* المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان في إندونيسيا*
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
تعتبر إندونيسيا من أكبر البلدان الإسلامية من حيث تعداد السكان حيث يبلغ عدد سكانها 279 مليون نسمة يمثل عدد المسلمين منهم ما نسبته 88 بالمائة، وقد دخلها الإسلام في القرن الثامن الهجري الموافق للرابع عشر الميلادي على يد التجار المسلمين والعرب وغيرهم، ثم انتشر بين جزر الأرخبيل عن طريق سكانها الأصليين وكانت جزيرة سومطرة أول مركز للدعوة الإسلامية حتى نشأت بها أول دولة إسلامية، يوجد بها عدد كبير من المساجد فهناك أكثر من 100000مسجد إضافة إلى ما يقارب نصف مليون مسجد صغير وزوايا للصلاة ومن أشهر مساجدها مسجد الشهداء ومسجد رابا، ومسجد بيت الرحيم، والمسجد الكبير في سومطرة وهو من أكبر وأجمل المساجد حيث يحرص المسلمون منذ عام 1906 على الإفطار داخل حديقته وحوله وأداء الصلاة فيه وبخاصة صلاة التراويح وقد بناه أحد سلاطين سلطنة ديلي الإسلامية، ثم مسجد الاستقلال في جاكرتا العاصمة وهو من أكبر المساجد بمنطقة جنوب شرق أسيا، والمسجد الأكبر سورايايا، وتعتبر إندونيسيا من أكثر البلدان الإسلامية حفاظا على تراثها وقيمها الدينية والاجتماعية ولذلك تنتشر فيها العادات والتقاليد المتعلقة بالمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية ومنها الاحتفال والحفاوة البالغة بقدوم شهر رمضان.
مع دخول الشهر الكريم وبداية الاستعداد لرؤية الهلال عادة ما يوجد احتفال رسمي واحتفال شعبي لتلك المناسبة حيث تقوم وزارة الشئون الدينية بالتكفل برؤية الهلال وتدخل فيها العلم والحسابات الفلكية وعندها يتم الإعلان عن قدومه حيث يقوم الناس وبخاصة الشباب والأطفال بالخروج بالشوارع وهم يدقون الطبول ويغنون الأناشيد الدينية ويبدءون في تزيين الشوارع والمساجد والبيوت بالمصابيح الكهربائية واليافطات المكتوب عليها الآيات والتعابير الدينية وكذلك تعليق الأوراق الملونة والبالونات في مدن وقرى وجزر إندونيسيا حتى تشعر بوجود حدث كبير وهو دخول شهر رمضان الذي يصبح الشاغل الأول لشعب إندونيسيا لحرصهم على العبادة والتقرب إلى الله والتصالح وصلة الرحم فيما بينهم وتقديم الزكاة والصدقات وموائد الرحمن خلال هذا الشهر الكريم كما بدأت ظاهرة انتشار المساجد المتنقلة عبر سيارات كبيرة تقف في المناطق المزدحمة التي لا توجد فيها مساجد من أجل أداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح كما يحرصون على الذهاب إلى المساجد التي تنتشر بها مكبرات الصوت حيث قراءة القرآن وإقامة الندوات الدينية التي يسمونها تدارس ثم يخلدون للنوم بعد صلاة التراويح حتى يقوم المسحراتي بتسحير وإيقاظ النائمين على الطبول التقليدية الكبيرة المسماة البدوق وكذلك يفعل بعض الشباب عند قدوم آذان المغرب وعند فترة السحور، يتميز سكان العاصمة جاكرتا الأصليين الذين يطلق عليه التباويين بأنهم حريصون على إعادة المظاهر التراثية القديمة الموروثة خلال شهر رمضان، كما يتميز شعب إندونيسيا بإقامة الموائد عند المساجد.
