هل تحدث الاصلاحات القضائية الاسرائيلية اختراقا في البنية التحتية العميقة للعلاقات الأمريكية – الإسرائيلية!
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
نواف الزرو في ضوء التطورات الدراماتيكية المتسارغة في المشهد السياسي-الصراعي= الاسرائيلي، وبعد ان مرر الائتلاف الحاكم في “اسرائيل” برئاسة الثلاثي الفاشي نتنياهو-سموترتش-بن غفير قانون تعديل”حجة المعقولية” الذي يحد من صلاحيات المحكمة العليا الاسرائيلية لصالح الهيمنة المطلقة لليمين الفاشي على مقاليد الحكم، اعربت الادارة الامريكية عن أسفما من تمرير هذا القانون بالقراءة الثالثة، فهل هناك احتمال يا ترى في تحدث “الاصلاحات الفضائية الاسرائيلية المرفوضة امريكيا اختراقا في البنية التحتية الراسخة للعلاقات الامريكية-الاسرائيلية….
؟! ويذكر في هذا السياق ايضا ان الرئيس الأمريكي جو بايدن كان أطلق مساء الثلاثاء 2023-3-28 تصريحاً غير مسبوق في تاريخ السياسة الأمريكية تجاه “إسرائيل”، اعتبره عدد من المحللين والمعلقين الاسرائيليين صفعة مدوية النتنياهو و”اسرائيل” واعتبره أخرون بداية تخلي الادارة الامريكية عن”اسرائيل” بينما اعتبره البعض الثالث نقطة تحول في العلاقات الامريكية-الاسرائيلية، حيث قال بايدن: “لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في هذا الطريق، آمل أن يتمكن السياسيون الإسرائيليون من التوصل إلى حل وسط بشأن الإصلاح”، والعبارة التي كانت هي الأكبر والأشد وقعاً التي تلفظ بها بايدن:”لن أدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض في الوقت القريب”، ورد نتنياهو على بايدن بغضب قائلا: “إسرائيل دولة مستقلة تتخذ قراراتها بإرادة مواطنيها، وليس على أساس ضغوط خارجية بما في ذلك أعز أصدقائنا”، بينما رد وزير الأمن القومي “إيتمار بن غفير”على نصريح بايدن قائلا: ” إن إسرائيل دولة مستقلة ولم تعد نجمة على العلم الأمريكي، يجب أن يكون واضحاً في جميع أنحاء العالم “. فالى اي مدى يا ترى يكتسي تصريح بايدن بالمصداقية…؟! وهل ممكن ان نذهب بعيدا ونبني عليه حسابات استراتيجية حول احتمالية تفكك العلاقات الامريكية الاسرائيلية….؟! وما هي المقاربة الحقيقية في هذا الصدد….؟! للرد على هذه التساؤلات الاستراتيجية دعونا نستحضر اولا تاريخ هذه العلاقات، ونستحضر ثانيا أهم الاعترافات والوثائق التي تبين لنا امكانية المراهنة على “تخلي اللايات المتحدة من عدمه عن”اسرائيل”. فبعد هبوطه على مدرج مطار بن غوريون في تموز/2022 اعلن بايدن أن “علاقة الولايات المتحدة مع الإسرائيليين عميقة للغاية”، مضيفا” لست بحاجة لأن أكون يهوديا كي أكون صهيونيا- -2022-7-13″. ولا حصر هنا للكتابات والتعليقات الإسرائيلية المتعلقة بالعلاقات بين الإدارتين الأمريكية والصهيونية في ظل إدارة الرئيس بايدن، في الوقت الذي كان أعرب فيه عدد من قادة اليمين الصهيوني عن خيبة أملهم من فوزه بالرئاسة، وعبروا عن تشاؤمهم منه، بينما هناك كتابات وتنبؤات حول طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين من مثل: هل تشكل إسرائيل عبئا استراتيجيا على الولايات المتحدة، أم العكس…؟! وغير ذلك الكثير من الكتابات والتوقعات والتنبؤات. وفي هذا السياق استحضر بعضهم تصريحات ومواقف لبايدن أكّد فيها في الماضي قائلا: “لو لم تكُن إسرائيل موجودةً لكان على الولايات المتحدة أنْ تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها”، وكشف حاييم سابان، رجل الأعمال الأمريكيّ-الإسرائيليّ، المؤثّر جدًا على صُنّاع القرار في واشنطن؛ النقاب في مقالٍ نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت العبريّة “أنّ تأييد بايدن لإسرائيل مخطوط بالحجر منذ أربعة عقود”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ بايدن كان قد قال في الماضي إنّه “لو لم تكن إسرائيل موجودةً، لكان على الولايات المتحدة الأمريكية أنْ تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها- رأي اليوم” –2020-10-14”. بينما قالت المُستشرِقةٌ الإسرائيليّةٌ شيمريت مائير “أن تل ابيب ستتأقلم بسرعةٍ مع بايدن لأنّ المصالح المُشتركة أقوى من الرئيس”، وبحسب المُستشرِقة الإسرائيليّة، فإنّه في نهاية المطاف، “تبقى المصالِح الأمريكيّة والإسرائيليّة مُتساوِقةٍ بصرف الطرف عن هوية الرئيس الذي يجلِس في البيت الأبيض، طبقًا لأقوالها- ترجمها عن العبرية زهير أندراوس:2020-11-3”. ولعل ما كتبه البروفيسور دان شيفتن