فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، في القطاعات الحكومية والخاصة، الاستماع لمحاضرة زعيمها الإرهابي، وإيقاف أي أعمال أو مهام حتى الانتهاء من المحاضرة، غير آبهة لقضايا المواطنين، بل حتى المرضى في المستشفيات.

مصادر مطلعة أكدت لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي أوقفت أي أعمال أو مهام للموظفين في عدد من القطاعات الحكومية والخاصة، وفرضت عليهم الاستماع لمحاضرة الإرهابي عبدالملك الحوثي، التي تنتهي عند العاشرة والنصف مساءً، بما في ذلك إيقاف الخدمات في المستشفيات.

وطبقاً للمصادر، فإن المليشيات الحوثية حدد غرفة واسعة في كل مبنى حكومي وخاص، لتكون مقر تجمع الموظفين وحضورهم للدروس الطائفية والسلالية التي تقيمها الجماعة، بما فيها محاضرة الإرهابي الحوثي، حيث تُجبرهم على الحضور والاستماع إليها.

وقالت المصادر، إن المليشيات الحوثية أوقفت الخدمات في مقرات هامة، منها المستشفيات والتي تشهد ازدحاماً للمرضى، بالإضافة إلى وصول عدة حالات طارئة، غير آبهة بأوضاع المرضى، ولا يجد المواطنون غير عدد قليل من أفراد الحراسة.

وبحسب المصادر، فإن الكوادر الطبية بمن فيهم الأطباء والصحيون، جميعهم يخضعون لدورة حوثية إجبارية، فرضتها المليشيات منذ الساعة الثامنة مساء كل يوم وحتى العاشرة والنصف، بمعدل ساعتين ونصف، مما يضطر المرضى الانتظار للأطباء حتى الانتهاء من تلك الدورة الإجبارية.

وأوضحت المصادر لوكالة خبر، أن عددا من الحالات تدهورت أوضاعهم الصحية في عدد من المستشفيات الحكومية، وبعضهم فقد الكثير من الدم، نتيجة الانتظار، خصوصاً ممن تعرضوا لحوادث مرورية، ورغم ما آلت إليه الحالات المرضية، إلا أن المليشيات لا تكترث لذلك، وتصر على إخضاع جميع الكوادر الطبية لتلك الدروس أو الدورة الحوثية.

ولم يقتصر الأمر عند المستشفيات فقط، بل شمل فرضها كافة إدارات الأمن والسجون وأقسام الشرطة ومختلف الجهات الحكومية والخاصة، كما طالت الأحياء السكنية من خلال تحويل المساجد إلى مجالس لمضغ القات، وفتح مكبرات الصوت عند دروسها بينما أغلقتها عند صلاة التراويح.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الحکومیة والخاصة

إقرأ أيضاً:

الاستماع أو الإنصات ومنصة "تجاوب"

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

في عالمنا اليوم، نجد أن العديد من الأشخاص يغفلون عن أهمية الاستماع والإنصات الجيِّد، فقد يعتقد البعض أن مهارة الحوار والحديث هي الأساس في بناء العلاقات، ولكن الحقيقة أن الاستماع يشكل الجزء الأكبر من ذلك، فإنك عندما تُظهر اهتمامًا بكلام الآخرين، عندما تمنحهم الفرصة للتعبير بحرية، تشعرهم أنك تقدّرهم وتُعطيهم مكانتهم ليس في حياتك فحسب وربما في هذا العالم كله، وهذا ما يجعل الشخص الذي يمتلك هذه الصفة يشعر بنجاحه في تواصله مع الآخرين.

ولكن، الاستماع الجيِّد ليس مجرد شيء فطري أو سهل إذ لا يكفي أن تُظهر لباقة الحديث والقدرة على الحوار؛ بل لا بُد من أن يكون لديك أيضًا مهارة الانصات الواعي، هذا النوع من الاستماع يتطلب منك تركيزًا عميقًا واهتمامًا متواصلًا بكل كلمة يتفوه بها الشخص الآخر، ومن هنا يأتي الاستماع الجيد كعملية تتجاوز مجرد سماع الأصوات المحيطة بنا، ليصبح وسيلة معبّرة عن فتح القلب والعقل لفهم أفكار الآخرين ومشاعرهم.

وهناك شروط لا بُد من توافرها في الاستماع، فإنَّ أحد أهم عناصر الاستماع الفعّال هو القدرة على البقاء مركزًا أثناء الحديث، متجنبًا أي عامل قد يشتت انتباهك، فبعض الأحيان من جاء لتستمع إليه ربما ترك من في العالم أجمع وجاء إليك أنت دونهم لتستمع إليه، هنا عليك احترام المتحدث عن طريق عدم مقاطعته وتمنحه الفرصة ليُعبر عن نفسه بحرية، فإنِّه يشعر بالراحة والاطمئنان، وهو ما قد يُعزز العلاقة بينكما.

