كيف تناولت الدراما الرمضانية المصرية الأزمة الاقتصادية؟
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
مع مرور أكثر من أسبوعين من شهر رمضان وانتهاء عرض كثير من الأعمال الدرامية في مصر حيث يشهد العام الحالي اتجاها متزايدا نحو المسلسلات ذات الـ15 حلقة، يدور التساؤل عما إذا كان بعضها تناول الأزمات الاقتصادية في ظل غلاء الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه المصري.
يتفق كل من الناقدين الفنيين طارق الشناوي وأندرو محسن على أنه ليس هناك أعمال درامية ناقشت الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار بشكل مباشر.
وقال الشناوي إن "هناك أعمالا فنية ضمن 34 مسلسلا مصريا هذا العام قدمت الأوضاع الاجتماعية والأزمات الاقتصادية في السياق، وكيف أن الظروف المادية قد تؤدي إلى خروج البعض عن القانون".
وقال محسن لموقع "الحرة" إن "هناك قضايا متعددة نوقشت بأشكال مختلفة كان أكثرها من خلال التركيز على الأسرة، لكننا لا نستطيع القول إن هناك مسلسلا حل مشكلة معينة أو طرح حلولا".
وتابع: "على سبيل المثال، فإن مسلسلي "صلة رحم" و"أعلى نسبة مشاهدة" مرا على فكرة المعاناة الاقتصادية التي أدت إلى وصول شخصيات بيننا في المجتمع المصري إلى الوقوع في أخطاء كبيرة، بغض النظر عن فكرة المعالجة الفنية".
وأضاف أن هذين المسلسلين تحديدا تناولا فكرة الاحتياج والظروف المالية الصعبة التي يمر بها البعض، ولمسا أمورا واقعية بيننا".
ويقترب التضخم من مستويات قياسية مرتفعة (35.7 بالمئة في فبراير) ويقول كثير من المصريين إنهم يجدون صعوبة في تدبير أمورهم.
وأعلنت مصر في السادس من مارس الجاري تحرير سعر الصرف ليبلغ سعر الدولار الواحد نحو 50 جنيها بعد أن كان رسميا بـ31 جنيها، قبل أن يتحسن سعره ويبلغ 46.5 جنيها.
لكن في اليومين الأخيرين ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه، في البنوك المصرية ليصل إلى 47.72 جنيه للشراء و47.82 جنيه للبيع، بحسب ما نقلت صحيفة "المصري اليوم".
وأدى إقدام مصر على خفض قيمة الجنيه حالة من الإحباط على الإنترنت وفي الشوارع في وقت يشكو فيه المصريون من كل شيء، من ثمن الحفاضات إلى سعر الدجاج، بعد سنوات عانوا فيها من ضيق العيش.
وقال محسن لموقع "الحرة" إن مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" مر على الأزمة الاقتصادية من خلال أسرة لديها احتياج مادي كبير فيلجأ أفرادها إلى حلول غريبة عليه وبالتالي أدت إلى نهايات لم يتوقعوها بغض النظر عن النزعة الأخلاقية في نهاية المسلسل".
وأضاف أن "هذا المسلسل يظهر من خلاله الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بعض الأسر من خلال أب يبحث عن عمل بأي طريقة فيقدم تنازلات حتى يجد عملا في سن كبير، كما أنه يظهر الفرق الكبير بين الطبقات الاجتماعية المختلفة في مصر".
وأشار إلى أن "فكرة الانسياق وراء التريند قضية موجودة ونلمس تأثيرها على المجتمع بوضوح، ونرى فتيات ترضى بأن تهين نفسها أمام الكاميرا حتى تحصل على أموال".
ويرى الشناوي أن "الجزء العميق في هذا المسلسل أن العائلة بكاملها لديها أزمة اقتصادية وتعاني ماليا فاضطر أفراد منها اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن المال، لكنه لم يقدم أزمة الفقر بأسلوب مباشر مثل رواية نجيب محفوظ في "بداية ونهاية" حيث قدم فيها العائلة الفقيرة المقهورة التي تعمل ابنتها في مجال الدعارة".
لكن محسن لم تعجبه ما وصفه بـ"العظة الأخلاقية الواضحة في نهاية المسلسل"، مشيرا إلى أنه "بدا وكأن اللوم كله يقع على مواقع التواصل الاجتماعي ووجودها وأنها السبب في انحراف الشباب والفتيات بالرغم من أن المسلسل كله يتحدث في بدايته على الأسرة والاحتياج المادي والتفكك الأسري".
أما مسلسل "صلة رحم" فيرى أنه لا يركز على مشاكل اقتصادية لكنه يطرح فكرة الاحتياج المادي والمعنوي وعدم الشعور بالأمان خاصة بالنسبة للمرأة".
وقال: "الاحتياج المادي لبطلة المسلسل التي كانت قد خرجت من قضية خلع زوجها الذي كان يهينها ويعتدي عليها جسديا ثم الاضطرار إلى أن تكون وسيطا يحمل طفلا لأشخاص آخرين رغم أنها لم تكن مقتنعة بالأمر".
وأشار إلى أن المسلسل طرح أمورا عديدة من بينها "العنف الجسدي على المرأة وحق الخلع ومشاكل المرأة وطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان من حقها قانونيا الأجهاض أم لا وكيف يتعامل معه الأطباء هل من ناحية إنسانية أم يستغلون الأمر حتى يتربحون منه".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
الفلبين: قلقون لنشر الصين سفينة عملاقة داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة بها
عبرت الفلبين عن قلقها من نشر الصين سفينة عملاقة لخفر السواحل داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة بها.
وقالت السلطات الفلسطينية، في تصريحات لها نقلتها وسائل إعلام؛ إنها فوجئت بعدوان الصين المتزايد بنشرها السفينة العملاقة التابعة لخفر السواحل.
ولاحقا؛ صرحت الفلبين بأنها نشرت سفينة لخفر السواحل لمواجهة زوارق الدورية الصينية التي تحاول "تغيير الوضع الراهن الحالي" في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وفق ما ذكرت صحف دولية.
وترى بكين أحقيتها في معظم الممر المائي الاستراتيجي على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية في عام 2016 الذي ذهب ضدها، وكانت هناك اشتباكات متكررة أو مواجهات متوترة بين السفن الفلبينية والصينية.
كما أن بروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام لديها أيضًا مطالبات بشأن المياه.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني العميد البحري جاي تاريلا إن سفن الدوريات الصينية اقتربت هذا العام إلى مسافة 60 ميلا بحريا (111 كيلومترا) غرب جزيرة لوزون الرئيسية في الفلبين.
وأضاف في بيان "إن هدفهم هو تطبيع مثل هذه الانتشارات، وإذا مرت هذه الإجراءات دون أن يلاحظها أحد أو يواجهها أي تحدي، سوف تمكنهم من تغيير الوضع الراهن الحالي".
وقال في وقت لاحق للصحفيين إن مانيلا نشرت سفينة لخفر السواحل في المنطقة لمواجهة الدوريات الصينية "غير القانونية".
وقال إن نشر القوات يهدف إلى ضمان "عدم تطبيع الدوريات الصينية، وعدم نجاح هذا السلوك التنمري".
وأثارت المواجهات في بحر الصين الجنوبي مخاوف من أنها قد تجر الولايات المتحدة، حليف مانيلا الأمني منذ فترة طويلة، إلى صراع مسلح مع الصين.