الثورة نت:
2025-05-01@02:57:09 GMT

اليمن.. أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

قبل تسع سنوات، وبالرغم من فهم الناس لحقيقة العدوان ضدّ اليمن، ولطبيعته كجزء من المعركة الواحدة ضدّ الغطرسة الأمريكية، عزّ على القلوب أن تكون الأداة المستخدمة ضدّ الأخ هي أخيه، في معايير الانتماء إلى أرض واحدة وقومية واحدة ودين واحد. ومع توالي السنوات تكشّف الحقائق، لم يعد الجرح من “ذوي القربى”، فالمواجهة تواصلت وتكثّفت لتصبح مواجهة مباشرة مع الرأس المدبّر، ما أسقط “جنسية” الأدوات المستخدمة من حسابات الميدان.


تسع سنوات متواصلة من الحصار القاتل، من منع الغذاء والدواء، من العدوان الوحشي، من انتهاك كلّ حقوق الإنسان، من ممارسة الإرهاب اليومي ضدّ شعب حرّ وبلاد عزيزة.. تسع سنوات واليمن ماردٌ يحمل جرحه ويقاتل.. يستولد العزم من القهر والقوّة من الحقّ والقدرة على المواجهة من الإيمان بالنصر، ويقاتل. تسع سنوات وأنصار الله في اليمن يكتبون التاريخ بالرصاص وبالدم، يذهبون في الحبّ إلى أقصاه فلا يلهيهم جرحهم الغائر عن جراح الأمّة، ولا يفقدهم الوجع وعيهم لطبيعة المعركة التي يخوضونها، وعزمهم على مواصلتها مهما كانت الأثمان باهظة، فهم يدركون جيّدًا منذ البداية أنّهم يدافعون عن الأمّة كلّها، وليس فقط عن عزّة اليمن.
تسع سنوات لم يكترث فيها المعتدون بأي شرعة أو وثيقة حقوقية، دينية أو مدنية، عربية أو دولية، ولم يمنعهم لا جهد دبلوماسي ولا فضائح إعلامية ولا استنكارات شعبية من مواصلة الحرب على اليمن، بالرغم ممّا تكبّدوا من خسائر في العتاد والأرواح، حتّى انكشف للعالم أنّهم في ذلك ليسوا سوى مرتزقة يقومون بعمل محدّد كلّفهم به مشغّلهم الأمريكي، والذي سعى إلى تدمير اليمن كي يزيد من استفراده بدول المحور المقاوم.
بكلام آخر، ارتكب الأميركي عدوانه هذا كي لا يصل اليمنيون إلى يوم يمكنهم فيه منع بواخره وبواخر حلفائه وربيبته “إسرائيل” من عبور البحر الأحمر.. ويكفي أن نقرأ عن بأس اليمن في البحر الأحمر لنلمس حجم الفشل الأمريكي وعجز عدوانه عن تحقيق أيّ هدف يُذكر، سوى ارتكاب المجازر وتدمير المنشآت والبنى التحتية وتجويع الأطفال في اليمن.
منذ تسع سنوات إلى اليوم، وبحسب الأرقام التي تحدّث عنها السيد الحوثي، في أثناء خطابه بمناسبة يوم الصمود، استهدف العدوان 2155 منشأة حكومية و417 مصنعًا، و397 ناقلة وقود و12534 منشأة تجارية، و484 مزارع للدجاج والمواشي وأكثر من 10 ألف وسيلة نقل، وأكثر من 1000 شاحنة غذاء، و712 سوقًا مرتكبًا فيها مجازر جماعية.
وبالرغم من كلّ ذلك، لم يتأخر أهل اليمن، أصل العروبة والعرب عن نصرة فلسطين: الحشود اليمنية التي تقف في يوم القدس العالمي من كلّ عام وحدها كفيلة بإظهار حقيقة اليمن التي تكبّد العدوّ مليارات الدولارات كي يخفيها، بالسلاح المعتدي وبالإعلام المكلّف ببثّ الدعاية المتواصلة حول العالم ضدّ أهل اليمن.
منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، أخجَل اليمن كلّ أحرار العالم بمسارعته إلى دخول ساحة المواجهة المباشرة مع رأس الأفعى: استهداف السفن الأمريكية والبريطانية المتجهة نحو فلسطين المحتلّة! ولو لم يقم اليمن بذلك فليس عليه لوم أو حرج، فهو البلد الواقع تحت نار عدوان لا يقل همجية عن العدوان الصهيوني على غزّة منذ سنين. مع ذلك، لم يتأخر اليمني عن نصرة أخيه، وعن تهديد رأس العدوان ومشغّله، وعن استهداف كلّ السفن الذاهبة إلى موانئ فلسطين كي ترفد العدوّ الصهيوني بما يحتاج لمواصلة عدوانه.
فعلها اليمن من دون منّة، من دون شعور لدى أهله أنّهم يتفضّلون على أحد، على العكس، في كلّ أدبياتهم، الرسمية أو تلك الكلمات الصادقة التي نتابعها عبر منصات التواصل، يبلغ بهم التواضع والحياء حدّ أنّ كلّ ما يقومون به هو القليل من الواجب تجاه فلسطين.
ذات مرّة، جمع أهل اليمن التبرعات المادية والعينية لإرسالها إلى غزّة. الخبر في ذلك اليوم لم يُقرأ إلّا بالدموع: أهل بلاد عزيزة مسّهم ضيم الحصار، جاعوا، عطشوا، مُنع عنهم الدواء، مُنعت عنهم المساعدات، عُزلوا، أُفقروا.. لكنّهم لم يفقدوا شيمة الكرم الأبيّ، فتقاسموا لقمتهم القليلة أصلًا مع أهل غزّة، ليس لشيء سوى أنّهم استحوا أن يكون في متناول أطفالهم قطرة ماء ليست في متناول أطفال غزّة..
بعد تسع سنين من العدوان الأمريكي الصهيوني بيد عربية، تكثر الأخبار والمشاهد التي تحكي عن سخاء اليمن بحقّ الأمّة كلّها، ولا يمكن لمقالة أو كتاب أن يتسّع لسردها، ولكن كلّها تُقرأ، في عيون طفل يمنيّ حافٍ، مُنع عنه الطعام والشراب والدواء، يقف وقفة يعجز عنها رجالٌ كثر في بلادنا، ويلقي تحيّة حبّ ملؤها العزّة على الأمّة كلّها.
موقع العهد اللبناني