كما ينبغي عليك عند الاستماع في بعض الأحيان المشاركة الفعّالة أثناء المحادثة؛ فالاستماع ليس فقط الصمت أثناء حديث الآخر؛ بل هو التواصل عبر ردود بسيطة أو تعبيرات وجه تظهر اهتمامك بكل ما يُقال حتى ولو بالإيماءات البسيطة التي يمكن أن تساهم في جعل الشخص الآخر يشعر أنك تهتم لما يقوله، كما إن الصبر يعد من أهم سمات الاستماع الجيد؛ فليس هناك شيء يزعج المتحدث أكثر من الشعور بأن هناك استعجالًا لإنهاء الحديث، لذلك من الضروري أن تتحلى بالصبر وأن تعطي الشخص الآخر الوقت الكافي للتعبير عن ما يدور في خاطره.

والاستماع فن- وأي فن- فهو ليس مهارة محصورة في محيط العمل أو في الأوساط الاجتماعية فحسب، بل له دور بالغ الأهمية في الأسرة، فعلى سبيل المثال عندما يستمع الأب أو الأم إلى أبنائهم، يشعر الأطفال بقيمتهم، مما يعزز من قوة الروابط العاطفية داخل الأسرة، ويعتقد البعض خطأً أن الاستماع فقط لقضاء أو طلب حاجة أو مصلحة أو الاستماع مجرد وسيلة لحل المشكلات، ولكن هو في الحقيقة وسيلة لبناء بيئة صحية تفيض بالحب والثقة  والاحترام، وفي الوقت نفسه، يُعتبر الاستماع أيضًا أساسيًا في علاقاتنا مع الأصدقاء والزملاء في العمل بين الموظف والمسؤول؛ حيث يُساعد في بناء الثقة بين الأفراد ففي اللحظة التي يشعر فيها الآخرون أنهم يُستمع إليهم بصدق، تصبح العلاقات أكثر قوة، بعيدًا عن الفتور أو السطحية.

أما في المجتمع والحياة العامة، فإنَّ الاستماع الجيد يلعب دورًا بارزًا أيضًا، فالحكومات التي تستمع إلى مشاكل واحتياجات مواطنيها، هي تلك التي تتمكن من اتخاذ قرارات أكثر حكمة، تُلبي حاجات الناس وتُحسن من حياتهم ورفاهيتهم، هذا النوع من الاستماع يُعزز من الثقة بين المواطنين وحكوماتهم، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.

وحريٌ بنا إبراز ما أعلنت عنه الحكومة خلال ملتقى "معًا نتقدم" أو من خلال ما تم من تدشين المنصة الالكترونية "تجاوب"، وهو ما يعكس حرص الحكومة على الاستماع للمواطن حتى يتمكن بنفسه من الاطلاع على السياسات والخطط والبرامج التي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة في كافة المجالات، ومتابعة وإبداء الرأي فيما تحقق من هذه الخطط والبرامج، وكذلك تقديم أي شكوى عن الموضوعات التي تخص المواطن في كافة المؤسسات الحكومية.

ختامًا.. إنَّ الاستماع ليس مجرد مهارة نمارسها أحيانًا، بل هو فن وأسلوب حياة يجب أن نتبناه وهو الأساس الذي نبني عليه تواصلنا مع من حولنا؛ سواء في الأسرة أو العلاقات الاجتماعية أو الحياة العامة. ومن خلال الاستماع الجيد، نتمكن من حل المشكلات، وبناء الثقة، وتعزيز التعاون بين الجميع. لذلك، يجب علينا أن نتعلم كيف نصبح مستمعين جيدين، لأن هذا يفتح لنا أبوابًا جديدة من الفهم والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.

ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.

مقالات مشابهة

  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • بعد مطالبته بكشف قتلة يحيى موسى.. مليشيا الحوثي تختطف الكاتب الحراسي بذمار
  • مليشيا الحوثي تغلق مسجداً أثرياً في إب وتصادر محتوياته وسط مخاوف من تحويله سكناً وثكنة عسكرية
  • عوض وسلامة يبحثان حلا جذريا لتأمينات الصحفيين بالصحف الحزبية والخاصة والمستقلة
  • أمير منطقة الرياض يستقبل مديري فروع القطاعات الحكومية بالمنطقة
  • مليشيا الحوثي تختطف رئيس فرع جمعية الأقصى بعمران
  • مدير المستشفيات التعليمية يتفقد «المطرية التعليمي» لمتابعة انتظام العمل.. صور
  • عدن: مليشيا الانتقالي تفرض جبايات بذريعة دفع رسوم تشغيل المولدات الكهربائية
  • الاستماع أو الإنصات ومنصة "تجاوب"
  • صحيفة عبرية: المليشيات الدرزية تهدد بتغيير وجه الشرق الأوسط