رأي اليوم:
2025-01-07@20:19:34 GMT

المعلم العربي لم يعد رسولاً

تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT

المعلم العربي لم يعد رسولاً

علي الزعتري أتذكر أستاذي لِلْلُّغةِ العربية أحمد أبو شاربين بمدرسةِ حوَلِّي المتوسطة في الكويت حينما كان يشرح، أو يسرح، حول محبة الوالد لأبناءه و إيثارهم على نفسه.  قالَ يوماً كيف أن الأب قد يلبس مقطوعَ الثياب ليلبس ولده جميلها. أتذكرهُ بكل شغفٍ و إكبارٍ. يلتقي الأستاذ أحمد أبو شاربين و الأستاذ سليمان محمد عبد الحميد، و هو من صفط بمصر، عند مهنة التعليم و تجربةِ قساوةِ الحياة و لو اختياراً.

و قد خَلَّدَهما أمير الشعراء أحمد شوقي حين قالَ أن المعلم كاد يكون رسولاً.  و يلتقيان في أنهما من أمة العرب التي في زماننا سلبت المعلمَ مكانتهُ فالمعلمُ الذي نظرياً هو صاحبَ رسالةٍ ساميةٍ ليس أقلُّها أننا نأتمنهُ على ذرياتنا، صار منذ زمنٍ صاحبَ ضيقَ معيشةٍ معنويةٍ و ماديةٍ. المعلميْنِ هما الآن في ذمة الرحمن و في هذه المقالةِ سيعودان للذاكرة العامة مثلاً سامياً و دعوةً للتغيير.  فلم يكتفِ الأستاذ سليمان بالتعليم بل كان يعمل بمهنةٍ إضافيةٍ تعلمها منذ الطفولة و مهرها و هي البناء فكانت عنوان حياته مثل التعليم. و لم يكن أستاذي أحمد محتاجاً لكنه كان مجاهداً، و المعلم بنَّاءَ أجيال. لقد ربينا نحترم المعلم و كنا ندرك أن المعلم يبذل ليعطينا علماً. لهذا لا نزال نتذكرهم و نترحم عليهم. و كم من أحمدٍ و سليمانٍ في طول أوطاننا و عرضها. ننتقلُ من الفكرةِ المَثَلَ للأعَمَّ في حياتنا في زماننا الأغبر.  لقد خُلِقنا سواسيةً ثم الدنيا بما فيها صَيَّرتنا بما يميزنا أو يفرقنا عن بعضنا البعض و هي سُنَّةَ الله في الخلق و توزيع الأرزاق. نعم هكذا هي الحياة و قسمتها بين الناس و ليس من الممكن أن يتساوى البشر.  في أغنى و أكثر البلاد تقدماً لا يجني المعلم أكثر من كثيرٍ من العاملين لكنهُ بالتأكيد لا يفقر أو يعجز عن أن يعيشَ كريماً و محترماً و مطمئناً على حياتهِ أثناء عملهِ و بعد تقاعده. أغلبيةُ المعلم العربي لا تشعر بهذا الاطمئنان لا في المُسَمَّى الوظيفي و لا في الدخل المادي.  و يزيد العبء على المعلم عندما تتوارى مخصصات التعليم عن تحسين البيئة التعليمية و تتجه للزخرف و كأن حكوماتنا تبني قصوراً من ورق تطليها بالذهب.  إنها قصةَ مجتمعاتنا ودولنا التي في الغالب لا تمنح مهنة التعليم الدرجة الرفيعةَ التي تستحقها هذه المهنة النبيلة إلا بصورتها التعبيرية المثالية المنفصلة عن حال الواقع. النتيجة الملموسة هي ما نسمعهُ عن التهوين من مقام المعلم و حتى الاعتداء عليهم من قبلِ طلبتهم و أهاليهم. لا شك أن المستوى التعليمي العربي متفاوتٌ بين الصعيدين الوطني والإقليمي وبداخلهما من حيث مدخلات التعليم ومخرجاته. الفوارق المفجعة ظاهرة بين تعليمٍ ثريٍّ و فقيرٍ، و عامٍ و خاصٍ و خاصٍ جداً، و تعليمٌ ينتج جهلاً ملتبساً التعليم و آخر ينتج تعليماً ملتبساً الانفصام عن واقع سوق العمل.  و نرى في ذات الوطن مدارس شيدت بأفضل التقنيات و مدارس يفترش فيها التلاميذ الأرض و يشتركون بالأقلام و يعانون حراً و برداً. هذه ليست مبالغةً أو تهويلاً بل حقيقةً نلمسها و نعرفها. و لا شك أن العرب لا يفتقرون للطلبةِ النابهة و المعلمين الأكفاء و لا للمتخرجين النوابغ الحاصلين على تعليمٍ متميز، و لكن لا يمكن التخفيف من درجة ضياعَ المهارات التعليمية بسبب سوء أو فقر مدخلات التعليم. النموذجين ظاهرين لمن يرى. ليس هذا بحثاً علمياً ليتتبعَ الاحصائيات المنشورة عن رواتب المعلمين و الصرف من الدخل القومي على التعليم و هي متاحةٌ لكنها مقالةٌ تريدُ جذب الانتباه و عاجلاً للتعليم و المعلمين و لتحثَ على رفع التقدير المادي والمعنوي لهم و للتعليم و التربية كاستراتيجيةَ بقاء لهذه الأمة. الواعي من أولي الأمر و قادة الفكر و مسؤولي التعليم يجب أن يدركوا أن المعلم و التعليم العربيين ليسوا بخير.  و أن لا نهضةَ من دون أخذ التعليم والمعلم خاصةً في المستويات التعليمية التأسيسية لنطاقات عالية بل أعلى من غيرها في الاستثمار و التجويد.  الأمثلة في العالم واضحةٌ لمن يريد من يابان القرن التاسع عشر في إمبراطورية ميجي و لسنغافورة الستينات و للعدو الصهيوني منذ أسسهُ الاستعمار.  تلك أمثلةٌ من الماضي حوَّلتْ اليابان و سنغافورة و مثلٌ حاضرٌ كطعنةٍ في القلب هو سعي العدو للتميز العلمي دون توقف. دبلوماسي أُممي سابق الأردن

