قال محمد العالم، المحلل السياسي في واشنطن، إن قرار مجلس الأمن رقم 2728 الصادر يوم الاثنين، والذي يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، يعكس تزايد الوعي العالمي بتداعيات الكارثة الإنسانية في القطاع وتأثيرها الجدي على المدنيين.

 

وأوضح العالم، في تصريحات، أن تأييد مندوبي الدول لهذا القرار يُظهر اعترافهم بسيناريو المجاعة الذي يعانيه السكان في غزة، وهو ما يدفعهم للتحرك السريع للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية.

 وأشار إلى أن إسرائيل، برغم تصريحاتها، لم تُعبّر بشكل مباشر عن اعتراضها على المقاومة الفلسطينية، إلا أنها تأثرت بشكل كبير بتباين الآراء حيال القرار، خاصة بعد تمريره من قبل المجلس، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت عليه.

وأكد العالم أن هذا القرار يمثل إحدى الإدانات الإنسانية التي تواجهها إسرائيل أمام المجتمع الدولي، ويعكس تحولًا في مواقف الدول تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 

وأبرز ضرورة احترام مبدأ حل الدولتين كحلا للأزمة، مع التأكيد على أن انتهاك إسرائيل للقرار يمكن أن يعرّضها للعزلة الدولية، ويدفع المجتمع الدولي لفرض عقوبات عليها.

 

قرار مجلس الأمن والتباين في الردود: تأثيره على إسرائيل وحماس

أكد المحلل السياسي، محمد العالم، أن قرار مجلس الأمن يمثل إدانة إنسانية جديدة لإسرائيل أمام المجتمع الدولي، حيث انهارت صورتها الدبلوماسية بسبب التطورات الجارية في غزة. 

وأشار إلى أن تباين الآراء حول القرار يظهر الاجماع العالمي على ضرورة حل الدولتين، ويُعكس تغيّرًا في المواقف الدولية تجاه إسرائيل كدولة محتلة، وهو مفهوم غاب عن المجتمع الدولي لسنوات عدة.

وأوضح العالم أن امتناع إسرائيل عن تنفيذ القرار يُعرضها للعزلة الدولية، ويصورها بصورة دولة لا تحترم النظام العالمي.

 كما أشار إلى حق المجلس في اتخاذ إجراءات عقابية ضدها، وفي تحريك قوات دولية لفرض الهدوء في حالة عدم الالتزام بالقرار، خاصة بعد إعلان طرف المقاومة نيته تنفيذ القرار.

ويُشار إلى أن مجلس الأمن اتخذ قرارًا تاريخيًا بوقف إطلاق النار في غزة للمرة الأولى، وقررت الولايات المتحدة عدم استخدام حق النقض (الفيتو) هذه المرة.

 وبينما رحبت حركة حماس بالقرار، أكد مسؤولون إسرائيليون استمرار القتال حتى تحقيق أهدافها، وهي إعادة المحتجزين وتدمير حماس.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجلس الأمن قرار مجلس الأمن غزة وقف اطلاق النار وقف إطلاق النار في غزة قرار وقف إطلاق النار حماس قرار مجلس الأمن بشأن غزة قرار مجلس الأمن المجتمع الدولی فی غزة

إقرأ أيضاً:

المزاج العام واتخاذ القرار: صندوق الزواج أنموذجًا

يبدو أن القرارات المالية والاجتماعية خصوصا لا تُتّخذ بمحض الصدفة، وتعبّر عن الحالة المزاجية التي يكون عليها الفرد خلال فترة معيّنة، ونتائج القرار المتخذ ربما تنعكس سلبا على الأشخاص المحيطين أو المتوقع تأثرهم بارتداداته وعواقبه، ويظهر ذلك جليا في القرارات المالية والاجتماعية (صندوق الزواج أنموذجا) التي من المفترض أن نكون أكثر حذرا ووعيا بما نُقدم عليه أو نخطط بشأنه، لأن القرار المالي والاجتماعي يعد المحدد الرئيس للواقع المعيشي للفرد وطريقة تفاعله مع الأحداث والمواقف اليومية خصوصا تلك التي أثرها يبقى طويلا أو للأبد في هذه المنظومة الكونية. وإذا كان أفراد المجتمع يظنون بأن الحياة لا يمكن التفاعل معها بدون بعض القرارات المسلم بها مثل قرار الزواج وشراء السيارة وبناء المنزل؛ فإن المزاج العام هو المحدد الرئيس لهذه القرارات والمؤثر على طريقة اتخاذها وإن كانت محفوفة بالمخاطر المستقبلية والنتائج العكسية المحتملة، فتارة نجد أنّ الفرد سيّد قراره ولا يتأثر بما يدور حوله، وتارة أخرى يتأثر بالمزاج العام في المجتمع الناتج عن حدث عابر أو حالة معيّنة نتيجة ظروف طارئة، وفي نفس السياق استغرب من اتخاذ قرار غير مدروس أو عبثي يؤثر سلبا على القرارات المستقبلية للفرد أو تضعه في مأزقٍ يضطر من خلاله إلى تعميق الآثار الناتجة عن القرار المتخذ بسبب حالة عابرة.

