احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى يوم بدر من مسجد السيدة نفيسة
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
احتفلت وزارة الأوقاف مساء اليوم الثلاثاء 16 رمضان 1445هــ، الموافق 26 مارس 2024م بذكرى يوم بدر من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة عقب صلاة التراويح، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والسيد اللواء خالد عبد الغفار محافظ القاهرة، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر نائبًا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد محمود أبو هاشم وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور عبد الله حسن عبد القوي مساعد الوزير لشئون المتابعة، والدكتور محمود عبد الخالق الفخراني مساعد الوزير لشئون الامتحانات والتدريب، والدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور نوح عبد الحليم العيسوي مدير الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والشيخ صبري ياسين دويدار مسئول مجموعة الاتصال السياسي بوزارة الأوقاف.
وفي كلمته أكد الدكتور محمد نصار مدير عام شئون المساجد بوزارة الأوقاف أن الأمم العظيمة والشعوب العريقة تولد بعقيدتها وتحيا بذاكرتها، فالذاكرة هي الروح التي تسري في جسد الأمة فيطول بقاؤها، وهي الدماء التي تتدفق في عروقها فتشتد عافيتها، وبالذاكرة تتذكر الشعوب أحداث ماضيها وتتفهمها وتتدبر معانيها، وتستخلص الدروس والعبر التي فيها، وبالذاكرة تتذكر الأمم عناصر قوتها وأسباب رفعتها فيما مضى من تاريخها فتبني حاضرها ومستقبلها على نهجها.
ذكرى معركة بدر الكبرىففي مثل هذا اليوم من شهر مضان في السنة الثانية من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانت معركة بدر الكبرى، والتي كانت حدًا فاصلا بين الحق والباطل، وقد أطلق عليها القرآن الكريم (يوم الفرقان)، يوم التقى الجمعان على غير موعد منهما: «وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا»، فعلى قانون الأسباب والمسببات تأتي معركة بدر لتوثق الفكر الاجتهادي الذي يتميز به الإسلام، لا سيما في أمور السلم والحرب والأمن والأمان من أجل مصالح الأديان والأوطان. ففي سياق أحداث هذه المعركة يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ»، ويقول سبحانه وتعالى: «لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ»، ويقول سبحانه وتعالى في شأن الأسرى: «لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»، فالآية الأولى أشارت إلى ضرورة الاستنباط والنظر والفهم الصحيح، والآية الثانية أشارت إلى أهمية البينة الواضحة، والآية الثالثة أشارت إلى الكتاب الذي سبق، كل ذلك في القضايا والمسائل الظنية المحتملة الصواب مالم يوجد جزم بتحريمها، تأكيدًا على أهمية الاجتهاد الشامل ودوره في مصلحة الأديان والأوطان، وأنَّ «مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان».
كما أكد أن معركة بدر ترسخ لمبدأ التوكل على الله والثقة فيه مع ضرورة الأخذ بالأسباب، وقد جمع النبي (صلى الله عليه وسلم) بين هذين الأصلين العظيمين في الحديث الصحيح الذي يقول فيه: «احْرِصٌ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجزْ»، فأمر بالحرص على الأسباب والاستعانة بمسبب الأسباب وهو الله سبحانه وتعالى.وهذا ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحداث المعركة في يوم بدر من أولها إلى آخرها، حين استشار النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بين الخروج أو البقاء، فانتهى الأمر إلى الخروج إجماعًا من المهاجرين والأنصار، ومن ذلك أيضًا اختيار الموقع ليحولوا بين جيش قريش وماء بدر، فنزل النبي بالعدوة الدنيا من بدر، وهي الجانب القريب من المدينة، كما كان النبي شديد الحرص على كتمان أمره على الناس حتى لا يقف على حقيقتهم أحد، ولا يعرف مقصدهم أحد، كما بنى المسلمون للنبي (صلى الله عليه وسلم) عريشًا يجلس عليه، يدير منه ساحة المعركة، ليكون مطلعًا على ما يجري من أحداث وأمور.
ففي معركة بدر تضافر الأخذ بالأسباب والاجتهاد مع توفيق الله تعالى وتأييده، ثم جاء تأييد الله سبحانه وتعالى بأمور غيبية وأسباب قاهرة مما لا تدركها القدرة البشرية؛ فكان المطر الذي طيب قلوب المؤمنين، والنعاس الذي أمنهم، ونزول الملائكة الذي ثبت قلوب المؤمنين وأثار الرعب في قلوب الكافرين، حيث يقول سبحانه وتعالى: «إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ»، ويقول الحق سبحانه وتعالى: «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، هنا أنجزَ النبي (صلى الله عليه وسلم) مهمتَه، وأقام دولته بعد هذا النصر العظيم، هنا تبددت الغيوم، وتحول الظلام إلى نور، والفوضى إلى نظام، والضياع صار منعه، والمهانة أصبحت عظمة، والجهالة أضحت معرفة، والعدم صار وفرة، إن جميع الأشواك تحولت إلى أزاهير يانعة لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن معه كرسوا حياتهم لطريق الحق والخير والعدل والجمال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معركة بدر الأوقاف صلى الله علیه وسلم سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
محافظ قنا يشهد احتفال الأوقاف بذكرى غزوة بدر الكبرى
شهد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، الاحتفال الذي نظمته مديرية أوقاف قنا بمناسبة ذكرى غزوة بدر الكبرى، وذلك عقب أداء صلاة التراويح بمسجد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي.
حضر الاحتفال الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد للمحافظة، والعقيد علي كامل محمد، نائب المستشار العسكري للمحافظة، والنائب محمد أحمد الجبلاوي، والنائب مبارك أبو عامر، عضوا مجلس النواب، وفضيلة الشيخ محمد زكي يونس، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية والشعبية وجمع غفير من أبناء المحافظة.
بدأت الفعاليات بتلاوة آياتٍ عطرة من القرآن الكريم، تلاها فضيلة الشيخ جمال عبد الحميد المناعي، ثم ألقى الدكتور محمد محمود عبد الرازق، ممثل مديرية الأوقاف، كلمة تناول فيها الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى، والتي يأتي في مقدمتها الثقة بالله، والتوكل عليه، والإخلاص في طاعته، كما تحدث عن فضل الشهادة في سبيل الله ومنزلة الشهداء، مشيرًا إلى أن هذه الغزوة كانت يوم الفرقان الذي فرق بين الحق والباطل، حيث نصر الله المسلمين نصرًا عظيمًا.
عقب ذلك، ألقى فضيلة الشيخ حسام حمد الله، ممثل الأزهر الشريف، كلمة أكد فيها أن الأخذ بالأسباب، وحسن التخطيط، والإعداد الجيد، هو السبيل إلى التقدم والنصر، مستشهدًا بما جسدته غزوة بدر من قيم التوكل على الله مقرونًا بالسعي والعمل.
واختتمت الاحتفالية بالابتهالات والأدعية الدينية التي قدمها فضيلة الشيخ محمود الفدار، في أجواء روحانية مليئة بالإيمان والخشوع.
وفي ختام الاحتفال، قدم محافظ قنا التهنئة للشعب المصري والأمة العربية والإسلامية عامة، ولأبناء محافظة قنا خاصة، بمناسبة هذه الذكرى العظيمة، داعيًا الله عز وجل أن يديم على مصر وشعبها نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظها من كل مكروه وسوء.