أصدر مؤتمر” القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية” الذي اختتم فعالياته أمس، بياناً ختامياً تضمن العديد من التوصيات التي أكدت على تعميق الوعي العالمي بالدور الحضاري للقرآن الكريم في إيجاد الحلول للقضايا المعاصرة وتحقيق التنمية المستدامة، والاستعانة بعلماء متخصصين في العلوم الطبيعية، في إطار من التكامل المعرفي والتواشج الحضاري.

كما حث المؤتمر الأكاديميين والباحثين على إجراء الدراسات التي تربط بين القرآن الكريم وباقي فروع المعرفة الكونية والفلسفية، بغية فتح آفاق جديدة تسهم في الارتقاء بالمجتمعات وتحقيق رفاهيتها.

عقد المؤتمر، الذي نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف يومي 24 و25 مارس الجاري، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وسعادة محمد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة، وعدد من المسؤولين بالهيئة والجهات الحكومية، وبمشاركة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة”حفظه الله ” وعدد من العلماء المختصين وسط حضور لافت من الجمهور، وطلاب العلم الذين أشادوا بهذا المؤتمر الذي يواكب نفحات هذا الشهر المبارك.

كما تضمنت توصيات المؤتمر رسم ملامح خارطة طريق واضحة للعمل المستقبلي على المستوى المحلي والعالمي، بهدف الارتقاء بالوعي الإنساني، وتعزيز التناغم بين العلوم الإنسانية والطبيعية، وإعداد موسوعة تفسير حضاري يعنى بإظهار العنصر القيمي في القرآن الكريم، وفق ثوابت علمية، وضوابط منهجية، ورؤى استشرافية، التفكير في إدراج مناهج دراسية تعنى بموضوعات العلوم الكونية في علاقتها مع القرآن الكريم، وتوسيع آفاقها ضمن البحث العلمي في الدراسات الجامعية الأكاديمية، وكذلك تشجيع الأقلام الرصينة لإغناء مفرداتها البحثية، وفروعها المعرفية.

كما تضمنت العمل على نشر التجربة الإماراتية الرائدة في استثمار التقنية الحديثة في خدمة القرآن وعلومه، وتعميم فائدتها لنفع الإنسانية، وتبني الدراسات العلمية الجادة الساعية لتصحيح المفاهيم القرآنية المختطفة، وتشجيع الدراسات الكاشفة عن منهجية القرآن الكريم في بناء الإنسان؛ استناداً إلى ترتيب نزول سور وآيات القرآن الكريم.

كما تم الإعلان عن إطلاق مبادرة عالمية، بإضافة فرع علمي بحثي متخصص في القرآن الكريم وعلاقته بالعلوم الكونية، إلى جائزة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف للقرآن الكريم، ابتداء من الدورة الرابعة عشرة التي ستقام صيف هذه السنة.

وفي ختام المؤتمر رفعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والعلماء المشاركون في ختام المؤتمر بالغ الشكر والتقدير والامتنان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، مشيدين بالدور الريادي المتميز الذي حققته دولة الإمارات في صناعة التفوق العلمي، والتقدم الحضاري.

وبدأت فعاليات اليوم الثاني بالجلسة الأولى “الآيات المتلوة والمرئية؛ نحو تعزيز مناهج الاعتبار والتفكر في التفسير” التي تضمنت كلمة لمعالي الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، رئيس اللجنة الشرعية بالهيئة العامة للأوقاف في المملكة العربية السعودية، تلتها مداخلة تحت عنوان “التفكر في آيات الله الكونية من المقاصد القرآنية والإيمانية”، للدكتورة مريم راشد الشحي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فيما قدم فضيلة الشيخ توفيق بن مولاي العبقري من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”، المداخلة الثانية بعنوان “القرآن الكريم والعلوم الكونية والمعارف المعاصرة أية علاقة؟” .

وجاءت المداخلة الثالثة تحت عنوان “مدرسة الإعجاز العلمي وثمرة التفكر في آيات الله” تحدث فيها الدكتور إبراهيم إمونن، من العلماء الضيوف أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين بجامعة عبد الملك السعدي بالمغرب.

وقدم الأستاذ الدكتور أحمد حسين محمد إبراهيم، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة المداخلة الرابعة “ الحقائق العلمية المعاصرة ومعايير اعتبارها في تفسير القرآن”

وفي جلسة “جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة القرآن وعلومه” تطرقت الدكتورة نوف أحمد الشحي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإسلامية والأوقاف، في كلمتها لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، في خدمة القرآن الكريم، وعنايته بالتعاليم القرآنية وتسخيرها في مسيرة التقدم، وعنايته بنشر العلم القرآني حفظًا وتدبراً.

وتحت عنوان “مستقبل التقنيات الحديثة والتطبيقات في خدمة القرآن الكريم وأثرها على الأجيال” تناول الدكتور حميد الأصلي الشامسي، خبير الذكاء الاصطناعي في شرطة أبوظبي، بعض النماذج في كيفية تسخير التقنية الرقمية الحديثة في خدمة القرآن الكريم.

بدورها، استعرضت موزة علي الظاهري، من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، جهود الهيئة في خدمة القرآن الكريم، والتعريف بـ”المنصة الذكية لتعليم القرآن الكريم عن بعد” والتي أنشأتها الهيئة.

