تزايد الدعم الشعبي الأردني لغزة وتنوع خياراته
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
عمّان– بصورةٍ غاضبة ومتسارعة، تصاعدت حدة الحراك الشعبي والجماهيري الأردني الرافض للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، ليواصل الأردنيون فعالياتهم على اختلاف أنواعها وأشكالها.
فمن الدعوة والالتزام بمقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، إلى إفشال الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا محاولة تسلل مسلحين عبر الحدود الأردنية لتنفيذ عملية مسلحة في يافا، وصولا إلى تغيير الأردنيين للكثير من عاداتهم التي كانوا يمارسونها خلال شهر رمضان، بالعزوف عن شراء السلع الرمضانية والإفطارات الجماعية، نتيجة تداعيات العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وتمثلت آخر الفعاليات الغاضبة التي شهدتها المملكة خلال اليومين الماضيين في مسيرتين حاشدتين، نُظمتا بالقرب من مقر السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية بالعاصمة عمّان، منعت خلالهما قوات الأمن الأردني آلاف المحتجين الغاضبين من الوصول لمقر السفارة، وجاءت الفعالية بدعوة من التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة، تنديدا بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها سكان قطاع غزة، ورفضا للحصار المفروض على مجمع الشفاء الطبي.
وأفاد الناشط الحزبي والشبابي خالد أبو رمان في حديث للجزيرة نت أن "الفعاليات الأخيرة باتجاه السفارة الإسرائيلية تأتي في إطار محاصرتها، لحين إعلان الحكومة الأردنية عن موقفٍ واضح بقطع كامل لعلاقتها مع الاحتلال بصورة نهائية، في ظل الإمعان الإسرائيلي في الدم الفلسطيني، والحديث عن حالات اغتصاب لفلسطينيات في محيط مستشفى الشفاء الطبي".
وقال أبو رمان إن "فرض الحصار الشعبي على السفارة الإسرائيلية في عمّان مستمر بصورةٍ يومية، طالما بقي الحصار مفروضا على مستشفى الشفاء في قطاع غزة، ولحين سماح الجيش الإسرائيلي بإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى شمال القطاع دون شروط".
غضب شعبي
وسيطر الجمود على الأسواق الأردنية خلال أيام شهر رمضان، حيث شهدت المطاعم والمقاهي ومحلات بيع الحلويات تراجعا ملموسا في الطلب، وبنسبة لا تقل عن 30%، بسبب الأوضاع السائدة في قطاع غزة، في الوقت الذي بدأت فيه حملة شعبية قادتها غرفة تجارة الأردن، لتقاسم وجبة الإفطار في رمضان مع قطاع غزة، الذين يواجهون خطر المجاعة، ويعانون من الجوع.
وبدأت العديد من المؤسسات الخيرية والنقابية بالتفاعل مع الحملة الشعبية، بتجهيز مئات الآلاف من وجبات الإفطار يوميا لسكان قطاع غزة، من تلك التي تحملها طائرات سلاح الجو الأردني، لتقوم بإنزالها على سكان قطاع غزة بصورةٍ منتظمة منذ بدء شهر رمضان.
من جهة أخرى، أعادت السلطات الإسرائيلية الحديث عن مشروعها القديم ببناء جدار على طول الحدود مع الأردن بطول 309 كيلومترات، يأتي هذا بعدما أفادت وسائل إعلام عبرية باعتقال مسلحين اثنين بعد اجتيازهما الحدود باتجاه الأراضي الفلسطينية قادمين من الأردن، وبحوزتهما أسلحة.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، إن الشابين ضُبطا وهما يحملان سلاح "كلاشنكوف"، ومشطين للذخيرة، بالقرب من مستوطنة "بتسائيل"، القائمة على أراضي قرية فصايل بمنطقة الأغوار، لتأتي هذه المحاولة وسط دعوات شعبية متصاعدة ومتكررة في كافة الفعاليات والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بفتح الحدود مع فلسطين.
مبادرة شبابية في محافظة إربد الأردنية داعمة لغزة. (الجزيرة) أسطول بحريوفي إطار الدعم الشعبي الذي يقدمه الشعب الأردني لكسر الحصار عن قطاع غزة، أكد عضو اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة المهندس بادي الرفايعة أن الاستعدادات جارية، لإطلاق حملة دولية بحرية قريبا إلى قطاع غزة بمشاركة أردنية كبيرة.
وأوضح الرفايعة في حديثه للجزيرة نت أن "الأردن شريك رئيس في الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وهو يعمل مع شركائه في عدد من الدول العربية، وبالتنسيق مع منظمة (IHH) التركية، من أجل مشاركة أردنية واسعة في الأسطول البحري، على غرار المشاركة الأردنية في أسطول الحرية عام 2010".
