حدد علماء عملية يتم من خلالها نقل المعادن "الخضراء" الضرورية لتقنيات الطاقة المتجددة، من أعماق الأرض إلى مناطق أقرب، ما قد يمنحنا إمكانات كبيرة لاستكشاف المعادن في المستقبل.

وتقدم الدراسة الحديثة بقيادة الدكتورة إسراء إزاد في جامعة ماكواري أملا جديدا لتلبية الاحتياجات المتزايدة من "المعادن الخضراء"، وتشير إلى أن وشاح الأرض يمكن أن يحتوي على ثروة من هذه المعادن الخضراء.

إقرأ المزيد "اختراق ثوري" ينتج الوقود الأخضر للطائرات والسفن!

وتلقي الدراسة ضوءا جديدا على كيفية نقل تركيزات المعادن المستخدمة في تقنيات الطاقة المتجددة من أعماق الوشاح الداخلي للأرض إلى أعماق يمكن الوصول إليها، عن طريق درجات الحرارة المنخفضة والذوبان الغني بالكربون.

وأجرى فريق دولي بقيادة الدكتورة إزاد، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه من كلية العلوم الطبيعية بجامعة ماكواري، تجارب الضغط العالي ودرجة الحرارة المرتفعة ما أدى إلى تكوين كميات صغيرة من مادة الكربونات المنصهرة في ظروف مماثلة لتلك التي يبلغ عمقها نحو 90 كم في الوشاح تحت القشرة الأرضية.

وأظهرت تجاربهم أن الكربونات المنصهرة يمكن أن تذوب وتحمل مجموعة من المعادن والمركبات الهامة من الصخور المحيطة في الوشاح، وهي معلومات جديدة من شأنها أن تفيد التنقيب عن المعادن في المستقبل.

وتقول الدكتورة إزاد: "كنا نعلم أن الكربونات المنصهرة تحمل عناصر أرضية نادرة، لكن هذا البحث يذهب إلى أبعد من ذلك. لقد أظهرنا أن هذه الصخور المنصهرة التي تحتوي على الكربون تأخذ الكبريت في شكله المؤكسد، بينما تقوم أيضا بإذابة المعادن الثمينة والأساسية - معادن المستقبل "الخضراء" - المستخرجة من الوشاح".

إقرأ المزيد اليابان.. افتتاح "أكبر مفاعل اندماج نووي" في العالم!

ومعظم الصخور الموجودة في أعماق القشرة الأرضية وأسفل الوشاح هي عبارة عن سيليكات في تركيبها، مثل الحمم البركانية التي تخرج من البراكين.

ومع ذلك، فإن نسبة صغيرة (جزء من المائة) من هذه الصخور العميقة تحتوي على كميات صغيرة من الكربون والماء ما يؤدي إلى ذوبانها عند درجات حرارة أقل من الأجزاء الأخرى من الوشاح.

وتذوب هذه الكربونات بشكل فعال وتنقل المعادن الأساسية (بما في ذلك النيكل والنحاس والكوبالت)، والمعادن الثمينة (بما في ذلك الذهب والفضة)، والكبريت المؤكسد، وتقطر هذه المعادن إلى رواسب محتملة.

وتوضح الدكتورة إزاد: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن ذوبان الكربونات المخصب بالكبريت قد يكون أكثر انتشارا مما كان يُعتقد سابقا، ويمكن أن يلعب دورا مهما في تركيز الرواسب المعدنية".

واستخدم العلماء تركيبتين طبيعيتين من الوشاح: من غرب أوغندا، ومن الكاميرون.

وتقول الدكتورة إزاد إن مناطق القشرة القارية الأكثر سمكا تميل إلى التشكل في المناطق الداخلية القديمة للقارات، حيث يمكن أن تكون بمثابة الإسفنج، حيث تمتص الكربون والماء.

وأضافت: "يبدو أن ذوبان الكربون والكبريت يؤدي إلى إذابة وتركيز هذه المعادن داخل مناطق الوشاح المنفصلة، ما ينقلها إلى أعماق القشرة الأرضية الضحلة، حيث يمكن أن تؤدي العمليات الكيميائية الديناميكية إلى تكوين رواسب خام".

وأوضحت الدكتورة إزاد أن هذه الدراسة تشير إلى أن تتبع ذوبان الكربونات يمكن أن يمنحنا فهما أفضل لعمليات إعادة توزيع المعادن وتكوين الخامات على نطاق واسع عبر تاريخ الأرض.

نشرت النتائج في مجلة Science Advances.

المصدر: phys.org

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات الارض الطاقة الطاقة الشمسية دراسات علمية یمکن أن

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد: تقدم الأوطان وازدهارها مرهون بما تملكه من ثروة بشرية وكوادر شابة

أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أن تقدُّم الأوطان وازدهارها يبقى دائماً مرهوناً بما تملكه من ثروة بشرية وكوادر شابة مؤهلة ومبدعة في شتى المجالات، وهو المبدأ الذي آمنت به دولة الإمارات منذ تأسيسها، لتجعل من الاستثمار في الإنسان وتنمية قدراته أولوية وطنية سخّرت في سبيلها الجهود كافة، من أجل بناء أجيال من الشباب القادرين على ريادة مسيرة التطوير بمداد من العِلم والمعرفة الممزوج بحب الوطن والتفاني في رفعته.

