لغز مدينة كابادوكي.. حضارة كاملة في باطن الأرض ولا أحد يعرف من بناها

عند شروق الشمس، تصعد مناطيد الهواء الساخن في السماء ويتحرك الناس حول مناظر طبيعية خلابة، وعجائب الكهوف الداخلية تظهر في كل مكان، في واحدة من أجمل المناطق السياحية في العالم؛ وهي مدينة كابادوكيا التركية التي تحتوي على حوالي 200 مدينة تحت الأرض ولا يزال العديد منها في انتظار إعادة اكتشافها، ولكن اعتبارًا من عام 2023،  جرى التصريح رسميا بزيارة ثلاثة منها؛  وهي المدن الأرضية مثل أوزكوناك وديرينكويو وكايماكلي.

لغز مدينة كابادوكي مدينة كاملة تحت الأرض

أشهر منطقة بمدينة كابادوكي هي منطقة كايماكلي؛ وهي واحدة من أكبر المدن تحت الأرض وأفضلها والتي يُعتقد أن المسيحيين الأوائل أنشأوها كملجأ للاختباء من الاضطهاد لكن البعض ينسبها للعالم الآخر.

وفي الحقيقة جرى حفر نظام معقد من الأنفاق والغرف والمعارض في أعماق صخرة الطوف البركانية في مدينة كايماكلي تحت الأرض.

وهناك 8 طوابق في المدينة، على الرغم من أن 4 فقط متاحة لعامة الناس اليوم، ويمكن للمدينة الأرضية أن تستوعب ما يصل إلى 3000 شخص ويبلغ عمقها أكثر من 85 مترًا.

خلال السير فيها ستصادف ممرات منخفضة ومتعرجة وسلالم شديدة الانحدار وغرفًا شهدت مجموعة متنوعة من الاستخدامات أثناء استكشاف كايماكلي؛ وفق موقع«historycooperative» البريطاني.

تفاصيل مفاجأة في المدينة الأرضية

لا تحتوي مدينة كايماكلي على ممرات وغرف أسطورية تعكس حياة أخرى تحت الأرض فقط، لكن بها آبار المياه ومساحات التخزين وأعمدة التهوية.

جرى استخدام بعض المساحات، بما في ذلك الكنيسة والإسطبلات والمطابخ، كأماكن للتجمع الاجتماعي، حتى غرف الدفن، كأنها شيء آخر تراه داخل ممرات المنطقة التي تعكس أثار حضارة كاملة في باطن الأرض.

يعد المدخل الحجري الدائري الضخم الذي اُستخدم لحماية المدينة من الغزاة أحد الرموز المهمة لمدينة كايماكلي تحت الأرض؛ ولا يمكن فتح الباب إلا من الداخل ويقدر وزنه بأكثر من ألف رطل.

فيما يعد نظام تكييف الهواء، الذي لا يزال يعمل ويقال إنه اُستخدم للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة في المدينة، جانبًا آخر جديرًا بالملاحظة.

مساحة معيشة مخفية:

الطوابق الأربعة المتاحة لعامة الناس بمدينة كايماكلي من أصل 8 طوابق، وقد جرى ترتيب الغرف حول أعمدة التهوية، فيما يوجد في الطابق الأول من المدينة تحت الأرض «الإسطبل».

الحجم الصغير لهذه المساحة يثير احتمال وجود إسطبلات أخرى في الأجزاء المفتوحة، ثم يفتح باب من حجر غريب في الممر الموجود على يسار الإسطبل على الحرم، بينما جرى تجويف الغرف التي تحتوي على مساحات للمعيشة على يمين الممر.

الطابق الثاني؛ مخصص للعبادة ويوجد به كنيسة منحوتة، وتحتوي على صدرين وصحن واحد، كما يوجد مذبح أمام الكنائس، وهناك منصات لجلوس الناس، ويوجد في هذا الطابق أيضًا بعض المساحات السكنية.

وفي المدينة الجوفية الغريبة في باطن الأرض، هناك العديد من الكنائس الصخرية بسبب الخوف من الغرباء.

يحتوي الطابق الثالث من المدينة تحت الأرض على أهم المواقع؛ تعد كتلة الأنديسايت ذات الملمس البارز التي يمكن رؤيتها في هذا الطابق مثيرة للاهتمام للغاية، بالإضافة إلى مساحات التخزين العديدة ومزارع الكروم والمطابخ، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هذا الحجر كان بمثابة غلاية لصهر النحاس. 

تشير وفرة مساحات التخزين ومواقع الجرار الفخارية في كروم العنب بالطابق الرابع إلى أن سكان هذه المدينة الواقعة تحت الأرض كانوا في وضع مالي آمن؛ كما يوفر الطابق الرابع إطلالة على عمود التهوية أيضًا، وينزل كل الطوابق عموديًا، تمامًا مثل مصعد المبنى السكني، يبلغ عمق عمود التهوية حوالي 85 مترًا.

المصدر: الوطن