الحرة:
2025-02-21@09:37:41 GMT

لماذا ارتفعت القيمة السوقية لمنصة ترامب تروث سوشل؟

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

لماذا ارتفعت القيمة السوقية لمنصة ترامب تروث سوشل؟

بينما كان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على أعتاب أزمة مالية، نتيجة الدعاوى القانونية العديدة، وعلى هامش السباق نحو ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة، حصل على مساعدة مالية من مصدر غير متوقع: منصته الاجتماعية المتعثرة "تروث سوشل".

الجمعة الماضي، وافق مستثمرون على خطة لطرح شركة Truth Social للاكتتاب العام، ما زاد صافي ثروته بمليارات الدولارات، وفق تقرير لمجلة تايم.

وكان ترامب مدينا لولاية نيويورك بنحو نصف مليار دولار في قضية "احتيال مدني"، قبل أن تتم مراجعة المبلغ وتخفيضه إلى 175 مليون دولار .

وبدأت الشركة التداول في بورصة ناسداك الثلاثاء.

أطلقت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، المالكة لمنصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشل"، رحلتها التي طال انتظارها كشركة عامة، عند جرس الافتتاح الثلاثاء تحت رمز السهم "DJT"، وفق شبكة "سي.أن.أن".

وارتفع السهم بنسبة 56٪ تقريبًا عند الافتتاح إلى 78 دولارًا، وتوقف التداول لفترة وجيزة بسبب التقلبات. 

واستقرت أسهم ترامب ميديا حول 70 دولارًا، ثم بحلول جرس الإغلاق، أنتهى سهم ترامب ميديا عند 57.99 دولارًا، بارتفاع أكثر تواضعًا بنسبة 16% خلال اليوم.

على الرغم من الانخفاض الذي حدث في وقت متأخر من الثلاثاء، لا تزال وول ستريت تمنح شركة ترامب ميديا تقييمًا مذهلًا يقارب 11 مليار دولار - وهو سعر يحذر الخبراء من أنه غير مرتبط بالواقع.

وارتفعت أسهم شركة Digital World Acquisition Corp، التي أصبحت "ترامب ميديا" صباح الثلاثاء، بأكثر من 200٪. 

ويتضمن ذلك زيادة بنسبة 35٪ الاثنين بعد إغلاق الصفقة.

وارتفعت الأسهم مرة أخرى في بداية التداول الثلاثاء، وهي أول فرصة للمستثمرين لتداول الأسهم بعد الدمج، تحت مؤشر DJT الجديد.

"وضع غير عادي"

تعليقا على ذلك، قال أستاذ المالية في كلية وارينغتون للأعمال بجامعة فلوريدا، جاي ريتر، للقناة الأميركية "هذا وضع غير عادي للغاية.. سعر السهم منفصل إلى حد كبير عن أساسيات الميدان".

وقال ريتر إن أقرب تشابه مع ما يحدث مع "تروث سوشل" سيكون GameStop و AMC وغيرها مما يسمى بأسهم meme التي ارتفعت بشكل كبير خلال  جائحة كورونا مع تراكم جيش من تجار التجزئة.

وقال إن "ترامب ميديا" كانت ستبلغ قيمتها حوالي 2 دولار للسهم فقط – وليس بالقرب من سهم إغلاقها، سعر 58 دولارا.

وبعد إصدارها في أوائل عام 2022، اكتسبت بسرعة عددا من المستخدمين.

وفي آخر إحصاء، سجل حوالي 8.9 مليون شخص في التطبيق. لكن من غير الواضح كم عدد المستخدمين النشطين.

يقول تقرير لموقع شركة "ذا ماتلي فوول" المختصة في الرؤى الاستثمارية والنصائح المالية، إن الاعتماد على مؤشرات الأداء الرئيسية لـ"تروث سوشل" مثل المستخدمين النشطين ومتوسط الإيرادات لكل مستخدم "يمكن أن يحول التركيز عن التقييمات الإستراتيجية في ما يتعلق بالتقدم ونمو أعمالها" بالتالي يعطي صورة غير حقيقة عن حقيقة تطورها.

