لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن بخصوص وقف إطلاق النار في غزة، والمسؤولون الإسرائيليون ممتعضون. إريك بازيل - بوليتيكو

ردت إسرائيل بإلغاء زيارة قام بها هذا الأسبوع مسؤولون إسرائيليون وكبار مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، مما زاد من التوترات بين الحليفين منذ فترة طويلة وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ويأتي إقرار القرار، الذي قادته وقدمته الدول غير الدائمة العضوية في أقوى هيئة في الأمم المتحدة، بعد فشل سلسلة من القرارات التي تناولت الحرب بين إسرائيل وحماس بسبب استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة والصين وروسيا بسبب خلافات حول صياغة الدعوة لوقف إطلاق النار.

كما أن قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت، بدلاً من استخدام حق النقض ضد القرار، هو أيضًا الإجراء الأكثر حدة الذي اتخذته واشنطن حتى الآن في الأمم المتحدة ضد حليفتها. وجاء ذلك أيضًا قبل رحلة متوقعة لكبار مستشاري نتنياهو ومسؤولين حكوميين إسرائيليين إلى واشنطن، حيث تجد إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما على خلاف بشأن غزو وشيك لمدينة رفح جنوب غزة.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل التصويت أن نتنياهو هدد بإلغاء رحلة مسؤوليه إلى واشنطن لمناقشة، من بين أمور أخرى، المساعدات الإنسانية والإفراج عن الرهائن وخطط حماية المدنيين في عملية مخطط لها في رفح إذا فشلت الولايات المتحدة في استخدام حق النقض ضد القرار. وبعد وقت قصير من التصويت، أعلن مكتب نتنياهو أنه “في ضوء التغيير في الموقف الأمريكي، قرر رئيس الوزراء نتنياهو أن الوفد لن يسافر إلى الولايات المتحدة”.

ويدعو القرار الذي تم إقراره إلى "وقف إطلاق نار دائم ومستدام" - وهي لغة تحاكي القرار الأمريكي الذي تم اقتراحه الأسبوع الماضي والذي استخدمت فيه روسيا والصين حق النقض لأنه يعطي إسرائيل مجالا كبيرا للتفسير. كما أن القرار لم يتضمن إدانة لحماس ولم يربط بقوة بين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن - وكلاهما العنصران اللذان أرادتهما الولايات المتحدة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن القرار " تجاهل بعض التعديلات الرئيسية، بما في ذلك طلباتنا لإضافة إدانة لحماس". ومع ذلك أضافت: "نحن نؤيد بشكل كامل بعض الأهداف الحاسمة في هذا القرار. ونعتقد أنه من المهم للمجلس أن يتحدث علناً ويوضح أن وقف لإطلاق النار يجب أن يترافق مع إطلاق سراح جميع الرهائن.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين بعد التصويت: تصويتنا لا يمثل، وأكرر، لا يمثل تحولا في سياستنا.

وفي نقاط مختلفة قبل التصويت، كان السفراء يتجمعون بشكل واضح في مجموعات كبيرة داخل قاعة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وحضر المناقشة أيضًا مبعوثون من إسرائيل واليمن وفلسطين، المعترف بها كدولة مراقبة في الأمم المتحدة.

كما واجه القرار بعض العقبات في الساعة الحادية عشرة. وقبل وقت قصير من التصويت، تم تعديل اللغة للدعوة إلى "وقف دائم لإطلاق النار ومستدام". ودعا السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إلى إجراء مفاوضات في اللحظة الأخيرة لتخفيف حدة اللغة، ورغم ذلك صوتت روسيا والصين لصالح تمرير القرار النهائي.

إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على القرارات المتعلقة بإسرائيل ليس أمراً غير مسبوق، لكنه يظل غير عادي.

المصدر: بوليتيكو

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: السهم الذهبي بنيامين نتنياهو جو بايدن طوفان الأقصى مجلس الأمن الدولي الولایات المتحدة وقف إطلاق النار الأمم المتحدة حق النقض

إقرأ أيضاً:

مسؤولون يؤكِّدون أهمية اتفاقية التجارة الحرّة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة

العُمانية: تسهم اتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت حيّز التنفيذ منذ عام 2009م، في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين وفتح المجال أمام المنتجات العُمانية للدخول إلى السوق الأمريكي.

وأكد عدد من المسؤولين بالقطاعين العام والخاص بسلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية أن تأثير الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات العُمانية ليست بالمقلقة في ظل تطبيق ونفاذ اتفاقية التجارة الحرّة الموقّعة بين الجانبين، موضِّحين أنه يجري المناقشة مع الجانب الأمريكي لإعادة النظر في الرسوم المفروضة على صادرات سلطنة عُمان.

وقال سعادة بانكاج كيمجي، مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: إن الجانبين العُماني والأمريكي يحرصان على تعزيز التبادل التجاري الثنائي دون عوائق جمركية أو غير جمركية لضمان ازدهار العلاقات العُمانية الأمريكية التي تمتد لأكثر من 200 عام، داعيًا رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين على العمل مع نظرائهم في سلطنة عُمان على استكشاف الفرص التجارية والاستثمارية والدخول في إقامة المشروعات المشتركة.