بالاعتماد على التبرعات السنوية التي يقدمها الناس للمساجد وهم يذهبون قبل صلاة المغرب ويجتمعون لإعداد الأطعمة الجماعية ثم يفترشون الأرض ويبدءون إفطارهم بالتمر والماء أو الحليب اقتداء بسنة رسول الله ثم يقومون بتنظيف المكان وغسل الأوعية استعدادا لليوم التالي، ومن عادات بعض الأقاليم كإقليم أتشيه أنه قد أصدر علمائه فتوى منذ عام 2002 تجرم الإفطار بغير سبب أو حجة دينية ويطبق على صاحبها عقوبة الجلد حيث يشكل المسلمون بها نسبة 90% من السكان ومن عاداتهم أن يقام سوق يسمى سوق شعبان بالميادين الشهيرة حيث يتوافر فيه احتياجات رمضان فالبعض يسمونه دور ديران والبعض الأخر يسمونه داندنجان، وعند الإفطار يشربون شراب شهير يسمونه تيمون سوري وهو عبارة عن عصير الشمام، كما يتناولون البطاطا المسلوقة والمخلوطة بالسكر وجوز الهند وتسمى حلوى الكوكلاك، ويعتمدون في أطباقهم الرئيسية على الأرز المسلوق والأرز المحمر ويسمى الأرز الأحمر وهي وجبة تخلط مع الأسماك أو الدجاج أو اللحوم وتسمى ناسي جورينج،
وكذلك تناول طعام شهير يسمى أبهم وهو نوع من الحلوى تشبه الكعك ويقدم مع التمر عند الإفطار أيضا ويعتبر الأرز الوجبة الأساسية عند أهل اندونيسيا مع اللحوم والأسماك كما يخلطون الطعام مع حليب جوز الهند والزيت كم يعدون خلال رمضان أنواع كثيرة من الحلوى الخاصة بهم، كما تحافظ الحكومة على روحانيات شهر رمضان وتصدر قوانين تتعلق بغلق الملاهي الليلية والمقاهي والبرامج التي تخرج عن أخلاق الشهر الكريم وكذلك مراقبة المواقع الإباحية حفاظا على فضائل شهر رمضان كما أنهم يتزاورون خلال هذا الشهر الذي يكون فرصة لهم لتصحيح النفس مع الله ومع الناس، كما تقوم الحكومة بتقليل ساعات العمل وجعل الأيام الثلاثة الأولى لشهر رمضان عطلة حتى تستعد الناس له، كما تعطل المدارس خلاله وتقلل الدراسة في المدارس الثانوية والجامعات التي تجمع الشباب من خلال أنشطة دينية وإفطار جماعي خلال شهر رمضان وعند دخول العيد يخرجون إلى الخلاء بملابس جديدة وجميلة ويتبادلون الزيارات مع الأهل والأصدقاء، كما تقوم بعض المناطق بالولايات بعد انقضاء صوم الأيام الستة من شوال بالاحتفال بالعيد مرة أخرى وغير ذلك من الكثير من المظاهر الاحتفالية حيث تتبارى مساجد إندونيسيا وتتنافس فيما بينها في رفع الآذان حتى تشعر بأنك بالفعل في شهر رمضان.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إندونيسيا المظاهر الاحتفالية رؤية الهلال شهر رمضان شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية.. فيديو
عرضت فضائية “يورونيوز” تقريرا بعنوان، إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف.
ووفقا للتقرير، استحضارا لما حدث قبل 20 عاما، قرر الإندونيسيون إحياء ذكرى تسونامي الذي ضرب دولا آسيوية، وراح ضحيته أكثر من 230.000 شخص. وخشية من تكرار الكارثة، باتت السلطات تهتم بالتوعية، ولا تكتفي بعرض لافتات كُتب عليها (باللغة الإندونيسية) "أنت في منطقة معرضة للتسونامي"
شاركت مجموعة متنوعة من طلاب المدارس الثانوية في تدريبات التأهب للزلازل، ضمن الأنشطة المخلدة لذكرى واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية. وخرج الطلاب والطالبات من المدارس، وكأنهم يستجيبون فعلاً لتحذير داعٍ ينذرهم بوقوع تسونامي جديد، فمثلوا الدور وكأن الحادث وقع فعلا.