سيادة السودان وميزانية الإيغاد
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
منظمة الإيغاد يتعين عليها ووفق الأعراف الدبلوماسية المرعية أن تلتزم ميثاق جدة، الذي تم التوقيع عليه في مايو 2023 وكان أول شرط فيه الامتناع عن أي هجوم يتسبب في ضرر المدنيين والمرافق المدنية والجلاء عن مساكنهم المحتلة. وقد نال الاتفاق الذي سمي ‘إعلان جدة’ موافقة كافة أطراف المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، ويحظى السودان بعضوية الكل.
وقد وقع على الإعلان ممثل القوات المسلحة وممثل مليشيا الدعم السريع ، وعلى رؤوس الأشهاد، منذ مايو 2023 ولا تزال شروطه سارية المفعول تنتظر التنفيذ من الطرف المتمرد.
على الإيغاد أن تقف حصرياً مع الدولة العضو، التي أسست المنظمة وكانت من بنات أفكارها. فهي ليست منظمة وساطة، بل منظمة للأمن القومي الإقليمي وحماية الدولة العضو من الاندثار والتشتت.
وليس للإيغاد، وفق ميثاقها التأسيسي، أن تقف مع المجاميع المتمردة على الدولة العضو مهما بلغت سطوة من يقف وراءها، هذا هو منطوق وروح ميثاقها. وقد كان هذا ديدنها وسيرها المؤسسي منذ تأسيسها عام 1986 فقد رفضت المنظمة من قبل عضوية “أرض الصومال” – صوماليلاند – التي أعلنت نفسها جمهورية من طرف واحد منذ عام 1991 وحتى اليوم، كما رفضت من بعد، وسيراً على ذات النهج، وكنت شهيداً من تلقاء مقامي كمندوب دائم حينها، عندما طلب وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان SPLM عام، 2009 وكانت تقاتل القوات المسلحة منذ 1983 فطلب عقد جلسة استماع لتنوير وزراء الخارجية والمندوبين الدائمين والمنظمات الدولية بمقر المنظمة بجيبوتي.
الفرق الذي حدث اليوم في سياستنا الخارجية والإقليمية، هو الهوان الذي غشي أعين وبصائر من تربعوا على كرسي السلطة، الذي لم ينتخبوا له، ولا كان مقامهم فيه برضى ولا وفاق ولا شورى من عموم شعب السودان، بعد أبريل 2019 فمنذئذ أصبح السودان الوطن، مهتوك السيادة، وطيئ الدرج، رخص البراثن، تتحكم فيه وتدير أجندته السفارات الأجنبية، التي استغلت سذاجة وضحالة خبرة ودربة من أتى بهم الزمن الغافل حكاما، تحت شعارات غريبة، وسمات مصطنعة وركيكة، حتى دارت عليهم الدوائر التي تغشى مصارع الظالمين.
فلما انتبه الشعب السوداني لممارسة سيادته بالأصالة، بعد نبذ ما اختلس منه بالوكالة، برزت هذه السوءات الفاحشة، التي بدت لنا من سفاح السياسة، وسماجة السلوك. فأصبح السودان نهباً تلوكه الألسن، ويفتي في شأنه الرويبضة، ويقتل المرتزق العاني أهله، فيحتل سكنه، ويغتصب حرائره.
آن الأوان ليكون السودان للسودانيين جميعاً، وليس نهباً لشرذمة ناشزة، لا ترقب في شعبه عهداً ولا ذمة، ولا تعرف عرضاً ولا شرفاً، ففاقد الشيء لا يمنحه غيره.
لا يمكن أن يرهن السودان سيادته لكائن من كان، بعد ما استقبل من الأمر، استناداً على إرثه الحضاري، وعزة قراره السياسي، لأنظمة مبهمة الهوية، فقدت الرؤية والتوجه والإستراتيجية، فأضحت تتسول دول العالم، عارضة قضايا المنطقة عند الطامعين والمتربصين الأجانب، لرفد ميزانيتها التي لا تفي مساهمات الدول الأعضاء بتغطية برامجها.