وحتى البيانات المالية لشركة ترامب لا تظهر سوى القليل من الأدلة على وجود أعمال مزدهرة بقيمة 4.7 إلى 5.6 مليار دولار من القيمة السوقية المعلن عنها الاثنين. 

وخسرت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، التي تمتلك شركة Truth Social، أموالا العام الماضي، وفقا للمجلة ما يطرح التساؤل حول حقيقة القيمة التي بلغتها "تروث سوشل"؟

لماذا هذه القيمة المرتفعة إذن؟

يقول التقرير إن التقييم العالي للمنصة "ليس علامة على أن المستثمرين في وول ستريت منبهرون بمنصة ترامب بقدر ما هم متفائلون بشأن فرص عودته إلى البيت الأبيض".

وتقول الخبيرة المالية، كريستي مارفن، "في حديث للمجلة إن القيمة هذه إنما تعطي ترامب مقياسا لكيفية أدائه في الانتخابات. "هناك بالتأكيد أشخاص يحبون ترامب ويريدون دعمه، ومن المحتمل أنهم يشترون الأسهم لأجل ذلك، وربما هناك أشخاص آخرون يفكرون ماذا لو فاز بالرئاسة؟".

ومع تحقيق ترامب انتصاراته الأولية في الانتخابات التمهيدية خلال فصل الشتاء، أصدرت شركة الاستحواذ (SPAC) التي تم إنشاؤها للاندماج مع منصة التواصل الاجتماعي الناشئة (Truth Social)، ملايين الأسهم الجديدة

وفي أوائل يناير، كان لدى شركة Digital World Acquisition Corporation (DWAC) 163 سهمًا وأغلقت عند 17.32 دولارًا. 

وبعد فوز ترامب في الانتخابات الحزبية في ولاية أيوا، كان لدى الشركة 8 ملايين سهم وأغلقت عند 22.35 دولار. 

وشهد الأسبوع التالي مزيدا من النمو، بعد فوز ترامب في نيو هامبشاير، إذ كان لدى DWAC 29.5 مليون سهم وأغلقت عند 49.69 دولار.

لكن مراقبين يخشون أن يسجل المستثمرون خسائر فادحة إذا باع ترامب أسهمه، خاصة قبل الانتخابات.

واجهة تروث سوشل، منصة التواصل الاجتماعي المملوكة لترامب

وتقول مارفن إن الطرح العام الأولي الأسبوع الماضي كان بمثابة إشارة إلى أن المستثمرين يعتقدون أن شركة "تروث سوشل" ستجذب مزيدا من المستخدمين وترتفع قيمتها إذا فاز ترامب على الرئيس جو بايدن في انتخابات نوفمبر. 

ويتقدم ترامب حاليا على بايدن في بعض استطلاعات الرأي الوطنية والولايات المتأرجحة التي من المرجح أن تحدد نتيجة الانتخابات المقبلة.

لكن لا تزال هناك ثمانية أشهر على موعد الانتخابات، وقد حقق بايدن مكاسب في طريقه، وليس من الواضح أيضًا أن منصة "تروث سوشل" ستصبح منصة منتشرة في كل مكان حتى مع وجود ترامب في البيت الأبيض. 

ولا يزال لدى ترامب طرق أخرى لإيصال رسالته للناخبين "وليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الأميركيين من غير أنصاره،  سيشتركون في التطبيق" وفق مجلة تايم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: دولار ا

إقرأ أيضاً:

لماذا اختار نتنياهو ديرمر لقيادة المفاوضات؟

ما إن نشر خبر موافقة مكتب نتنياهو على بدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، حتى قفز إلى الواجهة اسم المستشار السياسي الأكثر قربًا من بنيامين نتنياهو، وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر. إذ أعلن مكتب نتنياهو تسليم ديرمر مسؤولية قيادة وفد التفاوض الإسرائيلي في هذه المرحلة بدلًا من رئيسَي جهاز الموساد ديدي برناع، وجهاز الشين بيت رونين بار.

هذا التعيين يثير أسئلةً كثيرةً حول خلفيات هذا الاختيار لهذه الشخصية بالذات، واستبعاد قادة الأجهزة الأمنية بالمقابل. ولكن للحق، فإن نتنياهو قد ضرب بهذا التعيين أكثر من عصفورٍ بحجرٍ واحد.

