تحاول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" جاهدة تحصيل مساعدات بديلة، بعد قرار الولايات المتحدة ودول غربية، في يناير الماضي، تجميد تمويلها. 

وجاء قرار واشنطن ودول أخرى إثر اتهامات طالت موظفين لدى الوكالة الأممية بالمشاركة  في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وزعمت إسرائيل إن ما لا يقل عن اثني عشر موظفا في الوكالة شاركوا في الهجوم الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وتوجه المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، إلى دول الخليج العربي الثرية، على أمل أن ينقذ المنظمة، التي تعتبر المصدر الرئيسي للمساعدات الإنسانية في القطاع الرازح تحت وقع العمليات العسكرية إسرائيلية منذ نحو نصف عام.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" لم يتمكن لازاريني من جمع سوى 85 مليون دولار من السعودية وقطر والإمارات "وهو أقل بكثير من التمويل المفقود عندما قطعت الولايات المتحدة وآخرون المساعدات".

وفي العام الماضي، منحت الولايات المتحدة وحدها الوكالة أكثر من 422 مليون دولار.

وبدون تمويل جديد، قد تضطر الأمم المتحدة إلى إعادة التفكير في تفويض الوكالة الواسع.

وقال لازاريني: "لطالما اعتمد لاجئو فلسطين على تضامن وسخاء الحكومات والشعوب العربية، ومع القرار الحالي الذي اتخذته بعض الجهات المانحة الرئيسة بتجميد تمويلها للأونروا، فإنني أتوجه إلى الشركاء في المنطقة لمساعدة الوكالة على أن تبقى شريان حياة لاجئي فلسطين".

"تردّد"

تتردد بعض الدول العربية في تخصيص مبالغ كبيرة من المال لغزة حتى يكون هناك وضوح أكبر بشأن المستقبل السياسي للقطاع. 

وتدفع كثير منها نحو حل الدولتين الذي يفترض أن تلعب فيه السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها دورا محوريا، وهو احتمال استبعده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن.

وعهدت دول الخليج منذ فترة طويلة التبرع بشكل ثنائي للقضايا الإنسانية بدلا من التبرع من خلال الأمم المتحدة، وفق "وول ستريت جورنال". 

ووفق الصحيفة، فإن تلك الدول لا تريد أن تنهار الأونروا ولكنها ترى أيضاً فوائد في إصلاحها، مثل تحسين الطريقة التي تقوم بها بفحص الموظفين لمنع حماس من التسلل إليها. 

"كما أنهم لا يرون أن من واجبهم التدخل بشكل كامل لاستبدال التمويل الغربي"، تنقل ذات الصحيفة عن أشخاص مطلعين.

أبرز الدول العربية التي قررت "إنقاذ" الأونروا؟

السعودية

تعهدت السعودية الأسبوع الماضي بتقديم 40 مليون دولار للأونروا، مخصصة للاستجابة الإنسانية في غزة. 

وتعد هذه أكبر مساهمة منفردة تقدمها دولة للوكالة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وقع مذكرة تهدف لدعم النداء الطارئ للأونروا في قطاع غزة.

وسيجري بموجب الاتفاقية دعم قطاع الأمن الغذائي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليستفيد منه 250.638 فردا من الفئات الأكثر احتياجا، إلى جانب توفير المواد الإيوائية وغير الغذائية لعدد 20,019 عائلة بواقع 200,190 فردا، وفق بيان المركز

قطر

في السادس من مارس، قالت، علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الدوحة قررت تقديم دعم إضافي للأونروا بمبلغ خمسة وعشرين مليون دولار أميركي، وذلك للمساعدة في تلبية الاحتياجات الطارئة التي تواجهها الأونروا.

العراق

خلال إجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ(161) أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، في السادس من مارس، تخصيص مبلغ 25 مليون دولار أميركي إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (الأونروا).

وكان مسؤولون حكوميون ذكروا لوكالة رويترز، مطلع الشهر الجاري، أن العراق تعهد بالفعل بتقديم 25 مليون دولار للوكالة.

الإمارات

أعلنت الإمارات مؤخراً تقديم 20 مليون دولار للأونروا، وهي الأموال التي وعدت بتقديمها في العام الماضي لكنها لم تفعل.

وقد أعطتها الدولة بشرط ألا تعتبرها الوكالة كمساعدة جديدة، أو تهدف إلى سد تعليق الدول الأخرى للأموال، وفقًا لأشخاص مطلعين تحدثوا للصحيفة الأميركية.