وأضاف أن "الاستعدادات تجري على قدم وساق للمشاركة في الأسطول، من خلال تشكيل فريق عمل من النشطاء النقابيين، الذين شاركوا في حملات كسر الحصار عن غزة سابقا للمساعدة ومتابعة ذلك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الحصار عن قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة زيادة الاحتلال لكمية المساعدات الواردة لغزة بعد ضغط أمريكي؟
زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها زادت من كمية المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب ضغط أمريكي، مدعية أنها فتحت معبرا جديدا لهذا الغرض.
وتضرب موجة جديدة من الجوع أجزاء واسعة من قطاع غزة، في ظل منع الاحتلال دخول المواد الأساسية المنقذة للحياة، واستمرار فرض الحصار المطبق، لا سيما في مخيم جباليا والمناطق المحيطة فيه منذ ما يزيد على 40 يوما متواصلة.
ونفت مصادر خاصة لـ"عربي21" مزاعم الاحتلال بشأن المساعدات، وقالت إن دولة الاحتلال ما زالت تقيد دخول الغذاء والمستلزمات الأساسية الأخرى إلى قطاع غزة، ما أدى انتشار المجاعة مجددا، في ظل أزمة غذاء طاحنة وغير مسبوقة يعاني منها النازحون في شمال وجنوب قطاع غزة على حد سواء.
30 شاحنة فقط
وتستخدم دولة الاحتلال الجوع كسلاح في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 400 يوم، حيث تحرم السكان من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وكشف مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، الاثنين أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع لا يتجاوز 30 شاحنة يومياً، وهو ما يمثل 6 بالمئة فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.
ولم يقف الأمر عند حد المجاعة، بل إن النقص الحاد في المواد والمستهلكات الطبية والأدوية، يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى في مستشفيات قطاع غزة، خصوصا في المناطق الشمالية، لا سيما مستشفى كمال عدوان الذي يمنع عنه الاحتلال الدعم الطبي بالأدوية والكوادر الطبية، منذ ما يزيد عن 40 يوما متواصلة، على وقع عملية عدوان وحشي وإبادة جماعية مستمرة في جباليا والمناطق المحيطة فيها.
"معبر كيسوفيم"
وزعمت قوات الاحتلال، الثلاثاء، افتتاح معبر جديد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو معبر كيسوفيم الواقع إلى الشرق من المحافظة الوسطى.
ويأتي إعلان الاحتلال فتح معبر "كيسوفيم" مع قرب انتهاء مهلة شهر واحد حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل لزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
الحكومة في غزة تعلق
وخلافا للادعاءات الإسرائيلية، نفى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مؤكدا في تصريح خاص لـ"عربي21" أن كل ما يروج له الاحتلال محض أكاذيب، وبعض العائلات فارقت الحياة بسبب تفشي الجوع.
وقال الثوابتة، إن "جيش الاحتلال يمارس محاولات تضليل للرأي العام، وهو يكذب ويقول إنه يسمح بادخال المساعدات إلى قطاع غزة، وشماله"، مضيفا: "ننفي نفيا قاطعا إدخال المساعدات إلى محافظة شمال قطاع غزة، وهناك عائلات ماتت من الجوع بسبب عدم تمكنها من الحصول على مساعدات أو طعام أو غذاء".
وشدد الثوابتة في حديثه لـ"عربي21" على أن جيش الاحتلال ما زال يحاصر محافظة شمال غزة، ويمنع عنها المساعدات والسلع والبضائع، في إطار سياسة التجويع، ما أدى إلى انتشار المجاعة بشكل كبير بين صفوف المواطنين.
وأكد المسؤول الحكومي على أن قوات الاحتلال تغلق جميع المعابر مع قطاع غزة، فمعبر رفح مغلق منذ ما يزيد عن 190 يوما، مذكرا بأن أكثر من ستمئة ألف طن من المساعدات والمواد الغذائية والسلع والبضائع متكدسة على الجانب الآخر من المعبر، لكن الاحتلال يرفض إدخال هذه المساعدات، الأمر الذي فاقم الواقع الإنساني بشكل كبير جدا.
ضغط أمريكي
وفي 13 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، رسالة إلى وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، تلوِّح بالإضرار بالمساعدات العسكرية بحال عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة في غضون 30 يوما.
وأطلقت لجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة، تحذيرات عاجلة، داعية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية "خلال أيام" وليس أسابيع لتفادي مجاعة محققة في قطاع غزة، خاصة في مناطقه الشمالية.
وبينما حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة أيضا من ارتفاع غير مسبوق في حالات سوء التغذية التي باتت تضرب جميع الفئة العمرية من أطفال وشباب ومسنين ونساء ورجال. ترفض دولة الاحتلال الاستجابة إلى هذه التحذيرات، خصوصا في شمالي قطاع غزة، حيث تنفذ هناك إبادة جماعية منذ نحو 40 يوميا متواصلة في إطار خطة لتفريغ تلك المناطق من سكانها.