تقرير استخباري ألماني مُسرّب ينتقد الهجوم الأوكراني المضاد، ويصفه بأنّه “بطيء للغاية”، مُرجعاً ذلك لـ”أوجه القصور في القيادة”، الأمر الذي أثار غضب حلفاء كييف الآخرين، حسب صحيفة “التلغراف” البريطانية. وانتقدت وثيقة استخبارتيّة ألمانية مُسرّبة الهجوم الأوكراني المضاد، مشيرةً إلى أنّه “يفشل في إحراز تقدمٍ ذا مغزى”، حيث أرجعت ذلك إلى أنّ “الجيش الأوكراني لا يُسخّر التدريب الغربي بالكامل”.

وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية، التي تحدثت عن الوثيقة السرية، في تقريرٍ لها، إنّ الجيش الألماني “البوندسفير” انتقد الجيش الأوكراني “بوضوح لأول مرة في ورقةٍ شديدة الانفجار”، كما أكّدت أنّ “الضباط الألمان يحسبون أفعال الأوكرانيين، ويثيرون مزاعم خطيرة”، مُشدّدة على أنّ الهجوم الأوكراني المضاد لن يسير كما هو مخطط له. وقدّرت الوثيقة السرية التي حصلت عليها الصحيفة أنّ الجنود الأوكرانيين الذين دربتهم القوات الغربية يُظهرون “نجاحاً كبيراً في التعلم، لكنّ القادة الذين لم يمروا على معسكرات التدريب خذلوهم”. وحذّرت من أنّ الجيش يميل إلى تعزيز الجنود ذوي الخبرة القتالية، على أولئك الذين تلقوا تدريب حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مما يعني أنّ البعض يعاني من “أوجه قصور كبيرة في القيادة”. كما لاحظت أيضاً “أوجه القصور” في تطبيق العمليات الإدارية، والتي تؤدي في بعض الأحيان، حسب الوثيقة، إلى قراراتٍ غير صحيحة وخطيرة. وأشارت الوثيقة بشكلٍ دقيق إلى أنّ كييف تنشر قواتها بشكلٍ ضئيلٍ للغاية عبر خط المواجهة البالغ طوله ألف كيلومتر، وأنّها تهاجم في وحداتٍ مؤلّفة من عددٍ قليل جداً من الجنود. وتناولت صحيفة “التلغراف” البريطانية نشر الوثيقة الألمانية السرية، مؤكّدةً أنّ الوثيقة أثارت غضب حلفاء كييف الآخرين. ونقلت الصحيفة البريطانية رفض كبار المسؤولين العسكريين البريطانيين ما وصفته بـ”الادعاءات” الواردة في الوثيقة المُسرّبة من قِبل الجيش الألماني، لأنّها لا “تبدو صحيحة”. وقال مصدر دفاعي كبير في الجيش البريطاني للصحيفة، في تعليقه على تسريب الجيش الألماني، إنّه “ليس من المفيد انتقاد أوكرانيا بلا داعٍ”، مُشيراً إلى أنّ الأوكرانيين “بالتأكيد لديهم الكثير من المشاكل، لكنّني لا أعتقد أنّ هذا الاتهام الألماني هو واحد منهم”. وأوردت الصحيفة رداً للرئيس السابق لأركان الجيش البريطاني، اللورد ريتشارد دانات، قال فيه: “نحن بحاجة إلى التحلي بالصبر مع أوكرانيا”. يُذكر أنّ القوات المسلحة الأوكرانية لم ترد على الوثيقة الألمانية أو الانتقادات الواردة فيها. وقبل يومين، أقرّ وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، بأنّ الهجوم المضاد الذي خططت له كييف “لم يحقق أهدافه في الوقت المحدد”. ورأى الوزير أنّ الفكرة القائلة إنّ أي هجوم مضاد يجب أن يكون سريعاً “فكرة خاطئة”، موضحاً أنّ “القتال ليس لعبة كمبيوتر”. كما أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فشل الهجوم الأوكراني المضاد، مشيراً إلى أنّ الجيش الأوكراني دمّر عدداً قياسياً من المعدات الغربية. وفي 9 تموز/يوليو الجاري، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زييلينسكي، بأنّ وتيرة الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية “ليست كما كان متوقعاً”، وتابع: “نريد جميعاً أن يحدث هذا بشكلٍ أسرع. كل يوم يعني خسائر بين الأوكرانيين”. يُذكر أنّ الهجوم المضاد، الذي تحدثت عنه السلطات الأوكرانية منذ فترة طويلة، بدأ في 4 حزيران/يونيو الماضي، على محاور واسعة جنوب دونيتسك وزاباروجيا وباخموت، وحتى الآن، تركّز الهجوم الرئيسي للقوات الأوكرانية على قطاع زاباروجيا جنوباً في اتجاه شبه جزيرة القرم.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الهجوم الأوکرانی المضاد الهجوم المضاد إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير لـ «الأمم المتحدة» يكشف فظائع بمعتقلات الدعم السريع و الجيش بالخرطوم

