عصري فياض الدعوة التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للامناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد مؤتمر جامع للكل الفلسطيني في القاهرة نهاية الشهر الجاري بعد معركة مخيم جنين الاخيرة،كان متوقع الاهداف منها تقريبا قبل ان يبدأ،وهذا ليس من قبيل التنجيم أو العرافة السياسية،لكنه مبني على معطيات ومقدمات وسوابق في المواقف والإعلانات والتصريحات الواضحة والصريحة من القيادة الفلسطينية على مر سنين بل عقود مديدة،ومستوحى من عدم تطبيق ما خرجت به مؤتمرات المجالس المركزية والوطنية الفلسطينية منذ العام 2015بخصوص ضرورة اجراء تغيير في التعامل مع الحكومة الاسرائيلية يوازي التطرف والإنكار للاتفاقيات الموقعة،والتنكر لأبسط الحقوق لشعب فلسطين،واليمينية المتطرفة التي أنتجت ما أنتحت في الانتخابات ” الاسرائيليلة ” في الخريف الماضي من فوز وتشكيل اكثر الحكومات الصهيونية تطرفا ويمينية.
اليوم وبعد ما جرى ويجري في الضفة الفلسطينية وخصوصا في جنين ومخيّمها ومدن الشمال الذي ينذر بإيجاد واقع مقاوم جديد يؤذن بالتمدد في كل مساحة الضفة كنوع من التطور كسر حالة الركود بل الشلل السياسي التفاوضي،بل الاستهتار من قبل المحتل بكل الوقائع التي تشير الا ان الجانب الفلسطيني يسعى الى الوصول لحل الدولتين كآخر خيار للتفاوض والتسويات،هذا الواقع الجديد في الضفة طبعا لا يروق للسياسة الفلسطينية المتنفذه،ويعاكس تطلعاتها التي طالما عبرت عنها وعلى اعلى المستويات في خطابات الرئيس محمود عباس ابو مازن امام مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة والقمم العربية والإسلامية وجلسات المجلس الوطني والمركزي والثوري الفتحاوي وغيرها والقائمة على عدة ركائز أهمها:- 1:- اعتماد المقاومة السلمية الشعبية. 2:- اعتماد الكفاح السياسي الدولي من أجل اجبار اسرائيل للقبول بحل الدولتين. 3:- استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بناء على القبول بشروط الشرعية الدولية والتي بجوهرها الاعتراف باسرائيل، ونزع السلاح أو أخفاءه وبقاء سلاح واحد موحد هو سلاح السلطة. وهذه المواقف لم تتغير ولم تتزحزح في عقلية منظمة التحرير الفلسطينية التي تتحكم في رسنها القيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن حوله. وبعد ثلاثة اسابيع تقريبا على اطلاق الدعوة وما شابها من تنفيذ اعتقالات سياسية من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية ضد عدد من مقاتلي سرايا القدس والقسام وممثلي الكتل الطلابية المحسوبة على حركة حماس في الضفة وما نتح عن ذلك من مواقف شعبية وتنظيمية أدت لاتخاذ قرار بعدم المشاركة من قبل ثلاثة فصائل لغاية الان وهي الجهاد الاسلامي والصاعقة والقيادة العامة الا بشرط اطلاق سراح المعتقلين السياسيين أولا واغلاق ملف الاعتقال السياسي نهائيا،التقى ظهر اليوم الرئيس عباس برئيس حركة حماس اسماعيل هنية في العاصمة التركية لبحث التحضير لمؤتمر القاهرة،وبدل الاتفاق يبدو ان اللقاء قد فشل،فقد رفض الرئيس عباس طلب هنية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين،وابدى استعداده لربط هذه الامر بنجاح اللقاء في القاهرة،ورفض استخدام السلاح في مقارعة المحتل كما يجري الان في مدن شمال الضفة وطالب بان تكون المقاومة سلمية شعبية،مبينا من خلال هذا الموقف ملامح ما سيطلبه في الخطاب الذي سيلقيه في الامناء العامين للفصائل الامر الذي سترفضة أو تتحفظ عليه غالبية الفصائل وعلى رأسها حركتيّ حماس والجهاد والشعبية والديمقراطية والقيادة العامة والصاعقة،وغيرها من الفصائل الاربعة عشر التي ستتبنى موقفا بناء على ما تسرب من لقاء ابو مازن /هنية. لذا يبدوا بوضوح ان شروط وطلبات أبو مازن ستدفع كثير من الفصائل الاخرى باللحاق بموقف الجهاد والقيادة العامة والصاعقة،وبالتالي إحداث شرخ جديد في منظومة العمل الفلسطيني الموحد الداعي لتوحيد الجهود ووجود استراتيجية موحدة متفق عليها لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة المتاحة،وبالتالي فشل هذا اللقاء المتوقع قبل أن يبدأ. كاتب فلسطيني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل اجتماع الرئيس عباس بالناطقين الجدد لحركة فتح
استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، مساء اليوم الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 ، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله ، الناطقين الرسميين الجدد باسم حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) الذين تم تكليفهم من قبل مفوضية الإعلام والثقافة لحركة "فتح".
وضم الوفد، الناطقين: إياد أبو زنيط، والدكتور ماهر النمورة، ومنذر الحايك، وعبد الفتاح دولة للإعلام المحلي والعربي، وأحمد فتوح ناطقا باسم الحركة باللغة الإنجليزية، وأحمد قراقرة ناطقا باسم الحركة باللغة الإسبانية.
وأطلع الرئيس عباس الناطقين باسم حركة "فتح" على آخر التطورات السياسية، والجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في قطاع غزة ، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وأشاد الرئيس بالجهود الكبيرة التي يبذلها الإعلام الحركي الفتحاوي لإيصال صوت شعبنا وصورة نضاله المشرف لنيل حريته وتجسيد قيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الرئيس أهمية الدور الكبير الذي يقوم به الناطق الرسمي لإيصال الحقيقة إلى أبناء شعبه وإلى العالم أجمع، مشيدا بالجهد المبذول من قبل مفوضية الإعلام والثقافة لتطوير العمل الإعلامي للحركة وضخ دماء شابة جديدة قادرة على إيصال فكر الحركة ورسالتها، باعتبار حركة "فتح" هي حاضنة المشروع الوطني الفلسطيني وحاميته.
وحضر اللقاء، مفوض الإعلام والثقافة لحركة "فتح"، عضو لجنتها المركزية نبيل أبو ردينة، وأعضاء المفوضية.
المصدر : وكالة سوا