وأكد سعادته أهمية الحوار بين الجانبين لمناقشة أوجه الاختلاف -إن وجدت-، خاصة أن سلطنة عُمان تطمح إلى تطوير تجارة ثنائية مستقرة تدعم الازدهار الاقتصادي وتسهم في إيجاد فرص للنمو بما يخدم البلدين والشعبين الصديقين.

ولفت سعادته إلى أهمية الحوار لمناقشة تأثير فرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمائة، خاصة أن قيمة الصادرات العُمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بلغت في عام 2024 أكثر من 463 مليون ريال عُماني مقابل واردات أمريكية وصلت إلى أكثر من 506 ملايين ريال عُماني.

من جانبها أكدت سعادة آنا إسكروهيما سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عُمان أن اتفاقية التجارة الحرّة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة ليست مجرد آلية تجارية بل هي بمثابة أصل استراتيجي يجب أن يتم تجديده وتوسيعه باستمرار، مشيرة سعادتها إلى أن الاستثمار الأمريكي المباشر في سلطنة عُمان تجاوز 16 مليار دولار أمريكي بحلول الربع الثالث من عام 2024، ما يجعل الولايات المتحدة ثاني أكبر مستثمر في سلطنة عُمان.

وحول تأثير الرسوم الجمركية على اتفاقية التجارة الحرّة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية، أكد خالد بن سعيد الشعيبي رئيس البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية "نزدهر" أن اتفاقية التجارة الحرّة لم تتأثر بقرار فرض الرسوم الجمركية البالغة 10 بالمائة؛ فالاتفاقية ما زالت مطبّقة وتنص على أن المنتجات العُمانية المصدّرة للولايات المتحدة لا تدفع أي رسوم جمركية ما عدا 10 بالمائة التي تأتي فوق أي رسوم جمركية، وبالتالي فإن موقف سلطنة عُمان من ناحية دخول السوق الأمريكي أفضل مقارنة بالدول الأخرى التي ليس لديها اتفاقية التجارة الحرّة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن هناك تفاوضًا مع الجانب الأمريكي من أجل إعادة النظر في هذه الرسوم الجمركية خاصة أن سلطنة عُمان لا يوجد لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة وهناك سهولة في دخول المنتجات الأمريكية دون أي رسوم جمركية إلى سلطنة عُمان.

من جهته، أكد سعود بن أحمد النهاري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن اللجنة المشتركة لاتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية ركزت في لقاءاتها على مراجعة اتفاقية التجارة الحرّة بين الجانبين، وتأثُّر القطاع الخاص بالرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات العُمانية، ويحرص المختصون في الجهات الحكومية على إيجاد آلية لحل وإعادة النظر في هذه الرسوم.

وقال: إن هناك بعض التأثيرات على الصادرات العُمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية جراء هذه الرسوم الجمركية، و"ليست بالمقلقة في الوقت الراهن"، وقد تختلف من مصدِّر لمصدِّر، مشيرًا إلى أن غرفة تجارة وصناعة عُمان قامت بتعيين مكتب تجاري في الولايات المتحدة لمساعدة المصدِّرين والمستثمرين العُمانيين الراغبين في زيادة صادراتهم واستثماراتهم بالسوق الأمريكي.

وأضاف: إن رجال الأعمال في سلطنة عُمان يبحثون الاستفادة من الأسواق الكبيرة كالسوق الأمريكي من خلال العمل على استكشاف الفرص التصديرية، مبينًا أن مكتب الغرفة والملحق التجاري بسفارة سلطنة عُمان بالولايات المتحدة الأمريكية يوفران المعلومات اللازمة والآليات لتوسيع حجم الصادرات العُمانية واستكشاف الفرص المناسبة للمستثمرين العُمانيين.

وأشار إلى أن غرفة تجارة وصناعة عُمان ستقوم خلال شهر مايو المقبل بتسيير وفد تجاري إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في معرض "اختيار السوق الأمريكي" للتعرف على الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة بالسوق الأمريكي والترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • انطلاق الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة
  • مسؤولون يؤكِّدون أهمية اتفاقية التجارة الحرّة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة
  • انطلاق الجولة الثالثة من محادثات إيران والولايات المتحدة
  • نبيه بري: لن نسلم السلاح قبل أن تنفذ إسرائيل شروط وقف إطلاق النار
  • تفاصيل مسودة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • توك شو| بكري: الصعيد شهد نهضة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي.. الأمم المتحدة: نثمن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة
  • هل تستطيع محادثات وقف إطلاق النار فى لندن كسر الجمود بـ«أوكرانيا»؟.. «أكسيوس»: خطة سلام أمريكية تتضمن الاعتراف رسميًا بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا
  • الأمم المتحدة: نثمن جهود الوساطة المصرية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة
  • ماكرون: من المستحيل مناقشة التسوية في أوكرانيا دون وقف إطلاق النار
  • الخارجية التركية: تهديد إسرائيل لسوريا ولبنان إستراتيجية خاطئة