جاء ذلك خلال استقبال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اليوم الخميس، بحضور الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، أوائل خريجي الدفعة الثانية والثلاثين من الطلبة المرشحين وخريجات الدفعة الخامسة من الطالبات المرشحات، في أكاديمية شرطة دبي، في قصر زعبيل بدبي.
وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أوائل خريجي وخريجات أكاديمية شرطة دبي على تفوقهم، وما أبدوه من التزام خلال فترة تحصيلهم العلمي في صرح كبير مسؤول عن تخريج الكوادر التي ستتولى مسؤولية حماية مقدرات الوطن وصون أمن وسلامة مجتمعه، داعياً إياهم إلى مواصلة سعيهم الدائم للتميز مع دخولهم إلى الحياة العملية، والاستمرار في اكتساب المهارات والمعارف التي تمكنهم من الاضطلاع بواجبهم تجاه الوطن على الوجه الأمثل، وأن يكونوا دائماً نموذجاً يحتذى به في الالتزام والدقة في تنفيذ أدوارهم.

#فيديو| #محمد_بن_راشد يلتقي جمعاً من الأعيان وكبار المسؤولين وأوائل خريجي وخريجات أكاديمية #شرطة_دبي للعام الدراسي 2024-2025 pic.twitter.com/k5NsinKrkH

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) January 30, 2025 طريق الريادة

ووجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الحديث لأبنائه وبناته الخريجين والخريجات، بحضور الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، قائلاً: "تقفون اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تحمل في طياتها مسؤولية عظيمة وشرفاً لا يوازيه شرف وهو خدمة الوطن وحماية أمنه واستقراره.. تفوقكم اليوم ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو رسالة لكل شاب وشابة بأن الإصرار والعمل الجاد هما الطريق نحو الريادة".
وأضاف: "الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها الأوفياء.. ولا يحميها إلا رجال ونساء يضعون مصلحتها فوق كل اعتبار.. أنتم قدوة لجيل يؤمن بأن التفوق ليس غاية.. بل وسيلة لصنع مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً.. أرجو أن تكونوا دائماً في الطليعة تقدمون القدوة والمثل في خدمة الوطن، بفكر واعٍ، وأخلاق رفيعة، وانتماء لا حدود له.. فخورون بكم اليوم، ونتطلع لإنجازاتكم غداً.. سيروا على درب التميز، فالإمارات تنتظر منكم الكثير".

مواصلة التفوق

من جانبهم، أعرب أوائل خريجي وخريجات أكاديمية شرطة دبي عن بالغ سعادتهم بلقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واعتزازهم بما قدّمه لهم من نصائح غالية أكدوا أنها ستكون بمنزلة الدافع لهم لمواصلة طريق التفوق في حياتهم العملية، وتقديم نموذج ملهم في خدمة الوطن والسهر على أمنه وحماية مكتسباته، وسلامة وراحة كل من يعيش على أرضه من مواطنين ومقيمين وزوار.
جاء ذلك في إطار اللقاء الأسبوعي لنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي، حضره الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، والشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، والشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الشيوخ، وجمع من أعيان البلاد ورجال الأعمال وكبار المسؤولين، حيث تخلل اللقاء محاضرة قدّمها عامر الصايغ الغافري، نائب مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء حول تطور مسيرة الإمارات في مجال الفضاء منذ أن أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالعمل على بناء قدرات الدولة في هذا المجال، وما شهده القطاع الفضائي الإماراتي من تطور لافت منذ ذلك الحين، خاصة فيما يتعلق بمجال الأقمار الاصطناعية.
وتناولت المحاضرة أهمية الأقمار الاصطناعية في دعم جهود التنمية، وانتباه دولة الإمارات إلى تلك الأهمية، ما دعاها للدخول بقوة في هذا المجال وصولاً إلى تطوير القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" والذي تم بناؤه بإيادٍ إماراتية في مختبرات ومصانع الإمارات، مع تطور مكانة دولتنا كرائدة عالمية في مجال الفضاء.
وأشارت المحاضرة إلى أن هناك اليوم 250 مهندساً ومهندسة من أبناء وبنات الإمارات يقودون تطوير أفضل الأقمار الاصطناعية، تأكيداً على أن النجاح في هذا المجال هو جزء من نجاح الإمارات في بناء مستقبلها بالاعتماد على تقنيات وكفاءات وطنية قادرة على تحقيق الطموحات الكبيرة لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف جزيرة ضخمة بحجم قارة موجودة داخل الأرض .. ما القصة؟
  • محمد بن راشد: تقدم الأوطان وازدهارها مرهون بما تملكه من ثروة بشرية وكوادر شابة
  • كيف وصلت الحياة إلى كوكب الأرض؟.. علماء يكشفون نتائج مثيرة
  • تحذير: كويكب عملاق قاتل قد يضرب الأرض في 2032
  • صياد عن عودة السمك لبحيرة قارون: «ثروة قومية أحياها الله من جديد»
  • حقائق مدرسية من أعماق الذاكرة
  • ندوة "عُمان ومصر.. وئام أزلي" تغوص في أعماق التاريخ المشترك
  • تحذير من كارثة محتملة في مختبر يحتوي فيروسا خطيرا بالكونغو
  • رئيس تحرير الأهرام العربي: كتاب «الأمن القومي للدولة» يحتوي على سيولة معلوماتية
  • قطعة من القمر تنفصل وتدور حول الأرض.. حقيقة مذهلة يكتشفها علماء الفلك