اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
في الذكرى التاسعة للعدوان الأمريكي – السعودي على اليمن، والذي بدأ في 26 آذار / مارس 2015، وما يزال ممتدًا بأشكال مختلفة وأهمها الحصار، لا بد من الإضاءة على ما وصل إليه اليمن اليوم من قدرات وتأثير وقوة على الصعيد الإقليمي، وربما أيضًا على الصعيد الدولي، وذلك من خلال إجراء مقارنة موضوعية بين ما كان عليه قبل العدوان ومعه، وما وصل إليه بعد تسع سنوات من الحرب والضغوط المختلفة وعلى الجوانب والمستويات كافة.
طبعًا، في كلّ عام، تأخذ ذكرى العدوان كامل الاهتمام: من داخل اليمن نظرًا إلى كونها شكّلت نقطة مفصلية في تاريخ البلاد على الصعد كافة: السياسية والشعبية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، ومن خارج اليمن كونه استطاع أن يسرق الأنظار والأضواء بصموده وثبات أبنائه، ويفرض نفسه بقوّة، بمواجهة أطراف خارجية، إقليمية وغربية، تملك فارقًا شاسعًا في الإمكانات والقدرات على المستويات العسكرية والمالية كافة.
أما هذا العام، فقد أخذت ذكرى العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن اهتمامًا مضاعفًا واستثنائيًا، كون هذا البلد اليوم، وبقدراته وبإمكاناته وحضوره الإقليمي، يفرض موقفًا تاريخيًّا غير مسبوق في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته، بمواجهة العدوّ الصهيوني في عدوانه على غزّة وفلسطين، والمدعوم من قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
أولًا: في البعد العسكري
في المقارنة بين قدرات اليمن العسكرية قبل العدوان العام ٢٠١٥ وقدراته حاليًا، يتبيّن لنا أنه لا مجال للموازنة بتاتًا، فاليوم تفرض الوحدات العسكرية اليمنية نفسها بصورة لافتة وصادمة، في مناورة عسكرية برية وبحرية وجوية، من خلال امتلاكها لإمكانات ضخمة على صعيد الأسلحة النوعية، وخاصة في المسيّرات المختلفة المهام والصواريخ الباليستية والبحرية. وبواسطة هذه الأسلحة النوعية، يقارع اليمن اليوم، مروحة واسعة من القوى العسكرية الغربية القوية، وخاصة الأمريكية والبريطانية المنتشرة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بتنفيذ حصار خانق وفاعل على الموانىء الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، نصرة للشعب الفلسطيني في غزّة وفي الضفّة الغربية والقدس.
ثانيًا: في البعد القوميّ
بعد تسع سنوات من العدوان السعودي – الأميركي عليه، والذي كان بغطاء ما يسمّى “التحالف العربي”، يفرض اليمن نفسه بمواجهة العدوان الأميركي – الصهيوني على الشعب الفلسطيني، لاعبًا أساسيًا، إذ يبرز من بين هؤلاء العرب الذين شكلوا هذا التحالف ضدّه في آذار من العام ٢٠١٥، حاميًا أول لقضية فلسطين، والتي من المفترض أن تكون قضية هؤلاء العرب أعضاء ذلك التحالف الذي فرضه الأمريكيون ضدّ اليمن؛ وفي الوقت الذي يخاذل أغلب هؤلاء العرب قضية فلسطين، ارتهانًا أو خوفًا أو خيانة، يقف اليوم اليمن المحاصر، في ذكرى مرور تسع سنوات على العدوان عليه، موقفًا قويًا وثابتًا وشجاعًا ومشرِّفًا، ليشكّل رأس الحربة في الدفاع عن قضية فلسطين وعن قضية كلّ هؤلاء العرب.
