أتجرد في هذا المقال لأكتب كمواطن رب أسرة بها الشباب والمرأة وبينهم النسيج الأخلاقي المحترم الذي صان الأسرة المصرية عبر التاريخ فكانت نتاج هذا النسيج هو الحضارة فلولا الأسرة ماكانت الحضارة مصانه عبر التاريخ.
من أهم وسائل تشكيل الوعي في العصر الحديث هي الأعمال الدرامية والسينمائية فبعد ٢٠١١ ومحاولات ما كان يسمى بالكذب الربيع العربي انهارت بعض القيم ودخل مفاهيم غير أخلاقية على الشاشات المصرية والعربية الى ان استطاع البعض التسلل والافساد الجمعي عبر حجة مظلة الفن بل واستمرار تلك الوتيرة حتى يتم نشر إفساد الذوق ليقال بعدها أعمال مقابل احتياجات الذوق العام لتصبح حالة عامة وتكون عادة وجاءت المتحدة بإستراتيجية محددة الأهداف اهما الحفاظ على النسيج الاسري والوعي الجمعي وتحسين الذوق العام الذي يحاول البعض افسادة بحجة حرية الفن والتعبير.
يعتبر السباق الرمضاني للاعمال الدرامية سباقا شرسا ذو محددات غاية في الصعوبة فإما ان تكون متحضرا محافظا على عاداتك وقيمك والا ان تكون عفوا "كالونا في سيفونا" تتلذذ بتعذيب الآخرين بمنتهى مظاهر السادية وبيع النفس مقابل المال نظير التهزيئ او تفك شفرات لشتائم وسُباب وسط أعمال درامية تتناول الجانب المظلم من ظواهر مجتمعية غير منتشر والإيهام بأنه منتشر بل ونشر ثقافة الفساد والإباحية بالإيهام واعمال تخجل من ان تشاهدها مع اهلك واصدقائك واسرتك وعلى جانب اخر نجد سخرية من اهل العلم والبحث والمتجردين في الأرض بل والاستهزاء منهم وعدم حتى تطبيق واذا "بليتم فإستتروا ".
ومع كل هذا حافظت المتحدة على القيم المجتمعية والاخلاقية والأسرية المكون الرئيسي لأصحاب الحضارات وجاءت خريطتها هذا العام بمجموعة من الأعمال التي نفتخر بها كمسلسلا جريئا كالحشاشين والذي يتناول أساليب وادعاءات الجماعات المضللة والتي اتخذت الدين ستارا بفقه التقية او الباطنية بمعنى إظهار عكس ما يبطن من كره وحقد حتى يتمكن ثم يفسد ويسفك الدماء ونجد أعمال اسرية توعوية فالقيمة والقامة الكبرى الفنان يحيي الفخراني الذي أصبح وعلى مدار سنين من أهم ضيوف رمضان فمكانته كبيرة في قلوب المصريين والعرب ومع النصف الأخر من رمضان يعرض "مليحة " تلك الجرعة الوطنية المنتظره والذي تعودنا من المتحدة كل عاما على هذه الجرعة الوطنية الشيقة الفريدة ومن منطلق القوة من التنوع جاءت المتحدة بتنوع درامي ثقافي اجتماعي ديني حميدا.
كانت المتحدة تستطيع اللعب على الوتر السهل وهو اما ان يكون الممنوع مرغوبا او التفاهه او الافساد او الإباحية او تضخيم المظاهر السيئة والغير أخلاقية والايهام بأن هذا هو السائد وتسويق صورة مجتمعية محبطة ومغايرة للحقيقة وعدم صناعة القدوة إلا وان المتحدة لها إستراتيجية وطنية محددة تراعي المعنى الحقيقي لبناء الدولة والامتداد الحضاري من خلال الحفاظ على الترابط ومسئولية الإرث للأجيال القادمة وراعت التنافس الشريف من خلال الميزة التنافسية التي تحافظ على الأخلاق والأسرة ومن ثم الحفاظ على الوطن.
فمن القلب أتقدم بأسمى كلمات الشكر والتقدير والاحترام للمتحدة وجميع العاملين بها ومعها وكل عام وانتم بخير
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
شكرا رشيد جابر
الكاتب: حمد الناصري
لا يختلف إثنان في أنّ المدرب الوطني الكابتن رشيد جابر ، من أفضل المُدربين اللذين أشرفوا على تدريب منتخبنا الأحمر العُماني بَعد ماتشالا ، وقد أدرك الكابتن رشيد مُبكراً إنه سَيخوض معركة حاسمة ، هي معركة وجود ، فتعاهد مع اللاعبين على بذل أقصى جهدهم بغض النظر عن امكانياتهم وكان له ما أراد لذلك لا نَلومه في شيء ولا نلوم اللاعبين أيضا فقد أدّوا وقدّموا كل ما في طاقتهم بل نلوم أنفسنا، فنحن بلا قاعدة كروية جماهيرية حقيقية ، فكل مُسابقاتنا ضعيفة جماهيرياً، باسْتثناء اللقاءات الوطنية ، ودوري عُمان تل بشكل خاص رتيب وروتيني إلى حد كبير ، حيث لم نجد له متابعة حقيقية لا في المستطيل الأخضر ولا على المُدرجات ولا حتى في وسائل التواصل والاعلام ولم نشهد إلا حضور نادر من كبار المسؤولين.