رون ديرمر ينحدر من أصلٍ ألماني من جهة أبيه المحامي الذي كان قد ولد في نيويورك لعائلةٍ هاجرت قديمًا إلى الولايات المتحدة، ومن أصلٍ ألماني وبولندي من جهة أمه التي ولدت في فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني لأبوين مهاجرين من ألمانيا وبولندا قبل الحرب العالمية الثانية، وبعد النكبة الفلسطينية هاجرت عائلة أمه بالكامل إلى ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث التقى والده بوالدته وتزوجا، ثم ولد رون في فلوريدا عام 1971، وعاش طفولته وشبابه هناك.

ودرس ديرمر في صباه في مدرسةٍ دينيةٍ يهودية متشددة في مدينته ميامي بيتش، ونشأ فيها متعصبًا لإسرائيل التي تعلم في تلك المدرسة أنها هي التي تمثل طموحات الشعب اليهودي وآماله، بما شده للسفر إلى إسرائيل أكثر من مرة، ودرس الاقتصاد والإدارة في جامعة بنسلفانيا، ثم الفلسفة والعلوم السياسية في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة عام 1993، وكان يرأس جمعيةً طلابيةً يهودية باسم (لخايم) خلال دراسته هناك، ويبدو أن سنوات دراسته ونشاطه في أكسفورد هي التي أدخلته في عالم السياسة الإسرائيلية، حيث نشط من بريطانيا في حزب (يسرائيل بعاليا) الإسرائيلي اليميني القومي الذي رأسه في ذلك الوقت نتان شيرانسكي (وهذا الحزب اندمج في حزب الليكود عام 2006).

إعلان

وبرز اسم ديرمر في ذلك الوقت بين الناشطين في هذا الحزب خاصةً في انتخابات عام 1996 في إسرائيل التي فاز فيها نتنياهو لأول مرةٍ برئاسة الحكومة، ليهاجر بعد تخرجه إلى إسرائيل عام 1997 ويكتسب الجنسية الإسرائيلية ويتزوج هناك، ويقال إن شيرانسكي هو الذي قدّم ديرمر لنتنياهو في ذلك الوقت المبكر من مسيرة نتنياهو السياسية، وبالتالي فإن علاقة نتنياهو وديرمر قديمة ومرافقة لكافة مراحل حياة نتنياهو في دهاليز السياسة الإسرائيلية، وما لبث أن أصبح أحد أقرب الشخصيات لنتنياهو على الإطلاق، حتى بات البعض يطلق عليه لقب (ظل نتنياهو).

هذا الشخص المتشدد بلغ به التعصب لدولة الاحتلال لدرجة أنه تنازل بلا تردد عن جنسيته الأميركية الأصلية عام 2005 ليتمكن من شغل منصب الملحق الاقتصادي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، الذي رشحه له بنيامين نتنياهو الذي كان يشغل منصب وزير المالية في حكومة أرييل شارون آنذاك.

وبعد عودته إلى إسرائيل عام 2008 ساهم بفاعلية في نجاح حملة نتنياهو الانتخابية وحصوله على رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 2009، ليعينه نتنياهو مستشاره الخاص، ويتحول إلى رجل في غاية القوة والنفوذ، حتى إنه كان يكتب خطابات بنيامين نتنياهو، وهذا ما جعل نتنياهو يسلمه ملفًا حساسًا هو منصب سفير إسرائيل في واشنطن، وهو الملف الذي برع ديرمر في إدارته بسبب علاقاته الواسعة في الأوساط الأميركية.

وهنا برزت علاقاته مع التيار المحافظ في الولايات المتحدة، حيث نجح في بناء شبكة علاقات واسعةٍ مع شخصياتٍ محسوبة على الحزب الجمهوري، وهي التي ستقدمه في وقتٍ لاحقٍ للرئيس دونالد ترامب في فترته الأولى، حيث أعجب به ترامب بعد أن علم بدوره الكبير في توجيه وتحريك دفة السياسة الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة، ولا سيما دوره في كتابة الخطاب الأشهر لبنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي في عهد إدارة أوباما عام 2015، والذي أثار أزمةً دبلوماسيةً حينها بين إدارة أوباما وإسرائيل بعد تحريض نتنياهو في خطابه على عدم المضي قدمًا في خطة أوباما لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما كان يتفق تمامًا مع أهواء الجمهوريين، ولا سيما دونالد ترامب.

