كونتيسة ماريا.. ضحية مستحضرات تفتيح البشرة في القرن الـ18
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
استخدم عدد كبير من البشر مستحضرات تجميل تحتوي على سموم قاتلة عبر عقود مضت، وذلك من أجل الحصول على بشرة ناصعة خالية من العيوب.
بالطبع، غالبا ما كان يؤدي هذا المكياج الضار إلى تدهور بشرة المستخدمين، ويتسبب في آثار جانبية على الصحة والجسم، وفي بعض الحالات الحادة يتسبب في الوفاة أيضا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف تحمين بشرتك من الكيميائيات في مستحضرات التجميل رخيصة الثمن؟list 2 of 4دراسة حديثة: مستحضرات التجميل والشامبو قد تقلل من فرص الحملlist 3 of 4ثروة إحداهن تبلغ 600 مليون دولار بعمر 25 عاما.. كم تملك أغنى الوجوه النسائية في عالم التجميل؟list 4 of 4تغنيك عن مستحضرات البشرة.. ماذا تعرفين عن فوائد الأطعمة التجميلية؟end of list
وتُعد ماريا غانينغ، كونتيسة كوفنتري بإنجلترا، والتي عاشت في القرن الثامن عشر، أفضل مثال معروف للوفاة بسبب متطلبات الجمال القاتلة آنذاك بعد أن استخدمت المكياج، المملوء بمادة الرصاص السام والزئبق، لتفتيح لون بشرتها.
طلب الجمال بأي ثمنيعود استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي على مادة الرصاص إلى مئات السنين عبر التاريخ. إذ قامت النساء في الإمبراطورية اليونانية والرومانية بتبييض بشرتهن بمساحيق وكريمات مصنوعة من المادة السامة، واستخدمت النساء الرومانيات الأرستقراطيات خصوصا الرصاص الأبيض المسمى "سيروسا" كمُرهم أساسي يوضع قبل مستحضرات التجميل.
كذلك لم يخل الكحل المصري القديم من المواد السامة، إذ كشفت الأبحاث الحديثة أنه كان مصنوعا من مزيج من كبريتيد الرصاص والنحاس والكحل.
ومن القرنين الـ15 إلى الـ18 تقريبا، استخدم النساء والرجال الأوروبيون كريما (مُرهما) مصنوعا من الرصاص الأبيض والخل للحصول على مظهر "بياض الموتى" الذي كان رائجا للغاية في ذلك الوقت.
وكان السيروز الفينيسي، وهو نوع من مستحضرات التجميل ومبيضات البشرة التي تحتوي على الرصاص، شائعًا بين الأثرياء خلال تلك الفترة بسبب تغطيته الفائقة ولمسته النهائية الناعمة.
وكان معلوما أن ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى كانت تغطي بهذا المستحضر وجهها بالكامل لكي تغطي آثار حبوب الجذري التي عانت منها.
ولكن الآثار الجانبية لهذا الكريم الخطير شملت تغير لون الجلد بشكل دائم، وتآكل مينا الأسنان، وفقدان الشعر، والمرض غير المفهوم أسبابه الكامنة في تلك الفترة.
الملكة إليزابيث الأولى (غيتي) ماريا ذات الجمال الأخّاذولدت ماريا في هيمنغ فورد غراي الأيرلندية عام 1732، ونشأت في أسرة فقيرة ومتواضعة. بينما كانت لا تزال صغيرة، وضعتها أمها وشقيقتها الصغرى إليزابيث على خشبة المسرح في العاصمة دبلن من أجل كسب لقمة العيش. وهناك تمكنتا من التعرف على شخصيات فنية شهيرة.
وفي القرن الثامن عشر، كان التمثيل وصمة عار اجتماعية، لكن سعت إليه بعض الطبقات لأنه قد يتيح فرص الحصول على الرعاة الأثرياء.
وبحسب وصف الكاتب والسياسي هوراس والبول، فقد كانت الفتاتان الأيرلنديتان ذواتا الأصل الفقير هما أشهر فتاتين في المجتمعات الراقية في ذلك الوقت، وذلك بسبب جمالهما الأخاذ.
وقد بلغت سمعتهما لندن، وأسرت ماريا بلاط قصر سانت جيمس الملكي لدرجة أن أرفع النبلاء في الدولة حاولوا التقرب إليها. وكان أحد هؤلاء الأرستقراطيين جورج ويليام (إيرل كوفنتري) الذي عرض الزواج على ماريا.
أهمية البشرة البيضاء للأرستقراطياتكانت السيدات الراقيات في بلاط لويس الخامس عشر يثمن البشرة البيضاء الشاحبة والخدود الحمراء الزاهية.
