«صناعة الحبال».. حرفة تتحدّى الزمن
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
خولة علي (دبي)
الحرف التراثية إيقاع الماضي الذي يصدح في الكثير من الفعاليات والمهرجانات التراثية، لتشكل لوحات من عراقة وأصالة الموروث، وتعكس جهود الأولين في تطويع مفردات البيئة المحلية، وتحويلها إلى منتجات تسد حاجاتهم، وتعينهم على معيشتهم الصعبة آنذاك. وتُعتبر النخلة إحدى أهم مصادر منتجاتهم الحرفية، ومنها حرفة صناعة الحبال التي كانت واحدة من الأدوات المهمة التي يستخدمها الأجداد في شتى أعمالهم، سواء في المزارع أم رحلات الصيد، وهذه الملحمة التراثية كانت وما زالت تساهم في إحياء التراث وتحقيق استدامته، لتعزيز مبدأ التواصل بين الأجيال.
التمسك بالماضي
ومن بين الحرفيين الذين برعوا في حرفة صناعة الحبال، الوالد عبدالله محمد الشحي الذي افترش الأرض، وبكلتا يديه جلس «يفتل» ليفة النخل، موضحاً أن صناعة الحبال من الحرف القديمة التي بدأت تندثر في ظل الحياة العصرية، بعدما توافرت أشكال وأحجام مختلفة من الحبال الصناعية، إلا أن الرغبة في إحيائها، وتعريف الأجيال بها، دفع حماة التراث إلى الاستمرار في ممارستها على الرغم من مشقة احترافها. وقال: هي ملاذنا للتمسك بالماضي الذي نتلمس روعته وبساطته مع استدامة هذه الحرف، مشيراً إلى أن النخلة هي من أعانت الأقدمين على تلبية الكثير من احتياجاتهم، بدءاً من صناعة الحبال، إلى تناول ثمارها، وصولاً إلى تشييد المنازل، فالنخلة لها مكانة مهمة عند الأهالي، وهي شاهدة على إيقاع الماضي، ونافذة على الإبداع والابتكار والإنتاج في زمن كان ينقصه الكثير من الموارد.
استخدامات
للحبال استخدامات عدة بناء على سماكتها ومتانتها، فالحبال السميكة تُستخدم في السفن الشراعية أو قوارب الصيد لتثبيت المجاديف، وربط القوارب بالسيف حتى لا تسحبها الأمواج، أما النوع الأكثر شيوعاً فهو الأقل سماكة ويُستخدم في سحب المياه من «الطوي» أي البئر، وفي تسلق شجرة النخيل لخرف الرطب.
حضارة الشعوب
قال الشحي: نحن كحرفيين نسعى إلى نقل هذا الموروث من خلال المشاركة في المحافل التراثية، فهذا الحراك الثقافي والنشاط المجتمعي يسهم في تعزيز مكانة التراث والتعريف به بين الثقافات الأخرى. وقد التقيت كثيرين أبدوا إعجابهم بما نقدمه من تراثنا. وعلى الرغم من تشابه الصناعات والحرف بين مختلف الشعوب فإن صناعة الحبال بقيت محافظة على أصالتها التي تنبض من أرضنا، لافتاً إلى أن المهن الحرفية تعكس حضارة وتقدم الشعوب.
مراحل
ذكر الشحي، أن صناعة الحبال تبدأ بعد عملية تمزيق الليف من النخلة، ثم يتم وضعه في الماء حتى يلين ويسهل استخدامه، بعدها يترك ليجف ويتفكك تحت أشعة الشمس، ثم يبدأ الضرب والتمشيط حتى يصبح الليف جاهزاً لصناعة الحبال، حيث يتم فتل أو دمج القطع الصغيرة من الليف على راحتي اليدين حتى يتشكل منها حبل رفيع يمكن التحكم في حجمه، من خلال زيادة فتلات الليف ولفه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث الحرف التراثية الإمارات البيئة
إقرأ أيضاً:
رحلة عبر الزمن..استكشف الكنور الخفية في العُلا بالسعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "وراء كلّ صخرة قصة وبصمة فريدة تعكس تاريخ المكان وعظمته"، هذا ما قاله مدون السفر بدر الشيباني، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، بعد زيارته لإحدى الجواهر الخفيّة في قلب السعودية.