يجب ألا يسمح السودان لشعبه أن يكون كبش فداء، وحقل تجارب للنظريات الوافدة والتطبيقات الفاشلة. ولا عليه أن يلتزم بأي قرار يهتك سيادته، ويفتت وحدته، ويسعى لتمزيقه بالدم والنار والسلاح المرتزق. فعلى رعاة المخطط أن يرعووا ويكفوا أيديهم فلا يقطعها الشعب حداً وقصاصاً. فقد وعى الشعب السوداني بعد أحداث 15 أبريل ما عليه أن يفعل.
فالسودان اليوم منيع بمقاومته المسلحة، ووحدة كلمة أهله المساندة لجيشه الوطني، الذي يلزمه الدستور حصرياً بحماية الأرض، والعرض وتعزيز الاستقلال السياسي ووحدة التراب الوطني .
فالخيار لمستقبل ما يكونه السودان بعد اليوم، هو خيار القواعد الشعبية، في المدن والفرقان والبوادي والأرياف، تلكم الجماهير الثائرة القابضة على جمر قضيتها بالأصالة، من شباب يرون الاستشهاد في شأن الإله حياة، وكهول وشيوخ مجربين في إدارة الشدائد والكروب، لا يترددون في الذود بكل غال ومرتخص لحماية العرض، ومستشرفين للموت حفاظا عليه.
هذه هي القوى الوطنية الرابضة على أرض المعركة، التي ظلت حامية السودان، وجذورها ممتدة منذ عشرات الآلاف من سني الحضارة وادارة التحضر والتمدن، وهي منظومة قيم وممارسات وسلوكيات وأخلاق، متوارثة بالتراكم التاريخي الممتد، لا تشترى في المعارض التجارية، ولا تعرض على أرفف الهايبرماركت، تشهد بها أطلال كرمة، وإهرامات البجراوية ومروي، ومدافن كبوشية وسوبا وسلطنات سنار ودارفور وتقلي.
هذه هبة الإله الخلاق لأهل الكرامة والنشامى، الذين لم تبق لهم مؤامرات خائني الذمم، وفاقدي الشرف، ما يؤبه له، فحملوا أرواحهم رخيصة وبذلوا دمائهم قرابين.
وقال شاعرهم المغني:
شنو الفضل يخافو عليه..
فالشعب السوداني اليوم يتمثل شعارات محرضي الحرية، ودعاة الكفاح الباذخ في مشارف المجد التليد على مدار فصول التاريخ:
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق..
فقرآن أهل السودان، الذي يعكفون على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، في شهر تنزلاته المبارك الكريم، يستفزهم بوحي محكم التنزيل:
“قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين..” الآية ١٤- التوبة – صدق الله العظيم.
السفير د. حسن عيسى الطالب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
موعد إجازة عيد الميلاد المجيد 2025.. تعرف عليه
تعد الإجازات الرسمية من بين الأمور الهامة التى تشغل بال المواطنين، خاصة مع بداية عام 2025 ويسعي الكثير منهم للاستفادة منها من خلال السفر والتنزه والخروج مع العائلة، حيث يحصل فيها الموظفون على إجازة طوال العام مقسمين على أيام المناسبات الرسمية.
موعد إجازة عيد الميلاد المجيد 2025ويضم عام 2025 مجموعة من الاجازات الرسمية والتي تبدأ بإجازة 7 يناير 2025 والتى توافق يوم الثلاثاء المقبل، حيث يحصل الموظفون بالقطاعين الحكومي والخاص على إجازة رسمية مدفوعة الأجر، وخاصة أن إجازة عيد الميلاد المجيد 2025 من بين العطلات الرسمية خلال العام.
اِعرف حقك في الإجازات المرضية والسنوية 2025 بالقانونمواعيد عمل البنوك بعد إجازة عيد الميلادالإجازات الرسمية فى 2025- 7 يناير 2025 يوم الثلاثاء بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
- 25 يناير يوم السبت بمناسبة ثورة 25 يناير.