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

التعليم: توفير الدعم لمواجهة معوقات سير العملية التعليمية

أكد شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أن لقاء وزير التربية والتعليم مع رؤساء لجان امتحانات الشهادة الإعدادية يأتي في إطاراستكمال نهج الوزير التشاوري الذي اتبعه على مدار الـ 6 أشهر الماضية.

وأضاف “زلطة”، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج صالة التحرير، الذي تقدمه الإعلامية فاتن عبد المعبود، على شاشة صدى البلد، أن الوزير استمع إلى شكاوى رؤساء اللجان التي واجهوها خلال السنوات الماضية الخاصة بمراحل النقل والشهادة الإعدادية.

وأوضح متحدث التعليم، أنه تم الحديث عن توفير كل سبل الدعم لرؤساء اللجان بحيث أي معوقات تواجهه أثناء سير العملية التعليمية توفر له الوزارة كل الدعم، مشيرًا إلى أنه تم الحديث عن تأمين لجان الامتحانات من الخارج وفتح ورق الأسئلة في اللجان الفرعية وطرق تفتيش الطلاب خلال دخول الامتحان.

ولفت “زلطة”، إلى أن الآليات التي تم وضعها لسنوات النقل فيما يتعلق بالتقييم الشهري لاقت رد فعل إيجابي وفقًا لقدرة الطلاب على التحصيل بما يتماشى مع الخريطة الزمنية، موضحًا أن هناك تحسن ملموس وملحوظ لدى الطلاب في القراءة والكتابة نتيجة التقييمات الشهرية.

مع التأكيد على أن الامتحانات ستكون من خلال التابلت في المدارس المتوفر فيها بنية تكنولوجية تتيح استخدامه، بالإضافة إلى إقامة الامتحان ورقي في المدارس الأخرى التي لا يتوفر فيها بنية تكنولوجية مناسبة لاستخدام التابلت، وبالنسبة إلى الطلاب الذين فقدوا التابلت،أوضح “زلطة” أن أمام هؤلاء الطلاب فرصة أخرى لأداء الامتحان ورقيًا.

مقالات مشابهة

  • عبد اللطيف: الدولة المصرية تضع ملف التعليم والارتقاء بالمنظومة التعليمية على رأس أولوياتها
  • «وزير التعليم»: الدولة المصرية تضع الارتقاء بالمنظومة التعليمية على رأس أولوياتها
  • علماء أوقاف الفيوم:تسرب التلاميذ من أخطر الآفات التي تواجه العملية التعليمية
  • تعليم قنا.. تكريم "يحيى خليفة وشهد متولي" فائزًا المشروع الوطني للقراءة
  • تعليم قنا يكرم الفائزين بالمشروع الوطني للقراءة
  • وكيل "تعليم الفيوم": انتظام وانضباط العملية التعليمية بالمدارس
  • وكيل تعليم الفيوم.. انتظام وانضباط العملية التعليمية في المدارس
  • التعليم: توفير الدعم لمواجهة معوقات سير العملية التعليمية
  • تعليم الفيوم: انتظام وانضباط العملية التعليمية بجميع المدارس
  • وكيل تعليم الفيوم: انتظام وانضباط العملية التعليمية في مدارس المحافظة