برعاية منصور بن زايد.. مؤتمر”القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية “يؤكد أهمية تعميق الوعي العالمي بالدور الحضاري للقرآن
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
أصدر مؤتمر” القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية” الذي اختتم فعالياته أمس، بياناً ختامياً تضمن العديد من التوصيات التي أكدت على تعميق الوعي العالمي بالدور الحضاري للقرآن الكريم في إيجاد الحلول للقضايا المعاصرة وتحقيق التنمية المستدامة، والاستعانة بعلماء متخصصين في العلوم الطبيعية، في إطار من التكامل المعرفي والتواشج الحضاري.
كما حث المؤتمر الأكاديميين والباحثين على إجراء الدراسات التي تربط بين القرآن الكريم وباقي فروع المعرفة الكونية والفلسفية، بغية فتح آفاق جديدة تسهم في الارتقاء بالمجتمعات وتحقيق رفاهيتها.
عقد المؤتمر، الذي نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف يومي 24 و25 مارس الجاري، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وسعادة محمد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة، وعدد من المسؤولين بالهيئة والجهات الحكومية، وبمشاركة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة”حفظه الله ” وعدد من العلماء المختصين وسط حضور لافت من الجمهور، وطلاب العلم الذين أشادوا بهذا المؤتمر الذي يواكب نفحات هذا الشهر المبارك.
كما تضمنت توصيات المؤتمر رسم ملامح خارطة طريق واضحة للعمل المستقبلي على المستوى المحلي والعالمي، بهدف الارتقاء بالوعي الإنساني، وتعزيز التناغم بين العلوم الإنسانية والطبيعية، وإعداد موسوعة تفسير حضاري يعنى بإظهار العنصر القيمي في القرآن الكريم، وفق ثوابت علمية، وضوابط منهجية، ورؤى استشرافية، التفكير في إدراج مناهج دراسية تعنى بموضوعات العلوم الكونية في علاقتها مع القرآن الكريم، وتوسيع آفاقها ضمن البحث العلمي في الدراسات الجامعية الأكاديمية، وكذلك تشجيع الأقلام الرصينة لإغناء مفرداتها البحثية، وفروعها المعرفية.
كما تضمنت العمل على نشر التجربة الإماراتية الرائدة في استثمار التقنية الحديثة في خدمة القرآن وعلومه، وتعميم فائدتها لنفع الإنسانية، وتبني الدراسات العلمية الجادة الساعية لتصحيح المفاهيم القرآنية المختطفة، وتشجيع الدراسات الكاشفة عن منهجية القرآن الكريم في بناء الإنسان؛ استناداً إلى ترتيب نزول سور وآيات القرآن الكريم.
كما تم الإعلان عن إطلاق مبادرة عالمية، بإضافة فرع علمي بحثي متخصص في القرآن الكريم وعلاقته بالعلوم الكونية، إلى جائزة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف للقرآن الكريم، ابتداء من الدورة الرابعة عشرة التي ستقام صيف هذه السنة.
وفي ختام المؤتمر رفعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والعلماء المشاركون في ختام المؤتمر بالغ الشكر والتقدير والامتنان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، مشيدين بالدور الريادي المتميز الذي حققته دولة الإمارات في صناعة التفوق العلمي، والتقدم الحضاري.
وبدأت فعاليات اليوم الثاني بالجلسة الأولى “الآيات المتلوة والمرئية؛ نحو تعزيز مناهج الاعتبار والتفكر في التفسير” التي تضمنت كلمة لمعالي الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، رئيس اللجنة الشرعية بالهيئة العامة للأوقاف في المملكة العربية السعودية، تلتها مداخلة تحت عنوان “التفكر في آيات الله الكونية من المقاصد القرآنية والإيمانية”، للدكتورة مريم راشد الشحي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فيما قدم فضيلة الشيخ توفيق بن مولاي العبقري من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”، المداخلة الثانية بعنوان “القرآن الكريم والعلوم الكونية والمعارف المعاصرة أية علاقة؟” .
وجاءت المداخلة الثالثة تحت عنوان “مدرسة الإعجاز العلمي وثمرة التفكر في آيات الله” تحدث فيها الدكتور إبراهيم إمونن، من العلماء الضيوف أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين بجامعة عبد الملك السعدي بالمغرب.
وقدم الأستاذ الدكتور أحمد حسين محمد إبراهيم، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة المداخلة الرابعة “ الحقائق العلمية المعاصرة ومعايير اعتبارها في تفسير القرآن”
وفي جلسة “جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة القرآن وعلومه” تطرقت الدكتورة نوف أحمد الشحي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإسلامية والأوقاف، في كلمتها لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، في خدمة القرآن الكريم، وعنايته بالتعاليم القرآنية وتسخيرها في مسيرة التقدم، وعنايته بنشر العلم القرآني حفظًا وتدبراً.
وتحت عنوان “مستقبل التقنيات الحديثة والتطبيقات في خدمة القرآن الكريم وأثرها على الأجيال” تناول الدكتور حميد الأصلي الشامسي، خبير الذكاء الاصطناعي في شرطة أبوظبي، بعض النماذج في كيفية تسخير التقنية الرقمية الحديثة في خدمة القرآن الكريم.
