الاستحقاق الرئاسي إلى ما بعد التشرين الأميركي
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
بعد جولتها الأخيرة على عدد من القادة السياسيين دخلت "اللجنة الخماسية" مرحلة تقييم الخلاصات، التي توصلت إليها بعد سنة من تشكيلها في ضوء المعطيات التي طرأت على مبادرتها الرئاسية، ومن أهمّها إدخال لبنان، غصبًا عنه، طرفًا في حرب غزة، والتي هي في الواقع أكبر من الجميع، خصوصًا أن "حزب الله" أراد من خلال ربطه فتح الجبهة الجنوبية بما يجري على أرض غزة، وربط مصير كل القضايا الداخلية، ومن أهمها الاستحقاق الرئاسي وأبقاها معلقة.
ما سمعه السفراء الخمسة من سياسيي الدرجة الأولى من حيث مسؤوليتهم الحزبية لم يكن مشجعًا، إن لم نقل محبِطًا. وهذا الأمر دفع ببعض السفراء إلى الاستنتاج بأن "الطبخة الرئاسية" لم تنضج ظروفها بعد، لا خارجيًا ولا محليًا، وأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني غير مدرج على "أجندة" الاهتمامات الدولية كأولويات عاجلة، إذ أن ثمة انشغالات كثيرة تقلق بال المسؤولين الدوليين، ومن بينها مصير الحرب الدائرة في غزة وانعكاساتها المباشرة على لبنان، ومنه على المنطقة كلها، من حيث نتائجها السلبية إن لم يتمّ التوصّل إلى تسوية مؤقتة لوقف اطلاق النار أولًا، ومن ثم التفتيش عن حلّ مستدام، بعدما سقط مبدأ "حل الدولتين" من حسابات القادة الإسرائيليين المتشدّدين، وذلك في ضوء تبنّي مجلس الأمن الدولي قرارًا بوقف اطلاق النار في قطاع غزة، مع رفض إسرائيلي بالتجاوب مع الرغبة الأممية.
وقد ذهب البعض ممن كانوا يُعتبرون من المتفائلين بانفراج قريب على الخط الرئاسي إلى القول بأن الملف الرئاسي لن يفتح قبل أن يغلق الملف الرئاسي الأميركي. وهذا يعني وضع الملف الرئاسي اللبناني على رفّ الانتظار إلى ما بعد "التشرينين" إذا أراد المرء أن يكون متفائلًا. وعليه، فإن الوضع الداخلي سيبقى على مراوحته المعتادة، وسيبقى يدور في الحلقة المفرغة ذاتها، مع ما يرافق هذه المرحلة من عملية إلهاء قد يلجأ إليها البعض من خلال ذرّ الرماد في عيون اللبنانيين المكتوين بنار الغلاء، لذي "أكل" كل الزيادات الملحوظة، على شحّتها، حتى قبل أن تبصر النور، وقبل أن تصل إلى جيوب الموظفين.
وهذه "الملهاة" ليست سوى "طبخة بحص" لن "تستوي"، وأن وضعت على نار حامية. فالبحص سيبقى بحصًا، والبطون الخاوية لن تشبعها رائحة الحطب المشتعل.
وعلى رغم الانطباعات غير المشجعة التي يعبّر عنها بعض السياسيين، الذين يستندون إلى بعض المعطيات الموضعية، ومن بينها عدم استعداد أي فريق داخلي لتقديم أي تنازل قد يسهّل تقريب مسافة المواعيد المستحقة، فإن بث بعض التفاؤل لا يضرّ في شيء، وهو مطلوب إذا لم يؤدِ إلى المزيد من تراكم خيبات الأمل، مع أن لا أحد يجسر من هؤلاء المتفائلين على إعطاء مواقيت محدّدة لإمكانية الانفراج الرئاسي كمقدمة لا بدّ منها لانفراج أوسع، سياسيًا واقتصاديًا وإصلاحيًا.
من هذه النقطة بالذات قد يعود السفراء الخمسة إلى معاودة تحركّهم الرئاسي، وذلك بهدف إبقاء هذا الملف في دائرة الاهتمام، وإن شكليًا، في انتظار نتائج ما يمكن أن تسفر عنه الاتصالات الدولية لإدخال قرار وقف اطلاق النار في غزة حيز التنفيذ لما لهذا الوقف من انعكاسات على الوضع اللبناني على رغم تشكيك "حزب الله" بنوايا إسرائيل وأطماعها التاريخية بخيرات لبنان، وهي التي استثمرت لسنوات طويلة المواقع السياحية الشتوية في القسم المحتل من جبل الشيخ.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هجوم من وهاب على وليد جنبلاط: عليك إقفال هذا الملف
كتب رئيس حزب التوحبد العربي وئام وهاب عبر حسابه على "أكس": "وليد بك بدك كمان تسمحلي دروز اسرائيل ليسوا شماعة لتستمر في الحديث عنهم كأنهم مسؤولين عن الحرب. الكل مستسلم في هذه الأمة وأنت همك أن تهاجم مئات الدروز. أتمنى عليك إقفال هذا الملف حتى لا يشكل إنقساماً درزياً".