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: تسع سنوات الأم ة

إقرأ أيضاً:

حضارة اليمن ..حضارة للإنسانية جمعاء

 

إعداد/محمد القعود
تكاثرت الايام العالمية التي تمت خصخصتها لمواضيع ومواد دولية عامة تمنحها آفاقاً وأبعاداً جديدة.
ففي مثل هذا الشهر تم فيه تخصيص يوم ١٨ ابريل كيوم للاحتفال بيوم التراث العالمي ويوم ٢٣ للاحتفال بحقوق اللكتاب والمؤلف وغيرها المناسبات العالمية.
ومن يتابع قوائم التراث الثقافي قيمته وأهميته الحضارية لدى الشعوب والأمم وتراث كل أمة هو ملك للإنسانية جمعاء وهو ملك للأجيال وسجل مجد لكل أمة وشعب، فهذا التراث هو الذي يبرز ويعكس حضارات الأمم ويسجل مآثرها العظيمة ومدى ما وصلت إليه من رفعة ومجد وتقدم وما شهدته من نقلات حضارية عظمى تعكس مدى قدراتها وإمكانياتها البشرية والمادية وجدارتها في تحقيق الازدهار والرقي والتقدم لشعوبها.
وهناك العديد من أنواع التراث الثقافي ومنها ذلك التراث الثقافي الحضاري المتمثل في المعالم التاريخية والثقافية مثل الآثار والمواقع والأمكنة التاريخية والمدن والمعالم القديمة ذات القيمة الحضارية الهامة في تاريخ الشعوب والأمم.
ولأهمية التراث الثقافي الإنساني ودوره الحضاري المشترك، فقد تم تخصيص يوم 18 أبريل من كل عام كيوم للتراث العالمي والذي كرس من أجل حماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في باريس في عام 1972م.
وهذه الاتفاقية تصنف التراث البشري إلى نوعين:
• ثقافي : يشمل الآثار والأعمال المعمارية والمجمعات العمرانية والمواقع الحضرية ذات القيمة الاستثنائية.
• وطبيعي : يشمل المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية.
ونظراً للأهمية التي تمثلها تلك المعالم والمواقع التاريخية، فقد بادرت المنظمات الدولية ومنذ وقت طويل إلى العمل على التوعية بأهمية تلك المعالم والمواقع ودعت إلى العمل والمناشدة من أجل حمايتها وصيانتها والمحافظة عليها بوصفها من التراث الإنساني، كما أصدرت في سبيل ذلك العديد من القرارت والمعاهدات الدولية، ومن ذلك اتفاقية التراث العالمي و”هي اتفاقية دولية تمت المصادقة عليها من قبل المؤتمر العام لليونسكو في عام 1972م.وقد صادقت عليها 186 دولة، وتعتبر أهم أداة قانونية دولية لتحديد وصون وعرض كل من المواقع الطبيعية والثقافية ذات القيمة العالمية الاستثنائية، وتقوم الاتفاقية على أساس أن بعض الأماكن على وجه الأرض هي ذات قيمة عالمية استثنائية ولذا ينبغي أن تشكل جزءا من التراث المشترك للبشرية “.
وبلادنا التي تحتفل مع العالم بيوم التراث العالمي تعرضت الكثير من معالمها التراثية والحضارية والتاريخية إلى التدمير الممنهج من قبل قوى العدوان الأمريكي و الصهوني والمتمثل بقصف تلك المعالم بالصواريخ والقنابل التي ألقتها طائرات العدوان ودمرت بها الكثير من معالم اليمن التراثية والثقافية .
وذلك العدوان الممنهج والسافر على معالم اليمن التاريخية تم ويتم بصورة حاقدة وناقمة محاولة طمس تلك المعالم وتدميرها .. أمام العالم ومنظماته المتخصصة التي لم تقم بدورها إزاء التراث الثقافي اليمني بما يحفظ هذا التراث الذي هو ملك للإنسانية جمعاء.
ولكن هيهات أن تحقق مرادها، فاليمن بجبالها وسهولها ووديانها تزخر بالموروث الحضاري والمعالم التاريخية التي تدل على عظمة حضارة الشعب اليمني الضاربة جذورها في التاريخ.
ذلك الحقد على تراث وحضارة شعبنا هو ما جعلها تقوم بقصف العديد من المعالم الحضارية والتاريخية وهي المعالم التي جعلت دول العالم ومنظماته تشجب وتندد بتلك الأعمال الإجرامية التدميرية التي لحقت بمعالم ومواقع اليمن التراثية والتاريخية.