وقدم سعيد عايد الكتبي، من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية مداخلة عن “المبادرات المجتمعية والإعلامية في خدمة القرآن الكريم في دولة الإمارات” ومن أبرزها المراكز الدائمة لتحفيظ القرآن الكريم، وبرامج التأهيل، ومنصة القرآن الكريم للتعليم عند بعد، وإذاعة زايد للقرآن الكريم، وإنشاء منصة دبي لأفضل الممارسات في خدمة القرآن الكريم، والمسابقات والجوائز القرآنية في الدولة، وكذلك مشاريع تحفيظ القرآن الكريم المتعددة والممتدة على جميع إمارات الدولة، والكليات والمجامع والمؤسسات القرآنية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية الملك.. “موهبة” تنظِّم المؤتمر العالمي الثالث للموهبة والإبداع

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، تنظِّم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، خلال الفترة من 24 إلى 26 نوفمبر 2024م، المؤتمر العالمي الثالث للموهبة والإبداع، تحت عنوان “عقول مبدعة بلا حدود”، وذلك في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك” بمدينة الرياض.

وأوضح الأمين العام المكلف لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” الدكتور خالد الشريف، أنَّ المؤتمر يعد منصةٌ عالميةٌ للشباب الموهوب والمبدع، للمشاركة مع نظرائهم في بناء مستقبل مزدهر للعالم، من خلال تبادل الخبرات والأفكار، ويعزز الريادة العالمية للمملكة في تنمية القدرات الموهوبة والمبدعة، لتشكيل آفاقٍ مستقبلية جديدة، مؤكداً أنَّ المؤتمر يعكسُ التزامَ المملكة العربية السعودية بدعم الموهبة، وتمكين المبدعين، وتعزيز ثقافة الإبداع؛ للتعامل مع التحديات العالمية المقبلة.

وبيَّن أنَّ المؤتمر في نسخته الثالثة، يجمع نخبةً من الخبراء والموهوبين في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، من أكثر من 50 دولةً، للمشاركة كمتحدثين رئيسيين، وفي جلساتٍ حوارية، وورش عمل وكرياثون الإبداع، حيث يسعى المشاركون إلى إيجاد الحلول الإبداعية المبتكرة للتحديات المعاصرة، إلى جانب فعاليات مصاحبة، تشمل معرضاً وزياراتٍ ثقافيةً متنوعةً على هامش المؤتمر، داعياً الموهوبين والمبدعين إلى الحضور والمشاركة في جلسات المؤتمر.

وأكد أنَّ “موهبة” ستواصل جهودها الدؤوبة؛ لدعم كل ما يُسهم في تنمية القدرات، ورعاية الموهوبين والمبدعين، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة – حفظها الله -، والاهتمام البالغ من معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان بهذا الحدث الذي يعقد كلَّ عامين، ويجمع نخبةً من الخبراء والقيادات المؤسسية والشركات الرائدة.

اقرأ أيضاًالمجتمع24 شركة تتنافس في نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال في ختام “بيبان24”

ويأتي المؤتمر العالمي الثالث للموهبة والإبداع، في ظلّ تصاعد الحاجة لتكاتف القدرات الموهوبة من دول العالم كافةً، لوضع الحلول الإبداعية لمواجهة التحديات العالمية، بما يسهم في بناء مستقبلٍ أفضل للبشرية، واستمراراً لرحلة النجاح التي حققها المؤتمر في نسختيه السابقتين، والتي تمحورت توصياتها حول إلهام جيل الشباب الموهوبين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف الفرص وقيادة التغيير في مجتمعاتهم والعالم إلى آفاق جديدة.

وتعدُّ المؤسسةُ رائدةً عالميًّا في مجال اكتشاف الموهبة، ورعايتها، وتمكينها، وصاحبةَ النهج الأشمل في رعاية الموهوبين.

وأتاحت “موهبة” التسجيل في المؤتمر العالمي الثالث للموهبة والإبداع عبر الرابط التالي: https://gcgc.mawhiba.

مقالات مشابهة

  • الشؤون الإسلامية تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا
  • يحتوي خاصية فريدة.. التطبيق الأول عالميا لـ “القرآن الكريم” كل الخصائص بدون انترنت قراءة وتلاوات وتفاسير واعراب ولغات متعددة
  • الشيخ محمد أحمد فتح الله يحصد المركز الثالث في مسابقة العراق الدولية للقرآن الكريم
  • في اليوم العالمي للسكري… أهمية زيادة الوعي وتحسين الوقاية وتعزيز عافية ‏المرضى
  • برعاية منصور بن زايد.. ذياب بن محمد بن زايد يكرِّم الفائزين بالدورة الثانية من جائزة “الإمارات للريادة في سوق العمل”
  • ختام التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم بالسيب
  • برعاية منصور بن زايد.. تكريم الفائزين بجائزة الإمارات للريادة في سوق العمل
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. “موهبة” تنظِّم المؤتمر العالمي الثالث للموهبة والإبداع
  • تحت رعاية الملك.. “موهبة” تنظِّم المؤتمر العالمي الثالث للموهبة والإبداع
  • كامل الوزير يؤكد على أهمية تعميق الصناعه المحلية