في إسرائيل اليوم2020-11-3-يشسر الى أهمية كبيرة في هذا السياق، حيث قال: “إلى جانب الأهمية المعروفة لنتائج الانتخابات، من المهم أن نفهم البنية التحتية العميقة لعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، فضلاً عن سؤال هوية الرئيس وتشكيلة الكونغرس، هذه شراكة في الفكرة الأساس، والتي تنعكس بمواقف منتخبي الشعب، وبتطابق واضح للمصالح يؤثر على اعتبارات الإدارة. ولعله من المسموح لنا أن نسمي، بتبسيط، الصيغة الأميركية لهذا الموقف «فكرة جون واين وبروس ويلس»، هذه ليست مقبولة في أوروبا، وهي تصنف أحياناً بنفور كـ «فكرة الكاوبوي»، غير أنه من دونها لا يمكن أن نفسر التعاطف العميق مع إسرائيل في أوساط نحو ثلثي الجمهور الأميركي، لا سيما الجمهوري”، ويستخلص شيفتن: “الرؤساء يأتون ويرحلون، بعضهم يعمل بالتشاور مع إسرائيل، وآخرون منصتون أقل بكثير لاحتياجاتها، فضلاً عن الفوارق المهمة هذه توجد بنية تحتية متينة، قيمية وإستراتيجية لشراكة عميقة، وقد بقيت في الماضي ونجت حتى في ظل إدارات غير ودية”. والواضح أن هذه البنية التحتية للعلاقات الأمريكية الصهيونية هي القطبة القوية هنا كما تؤكد سياسات الإدارات الأمريكية السابقة، فالحضور الصهيوني في مؤسسات البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي لا يغيب أبدا، فنحن نسمع أو نقرأ عن هذا الحضور القوي في المشهد الأمريكي في كل اجتماع أو بيان أو حدث وفي كل يوم تقريبا -بلا مبالغة-، فتابعنا في الآونة الأخيرة على سبيل المثال الحملة الصهيونية المكثفة المتصلة التي تقف وراء ترامب كأهم رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يدعم المشروع الصهيوني، وقبله كان الرئيس أوباما قدم خطابا توراتيا، وكذلك الرئيس بوش من قبله…! ولذلك لا دهشة بذلك الكم الكبير من التصريحات والوثائق التي تتحدث عن “أن إسرائيل تحتل قمة الأجندة السياسية / الاستراتيجية الأمريكية ومحور مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولا غرابة عندما يعلن المفكر الأمريكي ما يكل كولينز بايبر في محاضرة له أمام مركز زايد في أبو ظبي مؤكداً: “أن خطة شن الحرب على العراق تتصل بأرض إسرائيل الكبرى”، ويمكن أن نعتبر شهادة الجنرال الأمريكي المتقاعد انطوني زيني الذي وضع خطة الحرب ضد العراق في 1991، من أهم الشهادات التي تفضح القصة من أولها إلى آخرها، حينما أعلن وأكد “في أعقاب صحوة ضميرية متأخرة” أن كل خطة الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وإعادة تشكيل الشرق الأوسط إنما هي من أجل تعزيز أمن إسرائيل”. وكان “أوري افنيري” أحد أهم أقطاب “معسكر السلام” الإسرائيلي، أكد في مقالة قديمة له حول “السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط” جوهر ما ذهب إليه البروفيسوران حينما قال: “من الناحية العملية فإن الولايات المتحدة تعتبر منطقة محتلة من قبل إسرائيل، وهذا ليس احتلالاً مباشراً، مكشوفاً، وحشياً، وغبياً مثل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، وإنما هو احتلال محكم ليس له مثيل أو شبيه أو أسوأ منه في الواقع العالمي، وربما ليس في تاريخ الشعوب”. وأوضح افنيري: “أن مركز ثقل الاحتلال الإسرائيلي هو الكونغرس الأمريكي بمجلسيه اللذين يلعبان دوراً مركزياً في النظام السياسي الأمريكي، وبالتالي فإن السيطرة الإسرائيلية على الأجهزة صاحبة القرار في الولايات المتحدة مطلقة تقريباً، والحكم الإسرائيلي في نيويورك وواشنطن مستقر بصورة لا تقارن مع الحكم الإسرائيلي في غزة ورام الله…”. إلى ذلك، هناك كم هائل من الوثائق والشهادات الأخرى التي تتحدث عن سطوة اللوبي الصهيوني على البيت الأبيض والكونغرس بمجلسيه، وهذه الحقيقة الكبيرة الصارخة ليست فقط استخلاصاً “افنيريا”، فالوقائع الماثلة أمامنا كبيرة ودامغة هي الأخرى، فلا يبقى هنا أمام العرب سوى العبرة والاعتبار لمن يريد أن يعتبر… فهل يوجد مثل هذا…؟! كاتب فلسطيني Nzaro22@hotmail.com
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
انتخابات الرئاسة الأمريكية.. تعرف على أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس
حقّق المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزًا في ولايات وست فرجينيا وكنتاكي وإنديانا، وفقًا للنتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأميركية، كما أظهرت المؤشرات تقدمه في ولايات كارولينا الجنوبية وجورجيا وفلوريدا وأوهايو.