 

كشف تقرير لـ «الأمم المتحدة» حول مراكز الاحتجاز  بولاية الخرطوم في سياق النزاع في السودان فظائع و انتهاكات مروّعة لقوات الدعم السريع و الجيش بولاية الخرطوم شملت التعذيب و التجويع و الإخفاء القسري. الخرطوم ـــ التغيير يشير التقرير إلى أن مدينة الخرطوم، التي كانت تأوي أكثر من تسعة ملايين شخص قبل الحرب، أصبحت مركزًا للصراع الذي اندلع في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF). أدى النزاع إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك القتل غير القانوني والاحتجاز التعسفي والعنف الجنسي والتشريد القسري. منذ منتصف عام 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على معظم ولاية الخرطوم، مستخدمة البنية التحتية المدنية كمراكز احتجاز وقواعد عسكرية مؤقتة. في المقابل، احتفظت القوات المسلحة السودانية بجزر سيطرة إستراتيجية، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة متكررة. يركز التقرير على ممارسات الاحتجاز التي تقوم بها كلا القوتين، معتمدًا على شهادات الضحايا والشهود. المنهجية يعتمد التقرير على مراقبة حقوق الإنسان التي يجريها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان (OHCHR)، ويستند إلى 34 مقابلة، شملت 29 شخصًا كانوا محتجزين سابقًا وخمسة شهود وأفراد من أسر الضحايا. شملت الشهادات تفاصيل حول أوضاع الاحتجاز، والمعاملة التي تعرض لها المحتجزون، وأنماط الانتهاكات. كما استخدم التقرير صور الأقمار الصناعية للتحقق من مواقع مراكز الاحتجاز ومقابر جماعية محتملة. الإطار القانوني يؤكد التقرير أن النزاع المسلح غير الدولي في السودان يخضع للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وأن السودان ملتزم باتفاقيات جنيف والمعاهدات الدولية التي تحظر الاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري. كما يشير إلى أن كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ملزمة بحماية المحتجزين من سوء المعاملة وتوفير الحد الأدنى من ظروف الاحتجاز الإنسانية. النتائج ١. ممارسات الاحتجاز في مراكز قوات الدعم السريع تحقق التقرير من وجود 39 موقع احتجاز تديرها قوات الدعم السريع، حيث كان يُحتجز حوالي 10,000 شخص خلال فترة التغطية. وتشمل مواقع الاحتجاز هذه المباني السكنية، المدارس، المحاكم، الجامعات، قواعد عسكرية، ومرافق حكومية. أ. ظروف الاحتجاز •الاكتظاظ الشديد: يُحتجز مئات الأشخاص في مرافق غير مهيأة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وقلة التهوية. •سوء التغذية: يحصل المحتجزون على وجبة واحدة يوميًا، وغالبًا ما تكون غير كافية، ما أدى إلى حالات سوء تغذية حادة ووفيات. •انعدام النظافة: المرافق تفتقر إلى المراحيض المناسبة، ويتم استخدام دلاء للصرف الصحي، ما تسبب في تفشي الأمراض الجلدية والجهاز الهضمي. •الحرمان من الرعاية الطبية: يواجه المحتجزون رفضًا متعمدًا لتلقي الرعاية الطبية، مما أدى إلى وفيات بسبب الأمراض القابلة للعلاج. ب. التعذيب وسوء المعاملة •الضرب الوحشي: يُستخدم الجلد بالعصي والأسلاك المعدنية، إلى جانب الصدمات الكهربائية والضرب بالسياط. •الاختفاء القسري: يُحتجز بعض الأفراد دون أي تواصل مع عائلاتهم، وأفاد شهود عن استخدام التهديدات النفسية والإعدامات الوهمية. •العنف ضد النساء والأطفال: تم احتجاز نساء وأطفال في نفس الظروف المهينة، مع ورود تقارير عن العنف الجنسي ضد النساء في بعض المرافق. ج. استخدام الأطفال كحراس •أكدت شهادات عديدة أن قوات الدعم السريع جندت أطفالًا يبلغون 14 عامًا لحراسة مرافق الاحتجاز، حيث تورطوا في ضرب المحتجزين، وأُفيد بأن بعضهم كانوا تحت تأثير المخدرات أثناء أداء عملهم. د. مقابر جماعية ووفيات في الحجز •تم الإبلاغ عن معدلات وفيات مرتفعة، حيث وصل عدد الوفيات اليومية في بعض السجون مثل سجن سوبا إلى 80 شخصًا، معظمهم بسبب الجوع وسوء المعاملة. •أظهرت صور الأقمار