وسط استمرار مشاكل التمويل.. ما المصير الذي ينتظر الأونروا؟ بعد حوالي أسبوع من إعلان الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عن تجميد تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في أواخر يناير الماضي، توجه كبير مسؤوليها إلى الخليج، على أمل أن تنقذ الدول العربية الثرية المنظمة التي تعتبر  المنظمة "بصيص النور الوحيد لملايين" اللاجئين. 

وكانت الإمارات أعلنت في 23 أكتوبر الماضي عن دعمها لاستجابة الأونروا الإنسانية في قطاع غزة بتبرع جديد بقيمة 20 مليون دولار.

وقدمت لانا نسيبة، السفيرة والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، هذا التعهد في مكالمة هاتفية مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني.

وتم تأسيس "الأونروا" بهدف توفير الإغاثة الطارئة للاجئين من الحرب العربية الإسرائيلية عام 1949. 

وقد تطورت منذ ذلك الحين لتصبح هيكلًا شبه حكومي، يدير المدارس الابتدائية والثانوية ومراكز الرعاية الصحية وحتى جمع القمامة. 

وتبلغ نفقاتها السنوية 1.4 مليار دولار، يستخدم الجزء الأكبر منها لتغطية رواتب موظفيها البالغ عددهم 30 ألف موظف في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمم المتحدة الدول العربیة ملیون دولار وکالة الأمم

إقرأ أيضاً:

“نيويورك تايمز” تنشر فيديو لاستشهاد عمال الإغاثة في غزة مارس الماضي وتدحض الرواية الإسرائيلية

#سواليف

نشرت صحيفة ” #نيويورك_تايمز ” مقطع فيديو يظهر استشهاد #عمال_إغاثة في #غزة تحت وابل من #النيران، وأضواء #سيارات_الإسعاف مضاءة، في دحض للرواية الإسرائيلية.

ويظهر تسجيل فيديو، عثر عليه على هاتف أحد المسعفين الذين عثر عليهم مع 14 عامل إغاثة آخرين في مقبرة جماعية بمدينة رفح بغزة أواخر مارس، أن #سيارات_الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كانوا يستقلونها كانت تحمل علامات واضحة، وكانت أضواء #الطوارئ مضاءة عندما أطلقت #القوات_الإسرائيلية وابلا من النيران عليها.

نيويورك تايمز تنشر المشاهد الاخيرة لطواقم الدفاع المدني و الإسعاف في رفح قبل استشهادهم يوم 23 مارس .

المشاهد تظهر ان جنود جيش الاحتلال نصبوا كمين لطواقم الاسعاف وانتظروا نزولهم من المركبات و اعدموهم … pic.twitter.com/6KzjPdMWXc

مقالات ذات صلة السعودية تقيّد إصدار التأشيرات لـ14 دولة من بينها الأردن / وثيقة 2025/04/05 — الحرب العالمية الثالثة (@WWIIIAR) April 5, 2025

وقال مسؤولون من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة في الأمم المتحدة، أداره الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بأنهم قدموا التسجيل، الذي تبلغ مدته قرابة سبع دقائق، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم نداف شوشاني، قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن القوات الإسرائيلية لم “تهاجم سيارة إسعاف عشوائيا”، ولكن تم رصد عدة سيارات “تتقدم بشكل مثير للريبة” دون مصابيح أمامية أو إشارات طوارئ باتجاه القوات الإسرائيلية، مما دفعها إلى إطلاق النار. وقال العقيد شوشاني في وقت سابق من هذا الأسبوع إن تسعة من القتلى كانوا مسلحين فلسطينيين.

لكن صحيفة التايمز حصلت على الفيديو من دبلوماسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة، وقد تم تصويره من الجزء الأمامي الداخلي لمركبة متحركة، ويظهر قافلة من سيارات الإسعاف وسيارة إطفاء، تحمل علامات واضحة، بمصابيح أمامية وأضواء وامضة مضاءة، تسير جنوبا على طريق شمال رفح في الصباح الباكر.

وشوهد عمال الإنقاذ، اثنان منهم على الأقل يرتديان زيا رسميا، يخرجون من سيارة إطفاء وسيارة إسعاف تحملان شعار الهلال الأحمر.

ثم دوى إطلاق نار كثيف، ويرى ويسمع في الفيديو وابل من الطلقات النارية يصيب القافلة.

يسمع في الفيديو صوت المسعف وهو يصور وهو يردد، مرارا وتكرارا، “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”. يستغفر الله ويقول إنه يعلم أنه سيموت.

وقال: “سامحيني يا أمي. هذا هو الطريق الذي اخترته – مساعدة الناس”. قال: “الله أكبر”.