- 30 مارس يوم الأحد بمناسبة ليلة عيد الفطر المبارك.
- 31 مارس يوم الاثنين إجازة بمناسبة عيد الفطر المبارك.
- 21 أبريل يوم الاثنين بمناسبة عيد شم النسيم.
- 25 أبريل الجمعة عيد تحرير سيناء.
- 1 مايو يوم الخميس إجازة بمناسبة عيد العمال.
- 5 يونيو يوم الخميس إجازة بمناسبة يوم وقفة عرفات.
- 6 يونيو يوم الجمعة إجازة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
- 7 يونيو يوم السبت إجازة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
- 26 يونيو يوم الخميس مناسبة رأس السنة الهجرية.
- 30 يونيو يوم الاثنين مناسبة ثورة 30 يونيو.
- 23 يوليو يوم الأربعاء بمناسبة عيد الثورة.
- 4 سبتمبر يوم الخميس بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.
- 6 أكتوبر يوم الاثنين بمناسبة عيد القوات المسلحة.
ووفق القانون يجوز لصاحب العمل تشغيل العامل خلال هذه الأيام إذا اقتضت ظروف العمل ذلك، ويحق للعامل فى هذه الحالة بالإضافة إلى أجره فى ذلك اليوم مضاعفة الأجر. للعامل الحق فى إجازة بأجر كامل فى الإجازات التى يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص، وبحد أقصى ثلاثة عشر يومًا فى السنة.
وحدد قانون العمل رقم 12 لسنة 2003، استحقاق العامل الذى أمضى فى الخدمة سنة كاملة إجازة سنوية قدرها 21 يوما بأجر كامل. كما يستحق العامل الذى أمضى فى الخدمة 10 سنوات لدى صاحب عمل أو أكثر إجازة سنوية قدرها 30 يوما بأجر كامل.
ووفق القانون يستحق العامل الذى تجاوز عمره الـ50 سنة إجازة سنوية قدرها 30 يوما بأجر كامل.كما يستحق العامل الذى تقل مدة خدمته عن سنة إجازة سنوية تقدر بنسبة المدة التى قضاها فى الخدمة، بشرط أن يكون قد أمضى 6 أشهر فى الخدمة.
ونص القانون على عدم دخول أيام عطلات الأعياد والمناسبات الرسمية والراحة الأسبوعية فى حساب الإجازة السنوية، وبالتالى فلا يجوز خصم أيام عطلات الأعياد والمناسبات الرسمية والراحة الأسبوعية من رصيد إجازات العامل السنوية. ونص أيضا على الحق فى زيادة مدة الإجازة السنوية بمقدار سبعة أيام للعمال الذين يعملون فى الأعمال الصعبة أو الخطرة أو المضرة بالصحة أو فى المناطق النائية التى يصدر بتحديدها قرار من وزير القوى العاملة بعد أخذ رأى وزير الصحة.
إجازة بجميع البنوك اليوم الأربعاء.. اعرف السببإجازات طلاب المدارس خلال شهر يناير .. تفاصيل رسميةوفيما يخص الإجازة المرضية، نص القانون على أنه يستحق العامل الذى يثبت مرضه إجازة مرضية تقوم بتحديدها الجهة الطبية المختصة، على أن يحصل العامل خلالها على تعويض عن الأجر وفقا لما حدده قانون التأمينات الاجتماعية رقم 79 لسنة 1975 الذى قرر استحقاق العامل 75% من الأجر عن الـ90 يوما الأولى من إجازته المرضية، ثم 85% من الأجر عن الـ90 يوما التالية، وقد اشترط لاستحقاق العامل ألا يقل التعويض فى كل الأحوال عن الحد الأدنى المقرر للأجر، ويستمر صرف هذا التعويض طوال مدة مرض العامل أو حتى ثبوت العجز الكلى أو حدوث الوفاة، بحيث لا تجاوز مدة 180 يوما فى السنة.