الصناعية خمس مقابر جماعية محتملة بالقرب من مرافق الاحتجاز التابعة لقوات الدعم السريع، مع وجود توسعات ملحوظة في مقبرة بالقرب من سجن سوبا. ٢. ممارسات الاحتجاز في مراكز القوات المسلحة السودانية تحقق التقرير من سبعة مراكز احتجاز تديرها القوات المسلحة السودانية، جميعها تقع داخل قواعد عسكرية. وأشار الشهود إلى أن المعتقلين في هذه المراكز شملوا مقاتلي قوات الدعم السريع، مدنيين متهمين بدعم قوات الدعم السريع، وأفراد من الجيش السوداني محتجزين لأسباب تأديبية. أ. ظروف الاحتجاز •الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي: يُمنع المحتجزون من الاتصال بأسرهم أو الحصول على تمثيل قانوني. •الاكتظاظ وسوء المرافق الصحية: شهدت بعض المراكز حالات وفاة بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة. ب. التعذيب وسوء المعاملة •الضرب والصدمات الكهربائية: تعرض المحتجزون للضرب بالأسلاك والهراوات، والصدمات الكهربائية، مما أدى إلى إصابات جسدية طويلة الأمد. •التمييز العرقي: أفاد شهود أن المحتجزين من دارفور وكردفان تعرضوا لمزيد من الانتهاكات، بناءً على افتراض أنهم يدعمون قوات الدعم السريع. •الإعدامات خارج نطاق القانون: وثق التقرير حالات وفاة تحت التعذيب، حيث تم إجبار المحتجزين على حفر قبور لزملائهم الذين ماتوا نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي. الاستنتاج والتوصيات الاستنتاجات •ارتكبت كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك الاعتقال التعسفي، التعذيب، والقتل خارج نطاق القانون. •استخدمت قوات الدعم السريع البنية التحتية المدنية كمراكز احتجاز، وحولت بعضها إلى سجون غير رسمية، حيث تعرض المعتقلون لسوء المعاملة والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية. •في مراكز الاحتجاز التابعة للقوات المسلحة السودانية، تم الإبلاغ عن عمليات اعتقال تعسفية وتعذيب، مع استهداف محدد للمعتقلين من بعض المناطق الجغرافية بناءً على خلفياتهم العرقية. •الظروف الصحية والغذائية في مراكز الاحتجاز كارثية، مع تفشي الأمراض والجوع، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات. التوصيات •يدعو التقرير إلى الإنهاء الفوري للاحتجاز التعسفي والإفراج عن المحتجزين دون تهم قانونية. •يوصي بفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات، مع محاسبة المسؤولين عن التعذيب وسوء المعاملة. •يطالب بوصول المراقبين الدوليين إلى مراكز الاحتجاز لضمان امتثالها للمعايير الإنسانية. •يشدد على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمحتجزين، بما في ذلك الغذاء والرعاية الطبية. التقرير يكشف صورة قاتمة عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المحتجزون في ظل النزاع في السودان، ويوضح الحاجة الملحة إلى تدخل إنساني وقانوني لوقف هذه الانتهاكات وضمان حقوق الإنسان. الوسومالأمم المتحدة الجيش الدعم السريع انتهاكات تقرير

مقالات مشابهة

  • يعلون يثير جدلا حادا عقب تكرار انتقاده لجرائم الجيش الإسرائيلي
  • إثر انتكاسات ميدانية.. زيلينسكي يغير رئيس أركان الجيش الأوكراني
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف لن تعترف رسميًا بالسيطرة الروسية على أراضيها
  • تقرير لـ «الأمم المتحدة» يكشف فظائع بمعتقلات الدعم السريع و الجيش بالخرطوم
  • تقرير: مسلحون متحالفون مع الجيش وراء مجزرة في بوركينا فاسو
  • ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي للغاية
  • الجيش الأوكراني يختنق.. وترامب يحذر للمرة الأولى من مجزرة مروعة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.. ماذا يحدث؟
  • بوتين يدعو الجيش الأوكراني للاستسلام في منطقة كورسك الروسية
  • زيلينسكي يعلّق على وضع الجيش الأوكراني في كورسك
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف أبدت مرونة تجاه المبادرة الأمريكية للهدنة