بيشوي عماد لـ«كلم في الفن»: «دائما ما أشعر بالخوف من نظرة المجتمع لأسرتي المصابة بالصمم»
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أكد بيشوي عماد، مسؤول تجربة ترجمة مسلسل عتبات البهجة إلى لغة الإشارة للصم وضعاف السمع، إن هناك مراحل صعبة يعيشها مع المجتمع وأنه دائما ما يشعر بالخوف أن المجتمع يعلم أنه من أسرة صماء: «أنا مجرد ما بتكلم مع أبويا في الشارع بلغة الإشارع بلاقي أمة لا إله إلا الله اتجمعت».
وأضاف «عماد» خلال لقائه مع الكاتب الصحفي مصطفى عمار، ببرنامج «كلام في الفن» المذاع عبر راديو «سبورت أف أم»: «في أحد الأيام ذهب والدي إلى مدرستي، لكي يعرف مستواي في التعليم، وفي ذلك الوقت المُدرس الذي يشرح لي الحصة لم يكن يعلم أن والدي من الصم والبكم، فوالدي لم يفهم ما يقوله المدرس لأن الشخص الأصم في مجتمعنا دائمًا بياخد باله من لغة الشفايف».
وتابع: «بعد المدرس ما انتهي من كلامه لوالدي، تمكن والدي من فهم بعض حركة الشفاف فترجم لنفسه ما يقوله المُدرس» ليرد والدي بلغة الإشارة للمدرس:«أنا مش مصدق كلامك على ابني، وأنا ووالدته فخورين به، لأنه قادر يتأقلم مع الحالة اللي أنت موصلهاله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: لغة الإشارة للصم وضعاف السمع مسلسل عتبات البهجة بيشوي عماد
إقرأ أيضاً:
إفيه يكتبه روبير الفارس: "تهاني وجعاني"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شيء سخيف وممل، ويثير التقزز أيضًا، ما يحدث مع كل عيد أو مناسبة تخص المسيحيين، وهو تحريم التهاني، وفي المقابل إجازة التهاني. وكأن هذه التهاني الإنسانية، التي تنم عن مشاركة مجتمعية طبيعية وعادية، سوف تحيي الموتى وتقيم العظام، وتغير موقعنا وتضعنا بين القوى الاقتصادية العظمى في العالم!
وهي، في الأول والآخر، مجرد كلمتين تعبران عن مشاعر قلبية ورقي إنساني، وتُعلي من قيم التسامح. لكن هناك حالة من الغرور داخل نفوس فارغة، تظن أنها تملك مفاتيح سعادة الدنيا والحقيقة المطلقة في الآخرة. ومن هذا الظن الآثم، يعيش الفرد في كبرياء ذاتي منتفخ وضليل.
فيظن أن كلمة مثل "كل سنة وأنت طيب"، أو "ألف مبروك"، أو "خالص العزاء"، هي تنازل ضخم يُحرّك السماء، ويُحوّل الدم إلى ماء، وضحكة الشمس إلى بكاء!
في حين أن الأمر يكشف عن "أمراض نفسية" في الأساس، لأنه يصنع من الحبة قبة، ومن التهنئة اعترافًا بعقيدة لا يؤمن بها.
ولتقريب الصورة، تخيّل لو تمت دعوتك لحفل زفاف وذهبت لتبارك للعروسين، فهل يعني هذا أنك موافق على هذه الزيجة ومقتنع بصحة اختيار الزوج لعروسه؟ بالطبع لا! فالأمر يخصهما بالكامل، وأنت تشارك بالتهنئة، التي لا تؤخر ولا تقدم شيئًا في مستقبل هذا الزواج.
إذًا، لا تعطي الكلمات العادية أكبر من حقيقتها وفعاليتها.
تأمل كيف تدعو، منذ سنوات طويلة، على "الكفار والأعداء"، بينما تذهب دعواتك أدراج الرياح، وهم في تقدم وازدهار ورخاء! كما أن ترحمك على الموتى من عدمه لن يغير مصيرهم الأبدي.
لابد أن تعالج غرورك بذاتك، وأن تشفي نفسك بحب الناس، الذي يُظهر عظمة عقيدتك وعلو قدرك فعلًا.
وهنا لابد من الإشارة إلي نقطة مهمة بخصوص
هذا الاستعلاء والتعالي، ورفض الآخر المختلف، فهو مرض ليس قاصرًا على دين أو مذهب معين.
وأعرف أن هذه الإشارة قد تُغضب الأقباط. ففي الوقت الذي يغضبون فيه من رفض البعض تقديم التهاني لهم، نجد من بينهم أصواتًا لا تقل تعصبًا وكبرياء عن هؤلاء.
فقد رأينا أسقفًا يرفض الاحتفال بالكريسماس، ويسخر منه، ومجموعة من "حماة الإيمان" يتعالون على تهنئة المحتفلين بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، بحجة امتلاك الحقيقة المطلقة.
ويصعب أن تجد أرثوذكسيًا يُهنئ الكاثوليك بعيد الحبل بلا دنس، وهو عيد يخص الكاثوليك، أو من يُهنئ البروتستانت بذكرى الإصلاح الإنجيلي.
ربنا يشفي الجميع بالحب. الحب وحده هو ما نحتاج إليه، وهو ما قدّمه المسيح للبشرية. لكن لم يقبله الجميع.
إفيه قبل الوداع
بأي حالٍ عُدتَ يا عيد؟
باللحم والبسكويت!