وهذا المدخل جعل من ديرمر مفتاحًا أساسيًا من مفاتيح السياسة الإسرائيلية في الولايات المتحدة في عهد ترامب، فمن خلال علاقاته التجارية والسياسية والاجتماعية المتعددة، لعب دورًا مركزيًا في تسهيل عدد من المشروعات الخطيرة، وعلى رأسها اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها عام 2017، وكذلك اعترافها بضم الجولان السوري المحتل لإسرائيل رسميًا، وساهم بفاعليةٍ كبيرةٍ في عقد اتفاقيات أبراهام مع عدد من الدول العربية عام 2020، وهو ما جعل وجوده في واشنطن مفتاح نجاحٍ مبدئيٍّ لطموحات نتنياهو.

إعلان

ومع قدوم حكومة نتنياهو الثانية، قرر نتنياهو تسليم حقيبة وزارة الشؤون الإستراتيجية لصديقه الوفي ديرمر، وهذه الوزارة التي أنشئت عام 2006 في عهد حكومة إيهود أولمرت كوزارةٍ شكليةٍ لإرضاء أفيغدور ليبرمان زعيم حزب (إسرائيل بيتنا)، تحولت إلى أداةٍ مهمةٍ بيد حكومات الليكود المتعاقبة، ويدٍ ناعمة خفية تعمل على ملفات تبدو صغيرةً ولكنها حساسة، مثل ملف ملاحقة أعضاء حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل (BDS)، والعلاقات العامة مع مؤسسات المجتمع المدني وما شابهها.

وفي عهد ديرمر تحوَّلت هذه الوزارة إلى أداةٍ فعالةٍ في دبلوماسية الأبواب المغلقة ومحادثات ما تحت الطاولة، ويبدو أن نتنياهو بات يعتمد على ديرمر في هذه الوزارة – التي كان يفترض قديمًا أنها هامشية – لدرجة أنه خصص لديرمر مقعدًا دائمًا في كابينت الحرب الذي يدير الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الأمر الذي لم يكن نتنياهو يتيحه لوزراء في وزاراتٍ مركزيةٍ حيويةٍ، مثل وزارة الأمن القومي التي كان يرأسها إيتمار بن غفير.

من خلال النظر في هذه الحقائق، تتكشف لنا أسرار اختيار نتنياهو لديرمر ليرأس وفد المفاوضات في مرحلتها الثانية المفصلية على حساب رئيسَي جهاز الموساد والشين بيت.

فنتنياهو في مفاوضات المرحلة الأولى التي كان يرأس وفد إسرائيل فيها رئيس الموساد وجد نفسه مضطرًا تحت ضغط مبعوث ترامب ستيفن ويتكوف للنزول عن الشجرة والموافقة على الصفقة في مرحلتها الأولى. وهو يأمل بتعيينه ديرمر أن يكون قد أعاد لنفسه السيطرة الكاملة على ملف المفاوضات في مرحلتها الثانية.

اختيار ديرمر يعني أن نتنياهو يريد السيطرة على مفاتيح المفاوضات، ذلك أن ديرمر يمكن أن نعتبره نسخةً من نتنياهو، وهو ما جعل عائلات الأسرى الإسرائيليين تعبر عن خوفها من هذا الاختيار، فديرمر قال لهم في أحد اللقاءات إنه لن يؤيد أي اتفاق يوصل إلى إنهاء الحرب دون ضمان القضاء الكامل على حماس، في تكرارٍ حرفي لكلام نتنياهو.

إعلان

من ناحيةٍ أخرى، فإن نتنياهو بهذا التعيين يرجو أن يتخلص من ضغوط ترامب، حيث يرى نتنياهو أن ديرمر شخصية محببة لترامب، وهذا أمر حقيقي، فديرمر كان قد صرح في أحد لقاءاته العامة أنه يعتبر ترامب ملهمًا له لدراسة الاقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة بنسلفانيا في شبابه بعد أن قرأ أحد كتبه حول إدارة الأعمال.