في الخلفية، تسمع ضجة من أصوات عمال الإغاثة والجنود المذهولين وهم يصرخون بالأوامر باللغة العبرية. لم يكن واضحا ما كانوا يقولونه بالضبط.

وصرحت نبال فرسخ، المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن المسعف الذي صور الفيديو عثر عليه لاحقا مصابا برصاصة في رأسه في المقبرة الجماعية. ولم يكشف عن اسمه بعد نظرا لقلق أقاربه المقيمين في غزة من رد إسرائيلي، وفقا للدبلوماسي الأممي.

في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الأمم المتحدة، أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الدكتور يونس الخطيب، ونائبه، مروان الجيلاني، للصحفيين بأن الأدلة التي جمعتها الجمعية – بما في ذلك تسجيلات الفيديو والصوت من الحادثة، وفحص الطب الشرعي للجثث – تتناقض مع الرواية الإسرائيلية للأحداث.

وقد أثار مقتل عمال الإغاثة، الذين فقدوا لأول مرة في 23 مارس، إدانة دولية، وأكدت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني أن عمال الإغاثة لم يكونوا يحملون أسلحة ولم يشكلوا أي تهديد.

وقال الدكتور الخطيب: “لقد استهدفوا من مسافة قريبة جدا”، مضيفا أن إسرائيل لم تقدم معلومات عن مكان وجود المسعفين المفقودين لأيام. وأضاف: “كانوا يعرفون مكانهم بالضبط لأنهم قتلوهم”. كان زملاؤهم في حالة من العذاب، وعائلاتهم في حالة من الألم. لقد أبقونا في الظلام لمدة ثمانية أيام.

استغرق الأمر 5 أيام بعد تعرض سيارات الإنقاذ للهجوم وتوقفها عن العمل، حتى تفاوضت الأمم المتحدة والهلال الأحمر مع الجيش الإسرائيلي لتوفير ممر آمن للبحث عن المفقودين. يوم الأحد، عثرت فرق الإنقاذ على 15 جثة، معظمها في مقبرة جماعية ضحلة، إلى جانب سيارات الإسعاف المحطمة ومركبة تحمل شعار الأمم المتحدة.

وقال الدكتور الخطيب إن أحد أفراد الهلال الأحمر الفلسطيني لا يزال مفقودا، ولم تعلن إسرائيل ما إذا كان معتقلا أم قتل.

وقال الدكتور أحمد ضهير، الطبيب الشرعي الذي فحص بعض الجثث في مستشفى ناصر بغزة، إن 4 من أصل 5 عمال إغاثة فحصهم قتلوا بطلقات نارية متعددة، بما في ذلك جروح في الرأس والجذع والصدر والمفاصل. وقالت الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر إن أحد مسعفي الهلال الأحمر المشاركين في القافلة احتجزه الجيش الإسرائيلي ثم أطلق سراحه، وقدم رواية شهود عيان حول إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على سيارات الإسعاف.

ووصف ديلان ويندر، ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لدى الأمم المتحدة، الحادث بأنه فاضح، وقال إنه يمثل أعنف هجوم على عمال الصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم منذ عام 2017.

وأبلغ فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، المجلس بضرورة إجراء تحقيق مستقل في مقتل عمال الإغاثة على يد إسرائيل، وأن الحادث يثير “مزيدا من المخاوف بشأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب”.

مقالات مشابهة

  • “الأونروا”.. الوضع يزداد سوءاً في غزة ويجب إنهاء الحصار 
  • السودان يدعو الأمم المتحدة إلى الضغط لإيصال المساعدات للنازحين حول الفاشر
  • الأونروا: استئناف الحرب على غزة حولها إلى أرض لا مكان فيها للأطفال
  • الأمم المتحدة تناشد العالم تقديم المساعدات .. والاستجابة الأمريكية تتضائل
  • “نيويورك تايمز” تنشر فيديو لاستشهاد عمال الإغاثة في غزة مارس الماضي وتدحض الرواية الإسرائيلية
  • الأمم المتحدة تطلق نداء عاجلا لتمويل متضرري زلزال ميانمار بـ 16 مليون دولار
  • الأونروا: شمال الضفة الغربية يشهد أكبر موجة نزوح منذ 1967
  • متحدثة أممية: نواجه عقبات كبيرة في غزة مع إغلاق المعابر لأكثر من شهر
  • الأمم المتحدة: نبذل أقصى جهد لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تدعو لتوفير خط إمداد مستمر لتقديم المساعدات للمحتاجين في غزة