هبة الله تامر تكتب: المحاماة مهنة كشف المستور ومنبر الحق أم أداة للانتقام وتصفية المصالح الشخصية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
جسدت الفنانة مي عمر دور محامية تُدعي "نعمة سعيد أبو علب" بسيطة الهيئة وتعمل من مقهي شعبي في منطقة شعبية وتتمحور قصة المسلسل حول شهامتها وجدعنتها وقوتها في نصرة الضعيف والوقوف في وجه أي ظالم، وحقق المسلسل نجاحًا ساحقًا رغم أن عدد حلقاته 16 حلقة إلا أنه تصدر التريند منذ اللحظة الأولي من عرضه، ورغم ذلك إلا أنه كان هناك بعض التحفظات التي ظهرت علي شخصية "نعمة" والتي أهانت مهنة المحاماة واستخفت بعقول المشاهدين، وذلك بعد وقوعها في عدة أخطاء مثل طريقة مرافعتها أمام القاضي والتي تعد مخالفة للواقع، فالقاضي لا يسمح باستخدام اللهجة العامية وبكلمات مهلهلة، والأصح أن المحامي يحترم القانون ولا يستعين ببلطجية للحصول على حقه أو للانتقام مثلما فعلت «نعمة».
وتعد مهنة المحاماة من أهم المهن في عالمنا، فمن خلالها يعود الحق لصاحبه ويُكشف المستور ويلقى الجاني جزاءه، واشتهرت مصر بإخراج النُبغاء في تلك المهنة فتخرج من الجامعات المصرية كبار المحامين الذين لقوا شهرة كبيرة في العالم العربي وكانوا منبرًا للحق على الدوام، ولكن الأعمال السينمائية والدرامية أظهرتها بشكل مختلف ويوجد بها بعض التحفظات القانونية والغير واقعية وأظهرت المحامين بشكل إستغلالي ومُتلاعب بكافة ثغرات القانون لخدمة مصالحه الشخصية وتحقيق أهداف موكليه، وهناك عددًا كبيرًا من النجوم جسدوا شخصية المحامي، ومن أبرز هؤلاء الفنانين الذين جسدوا دور المحامي هم: "كمال الشناوى، عادل إمام، أحمد زكى، محمود حميدة، محمد سعد، هانى رمزى"، ومن الفنانات التي جسدت مهنة المحاماة منهم: "مديحة يسرى وفاتن حمامة ولبلبة وعلا غانم".
أعمال فنية استعرضت مهنة المحاماةفيلم "ضد الحكومة": يعتبر الفنان أحمد زكي أبرز من لعب دور المحامي بفيلمه الشهير "ضد الحكومة"، وفيه حاول تقديم نموذج المحامي الذي أنساق وراء فساد المجتمع، ليستيقظ ضميره مجددًا أمام جريمة كادت أن تودي بحياة نجله الوحيد وتسببت في مقتل زملائه، ومشهد المرافعة الذي طالب فيه بمُساءلة جميع المسؤولين بما فيهم رئيس الحكومة ووزراء عن هذه الجريمة.
فيلم "طيور الظلام": قدم الفيلم عادل إمام نموذج آخر للمحامي القادر على التلاعب بكافة ثغرات القانون لخدمة مصالحه وتحقيق أهداف زبائنه، وهو من إخراج شريف عرفة، والذي حاول كشف الدور الذي لعبه المحامون في ترسيخ مبادئ الفساد الإدراي والسياسي في المجتمع المصرى.
من المسلسلات التي تناولت مهنة المحاماة: مسلسل "إبن الأرندلي" الذي تدور أحداثه حول محامي فاسد يعيش في منطقة شعبية يدافع عن الفاسدين بالتحايل على القانون، وتتعرض حياته لموقف يقلبها رأسًا على عقب ويبدل حاله إلى حال آخر.
"أوبرا عايدة" الذي يحكي قصة (سيد عبدالحفيظ) الشهير باسم (سيد أوبرا) محامي شهير بألاعيبه الذي يدافع بها عن المجرمين وتجار المخدرات.
"قانون المراغي" الذي دارت أحداثه حول محامي شهير يُدعى هشام المراغي، إنتهازي يقبل كل القضايا المعروضة عليه بغض النظر عما إن كان صاحبها بريئًا بالفعل أم مدان وتتناول الأحداث علاقته بزملائه وبزوجته المحامية التي تتصدى للظلم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مي عمر مهنة المحاماة
إقرأ أيضاً:
مختار جمعة: الصحبة الصالحة أساس بناء الشخصية السوية
أكد الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الصحبة الصالحة تعد من أهم العوامل المؤثرة في بناء شخصية الإنسان، خاصة الشباب.
