروبيًا في التعامل مع الحالات العصبية الحركية المعقدة لدى الأطفال.

وخلال الزيارات، تلقى وفد الأطباء تدريبات تطبيقية مباشرة على أحدث التقنيات المستخدمة في تحليل الحركة وتقييم الوظائف العصبية للأطفال. كما اطلعوا على نموذج التأهيل متعدد التخصصات (Interdisciplinary Pediatric Neuro-Ortho Rehabilitation) وخضعوا لتدريب عملي بالمحاكاة داخل مركز كاريوم، باستخدام سيناريوهات واقعية وأساليب تقييم جماعي متقدمة.

كما تضمنت الزيارة لقاءات مثمرة مع نخبة من كبار الخبراء العالميين، من بينهم البروفيسور فرانك روهلي، عميد كلية الطب بجامعة زيورخ ومدير معهد الطب التطوري بالجامعة وعالم المصريات الشهير، والبروفيسور أوسكار جيني، والبروفيسورة بيا لاتال، وهما من كبار المتخصصين في تقييم النمو العصبي للأطفال والتأهيل الوظيفي الدقيق.

وأشارت الهيئة إلى أن الوفد الطبي المصري المشارك في هذه البعثة المتميزة يمثل مستشفى النصر التخصصي للأطفال ببورسعيد، وضم نخبة من الكفاءات الطبية والتمريضية والإدارية، وهم: د.غادة محمد جمعة، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، د.نورهان أحمد عبد الله، نائب مدير المستشفى، د.ميرا عادل الجمل، صيدلي إكلينيكي، د.كريم مساعد السباعي، أخصائي العلاج الطبيعي، أ. إسراء الخضر بركات، مشرفة التمريض، ود.آلاء عبد السميع الدمرادش، مسئولة التعاون الدولي بالمقر الرئيسي للهيئة في القاهرة.

وأكدت الهيئة على أن هذه الزيارة حققت العديد من المخرجات الهامة والمحورية، حيث يجري حاليًا إعداد خطة تفصيلية لإنشاء أول مركز وطني متكامل للتأهيل العصبي والحركي للأطفال داخل مستشفى النصر التخصصي ببورسعيد، ليصبح أول نموذج مصري يحتذي بالنموذج السويسري المتقدم. بالإضافة إلى ذلك، يجري تصميم برنامج تدريبي داخلي بالمحاكاة بالتعاون مع مركز كاريوم، ليصبح جزءًا أساسيًا من مناهج إعداد القادة الإكلينيكيين (Clinical Leaders) في الهيئة. كما تم توثيق شامل لرحلة المريض داخل وحدات التأهيل السويسرية المتقدمة، بهدف استخدامها كمرجع أساسي في بناء النموذج المصري. وأخيرًا، تم تفعيل قنوات اتصال مستمرة ومباشرة مع جامعة زيورخ ومركز كاريوم، بهدف استكمال التعاون المثمر في مجالي التدريب والأبحاث التطبيقية، بما يعود بالنفع على تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.

الكلمات المفتاحية: هيئة الرعاية الصحية، مستشفى زيورخ الجامعي، التوأمة الدولية، التأهيل العصبي للأطفال، مستشفى النصر التخصصي، برنامج HUB، التعليم الطبي المستمر، التعاون المصري السويسري.

مقالات مشابهة

  • «الإمارات الصحية» تطور استراتيجية الرعاية الأولية والوقائية عبر مختبر الجاهزية للمستقبل
  • بورسعيد.. "الرعاية الصحية" تخطو نحو العالمية ببعثة تاريخية إلى مستشفى زيورخ الجامعي
  • إطلاق كتاب الرعاية الصحية في دولة الإمارات خلال فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة
  • وزير الصحة يشارك في مائدة مستديرة مع كبار قادة تقديم خدمات الرعاية الصحية العالميين
  • وزيرة الأسرة: حزمة من الإجراءات لتطوير خدمات كبار المواطنين
  • الصحة العالمية:أكثر من 10% من الأفغان قد لا يحصلون على الرعاية الصحية نهاية عام 2025
  • استعراض أبرز المشاريع الصحية في ولاية لوى
  • وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني تعزيز التعاون بملف الرعاية الصحية
  • "أول مستشفى افتراضي بأفريقيا".. «الرعاية الصحية» تعزز التحول الرقمي والبنية التحتية الذكية
  • السودان في القلب.. عن زيارة سعادة الوزيرة مريم المسند