ثالثًا وأخيرًا: في البعد الاستراتيجي
انطلاقًا من الموقع الجغرافي الحيوي لليمن على بحر العرب وعلى البحر الأحمر، حيث كان هذا الموقع أحد أهم أهداف العدوان عليه منذ تسع سنوات، نظرًا إلى قدرة التأثير الاستراتيجي التي يمكن لهذا الموقع أن يؤمّنها لمالكه، وبهدف انتزاع هذه الميزة من أبنائه، يفرض اليوم اليمن نفسه طرفًا فاعلًا من الأقوى بين الأطراف الإقليمية، لا يمكن تجاوزه أو تجاهل قدراته وإمكاناته وحقوقه. وبمعزل عن المواجهة الحاصلة اليوم بين أطراف محور المقاومة وكيان العدو على خلفية الحرب على غزّة وفلسطين، استطاع اليمن، وبعد مرور تسع سنوات على العدوان، أن يثبت نفسه لاعبًا قويًا متمكّنًا، في بقعة جغرافية استراتيجية، قد تكون الأكثر حساسية في العالم.
كاتب ومحلل عسكري لبناني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عراقجي: صواريخ اليمن أربكت التحالف الأمريكي الصهيوني
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم ، إن دقة الصواريخ التي أطلقتها القوات اليمنية تسببت في إرباك كبير للتحالف الأمريكي الصهيوني، مؤكدًا أن هذه العمليات أثبتت قدرة اليمنيين على التصدي للعدوان دون الحاجة لدعم خارجي.
وأشار عراقجي ، أن إيران تدعم جميع أعضاء محور المقاومة، بما في ذلك اليمن، إلا أن الشعب اليمني أثبت قدرته على مواجهة التحديات والاعتماد على إمكانياته الذاتية في الدفاع عن نفسه.
وأضاف أن دقة الضربات الصاروخية التي نفذتها القوات اليمنية غيرت المعادلات في المنطقة، مؤكدًا أن "ما حققه اليمنيون حتى الآن هو نموذج للصمود والتحدي، يرسل رسالة واضحة لكل من يحاول كسر إرادة الشعوب الحرة."
وأوضح عراقجي أن محور المقاومة سيظل داعمًا لكافة الجبهات التي تقف في مواجهة ما وصفه بـ"مشاريع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية"، معتبرًا أن وحدة هذا المحور تشكل عاملًا أساسيًا في تغيير الموازين الاستراتيجية في المنطقة.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن إيران مستمرة في تقديم الدعم السياسي والمعنوي لمحور المقاومة، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الإرادة الشعبية والصمود هما مفتاح النصر في مواجهة أي عدوان.
الاحتلال يرتكب 3 مجازر وارتفاع فى عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بداية الحرب
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ، اليوم ، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت ثلاث مجازر جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أسفرت عن استشهاد 21 مواطناً ووصول 51 مصاباً إلى المستشفيات، وذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
3 مجازر جديدة في يوم واحد
وأوضحت الوزارة في بيانها، اليوم الثلاثاء، أن المجازر الثلاث وقعت في مناطق متفرقة من قطاع غزة، مؤكدة أن العديد من الجثامين لا تزال تحت الأنقاض بسبب صعوبة الوصول إليها نتيجة القصف المكثف على المناطق السكنية.
وتواجه الوزارة تحديات هائلة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من الشهداء والمصابين في ظل تدمير واسع للبنية التحتية، واستهداف متكرر للمرافق الصحية."
وفقاً لبيان وزارة الصحة، ارتفع إجمالي عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 45,338 شهيداً، بينهم نساء وأطفال، فيما بلغ عدد المصابين 107,764 جريحاً، بعضهم في حالات خطيرة، مما ينذر بارتفاع عدد الضحايا.
وأضافت الوزارة أن هذه الإحصائيات تشمل فقط الحالات التي تمكنت الأطقم الطبية من الوصول إليها، مؤكدة وجود مئات الجثامين العالقة تحت أنقاض المباني المدمرة.
تعاني المستشفيات في غزة من أوضاع كارثية بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانقطاع التيار الكهربائي الذي زاد من معاناة الطواقم الطبية في إنقاذ المصابين. وأشارت الوزارة إلى أن العديد من المستشفيات تعرضت لقصف مباشر أدى إلى خروجها عن الخدمة.
دعت وزارة الصحة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف العدوان وتوفير الحماية للطواقم الطبية والمنشآت الصحية، مشددة على أن استمرار القصف على القطاع يهدد بمزيد من الكوارث الإنسانية.