بدورها، استعرضت موزة علي الظاهري، من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، جهود الهيئة في خدمة القرآن الكريم، والتعريف بـ”المنصة الذكية لتعليم القرآن الكريم عن بعد” والتي أنشأتها الهيئة.
وقدم سعيد عايد الكتبي، من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية مداخلة عن “المبادرات المجتمعية والإعلامية في خدمة القرآن الكريم في دولة الإمارات” ومن أبرزها المراكز الدائمة لتحفيظ القرآن الكريم، وبرامج التأهيل، ومنصة القرآن الكريم للتعليم عند بعد، وإذاعة زايد للقرآن الكريم، وإنشاء منصة دبي لأفضل الممارسات في خدمة القرآن الكريم، والمسابقات والجوائز القرآنية في الدولة، وكذلك مشاريع تحفيظ القرآن الكريم المتعددة والممتدة على جميع إمارات الدولة، والكليات والمجامع والمؤسسات القرآنية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
آداب سماع القرآن الكريم.. عليك بهذه الأمور لتنال الأجر العظيم
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن هناك آداب سماع القرآن الكريم، فالاستماع إلى القرآن الكريم من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد لربه سبحانه، والتي يتحصل منها على الأجر العظيم، والثواب الجزيل، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. [الأعراف: 204].
وذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يستحب لمستمع القرآن الكريم أن يتحلى بجملة من الآداب، منها:
▪ أن يستمع إلى القرآن الكريم بسكينةٍ وإنصاتٍ.
▪ أن يتدبر ويتفكر فيما يسمعه من آيات الذكر الحكيم.
▪ أن يستمع إلى القران الكريم بعيدًا عن الضوضاء؛ ليكون ذلك عونًا له على الخشوع والتدبر.
▪ ألا يشوش على قراءة القرآن، ولو بمدح القارئ والثناء عليه.
▪ أن يكون مُتوضئًا؛ ليسجد سجدة تلاوة إذا استمع إلى آية سجدة.
▪ أن يتفاعل مع ما يسمعه من آيات القران الكريم، فإذا استمع إلى آية بشارة سأل الله إياها، أو آية عذاب تعوذ بالله منه.
▪ أن يداوم على استماع القرآن الكريم؛ ليكون دائم الصِّلة بالله تعالى.
وقالت دار الإفتاء، إن المسلم يؤجر على سماعه لقراءة القرآن من الآخرين، ويستحب له أن يطلب التلاوة ممن يعلم منه إجادة التلاوة للقرآن الكريم مع حسن الصوت ليستمع إليها.
واستشهدت الإفتاء في إجابتها عن سؤال:«هل هناك ثواب سماع القرآن الكريم من الآخرين دون قراءته؟» بما روي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: "قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: «فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا» [النساء: 41]، قَالَ: «حَسْبُكَ الآنَ»، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ» رواه البخاري.
وأشارت إلى أن فقهاء الحنفية ذهبوا إلى أن استماع الإنسان للقرآن أثوب من قراءته لنفسه؛ لأن المستمع يقوم بأداء فرض بالاستماع، بينما قراءة القرآن ليست بفرض؛ مستندين إلى إلى قول العلامة ابن نجيم في "الأشباه والنظائر" (ص248): «اسْتِمَاعُ الْقُرْآنِ أَثَوْبُ مِنْ قِرَاءَتِهِ، كَذَا فِي "مَنْظُومَةِ ابْنِ وَهْبَانَ».
قراءة القرآن بدون وضوءوقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه قد ذهب جمهور الفقهاء خلافًا للظاهرية إلى عدم جواز قراءة القرآن للجنب سواء أكان من المصحف أم من غيره فعن عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي الْحَاجَةَ فَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَكُنْ يَحْجِزُهُ، أَوْ يَحْجُبُهُ إِلا الْجَنَابَةُ" [أخرجه أحمد].
أما الحائض والنفساء فالجمهور أيضًا على عدم جواز قراءتهما للقرآن الكريم قياسًا على الجنب، ولما ورد عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلَا الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ" [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].
وذهب المالكية إلى جواز قراءة الحائض للقرآن، كأن تقرأ من حفظها، أو من هاتفها، أو ما شابه؛ لأن الجنب جنابته بيده، وليست الحائض كذلك، بل أجازوا مس المصحف لها في حال التعلُّم والتَّعليم؛ لأنها قد تتضرر من عدم القراءة كأن يفوت عليها حفظ، أو تعلم القرآن الكريم، خاصة أن فترة الحيض تطول.
وبالتالي فيجوز للحائض أن تقرأ القرآن وتقلِّد مَن أجاز ذلك، خاصة إن كانت هناك ضرورة من حفظ وتعلم ومدارسة، ويجوز لها مس المصحف على رأي المالكية في حال التعليم والتعلم.
وأما غير المتوضئ فلا بأس بقراءته للقرآن، ولكن دون مسٍّ للمصحف؛ لأن مس المصحف يحتاج إلي طهارة، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء، وقد أجاز بعض الفقهاء للمحدثِ حدثًا أصغر أن يمس المصحف، ولكن الخروج من الخلاف مستحب؛ لذا فالأولَى للمسلم إذا أراد أن يمس المصحف أن يتوضأ إذا أمكنه ذلك، خروجًا من الخلاف.