تقع العلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهي ليست مجرد وجهة عاديّة، بل رحلة عبر الزمن (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)
وكانت بمثابة فرصة لهرب الشيباني من الروتين، واستكشاف البلاد بطريقة مختلفة تمامًا، بعيدًا عن ناطحات السحاب المتلألئة في سماء العاصمة الرياض وبرج الساعة العملاق في مكة.
وقال: "بمجرد أن لامست قدماي أرض العُلا، وقعت في حُبّها للأبد".
View this post on InstagramA post shared by badr alshibani بدر الشيباني (@jebadr)
متحف مفتوحتُغطّي المناظر الطبيعية في المدينة مساحة 22,561 كيلومترًا مربعًا، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"الهيئة الملكية لمحافظة العلا".
يكمن عمقها التراثي في قدرتها على سرد قصص الحضارات القديمة، مع الحِجر، وهو أول موقع للتراث العالمي لمنظمة اليونسكو في السعودية، والذي يعكس البراعة المعمارية للمملكة النبطية عبر ما يقارب 100 من المقابر المنحوتة.
يبرز تاريخ العلا أيضًا في مدينة "دادان" القديمة، والتي بُنيت خلال القرن التاسع قبل الميلاد، حيث كانت مركزًا رئيسيًا للنشاطات الزراعية والتجارية على مرّ السنين.
أوضح الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"وكالة الأنباء السعودية" أن العُلا تحتضن العديد من المعالم السياحية التي باتت مقصدّا للزوار من حول العالم، من بينها:
جبل الفيليبلغ ارتفاعه عن الأرض نحو 52 مترًا، ويمتاز بشكله الفريد الذي يُشبه الفيل، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني "استكشف العلا".
واحة العلاكانت الواحة محطة استراحة رئيسية للتجار، والحجّاج، والمسافرين الذين عبروا هذه المنطقة، وصولاً إلى مدينة دادان القديمة وموقع الحِجر الأثري.
ووفّرت لأهالي العُلا الظلال الوارفة بأغصانها الخضراء، والأخشاب الضرورية للتدفئة، وبناء المساكن بجذوعها الشامخة، ومصدر قوت وفير بمحاصيلها الطازجة.
جبل عِكمةيحتضن العديد من الكتابات والنقوش المحفورة بأيدي الرحّالة منذ مئات القرون حتى تشهد على مكانة العُلا في ربط الحضارات الإنسانية عبر التاريخ.
وقال الشيباني: "عند التجول بين هذه المعالم التاريخية، ستشعر وكأنك داخل متحف مفتوح للطبيعة، حيث تمتزج العظمة والجمال في مشهد يصعب وصفه بالكلمات".
تُعدّ العلا وجهة جذّابة لمُحبّي التجارب والمغامرات أيضَا، حيث يمكن تجربة الرحلات البرّية والتخييم وتأمل النجوم في سمائها الصافية، إضافة إلى حضور مختلف الفعاليات الثقافية والفنية، مثل مهرجان "شتاء طنطورة"، والذي يُحوّل المدينة إلى وجهة مليئة بالنشاط والحيوية.
حازت المشاهد التي صوّرها المغامر السعودي على إعجاب العديد من مُتابعيه عبر وسائل الاجتماعي.
وينصح الشيباني بزيارة العُلا في فصل الشتاء، وتحديدًا بين نوفمبر/ تشرين الثاني ومارس/ آذار، حيث يكون الطقس معتدلًا ومناسبًا للاستمتاع بشتّى الأنشطة الخارجية.
السعوديةنشر الأربعاء، 02 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.