وفي اللقاء الأخير أمام مُنتخب العراق لاحظنا بصمة المُدرب من خلال منح الحُرية للاعبين في التحرك ضِمن مساحاتهم وترك حرية التصرف لهم ، ولكنا شهدنا في المُقابل ، لاعبين بلا روح قتالية ولا حماس ويَفتقرون إلى عقلية الفوز ، ولم يستغلوا حتى الفُرص القليلة التي سَنحت للمنتخب خلال الشوطين وأهدروا الكُرات بغرابة شديدة .. وكما صرّح المُدرب بعد المباراة أنّ لاعبيه افتقدوا للمسة الأخيرة وكأنّ واجبهم إيصال الكُرة إلى مَنطقة مرمى العراق وانتهى ، فلا تصويب من بعيد ولا مُحاولة التغلغل في منطقة جزاء الخصم ولا حتى إيصال الكرة بشكل دقيق في منطقة الجزاء.
ومن هذا المُنطلق ، أقترح على الكابتن الرائع جابر رشيد البحث عن لاعبين جُدد وضخ دماء جديدة إلى المنتخب لإشعال روح التنافس في لاعبيه من جديد وتوصيل فكرة أنّ مَن لا يُعطي في الملعب لا مكان له في المُنتخب ويكفي اعتمادًا على أسماء قديمة أصْبَح بعضها عبئًا علينا فتشكيلة المنتخب تحتاج إلى تغيير شامل أو شبه شامل على الأقل ويجب الوصول إلى تشكيلة تُمثل سلطنة عُمان برازيل الخليج والكرة العُمانية ولاّدة وفيها موارد هائلة تنتظر الاكتشاف والتجربة، لتقديم أداء يستحقه الجمهور المُتعطش .. كذلك فإنّ تحريك دفّة الاحتياط هو خير وأبقى وأفضل ، فدخول حاتم الروشدي والأغبري غيّر مَجرى اللعب لكنّ اللاعبين وصلوا إلى حدّ التآكل النفسي من طول الانتظار على الدكة ورغم ذلك قدموا مُستوى مُتميز.؛
إنّ ثقتنا بالكابتن رشيد جابر وبقدراته لم تهتز وأمامنا مُدة طويلة هي أربعة أشهر حتى الجولة القادمة من التصفيات وهناك أثنا عشر نقطة في الميدان قادرة على قلب كل المُعطيات لصالحنا إنْ أحسنّا استغلالها وأمامنا أيضًا بطولة الخليج القادمة وهي أفضل محطة اختبار للتشكيلة الجديدة.
فجابر رشيد جبَر الخواطر وطوّر الكثير من إمكانيات اللاعبين كأفراد والمُنتخب كمجموعة بكل ما أمكنه أنْ يُقدمه وبذل جُهداً هائلاً حيث لا يَخفى على أحد التغيّر الواضح في المنتخب وفي أداء اللاعبين المُطلق لفت أنظارنا جميعاً ، ولذا نرى أنّ على المدرب الوطني تغيير تطوير عقلية اللاعبين وليس فقط الجوانب المَهارية والبدنية لأنّ ما افتقدناهُ فِعْلا بالأمس هو الروح العُمانية الحماسيّة في اللعب ولو لَعِب مُنتخبنا بنصف المستوى والروح التي لعبَ بها في نهائي كأس الخليج في البصرة لكانت النتيجة بكل تأكيد لصالحنا وبفارق لا يقل عن هدفين.
خلاصة القول:
شكرا مُدربنا الوطني، كفّيت ووفّيت ، فقد تحسّن الأداء وتغيّر وتطوّر الاداء الجماعي والتكتيكي ولكنا لا نزال مُتعطشين للنتائج الايجابية فالكرة نتائج وليست مُجرد مُستوى والتاريخ يُسجل النتائج وينسى الأداء.
وفي كل الأحوال ومهما كان حال المُنتخب فعلينا أنْ نتمسّك بالأمل لأنّ هذه التصفيات فيها مرحلة لاحقة وتواجدنا في المركز الثالث أو حتى الرابع يَمنحنا فرصة جديدة للتأهل.
إنّ وقوفنا مع الأحمر جُزء من حُبنا الكبير للوطن وهو وطن ليس ككل الأوطان ويستحق منا كل تضحية و حبّ و وفاء ونبقى نُغني أمجاده ما حيينا في العُسر واليُسر وفي السراء والضراء.