* في بواكير الحرب الحالية، وفي شهرها الأول على وجه التحديد؛ أصدرت الأستاذة سليمى إسحق مدير عام وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بالسودان بياناً أعلنت فيه رصدها لخمس جرائم اغتصاب، ارتكبها جنود يتبعون لقوات الدعم السريع.

* كان الأمر صادماً ومروعاً ومحزناً في حينه، لكن الأكثر إثارةً للحزن حدث عندما أقدمت منظمة محسوبة على قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، على تزوير ذلك التقرير، وتغيير وتحوير محتواه لتنسب ثلاثاً من جرائم الاغتصاب الخمس للجيش، واثنتين فقط للدعم السريع!

* تلقفت مكونات قوى الحرية والتغيير البيان المضروب بسرعة البرق، وتم نشره في صفحات ومواقع التنظيم، كما بادر حزب المؤتمر السوداني بنشره على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي!

* عندما انكشف الأمر وشاعت السقطة وعمّ الخبر القرى والحضر بادرت المنظمة المشبوهة بالاعتذار عن فضيحتها المجلجلة، واعترفت بأنها لم تكن دقيقة في نقلها للبيان الصادر عن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، وأقرت بعدم صحة ما نسبته للجيش من جرائم الاغتصاب، واعترفت كذلك بأن الوحدة نسبت الجرائم الخمس لجنود يتبعون للدعم السريع!

* لو اكتفت المنظمة بذلك التوضيح لهان الأمر، ولكن يبدو أن نفوس القائمين عليها لم تتقبل براءة الجيش من أوزار الاغتصاب وتحميلها لجناحهم السياسي المجرم، فذكروا في خاتمة بيانهم الفضيحة أنهم تلقوا إفادات تفيد حدوث جرائم اغتصاب وعنف جنسي في بعض (مواقع سيطرة الجيش) ولم يتسنى لهم التأكد من صحتها!!

* برأوا الجيش باليد اليمنى وأدانوه باليسرى.

. استناداً إلى إفادات مشتولة ومجهولة المصدر لم يتم التأكد من صحتها أصلاً.. وبالله شوف!

* بعد ذلك تفشت جرائم العنف الجنسي عند أوباش الدعم السريع، وشملت الخطف والاغتصاب والتعذيب والسبي وبيع النساء في الأسواق (خور جهنم مثالاً)، ونشرت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية ووسائل الإعلام العالمية (مثل لومند الفرنسية ونيويورك تايمز الأمريكية وBBC و CNN) تقارير موثقة وتحقيقات استقصائية تحدثت كلها عن تلكم الجرائم المروعة، كما فعلت منظمة العفو الدولية ومحكمة الجنايات الدولية والخارجية الأمريكية والبرلمان الأوروبي والعديد من المنظمات الدولية المهتمة بحقوق المرأة الأمر نفسه، وتبارت في رصد وإدانة الجرائم المروعة التي ارتكبها تلج الدعم السريع ضد المدنيين في عمومهم والنساء على وجه الخصوص، لكن حلفاءهم ظلوا صامتين، يرفضون إدانتهم ويتهربون من التعرض لانتهاكاتهم بالاختباء خلف الشعار الخادع الجبان.. (لا للحرب)!

* يبدو أن مستوى الانحطاط الأخلاقي والمهني لمنسوبي قحت (أو مريم الأخرى.. تقدم)، لم يتوقف في محطة فبركة البيانات بهدف تبرئة أوباش الدعم السريع من جرائمهم الجنسية المنكرة ونسبها إلى الجيش، بل تعداها ليصل مرحلة إنكار حدوث جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي تماماً، وتبرير ما شاع عنها بأنها (ربما تكون حدثت برضا السيدات والفتيات)، أو كما ذكر الدكتور علاء الدين نقد، أحد الناطقين باسم (تقدم) في معرض نقاش جمعه مع آخرين في مجموعة إسفيرية تتبع لتقدم، وتحمل اسم (تقدم_ الإعلاميين والمثقفين والناشطين)!

* وبالله شوف!!

* مضى دكتور نقد (الذي سبق لجهاز الاستخبارات العسكرية اعتقاله بتهمة التعاون مع الجنجويد في بواكير هذه الحرب) أبعد من ذلك، وذكر أن التقارير التي تتحدث عن جرائم الاغتصاب (مُبالغ فيها) وعمد إلى التشكيك في أن الاتصال الجنسي قد يكون حدث في بعض الحالات (برضى السيدات والفتيات)، معللاً ذلك بعدم وجود أي آثار (للمقاومة)!

