مفتي الجمهورية: الشرع الشريف حث على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
كتب- محمود أبو طالب:
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن تعويد الأطفال على الصوم والصلاة شيء مستحب بهدف التدريب والتعويد ولكن بدون إجبار، فكان عليه الصلاة والسلام يتعهَّد أهله ويحسن إليهم في رمضان، بل كان في هنة أهله يساعدهم، وكان يوفيهم حقهم من المعاشرة، ولم يكن يعنفهم ولا ينهرهم وكان يعامل الأطفال بالحكمة والرحمة، بل يدخل السرور في نفوسهم، يأكل مما وجد، فإن أحبه أكل منه وإن كرهه لم يأكل من غير أن يعيبه.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن النبي القدوة يؤسس في هَدْيِهِ الرمضاني لفهم عالٍ لطبيعة التشريع، القائم على التيسير، وجلب المنافع للبشر، ويؤسس كذلك لعلاقةٍ بين العبد وربه قائمة على المحبة والقرب، ويؤسس لعلاقات مجتمعية قائمة على الود والتراحم والتكافل.
وفي ردِّه على سؤال حول تكليف الأطفال والصبيان غير المكلفين بالصيام قال فضيلته: إنَّ التكليف عمومًا مرتبط بالقدرة عليه، وهذا مرتبط بالبلوغ والعقل، ومن المحبَّب أن نعوِّد الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام دون إكراه، أو عنف؛ فالعقاب البدني -وهو ما يطلق عليه "العنف الأسرى"- مرفوض شرعًا، ويجب على جميع البشر الوقوف ضده، وممارسة العنف الشديد ضد الزوجة أو الأبناء لا علاقة له بالإسلام، بل المصادر التشريعية للمسلمين تحث على الرحمة والمودة في الحياة الأسرية ولا تدعو بحالٍ إلى ضرب النساء وظلمهنَّ ولا لضرب الأطفال ضربًا شديدًا والذي أكدت الدراسات التربوية والنفسية على ضرره البالغ والذي قد يؤدي أحيانًا لكثير من الأمراض النفسية كالوسواس القهري وغيره.
كما أن العنف الأسرى يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية، فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء.
واختتم فضيلة المفتي حواره بالرد على سؤال لأحد المشاهدين عن حكم الصوم عن والده في أيام لم يصمها بسبب المرض قائلًا: الأمر فيه سَعة فقد ورد في المسألة عدة أقوال، أما الصلوات التي فاتت المتوفَّى فلا يُلزَم أحد بأدائها عنه لأنها عبادة بدنية، وأما الصوم والزكاة فتجوز على قول بعض أهل العلم، فضلًا عن الديون.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: أسعار البنزين استوديو الأهرام رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الصبر من أعظم الأخلاق في شهر رمضان
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهوربة، أن الصبر يعد من أعظم الفضائل التي يتحلى بها المسلمون في شهر رمضان، مشيرًا إلى مكانته الرفيعة في تعاليم الدين الإسلامي.
الصبر ركن أساسي في تعاليم الدين الإسلاميوأوضح الدكتور نظير عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد، أن الصبر من مكارم الأخلاق التي دعت إليها جميع الرسالات السماوية منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام وحتى بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
استشهاد بكلام الله ورسول الله حول الصبرأشار مفتي الجمهورية إلى أن الصبر يعتبر علاجًا للمصائب والابتلاءات، واستشهد بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ"، مؤكدًا على أهمية الصبر في حياة الإنسان.
كما استدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبدًا ابتلاه ليسمع تضرعه"، مؤكدًا أن الله يبتلي عباده ليختبر صبرهم.
الصبر في حياة الأنبياء: دروس وعبروتحدث الدكتور نظير عياد عن صبر الأنبياء عليهم السلام في مواجهة الابتلاءات، مستشهدًا بقصص من حياة الأنبياء مثل صبر سيدنا أيوب على المرض، وصبر سيدنا يعقوب على فقدان ابنه يوسف، وصبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الأذى خلال دعوته.
أنواع الصبر وأثره في حياة المسلمأكد مفتي الديار المصرية أن الله سبحانه وتعالى يحب الصابرين، مستدلًا بقوله تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
وأضاف أن للصبر ثلاثة أنواع: الصبر على الطاعة، الصبر عن المعاصي، والصبر على مصاعب الحياة التي تحمل التقلبات والابتلاءات.
الصبر في رمضان: فرصة للتقرب إلى اللهوفي ختام حديثه، شدد الدكتور نظير عياد على أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للمسلمين لتطبيق الصبر في مختلف جوانب حياتهم، سواء في أداء العبادات أو في مواجهة الصعاب، ليكونوا من الصابرين الذين يرضى الله عنهم ويجازيهم بالخير.