كما أن علاقاته السياسية بترامب في فترة رئاسته الأولى كانت نتائجها كبيرة كما أسلفنا. ومن هنا فإن نتنياهو يرى أن وجود ديرمر على رأس الوفد المفاوض قد يساهم في تخفيف الضغوط الأميركية عليه؛ لأن ديرمر حلقةُ وصلٍ مقربةٌ لكلا الطرفين: نتنياهو وترامب.

وفي نفس الوقت، فإن تعيين ديرمر يعتبر محطةً أساسيةً ضمن محطات الحرب الدائرة في الأروقة بين نتنياهو وأجهزة الأمن الإسرائيلية وانقلابه عليها، فهي تعتبر أن تهور نتنياهو قد يودي بمشروع دولة الاحتلال كله إلى المجهول، ونتنياهو يعتبر أن نجاحه في وضع رَجُلِه المقرّب على رأس الوفد المفاوض بمباركة ترامب يجعله يكسب نقاطًا كثيرةً في وجه الأجهزة الأمنية، ويكون بذلك قد نجح في تحييدها عن أروقة اتخاذ قرارات الحرب الحالية، حتى إنه اتخذ قرارًا بمنع قادتها من حضور الاجتماعات الأمنية، وهو ما سيسهل عليه التخلص منهم لاحقًا دون إزعاج من الإدارة الأميركية التي لطالما كانت حليفًا وثيقًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتثق تمامًا في تقديراتها المختلفة.

التخوف هنا في الحقيقة يكمن في أن تعيين ديرمر يعني أن نتنياهو يريد أن يكون هو نفسه الذي يقود المفاوضات، وهو الذي في نفس الوقت لا يريدها أن تنجح، وإن نجحت فبناءً على رؤيته الخاصة دون تنازلات مؤذية، لأنه يثق في قدرة ديرمر على تخفيف الضغوط الأميركية مع إبقاء مصلحة نتنياهو في مقدمة اهتماماته، وخاصة بسبب حماسة ديرمر نفسه للحرب.

ينبغي ألا ننسى هنا أيضًا أن ديرمر هو مهندس أوّل فكرة طرحت للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة برًا وبحرًا في بداية الحرب مباشرةً، بل إنه حاول تسويق التهجير أكثر من مرةٍ لإدارة بايدن، واختياره يدل على أن نتنياهو يريد تطبيق خطة التهجير بأي ثمنٍ.

إعلان

وهذا ما يرتب على المفاوض الفلسطيني أن يتمتع بصلابةٍ مضاعفةٍ في المرحلة الثانية من المفاوضات مهما كانت الضغوط؛ لأنه هذه المرة لن يواجه جهةً واحدةً، بل جهتين متفقتين على خطة فرض الاستسلام عليه بالقوة، وتهجيره خارج القطاع نهائيًا ودون رجعة.

ويجب أن يعيَ المفاوض الفلسطيني أبعاد ما يريده نتنياهو وظلُّه ديرمر، أو ترامب وشركاؤه، ويثقَ في نفس الوقت أنه يملك من الأوراق ما يجعله قادرًا على فرض رؤيته.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ترامب يبحث عن طائرات بوينج مستعملة لشرائها.. لماذا ؟
  • لماذا ألغي مؤتمر زيلينسكي ومبعوث ترامب؟ وما دلالات ذلك؟
  • لماذا وصف البيت الأبيض ترامب بـ«الملك»؟
  • لماذا اختار نتنياهو ديرمر لقيادة المفاوضات؟
  • 128.1 مليون ريال القيمة الإجمالية المتوقعة لاكتتاب "أسياد للنقل البحري" عند أعلى سعر 123 بيسة للسهم
  • لماذا تحظى إيطاليا بشعبية متزايدة بين المستثمرين العرب؟
  • شادي حميد: لماذا ما زلت أنتقد الديمقراطيين أكثر من ترامب
  • منصة “إحسان” توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز استدامة العطاء في صندوق إحسان الوقفي
  • الذهب يواصل الارتفاع مع تزايد عدم اليقين الجيوسياسي
  • مدبولي: 33 شركة كرواتية تستثمر في مصر بمساهمات تصل إلى 20 مليون دولار