* كذلك حاول الناطق الرسمي لتقدم (وهو طبيب بشري) إنكار جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي المنسوبة إلى الجنجويد بالحديث عن عدم وجود تقارير طبية وكشف سريري وأورنيك 8 الذي يلزم الضحايا بتقديم بلاغ رسمي إلى السلطات حال وقوع اغتصاب!

* زاد نقد على ذلك تأكيده على أن مرض الناسور (وهو أحد المضاعفات المعلومة لجرائم العنف الجنسي) لا يمكن حدوثه جراء الاغتصاب، مع العلم أن معظم جرائم الاغتصاب التي حدثت في السودان تمثل جرائم اغتصاب جماعي، تم فيه اغتصاب الضحايا بواسطة مرتكبين متعددين للجرم وبعنف متكرر أدى إلى وفاة الضحايا في بعض الحالات، وتلك الجريمة مرتبطة بشكل أساسي بحالات الناسور والتي باتت متفشية عند الضحايا (كما ورد في المذكرة الضافية المرفوعة للدكتور عبد الله حمدوك من حوالي مائة شخصية بارزة، طالبت “تقدم” بإعلان موقف واضح من جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي في السودان).. تبعاً للموقف المشين والتصريحات المخجلة التي صدرت عن أحد أبرز متحدثيها الرسميين!

* كما نرى فإن الأمر تخطى مرحلة السعي لتبرئة الجنجويد الأوباش في جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي (وقد وقعت لسيدات وفتيات ورجال وصبية)، وتجاوز مرحلة محاولة إدانة الجيش بنسب تلك الجرائم إليه، ليصل مرحلة تبرئة الجنجويد القتلة منها وإدانة حرائر السودان والطعن في شرفهن، ودمغهن بالزنا سعياً إلى تبرئة الجنجويد!

* أي انحطاط ذلك وأي تفاهة وأي وضاعة وأي خيانة يمكن أن يصل إليها هؤلاء العملاء في تحالفهم المجرم والوضيع مع الجنجويد؟

* في العادة يجتهد العملاء والخونة في إنكار عمالتهم وإخفاء خيانتهم، ويمارسونها سراً.. يستترون منها وينكرونها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.. إلا خونة وعملاء السودان، الذين يمارسون عمالتهم وخيانتهم جهاراً نهاراً، ويتباهون بها ويفاخرون، ويمعنون فيها حتى لو استدعى منهم الأمر الطعن في شرف وأعراض حرائر السودان ودمغهن بالزنا ورميهن بالفاحشة، سعياً لتبرئة الحليف المجرم، والداعم المُنعم.. فسحقاً لهم، وتبت يد الجنجويد وأتباعهم.. من ظهر منهم ومن استتر.. حسابهم لا محالة قادم.. ولو بعد حين!

د. مزمل أبو القاسم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العنف الجنسی الدعم السریع من جرائم

إقرأ أيضاً:

عاجل - الجيش السوداني يعلن تطهير مناطق غرب أم درمان من الدعم السريع ومأساة نزوح جديدة تضرب الفاشر

أعلن الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، استعادة السيطرة الكاملة على مناطق غرب أم درمان بعد طرد قوات الدعم السريع منها، مؤكدًا تحقيق "انتصارات نوعية" ضمن عملياته العسكرية في القطاع الغربي.

وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن "قوات العمل الخاص بالقطاع الغربي التقت بقوات المرخيات في منطقتي قندهار ودار السلام، وتم تطهيرهما من مليشيا دقلو الإرهابية"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي".

"أطباء بلا حدود" تدين الهجوم على مستشفى تابع لها في جنوب السودان: "انتهاك صارخ للقانون الدولي" انتصارات للجيش.. ماذا يحدث في السودان؟

وأضاف البيان أن الجيش ضبط أموالًا مزورة وعددًا من المعدات العسكرية المتقدمة، بينها منظومات تشويش وطائرات مسيّرة ومدافع، كانت قد خلفتها قوات الدعم السريع أثناء انسحابها من المنطقة.

هجوم بمسيّرات في مجمع الصفوة والجيش يتصدى

في المقابل، كشف مصدر عسكري سوداني أن قوات الدعم السريع شنت هجومًا بمسيّرة انقضاضية استهدفت مواقع للجيش السوداني في مجمع الصفوة السكني، الواقع غربي أم درمان، دون الكشف حجم الخسائر.