أسئلة عديدة تبحث عن الإجابة حول أثر المزاج العام في اتخاذ القرارات عموما ومدى الحاجة إلى إجراء مزيدٍ من البحوث والدراسات العلمية لفهم الحالة المزاجية لأفراد المجتمع التي تدفعهم نحو محدودية التفكير وسطحية التفاعل مع ما يطرح ويناقش ويفنّد، هذه الحالة أيضا تبعدهم عن التخطيط لمستقبلهم وتشغلهم بالاهتمام لأمور لا تعود بالنفع عليهم. عديد من المصادر العلمية تشير إلى أنّ العلوم الاجتماعية ترى أن سلوك الفرد وقراراته تتأثر غالبا عاطفيا ونفسيا بالأشخاص المحيطين به وهو ما تطرّق إليه الاقتصاد السلوكي مستندا على نظريات ودراسات وبحوث علمية متخصصة بالجوانب الاجتماعية والنفسية؛ لذلك فإن قرارات الفرد يغلب عليها الجانب غير العقلاني، ولا تستند إلى مبررات واقعية لاتخاذها وإنما تتأثر بسلوك الآخرين دون وجود خطة عقلانية ودراسة مستفيضة لواقع الفرد ماليا واجتماعيا.

تحدثنا في مقالات سابقة عن أهمية الاستفادة من تطبيقات الاقتصاد في إدارة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للفرد وضرورة تحكيم العقل والمنطق في اتخاذ القرارات خاصة التي يتوقّع أن تؤدي إلى تأثيرات رئيسة على الدخل العام للأسرة وإرباك وضعها الاجتماعي، ويمثل الاقتصاد التشاركي أحد الحلول المتاحة للتخلص من تبعات القرار المالي غير المدروس رغم عدم رواج أدواته وقبولها مجتمعيا؛ للنهج المتبع لسنوات طويلة، ولممارسات متخّذة على مدى الأجيال، وربما يكون دمج ممارسات السلف التي كانت لها مبررات واستمرت مع الأجيال مع تطبيقات العلم الحديث؛ بهدف تحسين المزاج العام في بعض الجوانب التي تحفّز العاطفة السلبية لأفراد المجتمع، وهنا أستحضر التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم التي أسداها في الذكرى الخامسة لتولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد القاضية بإنشاء صناديق للزواج في مختلف المحافظات، حيث لهذه التوجيهات أثرٌ إيجابيٌ على المزاج العام لأفراد المجتمع خصوصا فئة الشباب المقبلين على الزواج؛ لأن الصندوق كان مطلبا مجتمعيا لسنوات للتكاليف الباهظة -أحيانا- للزواج مما ساعد على عزوف الشباب عن الزواج في حالات عدّة، ولذلك جسّدت التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم التكافل والتعاون بين الحكومة والمجتمع في هذا الجانب، مما أعاد التفكير جديا في اتخاذ قرار الزواج والتحضير له بعد أن قام كثيرون سابقا بتأجيل الفكرة حتى يستند على أساس مالي متين.

غالبا يتعدى أثر القرار المالي الحياة الشخصية للفرد إلى المجتمع ككل؛ للارتباط الوثيق بين الجانبين الاجتماعي والمالي ودورهما في تلبية الاحتياجات اليومية للأفراد والحفاظ على مكوّنات الأسرة، إضافة إلى أنهما عاملان مهمان في التخطيط لمستقبل كل فرد في الأسرة وتفاعله مع المجتمع، ولأن المزاج العام هو حالة عابرة في كثير من الأحيان يتأثر بها الفرد ويعكس ذلك التأثير على المجتمع مما يكوّن المزاج العام، فإنه من الجيد دراسة العوامل المؤثرة على المزاج العام التي تحول دون تعزيز الإيجابية وتحفّز السلبية الدائمة في التفاعل مع القضايا والموضوعات الرائجة، وفي رأيي لا بد من إجراء دراسات وبحوث علمية متخصصة تدرس عدة عوامل ربما تؤثر في المزاج العام وتسهم في تكوينه، وينبغي تشجيع الباحثين والمختصين على بذل جهود أكبر للتعمق في دراسة النظريات ومناقشتها عبر طرح أسئلة حول قضايا عُمانية متخصصة، فنحن بحاجة إلى فهم الحالة المزاجية للمشهد العام التي تربك المجتمع من تحديد أولوياته وحاجياته، مع ضرورة ألا تقف نتائج البحوث والدراسات وتوصياتها ومقترحاتها على الورق، وإنما يتم تطبيقها على أرض الواقع.•

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

مقالات مشابهة

  • "رأيت العالم من الجانبين" للدكتور رامي جلال في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • عون: المجتمع الدولي متجاوب للضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان
  • سوريا تطالب مجلس الأمن بوقف اعتداءات إسرائيل.. و«الشرع» يهنّئ «ترامب»
  • قطر تعلن تاريخ مناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • المزاج العام واتخاذ القرار: صندوق الزواج أنموذجًا
  • «مستقبل وطن»: العفو عن 4466 من المحكوم عليهم يعكس رؤية الرئيس السيسي الإنسانية لتعزيز الوحدة الوطنية
  • الهلال الأحمر المصري يكشف تأثير الهدنة ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • مجلس الأمن يعقد مناقشة مفتوحة حول فلسطين وأوضاع الشرق الأوسط
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة مفتوحة بشأن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة اليوم بشأن فلسطين