فكان بياض البشرة رمزًا للمكانة والرقي في ذلك العصر، وهو ما يميز سيدات المجتمع، مقابل المرأة ذات البشرة الداكنة التي كان عليها أن تعمل في الحقول من أجل لقمة العيش. وبالتالي، حذت ماريا حذو أرستقراطيات لندن، ووضعت البودرة البيضاء وأحمر الوجنتين، وهي المستحضرات التجميلية التي دخلت في صناعتها مركبات سامة مثل الرصاص.
وبسبب شهرتها الفنية التي حققتها في أشهر مسارح لندن في ذلك الوقت، حرصت الشابة الأيرلندية على مواكبة صيحات الموضة والجمال، والحرص على مظهرها طوال الوقت أمام معجبيها، وكادت لا تفارق مستحضرات التجميل بشرتها.
استخدام يومي لمستحضرات تجميل سامةبالنسبة للمبيض الذي استخدمته، فقد استخدمت السيروز، وهو مزيج من أكسيد الرصاص والهيدروكسيد والكربونات. وبالنسبة للأحمر فكان الزنجفر، وهو شكل قرمزي من كبريتيد الزئبق؛ ولأحمر الشفاه استخدمت مستخلص الأعشاب البحرية الذي يحتوي أيضًا على الزئبق.
لم تكن الطبيعة السامة لهذه المركبات مفهومة في ذلك الوقت، كما كانت معظم النساء يستخدمن مستحضرات التجميل فقط في المناسبات الخاصة.
لكن بالنسبة لماريا، كان الاستخدام اليومي لمستحضرات التجميل هو الذي أدى لتعرضها إلى نهاية مأساوية، حيث اختلط الرصاص مع الرطوبة الموجودة في بشرتها لتكوّن أحماضا أكلت وجهها تدريجيا.
نهاية مأساوية بسبب المكياجبدأ جلد ماريا يتقشر، متسببا في حدوث ندوب عميقة، أدت بدورها لدفع الفتاة الجميلة إلى وضع المزيد من المستحضرات لإخفاء العيوب.
شيئًا فشيئا، تسرب الزئبق إلى عروقها، وبدأت تشعر بمرض شديد لا يفارقها.
ونتيجة لخسارتها جمالها الذي تحاكى به المجتمع اللندني الراقي، قيل إنها قضت عامها الأخير في غرفة مظلمة لا ترى أحدا.
توفيت ماريا غانينغ يوم 30 سبتمبر/أيلول 1760 عن عمر يناهز 28 عاما، وتركت وراءها زوجا و4 أطفال صغار.
ورغم أنه لم يتم إجراء تشريح للجثة، فإن الكثير من الناس اعتقدوا أن هذه المرأة الشابة ماتت بسبب السل. لكن بحسب التحليلات والتحقيقات الحديثة، يُعتقد بشكل كبير أنها ماتت بسبب التسمم المعدني، إذ قضت نحبها بسبب مستحضرات التجميل التي كانت تستخدمها، وتُعرف عبر التاريخ بكونها إحدى أولى ضحايا المكياج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مستحضرات التجمیل فی ذلک الوقت
إقرأ أيضاً:
الأرجنتيني أنخيل دي ماريا يتجه للعمل مدربا بعد مسيرته في الملاعب
أكد الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، نجم فريق بنفيكا البرتغالي، أنه يفكر جديا في العمل بمجال التدريب بعد مسيرته الطويلة التي تمتد لعشرين عامًا في عالم كرة القدم.
الأرجنتيني أنخيل دي ماريا يتجه للعمل مدربا بعد مسيرته في الملاعبوينتهي عقد النجم الأرجنتيني المخضرم دي ماريا صاحب الـ 36 عاما، مع ناديه الحالي بنفيكا البرتغالي في صيف 2025.
وفي مقابلة مع منصة "كلانك ميديا"، قال دي ماريا: "بدأت أدرس مجال التدريب كخطة احتياطية. منذ أن كنت في الثلاثين من عمري، بدأت أرى كرة القدم من زاوية مختلفة وبدأت في تحليلها بشكل أعمق".
عاجل.. شقيق محمد طارق عضو مجلس إدارة الزمالك يكشف آخر تطورات حالة شقيقة الصحية الزمالك يتحرك لخطف محمد الشيبي وسط منافسة الأهلي
وأضاف: "بدأت أرى اللعبة ليس فقط من منظور اللاعب، بل أيضًا من منظور المدرب. أعلم أن العمل كمدرب أصعب بكثير، لأنه يتطلب وقتًا وجهدًا أكبر. كلاعب، كل ما عليك فعله هو التدريب والعودة إلى المنزل".
وأكد دي ماريا أنه بعد اعتزاله، يخطط لقضاء بعض الوقت مع عائلته، لكنه قد يفكر في خوض تجربة التدريب في وقت لاحق.
وكان دي ماريا قد انضم لصفوف بنفيكا البرتغالي للمرة الثانية خلال مسيرته الكروية في صيف عام 2023، في صفقة مجانية بعد نهاية عقده مع ناديه السابق يوفنتوس الإيطالي.