وقال في حديثه: "الإنسان يتأثر بشكل كبير بمن يصاحب، وذلك سواء كان هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا، وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الصحبة الصالحة، حين قال: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ...»، وهذا يشير إلى أن الجليس الصالح مثل العطر الذي ينشر رائحته الطيبة ويزيد الإنسان طهارة وراحة، بينما الجليس السوء مثل النار التي تحرق الثياب وتلوث الحياة."
أهمية الصحبة الصالحة في حياة الإنسانأوضح وزير الأوقاف السابق أن الصحبة الصالحة ليست مجرد علاقة اجتماعية عابرة، بل هي شراكة حقيقية تؤثر في سلوك الإنسان وتوجهاته في الحياة. فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»، وهذا يعني أن الإنسان يتأثر بشكل كبير بتوجهات وصحبة من يرافقهم في حياته، ولذا يجب على الإنسان أن يختار رفقاءه بعناية فائقة.
وأضاف جمعة أن الصحبة الصالحة تعد من أسباب النجاح في الدنيا والآخرة، لأنها تدفع الإنسان نحو الأخلاق الطيبة، وتذكره بالواجبات الدينية، وتحثه على اتباع الطريق الصحيح. فالصحابة الكرام، في مقدمتهم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كانوا مثالًا حيًا للوفاء والصدق في الصحبة، مما جعلهم قدوة لأجيال المسلمين في مختلف العصور.
الصحبة السيئة: خطر على الفرد والمجتمعكما نبه الدكتور جمعة إلى خطورة الصحبة السيئة، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم حذرنا بشدة من رفقاء السوء، وأوضح أن أصدقاء السوء يجرون الإنسان إلى الضلال والانحراف عن الطريق القويم.
فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا»* [الفرقان: 26-29].
وأوضح الوزير أن هذا التحذير يبين لنا أن الإنسان الذي يرافق رفقاء السوء سيندم في الآخرة على اختيار هؤلاء الأصدقاء الذين أضلوا سبيله وأبعدوه عن الحق.
كما أشار إلى أن القرآن الكريم تحدث أيضًا عن الصحبة الضارة في قوله تعالى: «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا»، مشيرًا إلى أن الصحبة السيئة يمكن أن تكون سببًا في فساد النفس وابتعادها عن الله تعالى.
النماذج المشرفة من الصحابة الكراموأكد الدكتور جمعة أن الصحابة الكرام، وخاصة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كانوا المثال الأمثل للصحبة الصالحة.
فقد ضرب أبو بكر الصديق أروع الأمثلة في الوفاء والتفاني في دعم النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أشهر المواقف التي توضح ذلك هو حين صدق النبي في حادثة الإسراء والمعراج، حيث قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «إن كان قال فقد صدق»، في إشارة إلى أن أبا بكر كان يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مطلق، حتى في المواقف التي قد يراها البعض غريبة أو غير قابلة للتصديق.
وأضاف الدكتور جمعة أن هذا الموقف يعكس كيف كانت الصحبة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق مليئة بالثقة والصدق والتعاون في سبيل الله.
وفي الحديث عن الصحبة الصالحة، ذكر الدكتور جمعة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِى مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا» [رواه مسلم]، ليؤكد على أن الصحابة الصالحين هم خير معين في الدنيا والآخرة، وأنهم أداة لبناء الشخصية السوية.
التحذير من رفقاء السوءوأكد جمعة على ضرورة الابتعاد عن رفقاء السوء، مشيرًا إلى أنه يجب على المسلم أن يتحلى بالحذر الشديد في اختيار جلسائه، لأن الجليس الصالح يعين على الخير ويذكر بالحق، بينما الجليس السوء يعوق الشخص عن السير في الطريق المستقيم. وقال: "علينا أن نتجنب الصحبة التي تؤدي إلى الضلال، وأن نتحرى الصحبة الصالحة التي تزيدنا تقوى لله تعالى وتقربنا من أعمال الخير".
وأشار إلى أن القرآن الكريم قد أوضح لنا بشكل قاطع أن من يتابع أصدقاء السوء ويجلس معهم يتعرض لتبعات أعمالهم، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ» [الأنعام: 68]، موضحًا أنه من الضروري أن نبتعد عن الصحبة التي تسيء إلى ديننا وأخلاقنا.
في الختام، دعا الدكتور مختار جمعة جميع المسلمين إلى التمسك بالصحبة الصالحة التي تعين على الخير وتدفع الإنسان إلى الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية السامية. وأضاف أن اختيار الصحبة الطيبة هو مفتاح للنجاح في الدنيا وسبب للنجاة في الآخرة، وأن المجتمع المسلم يجب أن يحرص على تقوية الروابط بين أفراده من خلال الصداقات التي تبني وتنمي الإيمان وتقوي العلاقات الاجتماعية على أساس من المودة والرحمة.
وختم حديثه بالدعاء بأن يرزقنا الله الصحبة الطيبة التي تقربنا إليه، ويجنبنا صحبة السوء التي تضلنا عن الطريق المستقيم.