إن الجهات الثقافية في بلادنا مطالبة بالسعي المتواصل لحماية تلك المعالم والعمل على توثيق كل ما لحقها من عدوان وقصف من قبل تحالف العدوان والأمريكي الغاشم والمطالبة بعقد الندوات والمؤتمرات حول ذلك.
وخلال الفترة السابقة سارعت الجهات المختصة في بلادنا وفي مقدمتها وزارة الثقافة إلى تسجيل وحصر معالم التراث الثقافي التي تعرضت لقصف العدوان وتعريف العالم بالأضرار التي لحقت بها من قبل العدوان .
حماية تراث الثقافة على العديد من البرامج والخطط التي تسعى إلى حماية معالم التراث الثقافي اليمني بمختلف أنواعه والمتابعة الجادة لحصره وحصر المعالم والمواقع التي تعرضت للقصف والتدمير والتواصل الفاعل مع الجهات والمؤسسات الدولية المختصة بالتراث من اجل حماية وصيانة معالم التراث اليمني والوقوف مع اليمن في مواجهة قوى العدوان التي تستهدف تراث اليمن الذي هو تراث للحضارة الإنسانية.
وفي تصريح سابق له قال وزير الثقافة السابق: إن هناك الكثير من الجهود للعمل على حماية المعالم الثقافية والتاريخية والتراثية المنتشرة في بلادنا.
وإن الوزارة أعدت مشروعها الثقافي تجاه ذلك وتجاه العديد من القضايا الثقافية والذي يرتكز حسب المحاور التالية:
1 – صياغة وتنفيذ مشروع ثقافي لمواجهة العدوان والحرب ومعالجة الآثار التي طالت الإنسان والهوية الوطنية والتاريخية وإعداد مشروع للسلم المجتمعي.
2 – حصر وتوثيق الأضرار الناتجة عن العدوان والحرب التي لحقت بالمدن التاريخية والآثار والممتلكات الثقافية وتأمين الوسائل لضمان حمايتها.
3 – تحفيز المنظمات الدولية ذات العلاقة وخاصة منظمة الأمم المتحدة على الاضطلاع بمسؤولياتها للحفاظ على التراث وحمايته وتفعيل المعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
4 – تعزيز دور المثقف في مواجهة ثقافة التشطير والانفصال والتمزيق الطائفي والمناطقي والمذهبي ونبذ التطرف والإرهاب والعنف.
5 – خلق وعي وطني عام لمواجهة العدوان والحرب وتأثيراتها على الانسان والهوية وتعزيز دور المرأة كحاضن مجتمعي.
6 – تعزيز وتطوير الموارد المالية للعمل الثقافي وإيجاد موارد جديدة ودائمة تمكن من تنفيذ برامج العمل الثقافي.
7 – الاهتمام بالأدباء والفنانين والمبدعين ورعايتهم وتحسين ظروفهم المعيشية، وتهيئة مشاركتهم في الحياة الثقافية، وحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وكسر الحصار الجائر الذي أثر سلباً عليهم.
8 – استكمال وتحديث التشريعات الثقافية.
9 – حماية المتاحف والمخطوطات وتوفير البيئة الملائمة لحفظ محتوياتها وصيانتها من مختلف أشكال العبث والتأثيرات المختلفة.
نامل من وزارة الثقافة والجهات المختصة توثيق كل ماحدث واطلاعها على يحدث من جرائم في حق شعبنا العظيم..
تصوير/ حامد فؤاد

مقالات مشابهة

  • شاهد |بريطانيا تعلن رسميا مشاركتها في العدوان على اليمن
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • أمريكا فشلت في ردع اليمن
  • أمريكا تكشف عن خسائرها في اليمن
  • حضارة اليمن ..حضارة للإنسانية جمعاء
  • قبائل كسمة بريمة تعلن النفير العام وتؤكد مواصلة دعم فلسطين ومواجهة التصعيد الأمريكي
  • المأزق المحرج لشرطية العالم في اليمن
  • بين فشل أمريكا المُدوِّي وصمود اليمن.. قصة الضمير العربي الوحيد المدافع عن فلسطين
  • رئيس الوفد الوطني المفاوض: الوحشية الأمريكية لن تغطي الفشل العسكري في العدوان على اليمن