ويأتي هذا التقدم في ولايات تعد ذات أهمية حيوية بالنسبة للحزب الجمهوري، مما يمنح ترامب دفعة قوية نحو تأمين الأصوات اللازمة للفوز بالمجمع الانتخابي.
وتتمتع هذه الولايات بتأثير كبير في الانتخابات، حيث تمثل قاعدة جمهورية تقليدية يهيمن فيها الحزب الجمهوري، خاصة في مناطق الجنوب الأمريكي، التي لطالما شكلت دعمًا مستمرًا للمرشحين الجمهوريين. فولاية وست فرجينيا، على سبيل المثال، تعتبر واحدة من أكثر الولايات ولاءً للحزب الجمهوري في السنوات الأخيرة، بينما كانت كنتاكي وإنديانا داعمتين ثابتتين لترامب خلال انتخابات 2016 و2020.
وفي كارولينا الجنوبية وجورجيا، يتطلع ترامب للحفاظ على تقدمه الحالي. وتعد جورجيا ولاية متأرجحة تزن 16 صوتًا في المجمع الانتخابي، وهي ولاية رئيسية في هذا السباق. وعلى الرغم من فوز جو بايدن بها في انتخابات 2020، إلا أن جورجيا تتأرجح عادةً بين الحزبين وفقًا للتغيرات الديموغرافية والسياسية في كل دورة انتخابية.
انتخابات الرئاسة الأمريكية.. ترامب يفوز بولاية فرجينيا الغربية استطلاع.. 54% من المشاركين يؤيدون كامالا هاريس مقابل 26% لدونالد ترامبويعوّل ترامب في هذه الولايات الجنوبية على دعم قاعدته من الناخبين المحافظين، الذين يبرز بينهم الاهتمام بقضايا الاقتصاد والهجرة والأمن.
ويعتمد النظام الانتخابي الأمريكي على المجمع الانتخابي، حيث يحتاج المرشح إلى الفوز بـ270 صوتًا من أصل 538 في المجمع الانتخابي للوصول إلى البيت الأبيض. وتخصص معظم الولايات جميع أصواتها للمرشح الفائز في التصويت الشعبي للولاية، باستثناء ولايتي مين ونبراسكا اللتين توزعان الأصوات الانتخابية بنسب التصويت.
وتأتي هذه النتائج الأولية في ظل أجواء انتخابية محتدمة، حيث تشهد الانتخابات الأمريكية إقبالًا قياسيًا مع تصويت الملايين عبر البريد أو بالحضور الشخصي. ويشغل الاقتصاد وحقوق المرأة والهجرة مركز الصدارة في القضايا المؤثرة على خيارات الناخبين، حيث أسهم التضخم وتكاليف المعيشة المرتفعة في زيادة قلق الناخبين من الوضع الاقتصادي.
ومع تقدم ترامب في هذه الولايات الجنوبية، تظل ولايات مثل بنسلفانيا، ميشيغان، وفلوريدا محورية في تحديد مسار السباق.
ويتوقع أن تؤدي الولايات المتأرجحة دورًا حاسمًا في تحديد الفائز، خاصة في ظل التقارب بين المرشحين في استطلاعات الرأي، مما يجعل السباق إلى البيت الأبيض في هذا العام واحدًا من أكثر السباقات تنافسًا في التاريخ الأميركي الحديث.