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان سابق للجيش في نهاية مارس الماضي عن طرد قوات الدعم السريع من جميع مناطق العاصمة الخرطوم، لكن آثار الدمار في المدينة ما زالت تتكشف تباعًا.

الشرطة: تدمير مؤسسات الدولة يقدّر بمليارات الجنيهات

من جانبه، صرّح العميد أمير عباس مدني من قوات الشرطة السودانية أن قوات الدعم السريع دمرت عددًا كبيرًا من المرافق العامة والمؤسسات الرسمية، أبرزها دار الشرطة وسط الخرطوم، مشيرًا إلى أن الأضرار المادية الناتجة عن الحرب تقدّر بمليارات الجنيهات السودانية.

ويأتي هذا التصريح تزامنًا مع الذكرى الثانية للحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فيما رجحت دراسات صادرة عن جامعات أميركية أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألف شخص.

93 ألف نازح من الفاشر ومأساة إنسانية تتكشف

وفي غرب البلاد، تعيش مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أوضاعًا مأساوية، حيث تشهد موجة نزوح جماعي جديدة.

وأعلن آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، أن نحو 93 ألف نازح من مخيم زمزم توجهوا خلال الساعات الماضية إلى منطقة طويلة التي تبعد 60 كيلومترًا عن الفاشر.

وأشار رجال إلى أن النزوح يجري وسط ظروف إنسانية قاسية، إذ يعاني النازحون من نقص حاد في الماء والغذاء والرعاية الصحية، ما أدى إلى وفاة العديد من الأطفال والنساء بسبب الجوع والعطش والأمراض والصدمات النفسية.

ودعا رجال المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتقديم خدمات الطوارئ، محذرًا من أن المنطقة المنكوبة لا تملك أي مقومات لاستقبال هذا العدد الضخم من النازحين.

قصف عنيف في الفاشر وتمشيط أمني واسع

ميدانيًا، واصلت القوات المسلحة السودانية قصفها المدفعي على مواقع الدعم السريع في أطراف مدينة الفاشر، موقعة خسائر بشرية ومادية في صفوف المليشيا، حسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة.

وأكدت المصادر أن الجيش نفذ حملات تمشيط في الأحياء الجنوبية للمدينة، أسفرت عن اعتقال متسللين من قوات الدعم السريع وضبط كميات كبيرة من الأسلحة، بالإضافة إلى تدمير طائرات مسيّرة حاولت مهاجمة الدفاعات العسكرية للجيش.

صور أقمار اصطناعية تكشف حجم الدمار في دارفور

وفي سياق متصل، أظهرت صور أقمار اصطناعية، التقطت بين 10 و15 أبريل الجاري، تصاعد أعمدة الدخان في مناطق متفرقة من مدينة الفاشر، نتيجة القصف المدفعي وهجمات المسيّرات التي نفذتها قوات الدعم السريع.

وتُظهر الصور آثار حرائق واسعة في مخيمي زمزم وأبو شوك للاجئين، وهو ما يعكس حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في إقليم دارفور، الذي يقطنه أكثر من 1.5 مليون نسمة.

السودان في مواجهة أسوأ أزمة إنسانية

في ظل استمرار الحرب وغياب أي حلول سياسية في الأفق، يواجه السودان أسوأ أزمة جوع في العالم حسب الأمم المتحدة، إضافة إلى انهيار الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب الدولة عن إدارة الشأن العام.

وبينما يستمر القتال على الأرض، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية للتهدئة وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى مزيد من التصعيد، مما يُنذر بتفاقم الكارثة في البلاد التي كانت تُعد من أكبر الدول الإفريقية من حيث الإمكانات الزراعية والمائية.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • عاجل - الجيش السوداني يعلن تطهير مناطق غرب أم درمان من الدعم السريع ومأساة نزوح جديدة تضرب الفاشر
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن حجم خسائر الدعم السريع في معارك غرب أم درمان
  • الإمارات تقطع بعدم قدرة الجيش السوداني والدعم السريع على تحقيق الاستقرار في البلاد
  • الجيش السوداني يكشف عن حصوله على غنائم كبيرة من الدعم السريع
  • عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع شمال شرق الفاشر
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع
  • في الذكرى الثانية للحرب.. قائد في الجيش السوداني يكشف عن أول مدينة قهرت الدعم السريع